حواليكم
21-03-2014, 12:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركآته
طبعآ القصة عبارة عن ثلاث صفحات وشويةةة:blink:
بنزلها لكم كامله لأنه أول قصة أكتبها :unsure:
وعاد لا تقصرو من آنتقاداتكم وآرآئكم ...:worried:
القصه طويله تشه ,,,
لست بحاجة لكي أمي :blink:
فتاة تروي قصتها التي عاشتها تحت ظل إهمال والديها, حيث كان أبوها يملك الكثير من الأعمال الحرة التي أشغلته عن الاهتمام بأسرته, وأيضا الأم التي كانت تعمل في أحد المؤسسات المرموقة كانت مقصرة بواجباتها اتجاه أبنائها. تلك الفتاة في مرحلة دراستها الابتدائية قامت بالحديث عن تقصير وإهمال أمها لها أمام الحضور في الحفل الذي قامت المدرسة بإعداده فما كان من الأم سوى أن تقوم بتوبيخ ابنتها وحرمانها من الكثير من الأشياء حتى كبرت الفتاة وهي تواجه الكثير من العقبات بمفردها مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية والنفسية لأسباب عدة وأحد هذه الأسباب هو التعرف على أحد الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعية . لم يكن الأب يدري بما يمر بحياة ابنته إلا عندما أصبحت في عداد المرضى, حينها قام بعلاج ابنته و والاهتمام بأسرته.
كنت أسكن مع ثلاثة أخوة اثنان منهم ذكور والثالثة أنثى وهي أصغرهم سنًا شبيهة لي إلي حد كبير وأب يحب زوجته التي كانت تعمل بأحد المؤسسات المرموقة ويحب أطفاله كثيراً لدرجة أني نادرا ما أراه في البيت وذلك لكثرة الأعمال التي أشغلته عن زوجته وأطفاله لكسب المال وتدليل أطفاله بها وإدخال السعادة في نفوسهم, لا أدري من أين أتى بمفهوم تلك السعادة وذلك الحب!
وكانت صديقتي بسمة تسكن بجوار بيتنا ولقد عاشت معي طفولتي الجميلة بمرح وسعادة وإن لم يخني التعبير في وصف علاقتي معها فقد كنا نتقاسم الأوكسجين الذي كنا نتنفسه في حياتنا وكانت هي بسمة طفولتي حيث كنت أقضي أغلب أوقاتي معها, ولكن تلك العلاقة لم يكتب لها الاستمرار فقد كان حالها مثل حال جميع العلاقات إلا من رحم ربي, الفراق كان النتيجة والاسباب مبهمة.
سأخبرك عن بدايتي في مدرستي الصغيرة وهي مدرسة خاصة, مضت ثلاث سنوات على دخولي المدرسة, كنت في المرحلة الابتدائية وقد أكملت الربيع التاسع من عمري وكان حالي مثل بقية الأولاد في المدرسة نلعب ونلهو ونتشاجر بعض الأحيان. في تلك المدرسة كالعادة كنا نحتفل بيوم الأم في كل عام, حيث تحضر جميع الأمهات في ذلك اليوم للاحتفال مع أطفالها. لا أخفي عليك وأقول لك أن أمي لا تحضر الاحتفال ولكن حضرته في أول سنة لي في المدرسة حيث كنت في الصف الأول, وكانت السعادة تغمرني لأن كل طفل جاء بهدية ليقدمها لأمه وأيضا أنا قمت بإعداد هدية لأمي في علبة حمراء صغيرة لأني أدرك مدى حب أمي للون الأحمر. أنت لا تعرف لأي مدى أحب أمي وحب أمي لي لأني ابنتها الكبيرة بعد أخي الذي ابتعث للدراسة في أحد الدول الأوربية ويسكن هناك مع ابناء عمه, أفتقده كثيرا ولكن أصبح الأمر مألوفاً بالنسبة لي, وكالعادة سأراه في نهاية الربيع.
وفي السنة الثانية لي في المدرسة أصبح اهتمام أمي بي يقل وكأنها أدركت أني أصبحت متأقلمة للدراسة. هكذا أغلب الأمهات ما إن تدرك أنّ أطفالها أصبحوا متكيفين للوضع سرعان ما يبدأ اهتمامهم بالتلاشي ويبدأ الإهمال, ولكن لم يكن اهمال بالمعنى الذي يخيل إليك, كلا لم يكن إهمالاً حقيقياً بل كان تراجع في الاهتمام بي مقارنة باهتمامها في بداية الأمر, لأنها اغلب الوقت تكون منشغلة بعملها, أنت تفكر بأن عملها شاق ومتعب لأنها ربة منزل, كلا كل ما في الأمر أن هناك عاملة منزل مكلفة بالقيام بجميع الأعمال من طبخ وغسيل وتنظيف وتربية أطفال. نسيت إخبارك أني حرمت من رضاعتي الطبيعية, كان لعاملة المنزل نصيب في إعداد الحليب الصناعي لي وكنت قد تربيت على يدها, لأن أمي منشغلة بأعمالها وأبي كذلك! نعم إنه زمن مادي بحت لدرجة أن أمي تقضي وقتها في الاهتمام بعملها حتى في المنزل, ولا تتفرغ لتربيتي وتربية إخوتي الصغار وأيضاً لم تحضر الاحتفال بيومها في السنة الثانية لي بالمدرسة وذلك لأنها منشغلة بأعمالها التي تقدسها أكثر من أبنائها وكأنها لا تدري أن عليها واجبات لي ولأخوتي يجب أن تقوم بها.
