حواليكم
11-01-2014, 05:40 PM
موت حلم!!
في أحدى المدن الجميلة في هذا العالم الواسع والرائع ، هي تلك المدينة الوحيدة التي يقصدها الجميع للسفر من أجل العلم وليس من أجل المتعة والتسليه ، كيف لا وقد تخرّج منها المهندسين والعلماء وغيرهم الكثير ، وهي حلم كل شخص يطمح للوصول إلى أعلى المراتب في علمه ، إنها أشبه بمدينة الأحلام ولكن أحلام نرغب في تحقيقها لا في العيش فيها فحسب..
ولقد كان يطمح صديقنا فوزي للوصول إلى هذه المدينة لكي يكمل دراسته فيها ويتخرج منها ويصبح أفضل مهندس في بلاده ، وكان على كامل الوعي أن هذا طريق صعب جدا ،ويحتوي على الكثير من المصاعب والعقبات غير أنه كان مصر على هذا ، ولم يكن مدركا أن ما بداخل هذه المدينة الغريبة هو أشد من تصوره وأصعب من تحمل نفسه الضعيفة .
كان هذا الحلم في مخيلة فوزي عندما كان في العاشرة من عمره ، وقد سمع عن هذه المدينة في برنامج التلفاز وهي تتحدث عن هول هذه المدينة وعظمتها ، وقرر بعدها أن يرسم مستقبلة للوصول إليها بشتى الطرق وأن يبذل الجهد المكثف للوصول إلى هدفه المنشود .
وبعد حمد من الله وتوفيقه وجهد متواصل ومكثف من صديقنا فوزي تم قبوله في بعثه دولية لهذه المدينة ، وكانت شروط هذه الدولة عكس التي كان يتمنها فوزي أو يحلم بها ، وفقد كان أصعب هذه الشروط هو أنه يظل في المدينة خمس سنوات متواصلة ، ولكنه رغم هذا أتخذ قرراه وهو الموافقة.
دخل فوزي هذه المدينة بعزم يشبه الحديد وحماس قريب من جبل شامخ عنيد وخصوصا بعد ما نزل من الطائرة ، ولكن بعد بعض لحظات خفت بعض آماله وهو يشاهد مناظر خيلت إليه كشاب عاش في بيئة محافظة أنه يعود للعصور الجاهلية ..
ولكنه رغم هذا لم يستسلم وظل مصر على هذا القرار الذي أتخذه ، وقد كانت والدة فوزي غير موافقة على هذا القرار الذي اتخذه ابنها العزيز ولكنها رغم هذا ، ظلت طول الوقت تتمنى لأبنها التوفيق وتدعي ربها أن ينصره ويوفقه .
بعد مرور ست أشهر ، أدرك فوزي جميع أسرار هذه المدينة الغريبة والعجيبة الممتلئة بالأسرار ، لكن لسوء الحظ وقع في إعجاب فتاة ذات جمال ، وفي صباح كل يوم وبين مواقف انتظار الحافلات المتوجهة إلى الجامعة كان ينظر إليها ويتأمل في جمالها داعيا أن تكون له فرصه ويجود الحظ بشيء من الوقت فيكلمها .
وكان جمال زميل غرفته ، يحترم فوزي جدا وكان يحاول أن يقنع فوزي أن هدف تركهم أوطانهم ليس للبحث عن الحب في مدينة يخشى على الحب منها ، إلا أن فوزي لم يستطع من أن يخلص نفسه من هواها ...
حتى أن فوزي بأحلامه الكبيرة منذ صغره ، لم يتوقع أن تنكمش أحلامه لتنحصر في نيل ود تلك الفتاة والتفكير فقط في كيفية الوصول الى قلبها وعاد يرى بحر تلك المدن ولا سمائها ولا جامعاتها ولا حضارتها لم يكن يرى سوى صورة تلك الفتاة فقط ، حاول جمال أن يشغل بال فوزي عنها ولكنه لم يستطيع ذلك .
