تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى المعلم القدوة (المعلم الرسول)



حواليكم
10-02-2014, 02:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، ثم الصلاة والسلام على خيرمعلم محمد بن عبدالله النبي الأكرم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
إن العصر الذي نعيشه من انفتاح وتقدم في شتى المجالات يجعلنا بأمس الحاجة إلى من يقف مع أبناءنا فلذات أكبادنا وقفة راسخة لمواجهة كل هذه التيارات المؤثرة فمع النواة الأولى الأسرة ، خاصة الأم والأب" حجر أساس التربية " نحن بحاجة إلى معلم قدوة يغرس في نفوس أبناءنا القيم والتهذيب أولا ، ثم التعليم .
لذلك كانت فكرة هذه الرسالة الموجهة إلى كل معلم ليكون قدوة حسنة لطلابه ،
فقد كان النبي الحبيب معلما وقدوة لأصحابه ، وصدق الله العظيم اذ يقول في محكم كتابه ، " لقد كان لكم في رسول الله أسوةحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكرالله كثيرا "
ولأنك أيها المعلم تؤمن بالله واليوم الأخر لابد أن يكون الحبيب المصطفى قدوتك في كل أقوالك وأفعالك ومعاملاتك فمدرسة الحبيب المصطفى قد أفرزت طاقات إبداعية انتشرت شرقا و غربا شمالا وجنوبا ، حاملة لواء الحق والعدل لتضفي على القلوب أمنا وسكينة وبذلك قامت حضارة الإسلام الإيمانية العلمية المتصفة بالعدل .وكان الشاعر أبو سرور محقا عندما قال : إن المعلم للشعوب رسولها يوحي الرشاد ويبعث التوحيدا إن المعلم إن تحلى بالتقى قاد الزمان حضارة وصمودا ومشى على أخلاقه طلابه فاختر هديت المنهج المحمودا
إ ذن فالحاجة جدا ملحة للمعلم التقي الورع فعلى أخلاقة يسير الطلاب وينتهجون .فتعلموا أولادنا تتحرروا من أسر جهل طوق التمجيدا وابنوا الحياة وأهلها بيد التقي نلق الإله مع التقى موجودا واقضوا المعلم فوق ما هو أهله عاش المعلم قائدا مسعودا
لأنك أيها المعلم تحتضن وتتعامل مع أعظم الثروات على الإطلاق فلا بد أن تبني وتشيد بنيان الأبناء على نحو قوي متماسك ولا يتأتى ذلك إلا بصلاحك فأهل العلم هم أفضل الناس كفضل البدر على سائر الكواكب ، وإن معلم الناس الخير الذي يعلم ويتعلم تستغفر له حتى النملة في بيتها وحتى السمك في الماء وحتى الطير في الهواء .هذا إذا تحقق مفهوم العدل والمساواة والتقوى فان جميع هؤلاء يستغفرون له " يقول المعلم الهادي رسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه ( وأيم الله ، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )
نعم إنه المعلم العادل الذي لا يجامل الصادق فيما بلغ الأمين المؤتمن .وهو مثال للصبر ، كذبه قومه واتهموه وضيقوا عليه وطردوه من وطنه واستهزءوا به وبدعوته وبأتباعه فلما تمكن منهم وقدر عليهم قال لهم :اذهبوا فأنتم الطلقاء .صفح ونبل وشهامة وتقوى صفات تكاملت في شخص
الرسول الكريم لأنه قرأن يمشي على الأرض إنه النور الصافي الذي يجب على كل مربي ومعلم أن يستن بسنته ويقتفي أثره في علاقته مع الله ومع مادته ومع طلابه ومع زملائه وإدارته والمحيطين به ومع مجتمعه وأمته.أنت أيها المعلم بحاجة إلى صبر وجهاد فالمهنة عظيمة والمسؤولية كبيرة "" وما يلقاها إلا الذين صبروا ومايلقاها إلا ذو حظ عظيم "
سر أيها المعلم واثق الخطى وإن الله معك ما دمت معه ،،
علاقتك مع الله :*التزم الإخلاص وضع تحته مئات الخطوط فهو الأساس المتين ، فان كانت النسبة من تعليمك خالصة لوجهه الكريم كان إحساسك صائبا وإن كانت النية تقاضي الأجر الدنيوي وشكرالناس وإطراءهم فكل ما تفعله هباء منثورا ، ولتصنع مثل ما صنع سيدنا إبراهيم وهو يقيم قواعد البيت الحرام، دعا الله أن يتقبل منه ما يصنع "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم"

ادع بدعاء النبي إبراهيم كلما هممت بأي عمل واصدق النية لله تعالى وحده حتى لا تقع في الشرك الخفي .والله سبحانه وتعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ، ولأن الله سبحانه وتعالى يحب ذلك أتقن عملك لله وحده ولا يتأتى ذلك إلا بالنظام والدقة في العمل .
