صـــــانــــع الاـحـزاـن
08-09-2011, 03:12 PM
خربشه على سطح الماء
/
\
/
قبل البدء كان السؤال : -
لماذا يصر البعض على دخول حياتنا فجأة ؟ ثم يرحل بدون مقدمات ؟
وكان الحوار : -
الأنثى : سأحادثك الساعه 12:45
الرجل : سأنتظرك
تمر الساعه بأكملها ويأتي العصر ، ويمر الوقت لا مجيب ! ولا أصلا يتصل أحد !
ترى متى يكف البعض عن اللعب بقلوب البشر ؟
وكان الوجع
مؤلم الرحيل حد الشفقه
مؤلم انتظارك ساعات وساعات بدون أجوبة
مؤلم رحيلك فجأة بدون سبب مقنع
مؤلم غيابك بدون وداع
أما كان من الأفضل أن يكون الوداع لائقا بعض الشيء ؟
قد لا أكون أستحق حبك فعلا
قد أكون رجلا خائنا
قد أكون رجلا معدوم الحس
بلا شعور / وبلا ضمير / وتحركني مطامعي
قد أكون متحجر القلب / متعجرف حد القبح
قد ..... وقد .........
ولكنك كنت تحبيني
ألا يستحق حبك هذا وداعا يليق به وبك ؟
سحقا لكل أنثى تلقي بظلالها على الرجل حتى مماته
أي عشق كاذب / وأي قلوب تملكن !
سحقا ثم سحقا ثم سحقا لكل أنثى تخون
وكان السؤال : -
لماذا تعتقد الأنثى أنها فقط من تملك الاحساس ؟
هل لي بمعرفه هذا ؟
أليس كلنا بشر ؟ من لحم ودم
ترى لماذا تصر بعض الإناث على تقبيح منظرهن هكذا ؟
بئس القلب هذا الذي يرى في غيره نقصا
بئس العقل هذا الذي ينتقص من قيمه غيره
وبئس الحب إن كان ينزوي على مبدأ ( القياس )
اقرئيني بحذر فأنا في قمه الغضب
أوتعلمين : -
تجيد الأنثى كل أساليب الدهاء والمكر
لا لشيء فقط لهدف معين / قتل الحب
يا لحماقه البعض ! ويا لعقولهن الفارغه !
وكان السؤال : -
ماذا يعني الحب ؟
بنظري : -
السمو فوق كل تفاهات الحياة
وتقاسم كل أفراحها وأتراحها
ومشاركه الآخر نبضه قبل أن ينبض
ومواساته قبل أن يطلب / بل وإسعاده
وتلبيه كل منا حاجات الآخر
والتسامح رغم كل زلات الآخر
فأي مما سبق تحقق في قصه عشقنا ؟
بنظرك ماذا يعني الحب ؟
الغياب فجأة بوضح النهار / بدون عذر
قتل الأمنيات في وأدها / أم سرقه حلم الآخر بالسعاده ؟
أم نحر قلبي / وإيقاد نار الحزن بجوفي ؟
أم الوصول الى تعاستي ؟
أي منهن سيدتي يناسبك ؟
وضاع العمر هباءا !
وكان موت المشاعر حقيقه !
وكان السؤال : -
من يحل محلي بعدي ؟
أسديه نصيحتي / قولي له :
الحب لا يعيش في قلوب البشر
ومكانه ليس بيننا / أصدقيه القول
إن رفض وأغرته ملامحك / أرسليه إلي ليراني
كيف تحولت من رجل منفتح على الحياة
الى رجل يعشق عزلته / ومحاولة البقاء بدون وجع
أريه حالي قبلك / وبعدك
عله يقتنع / عله يرحل قبل أن يقع في دوامة الوجع
إن لم يفعل / فاقرئيه مني السلام
وأخبريه سأنتظره يوما ما لأنه سيأتي لي
متكئا على عكاز الغياب الموحش
ولا شيء / لا شيء / فقط بقايا رجل
وكان الوجع / وانسكاب الألم
في خضم الحزن الذي عاث بجوفي ولا زال
أي أمنيه لك لم أحققها بعد ؟ !
أخبريني الآن بها وسأحققها
لحظه ....... لحظه ......... لحظه ..........