لا عليك من ذلك فقد احتفلنا بيوم الأم في السنة الثانية مع عمتي وذلك لأني رفضت الذهاب بمفردي فقررت عمتي مشاركتي ولكن لم تكن للسعادة لذة مقارنة بالاحتفال في العام الذي مضى.
وفي غياب أمي وكثرة انشغال أبي أصبحت أجيد عمل الكثير من الأشياء بمفردي وأتقن فعل أشياء لا يتقنها من هو يكبرني بسنتين أو ثلاث, وفي السنة الثالثة في مدرستي كنت متميزة بفضل ربي الذي ألهمني القدرة والذكاء وأصبحت لي العديد من المشاركات في الإذاعة المدرسية التي تقام كل صباح, إلى أن حان وقت الاحتفال بيوم الأم وكلي أمل أن أبقى متميزة عن باقي الأطفال كنت قد رسمت في مخيلتي أني سوف أقوم بالمشاركة في هذا اليوم العظيم وألقي كلمة شكر للأمهات ولأمي التي سوف تكون بين الحضور وتشاهدني وأنا على خشبة المسرح قد كبرت وأصبحت ابنتها التي تتحلى بالجراءة والشجاعة, لم أخبر أمي بأني سوف أقوم بالمشاركة بإلقاء كلمة شكر نيابة عن جميع الأبناء في ذلك اليوم العظيم, لا أخفي عليك فقد كنت خططت لجعلها مفاجأة لأمي لتندهش من ذلك وتكون فخورة بي. أنت تعلم أن أمي سوف تفرح فرحاً شديدا عندما ترى ابنتها على خشبة المسرح ولربما سوف تقدم لي هدية تقديرا لما سأفعله وستشتري لي الحلوى المفضلة لدي.
ها هو اليوم المنشود قد أتى, كلانا يعلم بأن الاحتفال يقام ليلاً, وفي الصباح الباكر في طريقي إلى المدرسة مع أمي أخبرتها أن المديرة تريد مني أن أبقى في المدرسة مع مجموعة من الطلاب لتجهيز الاحتفال بيوم الأم, وسنظل في المدرسة إلى أن ينتهي الاحتفال, وسأنتظرها بشغف في تمام الساعة السابعة, فوافقت أمي على ذلك. بعد أن أصبح كل شيء جاهزاً كان موعد الحضور الساعة السابعة مساء, وموعد الحفل الساعة السابعة والنصف. مر الوقت وانا أنتظر حضور أمي, دقت السابعة وامتلأ مكان الاحتفال بالحضور وأرى فرحة الأمهات مع أطفالهن ولكن امي أين أنتِ ؟ لم أجد أمي بحثت عنها من بين الحضور ولكن لم أجدها قاربت الساعة أن تصل إلى السابعة والنصف ولكن أين أمي ؟ كنت أحفظ رقم هاتفها وذهبت إلى أحد معلماتي التي تحبني فطلبت منها أن أستخدم هاتفها للاتصال بأمي ولكنها قالت إنها لا تملك رقم أمي فقلت لها أنا أحفظه فأعطتني واتصلت بها.
أمي : السلام عليكم.
أنا :وعليكم السلام أمي أين أنتِ؟ الحفل سوف يبدأ !
أمي : آسفه يا ابنتي نسيت أن أخبرك أني سأكون مشغولة.
أنا : هل ستتأخرين كثيرا يا أمي ؟
أمي : لن أحضر الحفل ولكن سأحضر لتوصيلك بعد الانتهاء من الحفل.
أنا (والدمعة تجري على خدي): حسنا أمي , مع السلامة.
أمي أغلقت الهاتف, مسحت دمعتي وذهبت لمعلمتي لأعطيها الهاتف وشكرتها وأنا مبتسمة. ربما يجول في مخيلتك سؤال وهو لماذا لم أبك؟ لم أبك لأني بكيت السنة التي مضت حتى جفت دموعي. دقت الساعة السابعة والنصف بدأ الحفل وألقت مديرة المدرسة كلمتها وعبرت عن فرحتها اتجاه تلاميذها وأمهاتهم وأثنت على الحضور وبعد ذلك حان دوري لإلقاء كلمة شكر للأم نيابة عن جميع التلاميذ في المدرسة. لا أدري ماذا حدث لي بعد أن أنهيت إلقاء الكلمة ولكن كل ما في الأمر أني بدأت أتحدث على مكبر الصوت من تلقاء نفسي بصوت هادئ وكأنني أتحدث مع نفسي وقلت إن أمي لم تحضر الحفل اليوم لأنها منشغلة بعملها, وفي المنزل أقوم بأعمالي بمفردي, ونادرا ما تقوم أمي بمراجعة دروسي, وأن أمي لا تهتم بإخوتي, وأن أختي الصغيرة تنادي عاملة المنزل ماما ... حينها أُخِذ مكبر الصوت من يدي, وصعدت المديرة الى خشبة المسرح وأخذتني معها إلى المكتب وقامت بالسؤال عن أشياء كثيرة مختصة بي وبأخوتي وبأمي وبأبي, حينها كنت صغيرة وقمت بالإجابة عن جميع الأسئلة بكل مصداقية ولم أكن أعلم أن للبيوت أسرار. اتصلت المديرة بأمي أخبرتها بما جرئ بعد ذلك أتت أمي وأخذتني الى المنزل دون أن تتلفظ بكلمة ولكن كانت ملامحها توحي بأنها ليست أمي التي عهدتها. سألتها ما بك يا أمي؟ لم يكن هنالك رد حينها التزمت الصمت حتى وصلنا المنزل ظننت أن أمي منزعجة من ضغوطات عملها, دخلنا المنزل وتوجهنا إلى غرفتي دخلنا الغرفة وقالت لي : انتظري سوف أعود بعد لحظات.