في أحد الأيام الصعبة والمتعبة ، أقترح جمال على فوزي الذهاب لأحد المطاعم الفاخرة في تلك المدينة ، وكان الحظ حليفه هذه المرة ففي نفس المطعم الفتاة التي كان يحلم بها فوزي ، فرح فوزي وشكر جمال على اقتراحه ، وبتسم الحظ لهما مره أخرى وهي أنه كان المطعم مزدحم كثيرا ولم تكن هناك طاولة لهما ، فأشارت تلك الفتاة لهما أن يجلسا معها ، وبدا بتعرف عليها ولم يترك فوزي سؤالا كان يخامره عن حياتيها إلا وسألها ، ولقد أكتشف من أسئلته أنها وحيده وليس لها صديق أو صديقة في هذه المدينة وطلب منها أنه تقبله كصديق فقبلته.
في صباح اليوم الثاني ، نجح في لفت نظراتها له وأيضا تمكن من قضاء نصف يوم معها وكان أسعد أيامه في تلك المدينة وأخبرها عن قصته الحزينة في الماضي وأعترف لها بأعجابه لها ...وشكرته على ذلك ولم تكن تنوي الأقتراب منه لأنها كانت تعتقد أنه لا يناسبها .
هنا أنهى فوزي السنة الأولى وأنهى معها أول خطوة له من علاقتة بسالي التي هي من أصول عربية ، أخبرت فوزي انها ستغادر هذه المدينة وسوف ترجع عند بداية العام الجديد أي أنها ستختفي لمدة سبعة أشهر .
بعدها مر فوزي بفترة من أفضل فتراته دراسيا ، ولقد ربح جائزة ماليه من الجامعة التي يدرس فيها وذلك في مسابقة كانت قد تطرحتها الجامعه (أفضل مشروع قد يفيد الجامعه) ، وكان متحمسا للوقت الذي يرى فيه سالي للمره الثانية ويخبرها عن انجازته.
تذكر فوزي أمه وعائلته التي لم يتواصل معها منذ مدة طويلة ، فتحرك الحنين والشوق في قلبه ، فقرر أن يجري مكالمة معهم ، بعد ما غادر جمال المدينة هاربا وعاكسا للقوانين ، ولكنه لم يخبرهم عن سالي .
ظل فوزي وحيدا في المدينة الغريبة ، وحبال أفكاره تراوده يمينة ويسرة وهو واقف أمامها ، ولقد أكمل جمال أربعة عشر يوما ولم يرجع للمدينة ولم يعرف فوزي أي شيء عنه ، فقرر أن يتصل به وأخبره أنه سيعود قريبا للمدينة .. وشعر فوزي بالارتياح لكنه أدرك أن سعادته تنقص دائما دون سالي
ومضت الأيام والشهور ثقيلة صعبة على قلب صاحبنا فوزي حتى جاء موعد رجوع سالي للمدينة.
بقيت ساعات قليلة على موعد هبوط طائرة سالي في المدينة كانت الساعة السادسة صباحا .. وكان الجو مشمسا لطيفا ، وكان فوزي على موعد مع محاضرته بعد ساعتين من الآن ، دهشت سالي حين قارعت عيناها هامة فوزي وهو ينتظرها بلهفة وشوق ودعاها لوجبة أفطار شهي بمطعم قرب المطار وهناك طلب منها أن تقبل دعوته لتناول العشاء معه هذه الليلة فقد حسم القرار في قلبه وقرر أن يخطو الخطوة الأهم في حياته وأن يعترف لها بكل شيء وأن يطلب منها أن ترسم حلمهما كما تشاء وتشتهي ....
وفي المساء أصطحب فوزي سالي من بيتها وطلب منها أن يأخذها في جولة بسيطة حول المدينة ومن ثم يرافقها إلى السنيما ثم يتنازلان وجبة العشاء على الشاطئ
وبعد الانتهاء من السينما وفي طريقهم إلى الشاطئ أخذت قسمات وجه فوزي تميل إلى الاضطراب وبدا واضحا في عينيه بريق الخوف فبادرته سالي
- ما بك ياصديقي.؟!