*كن ملتزما بمواعيد الحضور والانصراف والتزم ساعات الدوام لأنها أمانة تسال عنها يوم القيامة وحتى تحلل لقمة عيشك وادع ألا ينبتك الله لحما سحتا .*
التزم التقوى ، فالمعلم التقي يتقى ما لا يتقيه الناس ويحذر الوقوع في الحرام ويترك الشبهات مخافة الوقوع في الحرام ،
فاتق الله في طلابك وعملك وأقوالك وأفعالك وحاسب عليها نفسك قبل أن تحاسب واجعل همك في كل ما تفعل الآخرة .
محمد الحبيب صلوات الله وسلامه عليه لم يخلف درهما ولا دينارا ولا شيئا وإنما خلف هذا العلم والتراث الشرعي المبارك فانظر ماذا ستخلف لكل هذه الأجيال التي علمتها .
استمع إلى الحسن البصري وهو يقول : بادر أجلك ولا تقل غدا فإنك لا تدري متى تصير إلى الله .أيها المعلم القدوة : تذكر أن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيها ويأخذان منك فخذ منهما ، هكذا كان يقول الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز كن خاشعا في صلاتك ليمتلئ قلبك نورا فيشرق بالإيمان فيثمر ذلك محبة لله ورحمة لعباده.والقرآن صديقك الوفي يحفظك ويصونك إلى يوم القيامة ويحفظك من كل المخاطر حتى يرضى الله عنك يقول جناب بن الإرت " تقرب إلى الله ما استطعت واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من القران فليكن ارتباطك بكتاب الله أولى فان تشبع القران قلبك فان روح الدعوة تكون أعمق .
ما أعذب أن تحمل روحا قريبة من الله فعليك ان تتخلص من الغفلة وتحاسب نفسك وتراجعها على زلاتها وأخطائها .
*تحلى بالصبر في مواقفك ، وأمسك نفسك في مواقف الغضب واستعن بالله من الشيطانا لرجيم فذلك نزع الشيطان واحذر أن يلعب عليك الشيطان ويخرب ، الزم الاتزان والأناة والصبر وفكر بحكمة واقرأ في مواقف صبر الأنبياء والصحابة والتابعين تستفد من خبراتهم في جانب الصبر


* الزم العدل بين الجميع بعيدا عن المحاباة وتفضيل طالببمستواه العلمي والاقتصادي والاجتماعيونبذ أخر لفقره وضعف مستواه العلمي فجميعالطلاب أمانة في عنقك أيها المعلم ، ستساءل عنها يوم القيامة.*كن خلوقا متعاونا مبادرا وجسد المبادي والقيم في سلوكك ، غايتك العظمى رضا الله ، كن ممتنا لله شاكرا لأنعمه .*رسخ الإيمان في نفوس طلابك بمراقبةالله والحياد منه والخضوع له والثناء عليهومناجاته بالسراء والضراء والاعتصام بهعند الكروب .*حافظ على أسرار زملائك وطلابك ومدرستك واحذر الغيبة فإنها منزلة ذميمة ومهلكة علاقتك مع مادتك :*كن ذا كفاءة عالية وجدية والتزم بأهداف المؤسسة .*كن محبا للعلم ومهنة التعليم ، تسعى دائمانحو الأفضل .*ضع أهدافا محددة وواضحة واربط مناشطها بحياة الطالب والبيئة .*تعمق في مادتك العلمية وهذا لا يتأتى إلامن خلال البحث والاطلاع وتحليل كل جزئيةفي الدرس لتكون قادرا على التعامل مع الأسئلة المعقدة التي يحتاجها طلابك .*تحدث باللغة العربية السهلة الواضحة واعرض مادتك العلمية بأسلوب شائق ،فاللغة العربية ليست قاصرة على معلمياللغة العربية وحكرا عليها كما يظن البعضبل هي لغة رسالة .*استمر في الاطلاع على الجديد من الكنوز والمعارف وشجع طلابك دائما على القراءة والبحثوالانفتاح نحو كل جديد .*ادعم مادتك العلمية بالأمثلة الكثيرة من الواقع والقصص من القرآن والسنة والتابعين والعلماء والأبطال لتعمق المادة عند طلابك أكثر .