دعني أقول لك ماذا حدث: كنت أنتظرها وأنا مبتسمة, أنتظر أمي لتجلب لي هديتي المفضلة لأن المديرة أخبرتها بأني قمت بالمشاركة في الإذاعة, دخلت وبيدها عصا وتصرخ في وجهي وقالت لي كلاماَ لا أعرف كيف أصفه أعتقد أن ثمانية وعشرين حرفا لا تكفي للتعبير عما حدث حينها. حرمت من أشياء كثيرة تغيرت معاملة أمي لي أصبحت معاملتها لعاملة المنزل أفضل من معاملتها لي وكأني لست بابنتها, لم تراعِ حينها أني صغيره ولا أفهم كثيرا. لم يكن أحد بجانبي فأبي قد كان يسافر من دولة إلى اخرى من أجل أعماله الحرة وعندما يأتي لا أستطيع إخباره بشيء لأنه لا يوجد لديه وقت للجلوس معنا كثيرا ولأن أمي قد قامت بتهديدي أيضاً.
أكملت حياتي وأنا وحيده لم تكن أمي مهملة لي كثيرا فقد كانت توفر لي ما أريده من أشياء مادية إلا أنها كانت تعاملني بمعاملة ليست جيدة. مضت السنون وأنا أفتقد حنان أمي وأصبحت فتاة ناضجة, لا أخفي عليك فقد حاولت التحدث إليها مرارا لأشرح لها أني كنت صغيرة حينها وأني لا أعرف الكثير عن هذه الأمور ولكن باءت جميع المحاولات بالفشل, كتبت لها ما يجول في خاطري في رسالة ابتدأتها بـ(أمي الحنونة) واختتمتها بـ(أحبك ماما) مع قلب صغير أحمر, ووضعتها في غرفة نومها على الوسادة قبل رجوعها من العمل. وفي اليوم التالي بعد أن قرأت رسالتي أحسست بأنها قد أحست بي وتغيرت معاملتها لي ولكن لم يلبث ذلك التغير سوى عدة أيام ومن ثم ساء تعاملها لي. لابأس فقد تكيفت مع الوضع, ووصلت في دراستي مرحلة الثانوية وما زال التميز عنواني. كنت في آخر سنة لي في الدراسة وأحس كثيرا بالوحدة, لأن أمي تمنعني من الخروج من المنزل ومن زيارة صديقاتي وعندما تخرج للتسوق يذهب معها إخوتي وأظل أنا بالمنزل. وفي وقت فراغي لم يكن عندي خيار إلا أن أقوم باللعب على الحاسب الآلي وكنت أدخل إلى بعض المواقع على شبكة الأنترنت عندما أحس بالملل, تعرفت على موقع تواصل اجتماعي يطلق عليه مسمى الفيس بوك (Facebook). قبل الدخول إلى هذا الموقع قرأت الكثير عن السلبيات والإيجابيات لهذا الموقع ثم قمت بالتسجيل وقد كنت في بداية الأمر أسجل دخولي وأتصفح ما يتم نشره لأني أصبحت عضوة في العديد من المجموعات المفيدة. ولم أكن أدخل كثيرا لأني في سنتي الأخيرة من الثانوية كنت موازنة بين المذاكرة والدخول إلي هذا الموقع. وفي أحد الأيام قمت بمراسلة أحد الشباب وكان فارق العمر بيننا سنة واحدة وقد كان الاحترام متبادلاً بيننا, وفي أحد الأيام شكوت له وقصصت له قصتي وأصبح يرشدني وينصحني أن أصبر فإن الله مع الصابرين, كنت أحس بالراحة عندما أتحدث إليه لأني وجدت من يصغي إلي, ولكن لم أهمل دراستي فقد كنت قد حددت موعداَ لدخولي للموقع والحديث معه, واستمرت علاقتي معه لأنه شاب ذو أخلاق رفيعة. حتى حان وقت الامتحانات النهائية حينها قرر تركي لحين أن أنتهي خوفا من أن يشغلني ولكني رفضت ذلك وأخبرته بأني ملتزمة بدروسي ومنظمة لوقتي ولكنه أصر على تركي وأنه سوف يعود بعد أن تنتهي فترة اختباراتي لم أوافق لأني سوف أظل وحيدة وقام بعمل حظر لي في الموقع لكي لا أستطيع العثور عليه, بعد أن تركني ساءت حالتي وأصبحت أسوأ من السابق. أصبح هناك شيء يسار صدري يؤلمني بشدة لا أدري ماذا أفعل حينها فلم يكن لدي من أشكو له حالتي, لاحظت أمي أني مريضة وأن ملامح وجهي باتت متغيرة, حينها قررت أمي أخذي للمستشفى وكالعادة أوصلتني وذهبت بمفردي إلى مقابلة الدكتورة. ومن خلال فحص الدكتورة لي عرفت ما بي !
