تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اللعب عند الطفل



حواليكم
12-03-2014, 08:40 PM
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

اللعب الشخصي واللعب الإسقاطي
الطفل السوي ينمو كلما زادت خبرته بالحياة عن طريق اللعب، وهناك من يميز بين اللعب الواقعي واللعب الخيالي، ولكن اللعب في الواقع يحتوى على تشكل خبرات الحياة، كما يحتوي على تمثل الحياة الداخلية الخيالية لنمو الذهن، وليس هناك أهمية في التمييز بين هذين النوعين ولكن يجب أن يظل التميز بينهما في نطاق تفكيرنا ولا يتعداه إلى اللعب ذاته، والتمييز الوحيد الحقيقي في اللعب بين اللعب الشخصي واللعب الإسقاطي .
فاللعب الإسقاطي هو دراما يستخدم فيها الطفل عقله كله دون أن يستخدم جسمه بنفس الدرجة، في هذا النوع من اللعب يستخدم "كنوزه" – تلك الأشياء التي يحتفظ بها من عرائس ودمى ومكعبات وقصاصات من الورق .. ألخ - التي تأخذ دور شخصيات خيالية أو قد تصبح جزا من المكان (مسرح) الذي تحدث فيه الدراما، وفي ٍٍاللعب الإسقاطي المثالي لا نرى الجسم كله مستخدما، فقد يقف الطفل ساكنا أو يجلس أو يستلقى على ظهره مستخدما يديه، وتتم الحركة الرئيسية خارج الجسم ويتميز الوضع بالانهماك الشديد، وتدب الحياة في الأشياء التي يلعب بها، وقد يستخدم صوته، حيث يكون الطفل في حالة إسقاط عقلي واضح، وهذا النوع من اللعب يكون أكثر وضوحا في المراحل المبكرة من العمر حين لا يكون الصغير قد تهيأ بعد لاستخدام جسمه كله .
أما اللعب الشخصي فهو دراما واضحة يستخدم فيه الطفل جسمه ويتميز بالحركة والتشخيص ويدخل فيه الرقص، كما تظهر خبرة تمثيل الأشخاص والأشياء، وينمى اللعب الشخصي صفة الإخلاص في الطفل حيث إنه يثق ثقة كاملة في الدور الذي يقوم به، وهذا النوع من اللعب يظهر بشكل واضح في الخامسة من العمر، ثم ينمو ويزداد وضوحا كلما زادت قدرة الطفل على السيطرة على جسمه .
وهذان الشكلان الرئيسيان للعب يضيف كل منهما للآخر، كما يضفيان على الشخص الذي يقوم بهما صفات معينه، وتتوقف سعادة الإنسان على امتداد حياته كلها على مدى قدرته على اكتشاف المزيج الصحيح لهذين الأسلوبين من النشاط، فهناك ارتباط بين نمط شخصية الفرد والعمل الذي يختاره، وبين درجة التوازن التي تحققت له بين لعبه الشخصي ولعبه الإسقاطي .
فهذان النمطان المبكران للعب لهما تأثير كبير على بناء الإنسان، وعلى سلوكه ككل، وكذلك على درجة قابليته لآن يكون شخصية صالحة للعيش في المجتمع، أي أن الإنسان يكتسب ما يكتسبه من قدرة على النمو نتيجة لفرص اللعب التي تتاح له، كم قد يخسر جزءا من ذاته بصفة دائمة إذا لم تتح له هذه الفرص، وهذا الجزء من الذات الذي لم يخلق قد يكون سببا فيما يعانيه المرء في مستقبل حياته من صعوبات .
ومن اللعب الإسقاطي يمكن أن ينمو فيما بعد : الفن كالموسيقى، والرسم، والتأليف، حيث يساهم في تكوين قدرة التخيل، والملاحظة، والصبر، والتركيز، والتنظيم، كما تتشكل علاقته بالأشياء وقدرته على التعامل معها واستخدامها في نواحي مفيدة .
ومن اللعب الشخصي يمكن أن ينمو فيا بعد : الجري، وألعاب الكرة، والرياضة، والرقص، والسباحة، كما تنمو القدرة على القيادة والتحكم الشخصي وجميع الألعاب التي تعتمد على الحركة، وفي هذا اللعب يستخدم الطفل الكلام لكي تنمو قدرته على التعبير وتكوين الآراء والاتجاهات وتحديد المواقف، بجانب أن اللعب الشخصي يمكن الطفل من تنمية القدرة على التمثيل بمعناه الكامل حيث إن التمثيل عند الطفل يتضمن مزيجا من الخيال والتقليد .