*نوع نبرات صوتك حسب مواقف الحماسة والفرح والحزن وغير ذلك منالمواقف واجعل طريقة إيصال المعلومة سهلةواضحة .*كن باحثا تحمل الأدلة والبراهين وتتحلى بالصدق والأمانة في التطبيق .ليكن أداؤك في كل عام أفضل من الأعوامالسابقة .*نوع في طرائق التدريس ووسائل التعليم وأساليب التدريس – والحبيب المصطفي كان نموذجا حيا في هذا التنويع ،فهيا بنا نستقي شيئا من الأساليبالتربوية الناجمة في معالجة الخطأ .1- التوجيه المباشر : عن عمر بن أبي سلمة رضيالله عنه قال : كنت غلاما في حجررسول الله وكانت يدي تطيش في الصفحة أي تتحرك هنا وهناك في إناءالطعام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا غلام سم الله وكلبيمينك وكل مما يليك هذه طريقة وأسلوب لمعالجة بعض أخطاء طلابنا ومن الفوائد التربوية لهذا الأسلوب ، جلوس النبي مع الصغار يأكل معهم وتمتزج نفسياتهم معه معاختيار التوقيت المناسب لمعالجة الخطأ مع استخدام أسلوب التنبيهبالنداء وربط الغلام بخالقه حتى يشعرهبعظم نعمته عليه ، هنا عالج الرسول الكريمالخطأ من الأساس مستخدما الترتيب الموضوعيلمعالجة الخطأ 2-أسلوب الإرشاد إلى خطأ المتعلم بالتعريففي قوله عليه الصلاة والسلام " ما بال أقوام قالوا كذا وكذا ، ولكني أصلي وأنام وأصوم وافطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "من فوائد هذا الأسلوب يحفظ شخصية المتعلم ويؤدي إلى طمأنينة المتعلم وبالتالي إلىاستعداده النفسي والفكري لتصحيح خطأه،ويؤدي إلى تصحيح أخطاء تربوية موجودة فيمتعلمين آخرين . 3- الإرشاد إلى خطأ المتعلم بالحزم وفيه شئ من اللوم عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال : سببترجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم " يا أبا ذر أعيرته إنك امرؤ فيك جاهلية .على المربي أن يشدد العقوبة على من تفوهبالشتم والمعايرة لأنها من أعمالالجاهلية التي لا يحبها الله ورسوله ويأخذ منه عهدا بان لا يسمعها منه مرة ثانية أبدا.4- الإرشاد إلى خطأ المتعلم بمقاطعة الجماعة لهذكر كعب بن مالك حين تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في تبوك قال : نهى النبي عن كلامنا وذكر خمسين ليلة .هذا الأسلوب يشعر المخطئ بذنبه مباشرة بعد المقاطعة ، وتبين أهمية الجماعة للفرد ، وبيئة خصبة ، لبيان قوة الالتزام لدىالجماعة وتربية غير مباشرة لأفراد الجماعة ، فالجماعة رحمة والفرقة عذاب أسلوب الرسول في معالجة من هم في سن التكليف :-عندما أتاه الفتى الذي قال له يا رسول الله أتاذنلي بالزنا ، فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا مه مه ، خذنا منه قريبا ، قال : فجلس ، قال أتحبه لأمك ، قال لا ، والله جعلني الله فداءك ، قال الحبيب المصطفى ولا الناس يحبونه لأمهاتهم .....الخ الحديث فوضع يده عليه الصلاة والسلام عليه وقال :اللهم اغفر ذنبه وطهره مكبة وأحصن فرجه، فلم يكن الفتي بعد ذلك يلفت إلىشيء أيها المعلم القدوة افعل كما فعل الرسولالكريم امتلك الجوانب النفسية لمن هو في سن التكليف ، افتح معه الحوار ، ناقشه فيصلب المسألة حتى لا يتشتت ، ناقشه بطرحالسؤال لكي يكون هناك تفاعلا بينك وبينه ويركز المتعلم ويجمع فكره نحو السؤال واعتبار الإجابة دليلا علميا على المتعلم ،وكثرة *استخدام الرسول التربية بانتهاز المناسبةعندما مر على جدي صغير الأذن ميت فقال ،فو الله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم .فمثلا عند سقوط المطر ينتهز المربي المناسبة لبيان أثر نعمة المطر على الإنسان والأرضوالحيوان والنبات وينتهز المعلم وجودالمطر لإثارة سؤال عن كيفية حدوثه بأسلوب علمي مرتبط بالإيمان بالله تعالى .*استخدام رسول الله صلى الله عليه وسلمالتربية بأسلوب خبري المثل في حديث " المؤمن مثل النخلة " لتقريب الصورة وللإقناع ولاستقرار المعلومة فلاتذهب ، استخدام الحبيب المصطفى أسلوب جذب انتباه سامعيه بالسؤال :أتدرون من المفلس ؟أتدرون ما الغيبة ؟هذا الأسلوب يثير انتباه المستمع نحو إجابة هذا السؤال ويجعل المستمع متحدثا متشوقا مستمرامتفاعلا وتكسب المعلومة قوة في البروز ويحقق الهدف المعرفي .كان الحبيب المصطفى ينوع في طرائق تعليمهالناس وتوجيههم حسب ما يقتضيه الموقف فاسع أيها المعلم القدوة إلى تنويع طرائقالتدريس .علاقتك مع طلابكأيها المعلم القدوة إن التعليم ممتع إنمارسناه بأسلوب فعال وشائق وبكيفية محبوبة.*كن قدوة في كلامك وحركاتك وأفعالك ،منسجما بين معتقدك وقولك وسلوكك .*كن حسن الهندام ومرتب ولباسك يوافق الشريعة ولاتشطط وتتكلف في اللباس فقد كان الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بعيدا عن التكلف والخيلاء قريبا من الناس في مأكله ومشربه وملبسه ومركبه ومجلسه كان يقعدعلى الحصير ، يشارك الناس في كل مايفعلون ولا يشدد عليهم أو يكلفهم ما لا يستطيعون وكان صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في نغله وترجله وطهوره ، وفي شأنه كله " - كن متألقا بابتسامة دائمة لتحول الكآبة التي قد تعلو وجوه الطلاب إلى مرح وحب للعلم .فإضفاء جو الدعابة والمرح والطرفة على التعليم يعود بآثار إيجابية على أمزجة الطلاب وقابليتهمللتعلم فالطرفة تحدث في النفس شيئا من التفريج عن التوترات النفسية والعصبية التي يشعر بها الطلابوبالتالي فإن استعدادهم للتجاوب مع المعلم يصبح أكبر ، والعلاقة بين المعلم وطلابه تعبر عن فيضمن مشاعر الامتنان والثقة والتفوق والانفتاح والألفة والعفوية وكأن الطرفة حولت كل من في القاعة إلىعناصر كيميائية جمعتها خلطة واحدة تفاعلت على نحو عجيب مدهش .أيها المعلم إن جو الدفء والاهتمام شرط لنمو ذكاء الطلاب ورقي أخلاقهم و لاتنس عذب كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تبسمك في وجه أخيك صدقة "*كن رحيما في مواطن الرحمة لينا سهلا ،أما في مواطن الحزم فلا بد من شدة فهناك مبادئ ينبغي على المعلم ألايتساهل فيها كالغش والتلفظ بالسب والشتيمة.فالمتعلم المتساهل جدا مسكين بين طلابه فأحسنأيها المعلم إدارتك لصفك ولطلابك كن رحيما بثوب الوقار والهيبة .*اغرس في نفوس طلابك الشعور بالمسؤولية كنظافة الصف ، وإلقاء الأوساخفي القمامة وتعويدهم على الخدمة الاجتماعية والتعاون والإخلاص والإتقان في العمل .*وفر لطلابك الأمن النفسي والحرية في التعبير من خلال غرس التشجيع وبث الثقة في نفوس الطلاب ، اترك للطالب فرصة تقويم نفسه،والتعبير عن رأيه وشجعه على الاستنباط والاستنتاج ، والحراك الفكري .*أنت تغرس قيمة الحب والتسامح والتعاون والصبر والعدل من خلال حبكوتسامحك وتعاونك وصبرك وعدلك .بمعنى لاتنه عن خلف وتأتي مثله عار عليك إذافعلت عظيم *احرص على النظافة المادية والمعنوية في فصلك مع طلابك ، ولا تبدأ درسك إلابعد التأكد من نظافة الصف ، ووضع سلةالمهملات في مكانها خاصة بعد الفسحة .