تأملها فوزي وكأنه يراها لأول مرة ثم قال بصوت متلعثم:
- أود أن أخبرك بشيء ما..
- وما هو هذا شيء؟؟؟
- عندما نصل إلى الشاطئ أخبرك
غير أن سالي كسرت الصمت بعد مدة وهي تقول :
- أنا مدركة تماما لما تريد قوله فعيونك تفضح ما بداخلك
قال لها ونبضات قلبه المتسارعه تكاد تقتله
- فما هو إذن.؟!
- تود أن تعترف بحبك ... غير أنني أرفض هذا الحب ولدي أسباب التي تمنعي من ذلك
ولم تكد أن تكمل حتى قاطعها بانفعال واضح
- ولكن لماذا؟؟ ما الذي ينقصني؟؟؟ لم ترفضي قلبي وحبي؟؟؟ لم تصنعين بي ذلك
نظرت إليه بأسى ودون شعور تتابعت دمعاتها ..فهال فوزي مايرى فظل صامتا يشاهد عينيها الحلوتين مذهولا حتى قالت له
- نعم لا يمكنني الارتباط بك إن هذا الوجه الجميل هو عالم من جسد يغزوه مرضا خبيثا ... فلا تثقل علي الاحزان واتركني وشأني
ثم مضت وتركته مصدوما ولم تلتفت خلفها أبدا، وحين أفاق فوزي صرخ بها أن تعود لكنها لم تفعل ...فرجع فوزي لمنزله مفارقا للبسمة والحزن يغمر قلبه . وبات ليلة يقلب الدمع عينيه والألم فراشه حتى أشرق الصباح ولم تغفو عينا صاحبنا فوزي ولو لبضع دقائق.
في صباح اليوم الثاني لاحظ جمال ذلك التغير الملفت على وجه فوزي ولم يكن يعرف سبب ذلك ، ولم يتكلم فوزي أي كلمة لجمال وبعد الوصول إلى مكان انتظار الحافلات قال جمال مداعبا للفوزي:
- أنظر فصديقتك الجميلة هناك
فقال له بصوت غاضب:
- أرجوك لا تكلمني عنها
فأدرك جمال سبب هذا التغيير المفاجئ الغريب في وجه فوزي ولم يريد أن يثقل من ألمه...
تلاحقت الأيام وأخذت الهموم تزداد في قلب فوزي ولم يلتقي من ذاك اليوم بسالي إلا مرة واحدة لاحظ أنها لا تريد الحديث معه مطلقا وطلبت منه راجية أن لا يكرر ذلك وأن مابها هو أشد من أن يفكر حتى بالتضحية لأجلها .. عندها أدرك فوزي أنه حلم لايمكن تحقيقه وأن سالي التي أتعب فكره فيها لشهور وسنوات تضيع منه في لحظة وتنهدم أحلامه دون أن يملك لها شيئا وهناك همس له جمال قائلا : يا صديقي ليس كل الأحلام تتحقق ومن العبث أن نحكم للموت على جميع أحلامنا لمجرد موت بعضها فوجه قوتك وحزنك في تحقيق حلم دراستك واسعاد أهلك.
فقال له والبسمه بدات في وجه : نعم يا صديقي فكلامك على صواب
ومرت الأعوام دافئة سريعة هرب فيها فوزي من هموم قلبه الى هموم عقله فجد واجتهد وقد حصل على المراكز المتقدمه في الجامعه ولم يعرف أي شيء عن سالي بعد أن انتقلت هي الاخرى الى بلدتها ولم تكمل دراستها .. لكنها ظلت حلم لم يتحقق حلم يؤلمه كلما تذكره حلم مات قبل أن يولد على أرض واقعه ...
وحان موعد رجوع كل من فوزي و جمال لمدينتهما ومسكنهما وأهليهما ،وهناك في أرضهم وموطنهم حقق كلا منهما حلمه
فتوظف فوزي في مدينته وأستلم أفضل الرواتب ونجح في حياته ووفقه الله بزوجة طيبة أنجبت له أبناء صالحين.
