المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ الرمادية المعلقة ، والمفاتيح الخمسة ]



حواليكم
02-05-2014, 05:53 AM
[ الرمادية المعلقة والمفاتيح الخمسة ]


بين كل تلك الألواح التي على ذلك الحائط المتشقق

وجدوا أسطورة رمادية معلقة

*كان العالم قد أخفى حكايتها

*حكاية لابد أن تحكى في يوم ما

حكاية السعادة و الحياة الأبدية

في لوحة نسجت رسمتها برمادية سوداء

*لتدخل الغموض في نفوس كل من يراها

لكي لا يكتشف السر الدفين لتلك الحكاية

ولكن قرر منذر - وهو أحد شباب القرية المجاورة لبيت اللوحة - ذات مرة أن يدخل إلى ذلك المكان الموحش ليفك طلاسم تلك الألغاز التي تبدو على وجوه أهل قريته الشاحبة فجهز عدته وقرر أن يكون يوم الغد هو يوم التحدي الكبير بالنسبة له وفي اليوم التالي أمسك منذر ببارودته وعود من الخشب ومضى في طريقه بكل عزيمة وإصرار لحل لغز تلك الصورة مشى منذر وكلما اقترب من ذلك المنزل الطيني يجده قد ابتعد فتبين له إنه مجرد سراب وأن حكاية الرمادية المعلقة عبارة عن أسطورة قد توارثها الأجيال عام بعد عام لذلك عزم منذر الرجوع من حيث أتى وما ان وصل إلى قريته كان قد تكلل وجهه بملامح الفشل واليأس فغضب عليه أهل القرية حينما عرفوا بأنه لم يستطيع حل لغز الرمادية المعلقة ولأنه وعدهم بأنه لن يعود بدون الحل فاعتبروا فشله عار عليهم لذلك قرروا استبعاده من قريتهم .

ورحل منذر من القرية وكان قد ألم به من الحزن ما لا يطاق فكيف لأهل قريته أن يطردوه من دياره ؟!

ولكن منذر كان مؤمنا بقضاء الله وقدره فرحل هو وحقائبه إلى عالم المجهول مشى ومشى فترة من الزمن إلى أن تعب بشده من المشي بلا فائدة وفي طريقه المتعب وجد رجل عجوز ذو لحية بيضاء طويلة فنادى عليه ليساعده فركض العجوز بعصاه المتعرجة باتجاه منذر وروى ظمأه بالماء إلى أن أفاق منذر من إغمائه وأخبر العجوز بقصته فوافق العجوز ليساعده وأخذه معه إلى منزله وما إن دخل منذر منزل العجوز وجد أن المكان قد امتلأ بالزجاج فعرف بأن العجوز يعمل بصهر الزجاج فأعطاه العجوز حلقة كبيرة قد علقت عليها خمسة مفاتيح مصنوعه من الزجاج وطلب منه أن يبحث عن أبواب تلك المفاتيح لكي يستطيع العيش معه فوافق الشاب على طلب العجوز واخذ الخريطة من العجوز لمعرفة مواقع الأبواب فكان كل مفتاح مرقم من واحد إلى خمسة بدأ منذر مهمته في البحث عن الأبواب فبدأ بالمفتاح الأول وذهب إلى المكان المقصود ووجد هناك كوخ من القش فأستخدم *منذر المفتاح الأول لفتح الباب ودخل إلى الكوخ ووجد بداخله صورة قديمة جدا لعائلة مكونه من *عشرة أفراد يبدو عليهم الفقر الشديد ومع ذلك كان كل أفراد تلك العائلة مبتسمين في الصورة وعاد منذر إلى منزل العجوز في وقت متأخر وخلد في النوم لأنه كان تعب جدا .

وما إن أشرقت شمس اليوم الثاني إلا وأخذ منذر المفتاح الثاني وذهب به إلى كوخ الخشب و ما إن دخل هذا الكوخ إلا ووجد عجوز كبيرة في السن قد أنهكتها الحياة ومع كل ذلك فهي تجلس على كرسي هزاز وتغزل الصوف فتعجب منذر من هول ما رأته عيناه فسأل العجوز كيف لها أن تعمل وهي بهذا السن .

فقالت له : أنا أعمل لأوفر لقمة عيشنا فأقوم بغزل الصوف ومن ثم يأخذه ولدي ويبيعه لي في السوق ونشتري بثمنه قوت يومنا.

*ورجع مرة أخرى إلى المنزل وحدث له مثل ما حدث في ليلة اليوم الماضي .

واستيقظ في الصباح الباكر في واتجه إلى كوخ الإسمنت وأدخل المفتاح الزجاجي ودخل هذا الكوخ الإسمنتي فتعجب عندما رأى فخامة وروعة الأثاث الذي بداخله ووجد هناك فتاة قد أغلقت عينيها وهي تمارس رياضة اليوغا فستغرب مما هي كانت تفعله وعندما سألها عن ما كانت تقوم به لأنه لم يكن يعلم عن هذه الرياضة أخبرته بأنها رياضه تمارس للاسترخاء والشعور بالسعادة .

