المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا كل العالم لم لا تعود



حواليكم
10-03-2014, 09:50 PM
بعد يومين أدخل الثالثة والسبعون ،وكم أنا مكدسه بقدر كبير من الحزن والفقد يملئني ...
يا ضناي كنت " فقط " استثناء ربما ليس بالاختيار ، ولكنك حين تستثني أحدا تضعه كحجر أساسك أرضك التي لا تعلم كم طينها قد يسحب روحك داخله ، وتخلق بداخلك ملعونا أسمه الفقد ...
يوم ولادتك يا ولدي كان ولادتي من جديد " بحياة جديدة " ، وجودك كون كل الاتجاهات بخارطة حياتي ، جئت لي وبيدك الصغيرة تحمل حياة جديدة تحمل هواء وماء ومخلوقات وعالم جديد بكوكبي الفارغ والمتوحد مع ذاتي .. وحدتي .. حزني .
مرت الاعوام بسرعة كبيرة شعري أستسلم للزمن وصار يكسوه البياض وظهري حمل الشوق والحنين فنحنى للحياة ، وجهي ارتسم بالتجاعيد التي تحكي عهدا من زمني مر ولن يعود ، كل خط من الخطوط في وجهي يرسم حلما كتبته لك يا بني ، تحقق الحلم أو لم يتحقق يبقى آثره على خطوط وجهي ...
يا ضناي .. كيفك ، وكيف عاشت روحك من غير وجودي ؟
تعودت يا ضناي أن أكتب أحلامك على لوح القدر لعله يحققها ذات صدفة فأفرح بك وأنا أختار حقيبتك المدرسية وتصارعني لتختار حقيبة سوداء فأفزع " لا يا حبيبي يا ضناي لا تختار اللون الأسود لا يليق بك السواد.. لتكن حياتك تزهو بهاءً بأجمل الألوان ...
أختار ملابسك المدرسية ، وأصرخ عليك لتراجع دروسك اليومية ،أغضب منك أحيانا يا حبيبي وأدعو " يا رب يأخذك " لا تبالي بدعوات أم غاضبة يا روحي ، في قلبي عكس تلك الدعوة وبصلاتي أدعو الله أن يأخذ من عمري ليكون بعمرك " ،ولكن أأخذ القدر دعائي يومها على محمل الجد واستجابت لي ؟! يـــــــــــــا ألهي يا ضناي ربي يأخذ هذه الروح المنهكة داخلي لأرتاح .
وأفرح وأشكر ربي وقد صرت في أخر فصولك الدراسية وقد حققت حلمك بدخول الجامعة لتدرس ما تطمح له ، و كم أنا فخورة بك بين جارتي وأهلي " ضناي محمد لم يكن تعبي فيه سدى "
كنت هنــــــا ..تشاهد التلفاز
كنت هنــــــا .. تأكل طعامك
كنت هنــــــا .. تذاكر دروسك
كنت هنــــــا .. تزعل مني فأراضيك
كنت هنــــــا .. أناديك فتجيب علي
لم تعد هنـــــــا .. طعامك يصرخ يطلبك أكله .. التلفاز ما زال يحجز مكانك .. كتبك ودفاترك تنتظرك لتضع يدك الحنونة عليها .. يا ولـــدي لـــــم تعد تجيـب ندائي باسمك ..يا لضجة في قلبي .
محـــــــمد ... محـــــــــــــمد ..أصرخ بأعـــــلى صوتي باسمك من عشرين سنة ولا ترد علي لماذا يا ضنــــــــاي ؟ لماذا يا ضنـــــــــــاي لماذا
وإذ كنت لا تريد أن تراجع دروسك لا تراجع يا ضنــاي ... فقط أتشوق لسماع صوتك وأنت تعاندني " رد علي يا ولدي " وأوعدك بشراء دراجة أجمل من دراجة كل أصدقاءك ، يا ضناي كم أحتاج إلى ممارسة تفاصيل حياتي البسيطة معك
عشرين عام وأنا أصلي في محراب حزني عليك يا ضناي وأموت بشكل متجزئ ،أفقد روحي رويدا رويدا والأشياء تتآكل داخلي لتحمل طريقها للهاوية ، لا يوجد ما يربطني بالحياة لا معبد ينتظر صلاتي ولا ابناء يحملون DNA يماثلني إلا طفل سرقته الحياة مني ربما رأفة بي أو به ، أي ارض تحتضنك الان يا ابني من بعد صدري و داخلي الخاوي ، و اي ارض باردة تثلج دمك وروحك ، كم أنا بحاجه لأن أحضنك وأقول لك أحبــــــك يا كل العالم لم لا تأت ، لم أقل لك كل ما أشتهي قوله فلماذا تذهب ولم أقل لك كل ما في داخلي يا ولدي لم رحلت وظل الكلام يذبح داخلي وينزف بعنف...