إعداد الطالب : خالد سعيد الراسبي
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=549065&goto=newpost)
في أحدى المدن الجميلة في هذا العالم الواسع والرائع ، هي تلك المدينة الوحيدة التي يقصدها الجميع للسفر من أجل العلم وليس من أجل المتعة والتسليه ، كيف لا وقد تخرّج منها المهندسين والعلماء وغيرهم الكثير ، وهي حلم كل شخص يطمح للوصول إلى أعلى المراتب في علمه ، إنها أشبه بمدينة الأحلام ولكن أحلام نرغب في تحقيقها لا في العيش فيها فحسب..
ولقد كان يطمح صديقنا فوزي للوصول إلى هذه المدينة لكي يكمل دراسته فيها ويتخرج منها ويصبح أفضل مهندس في بلاده ، وكان على كامل الوعي أن هذا طريق صعب جدا ،ويحتوي على الكثير من المصاعب والعقبات غير أنه كان مصر على هذا ، ولم يكن مدركا أن ما بداخل هذه المدينة الغريبة هو أشد من تصوره وأصعب من تحمل نفسه الضعيفة .
كان هذا الحلم في مخيلة فوزي عندما كان في العاشرة من عمره ، وقد سمع عن هذه المدينة في برنامج التلفاز وهي تتحدث عن هول هذه المدينة وعظمتها ، وقرر بعدها أن يرسم مستقبلة للوصول إليها بشتى الطرق وأن يبذل الجهد المكثف للوصول إلى هدفه المنشود .
وبعد حمد من الله وتوفيقه وجهد متواصل ومكثف من صديقنا فوزي تم قبوله في بعثه دولية لهذه المدينة ، وكانت شروط هذه الدولة عكس التي كان يتمنها فوزي أو يحلم بها ، وفقد كان أصعب هذه الشروط هو أنه يظل في المدينة خمس سنوات متواصلة ، ولكنه رغم هذا أتخذ قرراه وهو الموافقة.
دخل فوزي هذه المدينة بعزم يشبه الحديد وحماس قريب من جبل شامخ عنيد وخصوصا بعد ما نزل من الطائرة ، ولكن بعد بعض لحظات خفت بعض آماله وهو يشاهد مناظر خيلت إليه كشاب عاش في بيئة محافظة أنه يعود للعصور الجاهلية ..
ولكنه رغم هذا لم يستسلم وظل مصر على هذا القرار الذي أتخذه ، وقد كانت والدة فوزي غير موافقة على هذا القرار الذي اتخذه ابنها العزيز ولكنها رغم هذا ، ظلت طول الوقت تتمنى لأبنها التوفيق وتدعي ربها أن ينصره ويوفقه .
بعد مرور ست أشهر ، أدرك فوزي جميع أسرار هذه المدينة الغريبة والعجيبة الممتلئة بالأسرار ، لكن لسوء الحظ وقع في إعجاب فتاة ذات جمال ، وفي صباح كل يوم وبين مواقف انتظار الحافلات المتوجهة إلى الجامعة كان ينظر إليها ويتأمل في جمالها داعيا أن تكون له فرصه ويجود الحظ بشيء من الوقت فيكلمها .
وكان جمال زميل غرفته ، يحترم فوزي جدا وكان يحاول أن يقنع فوزي أن هدف تركهم أوطانهم ليس للبحث عن الحب في مدينة يخشى على الحب منها ، إلا أن فوزي لم يستطع من أن يخلص نفسه من هواها ...
حتى أن فوزي بأحلامه الكبيرة منذ صغره ، لم يتوقع أن تنكمش أحلامه لتنحصر في نيل ود تلك الفتاة والتفكير فقط في كيفية الوصول الى قلبها وعاد يرى بحر تلك المدن ولا سمائها ولا جامعاتها ولا حضارتها لم يكن يرى سوى صورة تلك الفتاة فقط ، حاول جمال أن يشغل بال فوزي عنها ولكنه لم يستطيع ذلك .