سألتني قائلة: هل أنتِ على علاقة بشخص؟
قلت: لا.
قالت: هل فقدت شخصاً كان قريبا منك جداَ؟
فأخبرتها عن صديقتي ولكن أخبرتها أن ذلك منذ فترة طويلة, وعادت تكرر هل فقدتِ شخصاَ قريبا منك خلال هذه الفترة فأنكرت ذلك ثم قلت لها أني في آخر سنة لي بالثانوية وأني مضغوطة من قبل الدراسة ثم صدقتني وبعدها صرفت لي دواء - عقاقير - أخذت ذلك الدواء وجدت راحتي عند استخدامه لا أدري هل هو جنون مني أم ماذا؟ كلما انتهى الدواء قمت بالذهاب إلى إحدى الصيدليات القريبة لشراء المزيد منه دون وصفة من الدكتور ودون علم أحد من أهلي بذلك. أحيانا أذهب مع عمتي وأقول لها بأني أود أن أشتري قطعة شاش او ضمادات جروح ولكنها لا تعلم بأني أقوم بشراء الدواء. أنهيت اختباراتي وحصلت على نسبة تؤهلني لدخول أي مكان. ولكن دعني أخبرك شيئاَ : لقد قمت بوضع الخيار الأول لي بعثة دراسية للخارج لكي أبتعد عن أهلي وأدعهم يعرفون قيمتي عندما أرحل, ولكن عندما تم قبولي في هذه البعثة رفضت أمي وقامت بتوبيخي لأني لم أقم بالتسجيل في الجامعة التي في بلدي. ووضعت اللوم عليها لأنها لم تقم بإرشادي ماذا يجب علي أن أسجل. على أي حال كانت هناك فرصة لي لإكمال دراستي في بلدي ولكني رفضت ذلك, وكان رفضي مبني على سوء تعاملهم لي, ومع ذلك كنت ما زلت على تواصل مع الشاب المحترم في الموقع ظللت لفترة وأنا على تواصل معه تطورت العلاقة بيننا وفي أحد الأيام طلب أن يراني ولكني رفضت وقرر تركي ولم يكن لي خيار سوى أن أقوم بإرسال صورتي له لأني لا أستطيع فراقه. بعد فترة من الزمن طلب مني أن أحادثه بالهاتف حينها رفضت ولم أوافق على ذلك ولكن قمت بالحديث معه على موقع بمحادثة صوتية, بعد كل هذا يريد اللقاء بي ولكني لا أستطيع ذلك لأن ما تربيت عليه لا يبيح لي فعل ذلك ورفضت وعارضته بشدة عندها أيقنت أنه لربما يكون ذئباَ من الذئاب التي قرأت قصصها على هذا الموقع, لكني كنت حذرة وعندما رفضت طلبه قرر تركي وما استطعت عمل شيء وفعلاً تركني وأصبحت وحيدة أفتقر لحنان أمي وعادة الوحدة تلازمني.
لا أنام الليل إلا ساعات قليلة, ولا أشتهي الأكل, فارقتني السعادة! لا أدري أين ذهبت؟ ومتى ستعود؟ أصبحت أقضي الليل بالبكاء لم تذق عيني لذة النوم لأيام ليست بقليلة, صحوت ذات يوم وأنا أردد لست بحاجة لك يا أمي... لست بحاجة لك يا أمي ... لست بحاجة لك يا أمي ...
نعم أصبحت في عداد المرضى , أحست أمي حينها بإهمالها, احست بمسؤوليتها أدركت أن ابنتها لم تعد بحاجة لها بعد اليوم, علم أبي بكل ما كان مستوراً وثار غضبه فقرر أخذي للعلاج في المستشفيات ولكن لا فائدة فقد كان الدواء - العقاقير التي كنت أشتريها من الصيدلية - سبباً في مرضي .
لست بحاجة لك يا أمي أصبحت أرددها طوال الوقت خافت أمي على أولادها لربما تتأثر نفوسهم بي ويحصل لهم مثل ما حصل لي. ما كان لدى أبي خيار سوى أن يأخذني للعلاج في أحد الدول المتقدمة وفعلا بعد طول معاناة ذهبنا وتلقينا العلاج وبعدها رجعت إلى حالتي الطبيعية بقدرة الله وبفضل الدكاترة, ورجعت إلى منزلي وتغيرت معاملة أمي لي بعد أن قام أبي بتوبيخها وقررت أمي أن توازن بين عملها وتربية أولادها, وأصبحت لا تنام إلا بعد أن تطمئن علي وعلى إخوتي, والشيء الجميل هي تلك القبلة الدافئة التي تضعها أمي على رأسي, حينها أصبحت البسمة لا تفارق شفتي, نسيت إخبارك بأن أبي قرر أن يقوم بتسجيلي في إحدى الجامعات لأكمل دراستي وها أنا في مرحلتي الجامعية أكمل مشوار دراستي .