رسخ قيمة النظافة وأهميتها في حياة طلابك*تأن وتريث ولا تتسرع في حل نزاعات الطلاب وثق بنفسك دون كبر وغرور .*اعط جميع الطلاب حقوقهم كاملة من المشاركة والدرجات مراعيا الفروق الفردية ، موزعا نظرك للجميع ورعايتك للجميع ، فالجميع بحاجة إلى اهتمامك ورعايتك وتحر الدقة الكاملة في إعطاء كل ذي حق حقه .*شجع طلابك على المناقشة وذكر الأسئلة والاعتراضات التي تخطر ببالهم حول الدرس والقضية موضوع البحث .*اعتن بمصالح الطلاب وأحسن إليهم وابسط العذر قدر الإمكان على النقص والسلوك الخاطئ ، انصحهم بلطف بلا تعنيف ولا تعسف قاصدا بذلك حسن تربيتهم وتحسين خلقهم وإصلاح شانهم .*اصبر على إساءة الطلاب بعد توجيههم للخطأ ، فان الله يحب المحسنين .*قدر طلابك واحترمهم يخرج أفضلما لديهم من طاقات وإبداعات .* احذر أن تزدري طالبا أو تحقره وتشتمه بكلماتغير لائقة تذكر انك قدوتهم.*عش بالتطبع بأخلاق الرسول والصحابة الكرام والأولياء الصالحين .* شجع طلابك الضعاف وحفزهم بالكلمة الطيبةوحثهم على بذل المزيد واشرح لهم طرقاللمذاكرة ، تواصل مع ولي الأمر للارتقاء بمستوى الطالب الضعيف دون المستوى ، إن اهتمامك ووقوفك بجانب هذا الطالب يشكل بلسما لجرح الإخفاق والضعف فتتفجر لديه طاقات جديدة فينجح ويحمل أجمل الذكريات لك أيهاالمعلم القدوة إذن فأنت تتعامل مع أنفس وعقول وأرواح تحتاج إلى عطائك وتفانيك في عملك .*اعتن بمواهب طلابك فقد كان قدوتك في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فمدرسته تتمثل في ان الاستعدادات والمواهب لا تقيد فمن كان عنده موهبة في الشجاعة فليستعن بها في نصرة هذا الدين ، أو موهبة في الخطابة فليوظفها في الذب عن محارم اللهوبيان قداسة الدين ، ومن عنده شعر فلينظمهفيما يقرب إلى الله ومرضاته فقدعين الرسولالحبيب بلالا مؤذنا لامتلاكه موهبة الصوت الندي ، واختار زيد بن حارثة فجعفر فعبدالله بن رواحة فخالد بن الوليد في مؤتة لامتلاكهم القدرات القتالية وهناك من أرسله سفيرا وهناك من حثه بتعليم الناس أمور دينهم في البلدان .علاقتك مع زملاء العمل أنت وزملاؤك فريق واحد تشكلون علاقة إنسانية ممتازة بروح التآزر والتعاون والتآلف والمودة والمشورة الجماعية فما خاب من استشار وما ندم من استجار ، فالمناقشة الجماعية تساهم مساهمة فعالة في إبراز المواهب المغمورة والأفكار الخلاقة والمعلومات الجديدة التي لم يعرفها البعض وفي هذا إثراءوزيادة للعلم والمعرفة والعطاء اللامحدودبعيدا عن الانطواء .المعلم القدوة مع زملائه كاليد والمعصم لا يفترقان عون لبعضهم في الشدائد والمحن ، في السراءوالضراء . علاقة محبة وألفة بعيدا عن الغيرة والحقد والحسد والمشاحنات .علاقة أخوةصادقة ومحبة خالصة لا تشوبها مصالح شخصية وإنما تعاون على البر والتقوى والصلاحلأجل تحقيق رضا الله.علاقتك مع مجتمعك امتلك أيها المعلم القدوة روح الإحسان والتضحية والعطاء المجاني والمبادرة بفعل الخير والمعروف والمعاونة للعناصر الضعيفة في المجتمع وعدم استئثار الراحة فقد شارك الرسول العظيم صلوات الله وسلامه عليه الصحابة في حفر الخندق يوم الأحزابوشاركهم في حمل الحجارة ، وشاركهم في الجوع والظمأ وهو سيد خلق الله أجمعين بل إن من الشرف عندالعرب أن تكون خادما لأصحابك .