المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا رديت ....لعيونك .



حواليكم
28-02-2014, 06:31 PM
في نهاية العام المنصرم وقبيل إ نتهاءه بأيام (22-12-2013) كانت لفته كريمة من الجهات المختصة بأن أكون ضمن المدعوين لحضور أحد المؤتمرات العالمية حول بعض القضايا المعاصرة في المملكة الأردنية الهاشمية , وكانت دعوتي للحضور فقط ولم تكن للمشاركة بأي أوراق عمل , فحضوري كان ورقة عمل فتلك المؤتمرات عادة يكون فيها تبادل الآراء والخبرات والحوارات والنقاشات التي تعم بالفائدة على الجميع , والحقيقة أن المملكة الهاشمية أصبحت من الدول الرائدة في تنمية الموارد البشرية وذلك من خلال جامعاتها الممتدة في كل أرجائها , وقد كنت في فترة من الفترات أحد المنتسبين لتلك الجامعات , حيث أرحل من جنوبها (جامعة مؤتة ) لشمالها (جامعة اليرموك ) في هجرة متكررة تكاد تكون موسمية لعدة سنوات , في مراحل دراسية مختلفة مرورا بالجامعة الأردنية , وقد كانت محافظة (اربد )عروس الشمال هي التي كانت الهجرة اليها دائما لتحمل تلك الهجرة عنوان "موسم الهجرة الى الشمال " (للطيب صالح ) تلك الرواية التي تقبل كل يوم قراءة جديدة والتي لايمكن أن ينفذ تأويلها وتحليلها , وإن كانت لا تختلف كثيرا عن " قنديل أم هاشم " أو " عصفور من الشرق " في مواقفها وأحداثها , فكرتها أو معالم شخصيتها , سواء كان ذلك واضحا أم خفيا , لكن القارئ الناقد يستطيع أن يضع خطا فاصلا بين كل ذلك ليختلف بالتالي عن القراءة العفوية والسطحية , فمن خلال تحليلي للأحداث لايمكن لأي بطل من أبطال تلك الروايات السابقة أن يحملوا حقبية تربوية , فلا يمكن " لمصطفى سعيد "بطل (موسم الهجرة الى الشمال ) أو " محسن " في ( عصفور من الشرق ) أو "إسماعيل " في (قنديل أم هاشم ) أن يسند له " حقيبة الموارد البشرية " حتى الذين يحاولون أن يكونوا ضمن الرواية أو القصة , فالمسرح التربوي لايحتمل العروض الهزلية أو الركيكة , مهما كان مساحة الدور أو جمال الحوار , ومهما كانت عمامة البطل أو خيوطه الملونة , فنحن لسنا بحاجه إلى بطل من ورق , نحن بحاجه الى بطل تربوي يعي الفلسفة والنظرية , يحمل رؤية ومنهجية , لايكتم الأفواه ولايقطع الأنفاس , تكفي الأحداث والممارسات في الرواية السابقة وما نتج عنها من توتر وقلق وضغط ولا يهم إن كان الظلم وقع على " مصطفى سعيد " أم على غيره , ولا يهم إن كانت الأحداث مستقرة أم متوترة , ولا يهم إن كان هناك قبول أم نفور , المهم تحريك تلك الأجساد واستنزاف طاقتها في الخارج حتى لاتشكل ضغط في الداخل ,ذلك الضغط الذي كان السبب "في موسم الهجرة الى الشمال " ذلك الموسم الذي يتم إنتظاره ليكتمل اللقاء هناك مع الحبايب و أولئك الذين قد سبقوا , ليرددوا جميعهم " أنا رديت لعيونك أنا رديت ...وقلبي يحن مثل ما يحن حمام البيت ".



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=555883&goto=newpost)