المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كل مسؤول.. وأنتم طيبون!!!



حواليكم
30-01-2014, 03:11 PM
فيلسوف إغريقي قديم، كان يتولّى تخطيط البلاد ورسم طرقها ومخارجها، وجسورها وأعمدتها، وكان الرجل الهُمام يعمل بتفانٍ مثير، لا ينام الليل إلا قليلاً ولا يقضي جُلّ وقته إلا وسط خرائطه وأحلامه.. سألوه: يا أخ لماذا تعتزل الناس وتهلك نفسك وبدنك؟! أجاب مبتسماً، أحب هذه المدينة كثيراً وأريد أن أصنع لها وجهاً يختلف،أحلم أن أترك رتوشاً ساحرة على بسمتها الجميلة

يبدو أن الأمر لم يتغير منذ آلاف السنين!! لازالت المعادلة واحدة، تسمو الأوطان بعشاقها ولا تجور على أهلها، بل مفسديها من يجورون عليها ويصنعون منها عشوائيات بالية

بريئةٌ هي الأوطان من دمائنا وعثراتنا وانكساراتنا، بريئةٌ هي الأوطان من فضلاتنا التي نلقي بها في الطريق فتغرق في الظلام وتتأخر ألف سنةٍ عن ركب الحضارة، لنسأل بعدها لماذا وكيف ومتى حدث ما حدث؟

التاريخ لم يعرف ناجحاً خلد ذكراه كان عميلاً لوطنه!! فتش معي على لسان كل ناجح وستجد جملة تتكرر.. أحب وطني وإن جار عليّ، أحبه وسأرفع من شأنه.. وحدي سأحمل هم أرضي وإن تبرأ كل قلب منها وهاجرت الأعين بلا رجعة

لذا فمسؤول بلا حس وطني غامر، هو جسدٌ بلا نبض...جبلٌ خامدٌ بلا ثورة وحممٍ بركانية تُعيد صياغة الأشياء، تحيك الدهشة على الوجوه، ترسم الحدود وتكتسح الأرض والسماء في لمح البصر

مسؤول لا يحمل في جعبته الوطن وفي صدره أنّاته وبين أصابعه وصفة لدوائه، ما هو سوى ظل شبح، خيال صوت، سراب ماء لا يُسمن ولا يُغني من ظمأ

مسؤول لا يحمل على صدره قلادة عشق لأرضه، تذكره أنه لم يُولّى أمرها إلا أمانةً وأن الأمانة تقتضي الوفاء، وأن الوفاء لن يولد إلا بإحسانٍ كالمطر المنهمر، وأن جزاء الإحسان يجب أن يكون إحساناً، يراه في نفسه وفي أبناءه وفي أحبائه وكل من حوله، فهو مسؤول جاهل وحبيب خائن ومحاربٌ جبان لم يعرف يوماً أبجديات لغة الحياة وقدسية الأرض

مسؤول يقبل القسمة على اثنين، فيتباهى بفساده وتأخذه العِزة بالإثم ويمضي في مشوار الأيام بلا نتيجة ويكذب على الناس، فهو ليس سوى رقمٌ زائد وجذر تكعيبي مائل وباقي قسمة على الهامش لا قيمة له ولا هدف.. هو كامرأةٍ لعوب لا يُؤمن مكرها فلا تعرف متى ولا كيف تملك قلبها بعد أن باعت جسدها لمن يدفع أكثر

مسؤول لم يفهم معنى وطن لن يكون عاشقاً حراً، لن يصنع شيئاً ولن يتقن أمراً ولن يتم عملاً وسط آلاف العوائق والعثرات التي لا بد أن تأتي وتعصف

سُنّة الكون أن نكبر بأحلامنا حتى تهون الصغائر، فما سطح القمر وما الأحلام إن لم نرفع راياتها وعليها اسم الوطن.. تكبر أحلامنا فقط وتسمو إذا ما حملت قيمة تتعدى ذواتنا.. قيمة ممتعة جميلة.. خالدة لا تموت بفنائنا

دمتم ودامت أوطاننا بألف خير




*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=551138&goto=newpost)