حواليكم
26-05-2014, 06:50 PM
قل: أنا وطني عمان
. ووطني هو أهلي كلهم،
كل الذين ولدوا ومروا على أرضه وتركوا فيها أثراً من روح ومعنى،
كل الذين رضعوه مع حليب الأم، فكان لهم وطنا- أم، ولغة - أم، ما لهم منه بدٌّ ولا مُحتدٌّ ولا مُلتدُّ.
لا فرق بين أحد وأحد.
كلهم أهلي، وكلهم يأتون في الحقوق قبلي.
أنا عماني. ووطني هو عبادتي وديانتي ومذهبي. هو ربي الذي على الأرض، ولا رب لي في الأرض سواه، ومن أجله، بدمي، أصلي.
أنا عماني، وأول الوطنية تجردٌ، وأوسطها تنزهٌ، وآخرها عفافٌ.
لي وطني، ولكن لا مصالح فئوية لي في وطني.
وطنيتي لا تُباع ولا تُشترى، لا من قريب ولا من غريب. لا مال فيها ولا جاه ولا مكسب. فوطني ليس كنزا أسرقه،، ولا رقم حساب أفتحه في مصرف أجنبي.
وإذا كنت سأموت من أجل وطني، فمن حق المنطق أن يسألني: ما قيمة أي مكسب شخصي أو فئوي إذا كان وطني هو جنازتي وكفني.
أنا عماني، ووطني هو المرآة التي أراني عبرها، كبيرا به، صغيرا عليه.
ووطني ليس تجارة ولا وظيفة.
من كدّ ذراعي أعيش، ومن عرق جبيني أطعم أهلي،
أنا عماني، ووطني هو المعيار. هو الأول. وهو المبتدأ. هو الهادي، وهو الدليلُ المرشد.
أنا عماني. ولا أخدم، في ما أفعله من أجل وطني، إلا وطني.
وأول الوطنية عندي هي التضحية والتنازل للآخر الوطني.
أضعه في مقدمتي، وخلفه أصلي.
وأعرف، في ساعة منعطف، انه خلفي سيصلي.
إذا قضيتُ فمن أجله، وإذا ضحّى فمن أجلي.
أنا عماني. وخلافي مع الوطني، خلاف من أجل الوطن، لا خلاف عليه.
نختلف ما شاء لنا الهوى، حتى إذا وصل الخلافُ إلى حدود الوطن، سأطلب منه أن أتراجع لصالحه وأتنازل له، قبل أن يطلب مني.
سأقول له، خذ الفرصة كاملة، يا سيدي.
ابدأ أنت أولاً، وأنا معك. فإذا نجحت نجحنا، وإذا فشلت، تكون معي.
يدك بيدي، لا أفارقك، في محنة، ولا تفارقني.
أناعماني، ولكنى لست وحدي في هذا الوطن. ووطني لا يعود وطنا إذا كان لي وحدي.
وطني هو الآخر الذي من حقي أن أصغى إليه، ومن حقه أن يسمعني. ومن حقي أن أتفق معه. ومن حقه أن يختلف معي.
وعندما أتنازل للآخر الوطني، فإني أتنازل لنفسي.
أنا عماني، ووطني هو الذي يضعني على مسطرته، لا أنا الذي أضعه على مسطرتي.
وطني هو قالبي. وقالب الوطن ليس حجرة محجوزة لي وحدي، لأحدد مقاييسها بمفردي.
أنا عماني. ووطني هو الفكرة الأصل، وهو الفلسفة الأم. وأنا وجهة نظر.
أنا عماني، وآخر ما يحتاجه وطني هو أن يكون نموذجاً أو مرآة أو منبراً لرأيي وحدي، ولتصوري وحدي.
وطني هو الآخرون.
الآخرون هم وطني.
ومن أجلهم أنا وطني، لا من أجلي.
وطنٌ من دون الآخرين موحشٌ مثل بيت فارغ. ويجب ألا يكون مثل خزانة ملابس فيها بدلة واحدة.
وطني حديقة، فاستأنس بكل ما فيها. وفيها الورد والشوك. فيها ما يعلو كالشجر، وفيها ما يبقى قريبا من الأرض كالحشائش. وكله ضروري. وكله مفيد. وكله كـ"الضد يُظهر حسنه الضدُّ".
أنا عماني، ووطني ليس حكومتي، لأنه ليس ملكي لوجدي، وليس بيتي لوجدي.
الحكومات تجيء وتروح. الوطن باق في مكانه.
الحكومةُ مؤقتٌ. الوطن أزلي.
الحكومة إذا أزلت، صار الوطن هو المؤقت.
أنا عماني. ووطنيتي هي وطنية التضحية والخسارة، لا وطنية الربح والمكسب. عندما أخسر، أعرف أني طاهرٌ بوطني.
وعندما أكسب، أخشى من كسبي على طُهري وعلى وطني.
أنا عماني، وضميري فيه هو ما يقلقني ويقضُّ عليّ مضجعي.
وضميري هو غيري. هو الآخرون، نظرتهم، ومعاييرهم.
هؤلاء هم راحتي وخوفي.
هم القاضي الذي يحاسبني كل يوم، قبل القاضي الجليل الذي سيحاسبني.
قل: أنا عماني.. خلقني الله له ولهم، قبل أن يخلقه ويخلقهم لي.
قل: أنا عابرُ سبيل في وطني، وقد يترك عابرُ السبيل ثروةَ روح ومعنى، إلا انه لن يأخذ أكثر مما يسمح به له الطريق.
ولكن،..
ما يتركه باق. وما يأخذه زائل.
ما يأخذه رخيص، وما قد يتركه غني!