لم أكن حزينة على ما مر بي, ولكني حزينة فقط على ما سيمر بمن أُهملوا من قبل آبائهم.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/vb/showthread.php?t=562030&goto=newpost)
طبعآ القصة عبارة عن ثلاث صفحات وشويةةة:blink:
بنزلها لكم كامله لأنه أول قصة أكتبها :unsure:
وعاد لا تقصرو من آنتقاداتكم وآرآئكم ...:worried:
القصه طويله تشه ,,,
لست بحاجة لكي أمي :blink:
فتاة تروي قصتها التي عاشتها تحت ظل إهمال والديها, حيث كان أبوها يملك الكثير من الأعمال الحرة التي أشغلته عن الاهتمام بأسرته, وأيضا الأم التي كانت تعمل في أحد المؤسسات المرموقة كانت مقصرة بواجباتها اتجاه أبنائها. تلك الفتاة في مرحلة دراستها الابتدائية قامت بالحديث عن تقصير وإهمال أمها لها أمام الحضور في الحفل الذي قامت المدرسة بإعداده فما كان من الأم سوى أن تقوم بتوبيخ ابنتها وحرمانها من الكثير من الأشياء حتى كبرت الفتاة وهي تواجه الكثير من العقبات بمفردها مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية والنفسية لأسباب عدة وأحد هذه الأسباب هو التعرف على أحد الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعية . لم يكن الأب يدري بما يمر بحياة ابنته إلا عندما أصبحت في عداد المرضى, حينها قام بعلاج ابنته و والاهتمام بأسرته.
كنت أسكن مع ثلاثة أخوة اثنان منهم ذكور والثالثة أنثى وهي أصغرهم سنًا شبيهة لي إلي حد كبير وأب يحب زوجته التي كانت تعمل بأحد المؤسسات المرموقة ويحب أطفاله كثيراً لدرجة أني نادرا ما أراه في البيت وذلك لكثرة الأعمال التي أشغلته عن زوجته وأطفاله لكسب المال وتدليل أطفاله بها وإدخال السعادة في نفوسهم, لا أدري من أين أتى بمفهوم تلك السعادة وذلك الحب!
وكانت صديقتي بسمة تسكن بجوار بيتنا ولقد عاشت معي طفولتي الجميلة بمرح وسعادة وإن لم يخني التعبير في وصف علاقتي معها فقد كنا نتقاسم الأوكسجين الذي كنا نتنفسه في حياتنا وكانت هي بسمة طفولتي حيث كنت أقضي أغلب أوقاتي معها, ولكن تلك العلاقة لم يكتب لها الاستمرار فقد كان حالها مثل حال جميع العلاقات إلا من رحم ربي, الفراق كان النتيجة والاسباب مبهمة.
سأخبرك عن بدايتي في مدرستي الصغيرة وهي مدرسة خاصة, مضت ثلاث سنوات على دخولي المدرسة, كنت في المرحلة الابتدائية وقد أكملت الربيع التاسع من عمري وكان حالي مثل بقية الأولاد في المدرسة نلعب ونلهو ونتشاجر بعض الأحيان. في تلك المدرسة كالعادة كنا نحتفل بيوم الأم في كل عام, حيث تحضر جميع الأمهات في ذلك اليوم للاحتفال مع أطفالها. لا أخفي عليك وأقول لك أن أمي لا تحضر الاحتفال ولكن حضرته في أول سنة لي في المدرسة حيث كنت في الصف الأول, وكانت السعادة تغمرني لأن كل طفل جاء بهدية ليقدمها لأمه وأيضا أنا قمت بإعداد هدية لأمي في علبة حمراء صغيرة لأني أدرك مدى حب أمي للون الأحمر. أنت لا تعرف لأي مدى أحب أمي وحب أمي لي لأني ابنتها الكبيرة بعد أخي الذي ابتعث للدراسة في أحد الدول الأوربية ويسكن هناك مع ابناء عمه, أفتقده كثيرا ولكن أصبح الأمر مألوفاً بالنسبة لي, وكالعادة سأراه في نهاية الربيع.
وفي السنة الثانية لي في المدرسة أصبح اهتمام أمي بي يقل وكأنها أدركت أني أصبحت متأقلمة للدراسة. هكذا أغلب الأمهات ما إن تدرك أنّ أطفالها أصبحوا متكيفين للوضع سرعان ما يبدأ اهتمامهم بالتلاشي ويبدأ الإهمال, ولكن لم يكن اهمال بالمعنى الذي يخيل إليك, كلا لم يكن إهمالاً حقيقياً بل كان تراجع في الاهتمام بي مقارنة باهتمامها في بداية الأمر, لأنها اغلب الوقت تكون منشغلة بعملها, أنت تفكر بأن عملها شاق ومتعب لأنها ربة منزل, كلا كل ما في الأمر أن هناك عاملة منزل مكلفة بالقيام بجميع الأعمال من طبخ وغسيل وتنظيف وتربية أطفال. نسيت إخبارك أني حرمت من رضاعتي الطبيعية, كان لعاملة المنزل نصيب في إعداد الحليب الصناعي لي وكنت قد تربيت على يدها, لأن أمي منشغلة بأعمالها وأبي كذلك! نعم إنه زمن مادي بحت لدرجة أن أمي تقضي وقتها في الاهتمام بعملها حتى في المنزل, ولا تتفرغ لتربيتي وتربية إخوتي الصغار وأيضاً لم تحضر الاحتفال بيومها في السنة الثانية لي بالمدرسة وذلك لأنها منشغلة بأعمالها التي تقدسها أكثر من أبنائها وكأنها لا تدري أن عليها واجبات لي ولأخوتي يجب أن تقوم بها.