يبدو أنها جرعه من جرعات الغياب المزمن
سأغيب عنك لأيام وأعود / إن استيقظت بعدها
فأخبريني كيف حالي عندما أغيب مع الوجع !
...
وبعد أيام عده : -
أفيق من عالم موحش / فيصفعني واقع مزري حقا
فأتمنى العوده الآن / وأتمنى أن تطول الغيبه كثيرا
شاخت ملامح الحب سيدتي / كأنها لا تشبهني
أو كأنها تشبه الحزن / أو كأني فقدت الذاكره
وساد الصمت مدني بعدك
وجلست على شرفه الإنتظار أحسب الأيام
مر عمر / عمرين / وأكثر
وأنا على ذات الشرفه أترقب هطول غيمك
وأحلم بلون الفرح يصعقني / يخرجني من حلمي
كالطفل اليتيم ينتظر أباه كل ليله
رغم علمه بأن أباه لن يعود بتاتا
ولكن هناك فرقا بين الحالتين
فالطفل يعي بأن أبيه غادر الحياة للآخرة
وأنا أبقى أحلم بك / ستعود / لن تعود / ستعود / لن تعود
قدماي على الأرض / رأسي بالسماء
معلق بين حلم كالسراب ( عودتك ) / وبين وهم أعذبه علقم
فانظري الى وهن قلبي بعدك كيف بات يشعر بالسراب حقيقه !
وانظري الى أطراف حكايتنا كيف امتدت نحو الغير
وكيف أصبح الحب يعني الخوف !
هكذا قال لي أحد المارة يوما
كان رجلا طاعنا في السن / شعره أبيض
يرتدي قميصا أبيض اللون / كقلبي
وبنطالا أزرق اللون يميل للسماوي / كحلمي
توقف قليلا على ناصيه الطريق ليأخذ نفسا عميقا
نزلت له مادا بيدي كوبا من الماء
بعد أن شربه بشغف / شكرني ببسمه ملؤها الأسى
ثم قال لي بحرقه :
قد تتغير نظرتي بعد اليوم للحب
سألته كيف ؟ ماذا تقصد ؟
قال لي يا بني إياك والحب ؟
تغير لون وجهي ؟ وارتعد كلي
ظننت أن الرجل يعرفني
قلت له أتمازحني بعد هذا العمر ؟
قال بل أسديك نصيحه عمر بأسره
يا بني : الحب هو الخوف !
ومضى يهز رأسه بعد أن تسمرت مكاني
وسقط كوب الماء وانكسر / وتبعثر الزجاج على الناصيه
بعد عده خطوات أعاد الجمله على مسمعي :
يا بني الحب يعني الموت والخوف معا !
جلست أتخيل ما قال لي هذا الرجل
أيعقل بعد هذا العمر أن يبقى متذكرا ما فعل به الحب !
وسألت نفسي : كم يلزمني لأفرغني منك !
ونام الليل على ضوء الصباح / واشراقه أمل بغذ أفضل
ومرت الأيام وأنا أنتظر الرجل المسن ليعود / ليروي لي حكايته
علني أنقص من زمن الوجع قليلا
وبعد أيام أدمنت فيها الانتظار / إذا به يطل من بعيد
يتوكأ على عصا / أظنها ترأف لحاله
فانطلقت نحوه بسرعه البرق
وكان السؤال : -
لم قلت لي ذاك اليوم إياك والحب ؟
واذا به يصعقني من جديد
قبل أن أجيبك قلي : متى آخر مره نظرت بها الى المرآة ؟
اذهب وانظر جيدا لحالك / وبعدها سأجيبك
بقيت متسمرا مكاني كعادتي / ورحل الرجل
ذهبت بقلب يرتجف نبضه / وبخطى مثثاقله
أشعلت النور / فلم يشتعل نور المصباح
أو ربما أنني لم أعد أبصر غيرك / لا أدري
مسحت الغبار عن المرآة / وإذا بي أقف مشدوها
من هذا الرجل ؟ هل يعقل أنني هو ؟
ركضت نحو ألبوم صورنا / انتزعت صورة كانت معك
يوم أن أهديتني كتاب ( وللحياة بقيه ) / كأنك كنت تمهدين لحياتي بعدك
تبسمت وقلبت الصورة فإذا بتاريخها يشير الى عام 2008
فسقطت مغشيا علي / ولم أستيقظ إلا بعد زوال الحلم !