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/vb/showthread.php?t=576267&goto=newpost)
. ووطني هو أهلي كلهم،
كل الذين ولدوا ومروا على أرضه وتركوا فيها أثراً من روح ومعنى،
كل الذين رضعوه مع حليب الأم، فكان لهم وطنا- أم، ولغة - أم، ما لهم منه بدٌّ ولا مُحتدٌّ ولا مُلتدُّ.
لا فرق بين أحد وأحد.
كلهم أهلي، وكلهم يأتون في الحقوق قبلي.
أنا عماني. ووطني هو عبادتي وديانتي ومذهبي. هو ربي الذي على الأرض، ولا رب لي في الأرض سواه، ومن أجله، بدمي، أصلي.
أنا عماني، وأول الوطنية تجردٌ، وأوسطها تنزهٌ، وآخرها عفافٌ.
لي وطني، ولكن لا مصالح فئوية لي في وطني.
وطنيتي لا تُباع ولا تُشترى، لا من قريب ولا من غريب. لا مال فيها ولا جاه ولا مكسب. فوطني ليس كنزا أسرقه،، ولا رقم حساب أفتحه في مصرف أجنبي.
وإذا كنت سأموت من أجل وطني، فمن حق المنطق أن يسألني: ما قيمة أي مكسب شخصي أو فئوي إذا كان وطني هو جنازتي وكفني.
أنا عماني، ووطني هو المرآة التي أراني عبرها، كبيرا به، صغيرا عليه.
ووطني ليس تجارة ولا وظيفة.
من كدّ ذراعي أعيش، ومن عرق جبيني أطعم أهلي،
أنا عماني، ووطني هو المعيار. هو الأول. وهو المبتدأ. هو الهادي، وهو الدليلُ المرشد.
أنا عماني. ولا أخدم، في ما أفعله من أجل وطني، إلا وطني.
وأول الوطنية عندي هي التضحية والتنازل للآخر الوطني.
أضعه في مقدمتي، وخلفه أصلي.
وأعرف، في ساعة منعطف، انه خلفي سيصلي.
إذا قضيتُ فمن أجله، وإذا ضحّى فمن أجلي.
أنا عماني. وخلافي مع الوطني، خلاف من أجل الوطن، لا خلاف عليه.
نختلف ما شاء لنا الهوى، حتى إذا وصل الخلافُ إلى حدود الوطن، سأطلب منه أن أتراجع لصالحه وأتنازل له، قبل أن يطلب مني.
سأقول له، خذ الفرصة كاملة، يا سيدي.
ابدأ أنت أولاً، وأنا معك. فإذا نجحت نجحنا، وإذا فشلت، تكون معي.
يدك بيدي، لا أفارقك، في محنة، ولا تفارقني.
أناعماني، ولكنى لست وحدي في هذا الوطن. ووطني لا يعود وطنا إذا كان لي وحدي.
وطني هو الآخر الذي من حقي أن أصغى إليه، ومن حقه أن يسمعني. ومن حقي أن أتفق معه. ومن حقه أن يختلف معي.
وعندما أتنازل للآخر الوطني، فإني أتنازل لنفسي.
أنا عماني، ووطني هو الذي يضعني على مسطرته، لا أنا الذي أضعه على مسطرتي.
وطني هو قالبي. وقالب الوطن ليس حجرة محجوزة لي وحدي، لأحدد مقاييسها بمفردي.
أنا عماني. ووطني هو الفكرة الأصل، وهو الفلسفة الأم. وأنا وجهة نظر.
أنا عماني، وآخر ما يحتاجه وطني هو أن يكون نموذجاً أو مرآة أو منبراً لرأيي وحدي، ولتصوري وحدي.
وطني هو الآخرون.
الآخرون هم وطني.
ومن أجلهم أنا وطني، لا من أجلي.
وطنٌ من دون الآخرين موحشٌ مثل بيت فارغ. ويجب ألا يكون مثل خزانة ملابس فيها بدلة واحدة.
وطني حديقة، فاستأنس بكل ما فيها. وفيها الورد والشوك. فيها ما يعلو كالشجر، وفيها ما يبقى قريبا من الأرض كالحشائش. وكله ضروري. وكله مفيد. وكله كـ"الضد يُظهر حسنه الضدُّ".
أنا عماني، ووطني ليس حكومتي، لأنه ليس ملكي لوجدي، وليس بيتي لوجدي.
الحكومات تجيء وتروح. الوطن باق في مكانه.
الحكومةُ مؤقتٌ. الوطن أزلي.
الحكومة إذا أزلت، صار الوطن هو المؤقت.
أنا عماني. ووطنيتي هي وطنية التضحية والخسارة، لا وطنية الربح والمكسب. عندما أخسر، أعرف أني طاهرٌ بوطني.
وعندما أكسب، أخشى من كسبي على طُهري وعلى وطني.
أنا عماني، وضميري فيه هو ما يقلقني ويقضُّ عليّ مضجعي.
وضميري هو غيري. هو الآخرون، نظرتهم، ومعاييرهم.
هؤلاء هم راحتي وخوفي.
هم القاضي الذي يحاسبني كل يوم، قبل القاضي الجليل الذي سيحاسبني.
قل: أنا عماني.. خلقني الله له ولهم، قبل أن يخلقه ويخلقهم لي.
قل: أنا عابرُ سبيل في وطني، وقد يترك عابرُ السبيل ثروةَ روح ومعنى، إلا انه لن يأخذ أكثر مما يسمح به له الطريق.
ولكن،..
ما يتركه باق. وما يأخذه زائل.
ما يأخذه رخيص، وما قد يتركه غني!
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/vb/showthread.php?t=576267&goto=newpost)