لا عليك من ذلك فقد احتفلنا بيوم الأم في السنة الثانية مع عمتي وذلك لأني رفضت الذهاب بمفردي فقررت عمتي مشاركتي ولكن لم تكن للسعادة لذة مقارنة بالاحتفال في العام الذي مضى.
وفي غياب أمي وكثرة انشغال أبي أصبحت أجيد عمل الكثير من الأشياء بمفردي وأتقن فعل أشياء لا يتقنها من هو يكبرني بسنتين أو ثلاث, وفي السنة الثالثة في مدرستي كنت متميزة بفضل ربي الذي ألهمني القدرة والذكاء وأصبحت لي العديد من المشاركات في الإذاعة المدرسية التي تقام كل صباح, إلى أن حان وقت الاحتفال بيوم الأم وكلي أمل أن أبقى متميزة عن باقي الأطفال كنت قد رسمت في مخيلتي أني سوف أقوم بالمشاركة في هذا اليوم العظيم وألقي كلمة شكر للأمهات ولأمي التي سوف تكون بين الحضور وتشاهدني وأنا على خشبة المسرح قد كبرت وأصبحت ابنتها التي تتحلى بالجراءة والشجاعة, لم أخبر أمي بأني سوف أقوم بالمشاركة بإلقاء كلمة شكر نيابة عن جميع الأبناء في ذلك اليوم العظيم, لا أخفي عليك فقد كنت خططت لجعلها مفاجأة لأمي لتندهش من ذلك وتكون فخورة بي. أنت تعلم أن أمي سوف تفرح فرحاً شديدا عندما ترى ابنتها على خشبة المسرح ولربما سوف تقدم لي هدية تقديرا لما سأفعله وستشتري لي الحلوى المفضلة لدي.
ها هو اليوم المنشود قد أتى, كلانا يعلم بأن الاحتفال يقام ليلاً, وفي الصباح الباكر في طريقي إلى المدرسة مع أمي أخبرتها أن المديرة تريد مني أن أبقى في المدرسة مع مجموعة من الطلاب لتجهيز الاحتفال بيوم الأم, وسنظل في المدرسة إلى أن ينتهي الاحتفال, وسأنتظرها بشغف في تمام الساعة السابعة, فوافقت أمي على ذلك. بعد أن أصبح كل شيء جاهزاً كان موعد الحضور الساعة السابعة مساء, وموعد الحفل الساعة السابعة والنصف. مر الوقت وانا أنتظر حضور أمي, دقت السابعة وامتلأ مكان الاحتفال بالحضور وأرى فرحة الأمهات مع أطفالهن ولكن امي أين أنتِ ؟ لم أجد أمي بحثت عنها من بين الحضور ولكن لم أجدها قاربت الساعة أن تصل إلى السابعة والنصف ولكن أين أمي ؟ كنت أحفظ رقم هاتفها وذهبت إلى أحد معلماتي التي تحبني فطلبت منها أن أستخدم هاتفها للاتصال بأمي ولكنها قالت إنها لا تملك رقم أمي فقلت لها أنا أحفظه فأعطتني واتصلت بها.
أمي : السلام عليكم.
أنا :وعليكم السلام أمي أين أنتِ؟ الحفل سوف يبدأ !
أمي : آسفه يا ابنتي نسيت أن أخبرك أني سأكون مشغولة.
أنا : هل ستتأخرين كثيرا يا أمي ؟
أمي : لن أحضر الحفل ولكن سأحضر لتوصيلك بعد الانتهاء من الحفل.
أنا (والدمعة تجري على خدي): حسنا أمي , مع السلامة.
أمي أغلقت الهاتف, مسحت دمعتي وذهبت لمعلمتي لأعطيها الهاتف وشكرتها وأنا مبتسمة. ربما يجول في مخيلتك سؤال وهو لماذا لم أبك؟ لم أبك لأني بكيت السنة التي مضت حتى جفت دموعي. دقت الساعة السابعة والنصف بدأ الحفل وألقت مديرة المدرسة كلمتها وعبرت عن فرحتها اتجاه تلاميذها وأمهاتهم وأثنت على الحضور وبعد ذلك حان دوري لإلقاء كلمة شكر للأم نيابة عن جميع التلاميذ في المدرسة. لا أدري ماذا حدث لي بعد أن أنهيت إلقاء الكلمة ولكن كل ما في الأمر أني بدأت أتحدث على مكبر الصوت من تلقاء نفسي بصوت هادئ وكأنني أتحدث مع نفسي وقلت إن أمي لم تحضر الحفل اليوم لأنها منشغلة بعملها, وفي المنزل أقوم بأعمالي بمفردي, ونادرا ما تقوم أمي بمراجعة دروسي, وأن أمي لا تهتم بإخوتي, وأن أختي الصغيرة تنادي عاملة المنزل ماما ... حينها أُخِذ مكبر الصوت من يدي, وصعدت المديرة الى خشبة المسرح وأخذتني معها إلى المكتب وقامت بالسؤال عن أشياء كثيرة مختصة بي وبأخوتي وبأمي وبأبي, حينها كنت صغيرة وقمت بالإجابة عن جميع الأسئلة بكل مصداقية ولم أكن أعلم أن للبيوت أسرار. اتصلت المديرة بأمي أخبرتها بما جرئ بعد ذلك أتت أمي وأخذتني الى المنزل دون أن تتلفظ بكلمة ولكن كانت ملامحها توحي بأنها ليست أمي التي عهدتها. سألتها ما بك يا أمي؟ لم يكن هنالك رد حينها التزمت الصمت حتى وصلنا المنزل ظننت أن أمي منزعجة من ضغوطات عملها, دخلنا المنزل وتوجهنا إلى غرفتي دخلنا الغرفة وقالت لي : انتظري سوف أعود بعد لحظات.