قمت راغبا الى النوم أكثر / ونظرت الى نفسي فالمرآة والصورة
فعلمت أن الرجل على صواب ! من هذا الذي بالصورة ؟
لا اعلم حقا كيف تغيرت ملامحي ! كيف أصبحت هكذا ؟
جلست أفكر / أحاول استرجاع ذاكرتي التي أحرقتها بغيابك الموحش
لم أستطع / جلست بعدها أنتظر عوده الرجل لأسأله من جديد
وتمضي الأيام / ويقتلني الإنتظار
ويطل علي الرجل من جديد / فأركض نحوه وأبادله بطلب
هل لي بفنجان قهوه معك ؟
يومأ برأسه / فأمسك بيده وأقتاده الى المنزل
فتحت الباب وابتسمت بصمت : تفضل من هنا
بادرني بالسؤال : كم عمرك ؟
تبسمت قائلا قل لي أنت كم يبدو عمري من ملامحي !
خلع نظارته السوداء / وتبسم قائلا : -
الحب يزيد العمر عمرا آخر / فاعذرني لست بمنجما
قلت له : افتح ألبوم الصور الذي بجاورك وستعلم كم عمري
فكل صورة بداخله تساوي عمرا بأسره
لكنه رفض / فاستغربت وأصريت على ذلك
فأخفض رأسه قائلا : إني لا أرى فأنا أعمى !
فجثيث على ركبتي / وغاب وعيي عن كل شيء
أتمازحني !
فقال أي بني اسمعني :-
كنت شابا مثلك تملؤه الحياة
في مقتبل العمر / كنت متفوقا بدراستي
وكنت أحب فتاة تدعى ( غروب )
التقيت بها في إحدى مدن الضوضاء هنا
كانت ساحرة بمعنى الكلمه / كانت هي الحياة
بريق عينيها لامع / وشفتيها تقطر شهدا
وإحمرار خديها يختصر الخجل
وشعرها الاسود كأنه الليل الصامت العاشق
ناهيك عن أناقتها التي تسحر الالباب
عشقتها وكبر الحب بيننا / اتفقنا على الزواج
كان طلبها الوحيد أن أكمل دراستي بالخارج
وأعود لأعمل في وظيفه لنبني حلمنا بعائله سعيده
رحلت للخارج حصلت على الشهاده وعدت
فلم أجدها !
بزغت عيناي للخارج بذهول / لم لم تجدها ؟
قال وجدتها قد تزوجت ابن عمها منذ شهر فقط !
سألتها لم فعلت ذلك ؟
قالت إن أهلها كانوا قد اتفقوا منذ الصغر على ذلك
وأنها لم تستطع أن تقاوم / كان هذا عذرها !
ومنذ ذلك اليوم مساءا كنت قد فقدت بصري
سألته لكنك تمر كل فترة بنفس الشارع لم ؟
فأجابني بدموع منهمرة : لأنه كان آخر شارع يجمعنا معا ، رغم أني فقدت البصر لكني
لم أفقد بصيرتي وإحساسي بمن حولي .
أي صدق مشاعر يحمل هذا المسن بين طيات روحه ، وأي قلب بريء هذا الذي بجوفه؟
، وأي حلم يحمل بين أكناف وجدانه ، أي وفاء هذا الذي يجعله يعود لتذكر ماضي امرأه
فقدها منذ زمن !
بعده مده من الزمن عاد ليتحدث : -
أتعلم بعدها لم أتزوج ، لا لشيء ، فقط لأنني لم أعد أحتمل الفراق من جديد ، ولا أريد
أن أعيش ذات الانكسار يوما آخر ومرة أخرى !
كانت أمي قد فارقت الحياة أيضا بعدها بشهر حزنا على ما آل إليه مصيري ، وكنت
برحيلها شبه غائب عن الحياة ، وعن ملذاتها !