وقدوتنا المعلم الكبير حبيبنا رسول الله صلى الله ، ولا أكبر منه معلما في البشر ، الذي تدين لتعليمه وتربيته أمم كثيرة ، وتبعية شعوب وأقوام .يقول كارليل في حال العرب : هم قوم يضربون فيالصحراء لا يؤبه بهم عدة قرون ، فلما جاء هم النبي العربي أصبحوا قبلة الأنظار في العلم والعرفان، وكثروا بعد القلة وعزوا بعد الذلة ، ولميمض قرن حتى استضاءت أطراف الأرض بعقولهم وعلومهم .فأي معلم من المربين تخرج على يده عدد أوفر من هذا الرسول الكريم ؟وكان بحق المعلم الأول للخير في هذه الدنيا ، في جمال بيانه ،وفصاحة لسانه ، ونصاعة منطقه ، وحلاوة أسلوبه، ولطف إشارته وإشراق روحه ، ورحابة صدره، ورقة قلبه ، ووفرة حنانه ، وحكمشدته وعظيم انتباهه ، وسمو ذكائه ، وبالغعنايته ، وكثير رفقه بالناس .وكان الحبيب المصطفى يقول : اللهم أني أعوذبك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ، ومننفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يستجاب لها .وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصف بالرأفة والرحمة وترك العنف وحب اليسر ،والرفق بالمتعلم والحرص عليه ، وبذل العلم والخير له في كل وقت ومناسبة بالمكان الأسمي والخلق الأعلي " لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، عزيز عليه ما عنتم حريص عليكمبالمؤمنين رؤوف رحيم " كان هذا المعلم المربي دائم الفكرة ، ليست لهراحة ، طويل السكت ، لا يتكلم في غير حاجة يفتتح الكلام ويختمه باسم الله تعالى ، ويتكلم بجوامع الكلم، كلامه فصل ، لا فضول ولا تقصير ، ليس بالجافيولا المهين معظم النعمة وإن دقت لا يذممنها شيئا ، غير أنه لم يكن يذم طعاما أو شرابا ولا يمدحه ، ولا تغضبهالدنيا ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها معظم ضحكه التبسم "كان عليه الصلاة والسلام دائم البشر ، سهلالخلق لين الجانب ، ليس بفظ ، ولا غليظ ،ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح أي ينزل الناس منازلهم ويقوم بينهم بالعدل والإنصاف .وإذا تكلم أطرف جلساؤه ، كأنما على رؤوسهمالطير ، فإذا سكت تكلموا ، لا يتنازعونعنده الحديث ، من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ .ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألتهحتى إن كان ليستجلبونهم ، ويقول إذا رأيتمطالب حاجة يطلبها فارفدوه ، ولا يقبلالثناء إلا من مكافئ فلا يحب أن يحمد بمالم يفعل صلى الله عليه وسلم ، ولا يقطع على أحد حديثه حتىيجور أي إلا إذا وقع أحدهم في مجاوزة وبعد عن الحق فيقطعه بنهي أو قيام .وكان صلى الله عليه وسلم يعطي كل واحد من جلسائهوأصحابه حقه من الالتفات إليه والعناية به ، حتى يظن كل واحد منهم أنه أحب الناس إلى رسول الله .وكان صلى الله عليه وسلم أتم ما يكون تواضعاللمتعلم والسائل المستفيد والضعيف الفهم . أساليبه في التعليم : فقد كان ينوع عليه الصلاة والسلام في حديثه بين السائل والمجيب فتارة يكون سائلاوتارة يكون مجيبا ، وتارة يجيب السائل بقدرسؤاله ، وتارة يزيده على ما سأل ، وتارةيضرب المثل لما يريد تعليمه وتارة يصحب كلامه القسم بالله ، وتارة يلفتالسائل عن سؤاله لحكمة بالغة منه صلى اللهعليه وسلم وتارة بطريقة الرسم ، وتارةبطريق التشبيه أو التصريح ، وتارة بطريقة الإبهام أو التلويح.