دعني أقول لك ماذا حدث: كنت أنتظرها وأنا مبتسمة, أنتظر أمي لتجلب لي هديتي المفضلة لأن المديرة أخبرتها بأني قمت بالمشاركة في الإذاعة, دخلت وبيدها عصا وتصرخ في وجهي وقالت لي كلاماَ لا أعرف كيف أصفه أعتقد أن ثمانية وعشرين حرفا لا تكفي للتعبير عما حدث حينها. حرمت من أشياء كثيرة تغيرت معاملة أمي لي أصبحت معاملتها لعاملة المنزل أفضل من معاملتها لي وكأني لست بابنتها, لم تراعِ حينها أني صغيره ولا أفهم كثيرا. لم يكن أحد بجانبي فأبي قد كان يسافر من دولة إلى اخرى من أجل أعماله الحرة وعندما يأتي لا أستطيع إخباره بشيء لأنه لا يوجد لديه وقت للجلوس معنا كثيرا ولأن أمي قد قامت بتهديدي أيضاً.
أكملت حياتي وأنا وحيده لم تكن أمي مهملة لي كثيرا فقد كانت توفر لي ما أريده من أشياء مادية إلا أنها كانت تعاملني بمعاملة ليست جيدة. مضت السنون وأنا أفتقد حنان أمي وأصبحت فتاة ناضجة, لا أخفي عليك فقد حاولت التحدث إليها مرارا لأشرح لها أني كنت صغيرة حينها وأني لا أعرف الكثير عن هذه الأمور ولكن باءت جميع المحاولات بالفشل, كتبت لها ما يجول في خاطري في رسالة ابتدأتها بـ(أمي الحنونة) واختتمتها بـ(أحبك ماما) مع قلب صغير أحمر, ووضعتها في غرفة نومها على الوسادة قبل رجوعها من العمل. وفي اليوم التالي بعد أن قرأت رسالتي أحسست بأنها قد أحست بي وتغيرت معاملتها لي ولكن لم يلبث ذلك التغير سوى عدة أيام ومن ثم ساء تعاملها لي. لابأس فقد تكيفت مع الوضع, ووصلت في دراستي مرحلة الثانوية وما زال التميز عنواني. كنت في آخر سنة لي في الدراسة وأحس كثيرا بالوحدة, لأن أمي تمنعني من الخروج من المنزل ومن زيارة صديقاتي وعندما تخرج للتسوق يذهب معها إخوتي وأظل أنا بالمنزل. وفي وقت فراغي لم يكن عندي خيار إلا أن أقوم باللعب على الحاسب الآلي وكنت أدخل إلى بعض المواقع على شبكة الأنترنت عندما أحس بالملل, تعرفت على موقع تواصل اجتماعي يطلق عليه مسمى الفيس بوك (Facebook). قبل الدخول إلى هذا الموقع قرأت الكثير عن السلبيات والإيجابيات لهذا الموقع ثم قمت بالتسجيل وقد كنت في بداية الأمر أسجل دخولي وأتصفح ما يتم نشره لأني أصبحت عضوة في العديد من المجموعات المفيدة. ولم أكن أدخل كثيرا لأني في سنتي الأخيرة من الثانوية كنت موازنة بين المذاكرة والدخول إلي هذا الموقع. وفي أحد الأيام قمت بمراسلة أحد الشباب وكان فارق العمر بيننا سنة واحدة وقد كان الاحترام متبادلاً بيننا, وفي أحد الأيام شكوت له وقصصت له قصتي وأصبح يرشدني وينصحني أن أصبر فإن الله مع الصابرين, كنت أحس بالراحة عندما أتحدث إليه لأني وجدت من يصغي إلي, ولكن لم أهمل دراستي فقد كنت قد حددت موعداَ لدخولي للموقع والحديث معه, واستمرت علاقتي معه لأنه شاب ذو أخلاق رفيعة. حتى حان وقت الامتحانات النهائية حينها قرر تركي لحين أن أنتهي خوفا من أن يشغلني ولكني رفضت ذلك وأخبرته بأني ملتزمة بدروسي ومنظمة لوقتي ولكنه أصر على تركي وأنه سوف يعود بعد أن تنتهي فترة اختباراتي لم أوافق لأني سوف أظل وحيدة وقام بعمل حظر لي في الموقع لكي لا أستطيع العثور عليه, بعد أن تركني ساءت حالتي وأصبحت أسوأ من السابق. أصبح هناك شيء يسار صدري يؤلمني بشدة لا أدري ماذا أفعل حينها فلم يكن لدي من أشكو له حالتي, لاحظت أمي أني مريضة وأن ملامح وجهي باتت متغيرة, حينها قررت أمي أخذي للمستشفى وكالعادة أوصلتني وذهبت بمفردي إلى مقابلة الدكتورة. ومن خلال فحص الدكتورة لي عرفت ما بي !