إذا كنت تبحث عن حل لما أنت فيه فعليك بالصبر ثم الصبر ، هذا ما علمتني إياه السنين
، لذلك كنت متعمدا أن أتركك لأيام تنتظرني لأعلمك الصبر ، فأنا كنت أمر يوميا من
نفس الشارع ، ولكني بعدما رأيتك أحببت أن أعلمك درسا في الحياة ، وكيف لك أن تحيا
بعد موت مشاعر الحب بداخلك !
هذه الحياة يا بني لا تعطيك شيئا بدون مقابل ، لا تظن أنها ستعطيك الفرح والحب على
طبق من ذهب ، فالبشر مهووسون بجمع المال ، والركض وراء ملذاتهم ، فاقنع هكذا
زمن لا يصلح للحب ، رغم أنه أجمل ما في الوجود في نظري ونظرك ، ولكنك بعد
التجربه تحس بأن الجمال تحول الى خوف وقبح في آن واحد .
تحس بأن البشر قلوبها ملئها الحقد والضغينه ، ومات نبض الوفاء بهم ، وإلا فلم ترانا
نبكي في اليوم أكثر مما نفرح ؟ لم نعيش نقتات على موائد الحزن ، نقلب أنفسنا على
جمر غيرنا ونحرقنا به ؟ !
إن عشت بعد اليوم فاحذر من زيف النساء ، من خبثهن ، من غذرهن ، والجم قلبك ،
دربه على العيش مع نفسه فقط ، انهره حتى لا تجد نفسك بعد عقد من الزمن كحالي
هكذا ولكن بدون عكاز الحياة !
والآن دعني أسترح من عناء الحياة قليلا ، هل لي بالنوم قليلا ؟
مضت تلك الليله بحلوها ومرها ، بوجعها ، بضيقها ، ببرود نجومها ، وضوء قمرها ،
بذهول استعصى على الحل من ذاكرتي ، وبألم متخضب من فؤادي الموجوع منك !
ويبقى السؤال الأهم : -
كم عمرا أحتاج لأنساك ؟
المخرج : -
الحب يعني الخوف
فقط في قلوب الخونة !
ما بعد المخرج : -
ها أنا أكتبك بصوتي بعد أن فقدت بصري ! وبعد أن أصبح قلمي عكازي في الحياة
فهنيئا لك ! ! !
اتمنى ان ينال اعجابكم
صانع الاحزان
/
\
/
قبل البدء كان السؤال : -
لماذا يصر البعض على دخول حياتنا فجأة ؟ ثم يرحل بدون مقدمات ؟
وكان الحوار : -
الأنثى : سأحادثك الساعه 12:45
الرجل : سأنتظرك
تمر الساعه بأكملها ويأتي العصر ، ويمر الوقت لا مجيب ! ولا أصلا يتصل أحد !
ترى متى يكف البعض عن اللعب بقلوب البشر ؟
وكان الوجع
مؤلم الرحيل حد الشفقه
مؤلم انتظارك ساعات وساعات بدون أجوبة
مؤلم رحيلك فجأة بدون سبب مقنع
مؤلم غيابك بدون وداع
أما كان من الأفضل أن يكون الوداع لائقا بعض الشيء ؟
قد لا أكون أستحق حبك فعلا
قد أكون رجلا خائنا
قد أكون رجلا معدوم الحس
بلا شعور / وبلا ضمير / وتحركني مطامعي
قد أكون متحجر القلب / متعجرف حد القبح
قد ..... وقد .........
ولكنك كنت تحبيني
ألا يستحق حبك هذا وداعا يليق به وبك ؟
سحقا لكل أنثى تلقي بظلالها على الرجل حتى مماته
أي عشق كاذب / وأي قلوب تملكن !
سحقا ثم سحقا ثم سحقا لكل أنثى تخون
وكان السؤال : -
لماذا تعتقد الأنثى أنها فقط من تملك الاحساس ؟
هل لي بمعرفه هذا ؟
أليس كلنا بشر ؟ من لحم ودم
ترى لماذا تصر بعض الإناث على تقبيح منظرهن هكذا ؟
بئس القلب هذا الذي يرى في غيره نقصا
بئس العقل هذا الذي ينتقص من قيمه غيره
وبئس الحب إن كان ينزوي على مبدأ ( القياس )
اقرئيني بحذر فأنا في قمه الغضب
أوتعلمين : -
تجيد الأنثى كل أساليب الدهاء والمكر
لا لشيء فقط لهدف معين / قتل الحب
يا لحماقه البعض ! ويا لعقولهن الفارغه !