كيف يمكن مساعدة الأطفال على اللعب
أهم شيء في حياة الطفل هو الحب، ولكن من الحب ما يمكن أن يكون خداعا أو ضارا، فالطفل الصغير يجب أن يكون مرغوبا فيه حتى قبل أن يولد وبعد ولادته كذلك، ولهذا السبب فإن الأشياء التي نصنعها للطفل يجب أن نصنعها تلبية لمطالب حقيقية لديه، لا لمجرد إشباع تصورات عاطفية وهمية لدينا نحن الآباء، فعلى الأم أن تحمل النصيب الأكبر من التوجيه، أما الأب فلتكن له الكلمة الأخيرة .
واللغة ذات دلالة عاطفية بالنسبة للأطفال فهم يتعلمون كلمتي (نعم) و(لا) ليس فقط لما تحملانه من معنى، لكن لوقعهما الموسيقي العاطفي عليهم، أما إذا تعود الأطفال على الشعور بأن هاتين الكلمتين تعنيان شيا في لحظة، ثم تعنيان شيا آخر في لحظة أخرى، فإن ذلك سوف يزرع الشك العميق في نفوسهم، اجعل كلمة (نعم) تعنى نعم دائما، و(لا) تعنى لا دائما، وتأكد من أن أطفالك يدركون هذه الحقيقة تماما .
والبيت السعيد هو البيت الذي يتوفر فيه الإحساس بالجماعة، والتذوق الجيد للنكتة والشعور بأن لكل فرد فيه الحق في أن يقوم ببعض الأعمال بطريقته الخاصة، ويتوفر فيه كذلك الأمن، وفي كل مناسبة يجب أن نتعامل مع الأطفال وفقا لمستوى إدراكهم، وكلما زادت قدراتنا على فهم ذلك، واستقامت طريقتنا في الحب زاد فهمنا للتعامل مع أطفالنا .
وهناك مجموعة من الاقتراحات تساعد الأطفال على تنمية قدراتهم الدرامية :
• على الآباء أن يسمحوا لأطفالهم بما يحدثونه عادة من الضوضاء العالية وأحيانا البكاء، حيث أن ذلك يعتبر تدريب لجهازهم الصوتي وبداية تعلم الكلام، إضافة إلى أن الأطفال يحبون الأصوات، وهم يقسمونها إلى إيقاع زمني، وأوزان .
• على الكبار ألا يثيروا سخط الأطفال بالاستيلاء على (كنوزهم الثمينة) والتي تتمثل في الأشياء التي يلعبون بها مهما كانت تافهة .
• يجب السماح للأطفال بالوقوف والتنطيط أحيانا، كما يجب أن نسمح لهم بالجري، ولا تخشى عليهم من الوقوع، فالطفل لابد له من الوقوع لعدم اكتمال قدرته على التوازن، ولكن من الواجب أن يتعلم كيف يتجنب الوقوع .
• يستحسن الإجابة على أسئلة الطفل، حتى لو كانت أسئلتهم ليست ذات قيمة .
• أسمح لأطفالك أن يؤلفوا كلمات جديدة حتى لو كانت شاذة، ولا تعتبر هذه الكلمات من نفاية القول، والسبب في ذلك هو أن خلق مثل هذه الكلمات يرجع أساسا إلى اهتمام الطفل باللغة، ولسوف يحبون فيما بعد الكلمات الحقيقية .
• أسمح كذلك بأن يمارس أطفالك ألعابا تدور حول المغامرات والعصابات وارتكاب بعض المخالفات كوضع مساحيق أو ارتداء أشياء كبيرة عليهم .
• من المهم أن ينضم طفلك لمجموعة من الأطفال ليتشاركوا في أعمالهم الدرامية، حيث أن الأطفال أقدر على التعلم بعضهم من بعض .
• والقاعدة الذهبية في التعامل مع الأطفال قبل سن العاشرة : إذا ما ظهرت حاجتهم إلى اللعب أو التمثيل فإن المطلوب من الكبير هو أن يقترح ما يمكن عمله، ولكن عليه ألا يوضح كيف يتم ذلك، وأن لا يتدخل في ألعاب الأطفال، ونكتفي بلفت نظرهم لبعض الأمور إذا رغبوا في ذلك.















*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=559510&goto=newpost)