لا شيء مميز في كل هذه التفاصيل التي تحيط بي ، أبني الحبيب يجرحني هذا التذكر لك في كل وقتي والصمت لتفاصيل فقدك .. أنا التي أعيش منذ عشرين عاما بهذا الصمت وسط هكذا فراغ وبكل المدينة أبحث عن روحك بين كل هؤلاء المارة ،أبحث عن رجل قد يشبهك أو صوت يشبه صوتك فأحقق السلوى به ، كم أن داخلي هش من بعـــدك ...
لا أعرف في أي الفراغات أسير الآن ، وأي طرق مسقط هي الطريق التي أسير بها . مسقط التي لم تعد تعرفني منذ عشرين عاما عندما خطفت شوارعها روحك النقية ، فصارت تقذفني خارجها كلما بحثت عن روحك بشوق ولهفة .
الخامس من يناير تاريخ ولادتك ، وسيمر علي الآن للمرة العشرين وما زلت أعيش الحداد في حياتي عليك يا ضناي ، ما زلت أعيش حدادي وعزائي بك يا محـــــــمد ، و ما زلت أستقبل التعازي على حبك يا ولدي ، والــــعزاء معك مستحيل .
الثالث عشر من أبريل تاريخ وصول روحك لسماء ، أبني الحبيب أنقسم إيماني ساعتها إلى فتات لا يعرف طريق لتجمع كان لزاما علي أن اموت حزنا أو أعيش غريبة بيت أضلعي وروحي ،تائهة أبحث عنك أنتظر استقالتي من الحياة لألقى روحك ، أنا التي مرت السنوات وما زالت الآلام تصلي بروحي ، لو تعرف كم أنا مرهقة يا ضناي ؟
كان صباح مشرق يعانق خيوط الشمس بكسل ، وكان خروجي لمسقط فعلا عاديا بإجازة الأسبوع لانجاز بعض الأعمال ، لماذا يومها قررت أخذ روحك معي بعد إصرارك لماذا يا ولدي... لـــــــيت يدي انقطعت قبل أن تفتح باب السيارة لتركب فيها . لماذا كان القدر قاسي وجاحد معي لهذا الحد ؟!لماذا يسرقك مني ؟ . صوت ضحكاتك داخل السيارة ما يزال يسكن في أذني كل هذه السنوات ،وأنت تسألني عن أسم هذا المكان وتشير بأصبعك الصغيرة لمسن في الشارع ..