وكان السؤال : -
ماذا يعني الحب ؟
بنظري : -
السمو فوق كل تفاهات الحياة
وتقاسم كل أفراحها وأتراحها
ومشاركه الآخر نبضه قبل أن ينبض
ومواساته قبل أن يطلب / بل وإسعاده
وتلبيه كل منا حاجات الآخر
والتسامح رغم كل زلات الآخر
فأي مما سبق تحقق في قصه عشقنا ؟
بنظرك ماذا يعني الحب ؟
الغياب فجأة بوضح النهار / بدون عذر
قتل الأمنيات في وأدها / أم سرقه حلم الآخر بالسعاده ؟
أم نحر قلبي / وإيقاد نار الحزن بجوفي ؟
أم الوصول الى تعاستي ؟
أي منهن سيدتي يناسبك ؟
وضاع العمر هباءا !
وكان موت المشاعر حقيقه !
وكان السؤال : -
من يحل محلي بعدي ؟
أسديه نصيحتي / قولي له :
الحب لا يعيش في قلوب البشر
ومكانه ليس بيننا / أصدقيه القول
إن رفض وأغرته ملامحك / أرسليه إلي ليراني
كيف تحولت من رجل منفتح على الحياة
الى رجل يعشق عزلته / ومحاولة البقاء بدون وجع
أريه حالي قبلك / وبعدك
عله يقتنع / عله يرحل قبل أن يقع في دوامة الوجع
إن لم يفعل / فاقرئيه مني السلام
وأخبريه سأنتظره يوما ما لأنه سيأتي لي
متكئا على عكاز الغياب الموحش
ولا شيء / لا شيء / فقط بقايا رجل
وكان الوجع / وانسكاب الألم
في خضم الحزن الذي عاث بجوفي ولا زال
أي أمنيه لك لم أحققها بعد ؟ !
أخبريني الآن بها وسأحققها
لحظه ....... لحظه ......... لحظه ..........
يبدو أنها جرعه من جرعات الغياب المزمن
سأغيب عنك لأيام وأعود / إن استيقظت بعدها
فأخبريني كيف حالي عندما أغيب مع الوجع !
...
وبعد أيام عده : -
أفيق من عالم موحش / فيصفعني واقع مزري حقا
فأتمنى العوده الآن / وأتمنى أن تطول الغيبه كثيرا
شاخت ملامح الحب سيدتي / كأنها لا تشبهني
أو كأنها تشبه الحزن / أو كأني فقدت الذاكره
وساد الصمت مدني بعدك
وجلست على شرفه الإنتظار أحسب الأيام
مر عمر / عمرين / وأكثر
وأنا على ذات الشرفه أترقب هطول غيمك
وأحلم بلون الفرح يصعقني / يخرجني من حلمي
كالطفل اليتيم ينتظر أباه كل ليله
رغم علمه بأن أباه لن يعود بتاتا
ولكن هناك فرقا بين الحالتين
فالطفل يعي بأن أبيه غادر الحياة للآخرة
وأنا أبقى أحلم بك / ستعود / لن تعود / ستعود / لن تعود
قدماي على الأرض / رأسي بالسماء
معلق بين حلم كالسراب ( عودتك ) / وبين وهم أعذبه علقم
فانظري الى وهن قلبي بعدك كيف بات يشعر بالسراب حقيقه !
وانظري الى أطراف حكايتنا كيف امتدت نحو الغير
وكيف أصبح الحب يعني الخوف !
هكذا قال لي أحد المارة يوما
كان رجلا طاعنا في السن / شعره أبيض
يرتدي قميصا أبيض اللون / كقلبي
وبنطالا أزرق اللون يميل للسماوي / كحلمي
توقف قليلا على ناصيه الطريق ليأخذ نفسا عميقا
نزلت له مادا بيدي كوبا من الماء
بعد أن شربه بشغف / شكرني ببسمه ملؤها الأسى
ثم قال لي بحرقه :
قد تتغير نظرتي بعد اليوم للحب
سألته كيف ؟ ماذا تقصد ؟
قال لي يا بني إياك والحب ؟
تغير لون وجهي ؟ وارتعد كلي
ظننت أن الرجل يعرفني
قلت له أتمازحني بعد هذا العمر ؟
قال بل أسديك نصيحه عمر بأسره
يا بني : الحب هو الخوف !
