حواليكم
07-06-2014, 11:51 AM
كنت أحد أولياء الأمور الذين شاهدوا فرحة النجاح عن قرب في عيون أبناءنا وبناتتنا من تلاميذ الحلقة الأولى أثناء تواجدي في ساحة إحدى مدارسنا المتميزة , المتميزة في تعاملها مع الكثير من القضايا المثارة في الساحة التربوية , كالتحصيل الدراسي والضعف القرائي والكتابي ومواضيع أخرى تربوية لا تقل عما سبق في الأهمية , وكل ذلك من خلال مايصلنا نحن أولياء الأمور من أنشطة ومشاريع وتعليمات صريحة وواضحة من قبل المدرسة لتصبح الجهود مشتركة , ويبدو لي أن تلك الجهود المشتركة إستمرارها أو عدمه مرتبط بالمتغيرات العلمية والمعرفية والتقنية وما ينعكس على فكر المجتمع وثقافته واسلوب حياته , فكلما تعقدت تلك المتغيرات تعقدت أنماط التربية وأساليبها ومناهجها وطرائقها وفكرها وفلسفتها , وينعكس كل ذلك أيضا على الأسرة لتصبح هناك صعوبة في قدرة ولي الأمر على المتابعة , فالمدارس في عهدها الجديد تخضع الأسرة والمجتمع لفكرها وثقافتها متناسية التفاوت المعرفي والتقني والثقافي للأسرة والمجتمع , فلم تعد المدرسة في الوقت الراهن في نظري تكمل دور الأسرة , لأن تطورها الهائل تجاوز فكر الأسرة وثقافتها , وإن كان من المفترض أن يواكب فكر الأسرة فكر المدرسة على اعتبار أنها مخرج من مخرجاتها , ولكن المفروض شئ والواقع شئ آخر , الواقع أن المدرسة مؤسسة قائمة بذاتها لها مناهجها وفلسفتها وأهدافها وطرائقها , ولها أيضا كوادرها الفنية والإدارية التي تترجم التعليمات ضمن طرائق محددة ومدروسة , والأسرة كذلك مؤسسة قائمة بذاتها لها فكرها وثقافتها وأساليبها وطرائقها وتعليماتها المتوارثة من جيل لآخر , وترى نفسها المؤسسة التربوية الأولى التي يخضع لها الفرد لتعليماتها وفكرها وثقافتها في مجتمع له إطاره الفكري والثقافي المتوارث منذ مراحل عمرية مختلفة , وما العملية التربوية إلا نقل كل ذلك الإرث الفكري والحضاري من جيل لآخر مع شئ من المهارات والمستجدات بشكل مقنن ومدروس , ولكن هناك من يحاول أن يجرد الأسرة والمجتمع من كل ذلك , لأنه لايناسب أحيانا التوجه أو الفكر أو الهدف , لتصبح تعليمات الأسرة والمجتمع غير نظاميه , وتعليمات المدرسة ضمن النظام , مع أن الأسرة مؤسسة تربوية والمدرسة كذلك , ومهما حاولت المدرسة ترجمة الفكر أو الفلسفة النظامية إلا أن الفكر الغير نظامي متجذر وراسخ منذ نعومة الأظافر يعود دائما بين حين وآخر مهما صبغناه أو زيناه وكأن الترجمة لاتصل بالشكل المفهوم و المطلوب , أو ربما المترجم قد ينحاز أحيانا لثقافة الأسرة أو المجتمع لتصرف جهود كبيرة للقضاء على تلك الثقافة وإخضاعها لنظام المدرسة , و حتى تلك الأصوات المرتفعة تخضع لنظام المدرسة , لتصبح كل الأصوات حدتها واحدة مهما اختلفت الأحبال الصوتية مع نشوز بعضها لإختلاف الطبقات , ولتعيد المدرسة أحيانا إنتاجها بصورة أو بأخرى ضمن إطار تربوي , ولكن هناك من ينسى أحيانا ويتجاوز الإطار ويتم عتابه وقد يشملني العتاب أحيانا , عتاب خفيف وجميل لكنه مر, وعلى قول حسين السيد : (حتى لما بتنسى مره وتعاتبني بكلمة مره... العتاب المر برضه له حلاوة وشكل ثاني ....شكل ثاني حبك أنت ) .
.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=576999&goto=newpost)
.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=576999&goto=newpost)