أيبكي كبار السن يا أمــــــي لأنهم لا يستطيعون المشي مثلنا ؟
نعم يا حبيبي قد يبكون ولو كان من غير دموع ..يغرقون في شوارع خطفت أعمارهم
أهكذا نموت يا أمـــــــي؟
أنت طفلي اللاهي لا تفكر بهذا الآن
كل حماقاتي بدأت بعدم تفكيري أن هذه الآلة التي نركبها لها أن تحدد قدرنا ولها أن تكون وسيلة لسلب تلك الروح منا . لم أكن سوى مستهترة وهذا ما منحك الموت ومنحني أنا الشقاء الأبدي والعيش بالصحراء الجافة التي تقودني نحو الموت ببطء ، لو انتبهت لحزام الآمان لك بهذه الآلة ،أليس شيئا بسيطا غفلت عنه أم ساذجة مثلي وأَهدت روحك قربانا للموت بغبائها ، لي رغبة بصراخ الآن صرخة تهز كل شوارع مسقط " فقط كان حزام الآمان لو وضعته لك .. فقط لو وضعته لك يا ضنـاي " ،كيف لهذه الآلة أن تقدم من تحبون قربانا للموت فاحذروها ،لكي لا تزمجر الأرواح داخلكم ". كم الأرواح داخلنا تصبح صديقة خرساء تقتلنا بصمتها " عاتبني يا ضــــــناي ولا تجعل روحك فقط تزمجر بالأنين داخلي " ... أأعاتب نفسي على إهمالي؟َ
أم أعاتب ذلك السائق على طيشه وسرعته ؟! لو كنت تعرف أيها الظالم كم شهقة العين رخيصة وشهقة الروح بلا ثمن ، أريد التحرر من صورة ذلك السائق ،لأنسلخ من ذلك الحنق عليه ، أراد هو أن يثبت رجولته بالسرعة والتجاوز فما كان لطيشه إلا أن أوصل روحك لسماء وأوصل جسده لكرس العجز .ذلك الحادث البشع التي ما زالت تسكنني ذكراه بالثقل والوجع ..كل الأعذار لن تشفع له ولن تجعلني أنسى حقدي وكرهي له لأخذ روحك مني بطيشه وسرعته ،أرأيت يا ضناي كيف نمى غيابك بذور القسوة داخلي مرت السنوات وما زلت لا أسامح رجلا عاجز سلب روحك مني .
ليست سوى ثواني تلك التي أعلنت أن روحك تصعد كل هذه المسافة لسابع سماء ..ليست سوى ثواني أعلنتني حزنا ..وجعا .. ما أضيق قلبي .
دمك بين يدي يسيل أمسك قطراته كي لا تسقط أرضا أستجديها أن تتوقف نزفا ،أن تعود لجسدك ، أن أرتشف قطرات من دمي وأرويك يا ضنـاي .. وأستشعر روحك بين يدي تفلت و تصعد لسماء فأصرخ بكل رجاء الأرض أرجـــــــــــوك أرجعي أستـــــــــجديك أرجعي لضناي لقلبي لروحي لا تقتلني برحيلك بــــهكذا قسوة ،عاقبني وخذي روحي عنوة لكن أتركي ضناي يعيش "لم يرى من الحياة شيء " دعي روحه تتنفس الحياة وخذي روحي بعيدا عن الحياة ...
يا ولــــــــدي ...أعلنت رحيلك أخذاً كل أشيائي معك ضحكتي ..صوتي .. حياتي ..قلبي .. روحي .. نفسي ..كل شيء فكـيف من بعدك أعيش ؟! ... كيف لروحي الهشة أن تتقبل العالم ؟!
الممرضة بدهشة وهي تقلب الورق " هذا آخر ما كتب لا يوجد تفاصيل ولا توضيح ماذا حدث بالضبط بعدها ،ولا لمن هذه الأوراق لا يوجد أي أسم على الورق . أكيد هذي قصة أحد المرضى بالمستشفى لكن من ؟! ، معرفة القصة بتأكيد سوف تساعدنا على العلاج ولكن المشكلة في كثري مرضى ما نعرف تفاصيل حياتهم
هل من المعقول أن تكون هذه الأوراق للمريضة المصابة بالذهان في الغرفة 21 لأنها طول الوقت صامته ولا تتكلم ،أو المصابة بالبارافرينا بالغرفة 55 لكن هذه لا تعرف الكتابة ولا القراءة . يزمجر الصمت والأرواح في المستشفى وترمي الممرضة الأوراق على الدرج السفلي فتسقط ورقة لا تلاحظها كتب عليها بخط صغير "لا تستسلم يا قلبي ما زال هناك متسع للحياة ، فقط كان على أن أدرك أن من نحبهم في الحقيقة ليسوا معصومين من الموت وعلينا تدريب قلبنا لـــــــهكذا فقد " غرفة 55 لمدة 10 سنوات " ...
تعليقكم سبيل لرقي حروفنا ,,, أجعل لكم المساحة البيضاء لتكتبوا ما تحبوه شكرا لكم أحبائي ...


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=558773&goto=newpost)