ومضى يهز رأسه بعد أن تسمرت مكاني
وسقط كوب الماء وانكسر / وتبعثر الزجاج على الناصيه
بعد عده خطوات أعاد الجمله على مسمعي :
يا بني الحب يعني الموت والخوف معا !
جلست أتخيل ما قال لي هذا الرجل
أيعقل بعد هذا العمر أن يبقى متذكرا ما فعل به الحب !
وسألت نفسي : كم يلزمني لأفرغني منك !
ونام الليل على ضوء الصباح / واشراقه أمل بغذ أفضل
ومرت الأيام وأنا أنتظر الرجل المسن ليعود / ليروي لي حكايته
علني أنقص من زمن الوجع قليلا
وبعد أيام أدمنت فيها الانتظار / إذا به يطل من بعيد
يتوكأ على عصا / أظنها ترأف لحاله
فانطلقت نحوه بسرعه البرق
وكان السؤال : -
لم قلت لي ذاك اليوم إياك والحب ؟
واذا به يصعقني من جديد
قبل أن أجيبك قلي : متى آخر مره نظرت بها الى المرآة ؟
اذهب وانظر جيدا لحالك / وبعدها سأجيبك
بقيت متسمرا مكاني كعادتي / ورحل الرجل
ذهبت بقلب يرتجف نبضه / وبخطى مثثاقله
أشعلت النور / فلم يشتعل نور المصباح
أو ربما أنني لم أعد أبصر غيرك / لا أدري
مسحت الغبار عن المرآة / وإذا بي أقف مشدوها
من هذا الرجل ؟ هل يعقل أنني هو ؟
ركضت نحو ألبوم صورنا / انتزعت صورة كانت معك
يوم أن أهديتني كتاب ( وللحياة بقيه ) / كأنك كنت تمهدين لحياتي بعدك
تبسمت وقلبت الصورة فإذا بتاريخها يشير الى عام 2008
فسقطت مغشيا علي / ولم أستيقظ إلا بعد زوال الحلم !
قمت راغبا الى النوم أكثر / ونظرت الى نفسي فالمرآة والصورة
فعلمت أن الرجل على صواب ! من هذا الذي بالصورة ؟
لا اعلم حقا كيف تغيرت ملامحي ! كيف أصبحت هكذا ؟
جلست أفكر / أحاول استرجاع ذاكرتي التي أحرقتها بغيابك الموحش
لم أستطع / جلست بعدها أنتظر عوده الرجل لأسأله من جديد
وتمضي الأيام / ويقتلني الإنتظار
ويطل علي الرجل من جديد / فأركض نحوه وأبادله بطلب
هل لي بفنجان قهوه معك ؟
يومأ برأسه / فأمسك بيده وأقتاده الى المنزل
فتحت الباب وابتسمت بصمت : تفضل من هنا
بادرني بالسؤال : كم عمرك ؟
تبسمت قائلا قل لي أنت كم يبدو عمري من ملامحي !
خلع نظارته السوداء / وتبسم قائلا : -
الحب يزيد العمر عمرا آخر / فاعذرني لست بمنجما
قلت له : افتح ألبوم الصور الذي بجاورك وستعلم كم عمري
فكل صورة بداخله تساوي عمرا بأسره
لكنه رفض / فاستغربت وأصريت على ذلك
فأخفض رأسه قائلا : إني لا أرى فأنا أعمى !
فجثيث على ركبتي / وغاب وعيي عن كل شيء
أتمازحني !
فقال أي بني اسمعني :-
كنت شابا مثلك تملؤه الحياة
في مقتبل العمر / كنت متفوقا بدراستي
وكنت أحب فتاة تدعى ( غروب )
التقيت بها في إحدى مدن الضوضاء هنا
كانت ساحرة بمعنى الكلمه / كانت هي الحياة
بريق عينيها لامع / وشفتيها تقطر شهدا
وإحمرار خديها يختصر الخجل
وشعرها الاسود كأنه الليل الصامت العاشق
ناهيك عن أناقتها التي تسحر الالباب
عشقتها وكبر الحب بيننا / اتفقنا على الزواج
كان طلبها الوحيد أن أكمل دراستي بالخارج
وأعود لأعمل في وظيفه لنبني حلمنا بعائله سعيده
رحلت للخارج حصلت على الشهاده وعدت
فلم أجدها !