، وتارة يسلك سبيل المداعبة ، فيما يعلمه ويمهد لما يشاء تعليمهتمهيدا لطيفا وتارة يسلك طريقالمقايسة بين الأشياء وتارة يشير إلى عللها لذكر جوابها ، وتارة يسألأصحابه وهو يعلم ليختبرهم بذلك ، وتارة يسألهم ليرشدهم إلى موضع الجواب ، وتارة يلقي عليهمالقلم قبل السؤال وينزل بمنزلة الأطفالوالصغار ويعلمهم بما يتناسب مع طفولتهمولهوهم البرئ .كان لا يأمر بخير إلا كان أول اخذ به ، ولاينهى عن شر إلا كان أول تارك له ، وإنهيغلب فلا يبطر يفي بالعهد وينجز الوعد .(كان يعلم الشرائع بالتدريج يقدم الأهم فألاهم يعلم شيئا فشيئا ليكون أقرب تناولا وأثبت على الفؤاد حفظا وتناولا .وكان عليه الصلاة والسلام يراعي في تعليمهالاعتدال والبعد عن الحلال فيعظهم في أوقاتنشاطهم وكان عليه الصلاة والسلام مراعيا للفروق الفردية بين المتعلمين .فكان يخاطب كل واحد بقدر فهمه وبما يلائممنزلته وكان يعلم بالحوار والمساءلة لإثارةانتباه السامعين وتشويق نفوسهم إلى الجواب.وتارة بالمحادثة والموازنة العقلية كنحو حديثه مع الفتى الذي طلب الإذن من الرسولبالزنا فقال عليه الصلاة والسلام ، أترضاهلأمك فعليك أيها المعلم المربي الرجوع إلى العقل في بعض الأحيان كحال هذاالشاب الذي طهر النبي صلى الله عليه وسلم قلبه من الزنى بتلك المحاكمة العقليةالهادية .كما علم أصحابه بالمقايسة والتمثيل وبضرب الأمثال والتشبيه لقوله " مثل المؤمن الذييقرأ القران مثل الأترجة ، ريحها طيبوطعمها طيب .... الخ الحديث .ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك ، ان لميصبك منه شيء أصابك مدركة ،ومثل جليس السوء كصاحب الكير ، ان لم يصبكمن سواده أصابك من إضافة وعلم أصحابه عليه الصلاة والسلام بالرسم على الأرض والتراب كنحو خطا مربعا وخط خطا في الوسط خارجا منه، وخط خطوط صغار إلى هذا الذي فيالوسط من جانبه الذي في الوسط فقال : هذا الإنسان ، وهذا أجله محيط به ، وهذا الذيهو خارج أمله ، وهذه الخطوط الصغار : الأعراض (أي الحوادث المفاجئة ) فإن أخطأههذا نهشه هذا ، وان أخطأه هذا نهشه هذا ، وان أخطأه لحلها أصباه الهرم وكان عليهالصلاة والسلام يجمع بين القول والإشارة في التعليم بين البيان بالعبارة والإشارة باليدين الكريمتين .توضيحا للمراه فعندما كان يقول " المؤمنللمؤمن كالبنيان يشد بعضة بعضا ، شبك عليهالصلاة والسلام بين أصابعه الكريمات .وفي قولة أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين إشارةبإصبعية الكريمتين إلى السبابة والوسطىوفرج بينهما شيئا .اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حريرابشماله ، وذهبا بيمينه ثم رفع يديه فقال :ان هذين حرام على ذكور أمتي ، حيل لإناثهم"وفي أحيان أخرى يجيب السائل بأكثر مما سال عنه فبين ويوضح كنحو قوله للرجل الذي سأله فنتوضأ بماء البحر فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : هو الطهور ماؤه ، الجيل ميتته وكان يعلم بانتهازه المناسبات الماثلة إمامه كقوله " لله ارحم بعبادة من هذه بولدها )كان يستخدم الممازحة والمداعبة ويكرر القولثلاثا لتأكيد مضمونه وكان يثير السامعبتكرار النداء مع تأخير الجواب ويمسك أخرى بيد المخاطب أو منكبه لإثارة انتباهه ليزداد اهتمامه بما يعلمه ليكون أوعي وأحيانا يجمل القول ثم يفصله كقوله اغتنم خمسا قبل خمس ويفصل الخمسوكان يجمع بين الترغيب والترهيب في الخيرالذي يدعو إليه والترهيب عن الشر الذييحذر منه كان يعلم الصحابة بالقصص وأخبارالماضيينفيكون لها أطيب الأثر وأفضل التوجيه ويكتفي عليه الصلاة والسلام بالتعريفي والإشارة في تعليم ما يستحيا منه كنحو إجابته في غسل المحيض.