سألتني قائلة: هل أنتِ على علاقة بشخص؟
قلت: لا.
قالت: هل فقدت شخصاً كان قريبا منك جداَ؟
فأخبرتها عن صديقتي ولكن أخبرتها أن ذلك منذ فترة طويلة, وعادت تكرر هل فقدتِ شخصاَ قريبا منك خلال هذه الفترة فأنكرت ذلك ثم قلت لها أني في آخر سنة لي بالثانوية وأني مضغوطة من قبل الدراسة ثم صدقتني وبعدها صرفت لي دواء - عقاقير - أخذت ذلك الدواء وجدت راحتي عند استخدامه لا أدري هل هو جنون مني أم ماذا؟ كلما انتهى الدواء قمت بالذهاب إلى إحدى الصيدليات القريبة لشراء المزيد منه دون وصفة من الدكتور ودون علم أحد من أهلي بذلك. أحيانا أذهب مع عمتي وأقول لها بأني أود أن أشتري قطعة شاش او ضمادات جروح ولكنها لا تعلم بأني أقوم بشراء الدواء. أنهيت اختباراتي وحصلت على نسبة تؤهلني لدخول أي مكان. ولكن دعني أخبرك شيئاَ : لقد قمت بوضع الخيار الأول لي بعثة دراسية للخارج لكي أبتعد عن أهلي وأدعهم يعرفون قيمتي عندما أرحل, ولكن عندما تم قبولي في هذه البعثة رفضت أمي وقامت بتوبيخي لأني لم أقم بالتسجيل في الجامعة التي في بلدي. ووضعت اللوم عليها لأنها لم تقم بإرشادي ماذا يجب علي أن أسجل. على أي حال كانت هناك فرصة لي لإكمال دراستي في بلدي ولكني رفضت ذلك, وكان رفضي مبني على سوء تعاملهم لي, ومع ذلك كنت ما زلت على تواصل مع الشاب المحترم في الموقع ظللت لفترة وأنا على تواصل معه تطورت العلاقة بيننا وفي أحد الأيام طلب أن يراني ولكني رفضت وقرر تركي ولم يكن لي خيار سوى أن أقوم بإرسال صورتي له لأني لا أستطيع فراقه. بعد فترة من الزمن طلب مني أن أحادثه بالهاتف حينها رفضت ولم أوافق على ذلك ولكن قمت بالحديث معه على موقع بمحادثة صوتية, بعد كل هذا يريد اللقاء بي ولكني لا أستطيع ذلك لأن ما تربيت عليه لا يبيح لي فعل ذلك ورفضت وعارضته بشدة عندها أيقنت أنه لربما يكون ذئباَ من الذئاب التي قرأت قصصها على هذا الموقع, لكني كنت حذرة وعندما رفضت طلبه قرر تركي وما استطعت عمل شيء وفعلاً تركني وأصبحت وحيدة أفتقر لحنان أمي وعادة الوحدة تلازمني.
لا أنام الليل إلا ساعات قليلة, ولا أشتهي الأكل, فارقتني السعادة! لا أدري أين ذهبت؟ ومتى ستعود؟ أصبحت أقضي الليل بالبكاء لم تذق عيني لذة النوم لأيام ليست بقليلة, صحوت ذات يوم وأنا أردد لست بحاجة لك يا أمي... لست بحاجة لك يا أمي ... لست بحاجة لك يا أمي ...
نعم أصبحت في عداد المرضى , أحست أمي حينها بإهمالها, احست بمسؤوليتها أدركت أن ابنتها لم تعد بحاجة لها بعد اليوم, علم أبي بكل ما كان مستوراً وثار غضبه فقرر أخذي للعلاج في المستشفيات ولكن لا فائدة فقد كان الدواء - العقاقير التي كنت أشتريها من الصيدلية - سبباً في مرضي .
لست بحاجة لك يا أمي أصبحت أرددها طوال الوقت خافت أمي على أولادها لربما تتأثر نفوسهم بي ويحصل لهم مثل ما حصل لي. ما كان لدى أبي خيار سوى أن يأخذني للعلاج في أحد الدول المتقدمة وفعلا بعد طول معاناة ذهبنا وتلقينا العلاج وبعدها رجعت إلى حالتي الطبيعية بقدرة الله وبفضل الدكاترة, ورجعت إلى منزلي وتغيرت معاملة أمي لي بعد أن قام أبي بتوبيخها وقررت أمي أن توازن بين عملها وتربية أولادها, وأصبحت لا تنام إلا بعد أن تطمئن علي وعلى إخوتي, والشيء الجميل هي تلك القبلة الدافئة التي تضعها أمي على رأسي, حينها أصبحت البسمة لا تفارق شفتي, نسيت إخبارك بأن أبي قرر أن يقوم بتسجيلي في إحدى الجامعات لأكمل دراستي وها أنا في مرحلتي الجامعية أكمل مشوار دراستي .
لم أكن حزينة على ما مر بي, ولكني حزينة فقط على ما سيمر بمن أُهملوا من قبل آبائهم.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/vb/showthread.php?t=562030&goto=newpost)