بزغت عيناي للخارج بذهول / لم لم تجدها ؟
قال وجدتها قد تزوجت ابن عمها منذ شهر فقط !
سألتها لم فعلت ذلك ؟
قالت إن أهلها كانوا قد اتفقوا منذ الصغر على ذلك
وأنها لم تستطع أن تقاوم / كان هذا عذرها !
ومنذ ذلك اليوم مساءا كنت قد فقدت بصري
سألته لكنك تمر كل فترة بنفس الشارع لم ؟
فأجابني بدموع منهمرة : لأنه كان آخر شارع يجمعنا معا ، رغم أني فقدت البصر لكني
لم أفقد بصيرتي وإحساسي بمن حولي .
أي صدق مشاعر يحمل هذا المسن بين طيات روحه ، وأي قلب بريء هذا الذي بجوفه؟
، وأي حلم يحمل بين أكناف وجدانه ، أي وفاء هذا الذي يجعله يعود لتذكر ماضي امرأه
فقدها منذ زمن !
بعده مده من الزمن عاد ليتحدث : -
أتعلم بعدها لم أتزوج ، لا لشيء ، فقط لأنني لم أعد أحتمل الفراق من جديد ، ولا أريد
أن أعيش ذات الانكسار يوما آخر ومرة أخرى !
كانت أمي قد فارقت الحياة أيضا بعدها بشهر حزنا على ما آل إليه مصيري ، وكنت
برحيلها شبه غائب عن الحياة ، وعن ملذاتها !
إذا كنت تبحث عن حل لما أنت فيه فعليك بالصبر ثم الصبر ، هذا ما علمتني إياه السنين
، لذلك كنت متعمدا أن أتركك لأيام تنتظرني لأعلمك الصبر ، فأنا كنت أمر يوميا من
نفس الشارع ، ولكني بعدما رأيتك أحببت أن أعلمك درسا في الحياة ، وكيف لك أن تحيا
بعد موت مشاعر الحب بداخلك !
هذه الحياة يا بني لا تعطيك شيئا بدون مقابل ، لا تظن أنها ستعطيك الفرح والحب على
طبق من ذهب ، فالبشر مهووسون بجمع المال ، والركض وراء ملذاتهم ، فاقنع هكذا
زمن لا يصلح للحب ، رغم أنه أجمل ما في الوجود في نظري ونظرك ، ولكنك بعد
التجربه تحس بأن الجمال تحول الى خوف وقبح في آن واحد .
تحس بأن البشر قلوبها ملئها الحقد والضغينه ، ومات نبض الوفاء بهم ، وإلا فلم ترانا
نبكي في اليوم أكثر مما نفرح ؟ لم نعيش نقتات على موائد الحزن ، نقلب أنفسنا على
جمر غيرنا ونحرقنا به ؟ !
إن عشت بعد اليوم فاحذر من زيف النساء ، من خبثهن ، من غذرهن ، والجم قلبك ،
دربه على العيش مع نفسه فقط ، انهره حتى لا تجد نفسك بعد عقد من الزمن كحالي
هكذا ولكن بدون عكاز الحياة !
والآن دعني أسترح من عناء الحياة قليلا ، هل لي بالنوم قليلا ؟
مضت تلك الليله بحلوها ومرها ، بوجعها ، بضيقها ، ببرود نجومها ، وضوء قمرها ،
بذهول استعصى على الحل من ذاكرتي ، وبألم متخضب من فؤادي الموجوع منك !
ويبقى السؤال الأهم : -
كم عمرا أحتاج لأنساك ؟
المخرج : -
الحب يعني الخوف
فقط في قلوب الخونة !
ما بعد المخرج : -
ها أنا أكتبك بصوتي بعد أن فقدت بصري ! وبعد أن أصبح قلمي عكازي في الحياة
فهنيئا لك ! ! !
اتمنى ان ينال اعجابكم
صانع الاحزان