في أحد الأيام الصعبة والمتعبة ، أقترح جمال على فوزي الذهاب لأحد المطاعم الفاخرة في تلك المدينة ، وكان الحظ حليفه هذه المرة ففي نفس المطعم الفتاة التي كان يحلم بها فوزي ، فرح فوزي وشكر جمال على اقتراحه ، وبتسم الحظ لهما مره أخرى وهي أنه كان المطعم مزدحم كثيرا ولم تكن هناك طاولة لهما ، فأشارت تلك الفتاة لهما أن يجلسا معها ، وبدا بتعرف عليها ولم يترك فوزي سؤالا كان يخامره عن حياتيها إلا وسألها ، ولقد أكتشف من أسئلته أنها وحيده وليس لها صديق أو صديقة في هذه المدينة وطلب منها أنه تقبله كصديق فقبلته.
في صباح اليوم الثاني ، نجح في لفت نظراتها له وأيضا تمكن من قضاء نصف يوم معها وكان أسعد أيامه في تلك المدينة وأخبرها عن قصته الحزينة في الماضي وأعترف لها بأعجابه لها ...وشكرته على ذلك ولم تكن تنوي الأقتراب منه لأنها كانت تعتقد أنه لا يناسبها .
هنا أنهى فوزي السنة الأولى وأنهى معها أول خطوة له من علاقتة بسالي التي هي من أصول عربية ، أخبرت فوزي انها ستغادر هذه المدينة وسوف ترجع عند بداية العام الجديد أي أنها ستختفي لمدة سبعة أشهر .
بعدها مر فوزي بفترة من أفضل فتراته دراسيا ، ولقد ربح جائزة ماليه من الجامعة التي يدرس فيها وذلك في مسابقة كانت قد تطرحتها الجامعه (أفضل مشروع قد يفيد الجامعه) ، وكان متحمسا للوقت الذي يرى فيه سالي للمره الثانية ويخبرها عن انجازته.
تذكر فوزي أمه وعائلته التي لم يتواصل معها منذ مدة طويلة ، فتحرك الحنين والشوق في قلبه ، فقرر أن يجري مكالمة معهم ، بعد ما غادر جمال المدينة هاربا وعاكسا للقوانين ، ولكنه لم يخبرهم عن سالي .
ظل فوزي وحيدا في المدينة الغريبة ، وحبال أفكاره تراوده يمينة ويسرة وهو واقف أمامها ، ولقد أكمل جمال أربعة عشر يوما ولم يرجع للمدينة ولم يعرف فوزي أي شيء عنه ، فقرر أن يتصل به وأخبره أنه سيعود قريبا للمدينة .. وشعر فوزي بالارتياح لكنه أدرك أن سعادته تنقص دائما دون سالي
ومضت الأيام والشهور ثقيلة صعبة على قلب صاحبنا فوزي حتى جاء موعد رجوع سالي للمدينة.
بقيت ساعات قليلة على موعد هبوط طائرة سالي في المدينة كانت الساعة السادسة صباحا .. وكان الجو مشمسا لطيفا ، وكان فوزي على موعد مع محاضرته بعد ساعتين من الآن ، دهشت سالي حين قارعت عيناها هامة فوزي وهو ينتظرها بلهفة وشوق ودعاها لوجبة أفطار شهي بمطعم قرب المطار وهناك طلب منها أن تقبل دعوته لتناول العشاء معه هذه الليلة فقد حسم القرار في قلبه وقرر أن يخطو الخطوة الأهم في حياته وأن يعترف لها بكل شيء وأن يطلب منها أن ترسم حلمهما كما تشاء وتشتهي ....
وفي المساء أصطحب فوزي سالي من بيتها وطلب منها أن يأخذها في جولة بسيطة حول المدينة ومن ثم يرافقها إلى السنيما ثم يتنازلان وجبة العشاء على الشاطئ
وبعد الانتهاء من السينما وفي طريقهم إلى الشاطئ أخذت قسمات وجه فوزي تميل إلى الاضطراب وبدا واضحا في عينيه بريق الخوف فبادرته سالي
- ما بك ياصديقي.؟!
تأملها فوزي وكأنه يراها لأول مرة ثم قال بصوت متلعثم:
- أود أن أخبرك بشيء ما..