ومن أساليبه الكتابة فكان لرسول اللهصلى الله عليه وسلم أكثر من خمسة عشركاتبا يكتبون عنه القرانوكتاب لرسائله إلى الملوكوالرسول الحبيب هو معلم بمظهره ومخبره ، وحاله ومقاله ، وجميع أحواله ، فتكامل شخصيته الشريفة أسلوب معلم للمتعلمين ان يكونوا كمثاله الشريف .فمن أهم صفاتك يا أيها المعلم ان تكونفي ذاتك متكامل المحاسن عقلا وفضلا وعلما وحكمة ، ومنظرا ورواء ، ولباقة وحركةوسكونا وطيب حديث وذكاء رائحة ونظافة ثياب ، وجمال طلعة وحسن منطق وتصرف وإدارة .وقد كان كل هذا في ذات الرسول المعلم صلى الله عليه وسلم فالرسول صلى الله عليه وسلم تتمثل فيه غاية التعليم بأساليبه المختلفة ، لان كل تلك الوسائل ولا أساليب تتوجه وتوجخ لان يكون المسلم محققا لقولة تعالى " كنتم خير أمه أخرجت للناس .المعلم وعلاقته بالتجديدان تجديدك أيها المعلم في طرائق تدريسك لهبدور فعال في إثارة انتباه الطلاب وتحفيزهم نحو التعلم بمتعة وفعالية فهناك جملة من الاستراتيجيات كالتعلم باللعب الذي يقرب المفاهيم ويساعد على ادارك معاني الأشياء وتنشيط القدرات العقليةوتحسين الموهبة الإبداعية لدى المتعلمين كما انه يساعد على امتصاص الانفعالات وتخفيف التوتر النفسيوتنمية وعي المتعلم بذاته وسلوكه مع تنمية الخيال للمتعلم ، والطريقة الأخرى طريقة التمثيل أيها المعلم المجدد فلها دور فيتطوير أداء الطالب والتغلب على الخجل واكتساب القيم الصالحة وطريقة المنظمات المتقدمة بأنواعها المكتوبة والبصرية والسمعية والبيانية واستخدام طريقة خريطةالمفاهيم التي تعين المتعلمين على تنظيم الأفكار والمعاني والصور الذهنية في بنيتهم المعرفية وهناك طريقة نظرية الذكاءاتالمتعددة كالمنطقي والطبيعي واللفظي والبصري والحركي والذاتي والاجتماعي واستخدام طريقة كورتللتفكير وهذه الطريقة تهدف إلى توسعةمجال الإدراك والى صنع خريطة إدراكية يساعد على رؤية الأمور بشكل واضح وهي تنظم عملية التفكير عند الطلاب وتطوير لعملية المناقشة لدى الطلاب حتى تمكنوا من تقييممداركهم تهدف إلى التركيز على الابتكارية والإبداعوطريقة الاستقصاء فهي تساعد كل تنميةالعديد من مهارات التفكير لدى المتعلمين كالتصنيف والتبويب وطرح الأسئلة وتنمي حب الاستطلاع وتعزز ثقة الطلاب بأنفسهم وتنمي مهارة التعلم الذاتي لدى الطالب وتهتم لمدى قدرته على البحث وتعودهم التعاون واحترام الآخرين وتعينهم على تقويم الآراء المختلفة لاستخلاص الراي الضائب من المواقف المتعددة هكذا أيها المعلم تستطيع بتوفيق من الله جعل حصتك أكثر جذبا للطالب تهيئ له بيئة ليتعلم كيفيتعلم يتعرف كيف يحصل على المعلومات وكيفيختبر مصداقيتها العلمية ، وكيف يوظفها فيحياته بل وكيف يكون هو ذاته منتجا للمعلومات .كما ان المعلم ذاته يستطيع انيبتكر طرائق أخرى من بنات أفكاره يسعى بطرائقه هذه ان يتعلم طلابه بكل متعة ومحبة للعلموالتعلم .


إعداد الأستاذة : جوخة بنت مبارك السليمية


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=552039&goto=newpost)