وعاد إلى المنزل في وقت أبكر من كل الأيام السابقة ووجد العجوز وهو يقوم بصهر الزجاج وقال له : ما فائدة كل هذه الأكواخ يا عمي لقد تعبت من الذهاب كل يوم إلى تلك الأكواخ البعيدة فلم يستطيع منذر تكملة كلامه لأن العجوز قاطعه ونظر إليه بنظرة ثاقبه بكل غضب وقال له : افعل ما تؤمر به يا فتى وإلا لن تستطيع العيش هنا وسأرميك في الخارج لتأكلك الذئاب في الليل فخاف منذر من هول ما سمع وقال له سمعا وطاعة يا عمي سأفعل ما تريد .

وذهب إلى النوم واستيقظ في صباح اليوم التالي وذهب إلى كوخ الزجاج ودخل منذر هذا الكوخ ووجد بداخله مجموعه من الأطفال يقومون بمراقصة الدمى والاستمتاع بها فكان كل واحد منهم مختلف عن الآخر في لونه وديانته وثقافته ولكن مع كل هذا فهم يلعبون مع بعضهم البعض بدون أن يشعر أي واحد منهم بالاختلاف عن الآخر ورجع*منذر وهو يشعر بالسعادة العظمى لأن يوم الغد سيكون هو اليوم الأخير له لإنجاز مهمة المفاتيح الخمسة .

فذهب في الصباح إلى الكوخ الأخير ووجد بأن مسار طريقه يشبه طريق قريته ولكنه مشى ووجد ذلك الكوخ الذي يحتوي على اللوحة الرمادية المعلقة فرح بشده لأنه وأخيرا سيكتشف حل ذلك اللغز الذي لم يستطيع أي شخص أن يحله دخل الكوخ ووجد اللوحة الغامضة ففكر في حل غموضها ولم يعرف الحل فأخذ اللوحة إلى العجوز ليخبره عن حكايتها فعاد مسرعا إلى المنزل وطلب من العجوز أن يخبره بالحكاية فقال له العجوز : ألم تتعلم شيء من الأكواخ الأربعة التي زرتها فقال له منذر : لا فأنا لم أتعلم أي شيء .

فقال له العجوز : لا فأنت تعلمت الكثير ولآن سأخبرك بما تعلمته وستعرف ما هو سر غموض هذه اللوحة ولما يحاول الجميع إيجاد كوخها والدخول إليه انظر إلي يا بني هل تذكر الكوخ الأول ؟ كوخ القش هل رأيت بأنهم كانوا فقراء جدا ومع ذلك فهم سعداء إذن يا بني فالتعرف بأن السعادة لا تشترى بالمال وبإمكاننا أن نعيش سعداء بدون أن نكون أغنياء فالقناعة هي سر السعادة الحقيقية .

وهل تذكر العجوز التي كانت تغزل الصوف ؟ فبرغم من تعبها الشديد والتجاعيد التي غطت جلدها ومع ذلك فهي تعيش وتحاول أن تفعل المستحيل من أجل أن تعيش فالسعادة يا بني لا تقاس بالعمر .

وفي كوخ الإسمنت قد رأيت بأن الفتاة تمارس الرياضة وهي مغمضة العينين فالتعرف يا بني بأننا نشعر بطعم السعادة أكثر عندما نغمض أعيننا عن الاشياء التي تزعجنا وتعكر مجرى حياتنا فلذلك لن نرى كل تلك الاشياء وسنشعر بالسعادة الحقيقية .

وهل تذكر الأطفال في كوخ الزجاج عندما كانوا يلهون ويلعبون بدون أن يروا الاختلاف الكبير الذي كان بينهم فالتعرف يا بني بأننا جميعنا مختلفين عن بعضنا البعض ومع ذلك فنحن بحاجة إلى بعضنا البعض للعيش والشعور بالسعادة بجانب من نحب .

فقال منذر : يا للهول بالطبع لقد تعلمت منك الكثير يا عمي ولكنني كنت مغمض العينين عن كل هذه الأشياء الرائعة التي لم أكن اعرفها من قبل فشكرا لك يا عمي ولكن ما علاقة هذا باللوحة الرمادية ؟

قال : انظر إليها جدا يا بني ألا ترى بان كل ما أخبرتك به هو موجود في الأصل هنا في هذه الصورة ؟ انظر إلى الرجل الذي في الصورة فهو مبتسم برغم كل الصعوبات والتعب الواضح على ملامحه ونظر إلى يده ذات الجلد المتجعد فهو مازال يستعملها ويمسح بها دموعه لكي يعيش ويحارب الحزن وانظر إلى عينيه فهو قام بإغلاقهن لأنه لا يريد للحزن أن يعيش فيه فأغمض عينيه وابتسم وانظر إلى أصابع يده فهي مختلفة بالرغم من إنها لذات الشخص ولكن هو لم يستطيع الاستغناء عن أي واحده منهن . إذن يا بني هذه هي السعادة الحقيقية .

ففي اليوم التالي قرر منذر العودة إلى قريته وإخبار أهله بحكاية اللوحة الرمادية المعلقة فذهب وأخبرهم بكل شيء وفرحوا جدا وأخذوا تلك الرمادية وعلقوها على مدخل القرية وكتبوا أسفلها

" *سنناضل من أجل حياة أجمل بالرغم من كل الصعوبات ".

*
النهاية ×~
نقدكم يهمني ويطورني ×~

بقلم : أسطورة التفاؤل ]~
*

حررت في : 1/ 5 / 2014م
*


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/vb/showthread.php?t=572287&goto=newpost)