- وما هو هذا شيء؟؟؟
- عندما نصل إلى الشاطئ أخبرك
غير أن سالي كسرت الصمت بعد مدة وهي تقول :
- أنا مدركة تماما لما تريد قوله فعيونك تفضح ما بداخلك
قال لها ونبضات قلبه المتسارعه تكاد تقتله
- فما هو إذن.؟!
- تود أن تعترف بحبك ... غير أنني أرفض هذا الحب ولدي أسباب التي تمنعي من ذلك
ولم تكد أن تكمل حتى قاطعها بانفعال واضح
- ولكن لماذا؟؟ ما الذي ينقصني؟؟؟ لم ترفضي قلبي وحبي؟؟؟ لم تصنعين بي ذلك
نظرت إليه بأسى ودون شعور تتابعت دمعاتها ..فهال فوزي مايرى فظل صامتا يشاهد عينيها الحلوتين مذهولا حتى قالت له
- نعم لا يمكنني الارتباط بك إن هذا الوجه الجميل هو عالم من جسد يغزوه مرضا خبيثا ... فلا تثقل علي الاحزان واتركني وشأني
ثم مضت وتركته مصدوما ولم تلتفت خلفها أبدا، وحين أفاق فوزي صرخ بها أن تعود لكنها لم تفعل ...فرجع فوزي لمنزله مفارقا للبسمة والحزن يغمر قلبه . وبات ليلة يقلب الدمع عينيه والألم فراشه حتى أشرق الصباح ولم تغفو عينا صاحبنا فوزي ولو لبضع دقائق.
في صباح اليوم الثاني لاحظ جمال ذلك التغير الملفت على وجه فوزي ولم يكن يعرف سبب ذلك ، ولم يتكلم فوزي أي كلمة لجمال وبعد الوصول إلى مكان انتظار الحافلات قال جمال مداعبا للفوزي:
- أنظر فصديقتك الجميلة هناك
فقال له بصوت غاضب:
- أرجوك لا تكلمني عنها
فأدرك جمال سبب هذا التغيير المفاجئ الغريب في وجه فوزي ولم يريد أن يثقل من ألمه...
تلاحقت الأيام وأخذت الهموم تزداد في قلب فوزي ولم يلتقي من ذاك اليوم بسالي إلا مرة واحدة لاحظ أنها لا تريد الحديث معه مطلقا وطلبت منه راجية أن لا يكرر ذلك وأن مابها هو أشد من أن يفكر حتى بالتضحية لأجلها .. عندها أدرك فوزي أنه حلم لايمكن تحقيقه وأن سالي التي أتعب فكره فيها لشهور وسنوات تضيع منه في لحظة وتنهدم أحلامه دون أن يملك لها شيئا وهناك همس له جمال قائلا : يا صديقي ليس كل الأحلام تتحقق ومن العبث أن نحكم للموت على جميع أحلامنا لمجرد موت بعضها فوجه قوتك وحزنك في تحقيق حلم دراستك واسعاد أهلك.
فقال له والبسمه بدات في وجه : نعم يا صديقي فكلامك على صواب
ومرت الأعوام دافئة سريعة هرب فيها فوزي من هموم قلبه الى هموم عقله فجد واجتهد وقد حصل على المراكز المتقدمه في الجامعه ولم يعرف أي شيء عن سالي بعد أن انتقلت هي الاخرى الى بلدتها ولم تكمل دراستها .. لكنها ظلت حلم لم يتحقق حلم يؤلمه كلما تذكره حلم مات قبل أن يولد على أرض واقعه ...
وحان موعد رجوع كل من فوزي و جمال لمدينتهما ومسكنهما وأهليهما ،وهناك في أرضهم وموطنهم حقق كلا منهما حلمه
فتوظف فوزي في مدينته وأستلم أفضل الرواتب ونجح في حياته ووفقه الله بزوجة طيبة أنجبت له أبناء صالحين.
إعداد الطالب : خالد سعيد الراسبي
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=549065&goto=newpost)