مناجاه طفل

[حواليكم]

أمي الغالية ، كم أشتقتُ إليكِ كثيراً ، وإلى حضنك الدافئ ، فأين أنتِ ؟!، ولماذا تركتيني وحيداً بين الذئاب ، الا تسمعي مناداتي ؟!، ألا تشعري بهمساتي ؟!.. سامحيني يا أمي ، فأنا لم أشأ أن أجعلك تلبسين ثوب الحزن ، ولكنني لم أستطع الإفلات من يداه وهو يجرني كالفريسة المأخوذة للذبح ، فقد هاجمني كالوحش الجائع ! لأنه كان أقوى مني بكثييير ؟!..


أمي حبيبتي لماذا لم تخبريني انه ليس كل الناس مثلكم طيبون، وانه يوجد وحوش بيننا أيضا؟ وانهم يضعون اقنعة تشبه وجوه البشر..؟ لمَ لمْ يخبرني أبي أن هناك شخصا غريبا قد يفترس طفولتي، ويبعدني عنكم؟؟ ..


أمي .. كيف لكِ أن تثقي فيهم !، فأنا أعلم انهم أقاربي ولكنهم باتوا كالعقارب في لدغاتها ، فلم يكتفي بقتل روحي ، بل دمر جسدي الصغير أيضاً ، حينما ظل يضربني ويهددني حتى لا أتكلم !.. ألم تلاحظي انعزالي ، وتدهور صحتي ؟!، ألم تسألي نفسك ما سبب حزني وخوفي ؟!..


أعذريني إن كنت أعاتبكِ ؟!، فأنا أعلم ان ما بي يقتلكِ قبل ان يقتلني !، ولكنني كنت ضحية من وثقتي يوماً بهما ، أنت تعلمين جيداً بأنك الوحيدة التي أثق بها !، فلما ابتعدتي عني وتركتيني كالفريسة بينهم ؟!..


أمي الحبيبة ، تمنيت أن أكون اليوم بينكم ، أضحك وألعب كأخوتي !!، تمنيت أن أرتمي في احضانكِ التي اشتقتها كثيراً !!، تمنيت أن أنعم بدفء العيش معكم بعدما فقدت روحي !!..تمنيتُ العودة للدار يا أمي، ولكن ضرباته كانت أقوى من مقاومتي!، أمي اعذريني لقد سببتُ لك حزنا كبيرا ولكنني وقعتُ ضحية التحرش الجنسي بالأطفال"، فقد تأخرتي عن إنقاذي في اللحظة التي كنت بحاجة لك فيها أكثر من أي وقتٌ مضى ..


عزيزي القارئ ، قد تكون قصتي هذه مستوحاه من نسج الخيال، ولكنها تشبهه قصصٌ كثيرة حولنا ، فآن الأوان أن نصحوا من السبات الذي وضعنا انفسنا به .. قضايا كثيرة وضحايا عديدة راحت نتيجة الثقة اللامحدودة فيمن حولنا ، فإلى متى سنظل بعيدين عن أطفالُنا ؟!، إلى متى سنظل صامتين مكبلين أنفسنا بثقافة الغيب !، إلى متى أيها القارئ العزيز ؟، إلى متى ؟!، ألم يحن الوقت لنوقف الصمت ؟!!..


عزيزي القارئ .. إن التحرش الجنسي بالأطفال ، ظاهرة خطيرة بدأت تجتاح عالمنا العربي بلا خجل أو استحياء ، وتقتل البراءة في الصغار وتغتال بلا رحمة ابتسامات الطفولة الجميلة ، لتصبح دموع الصغار في مواجهة مأساوية صعبة مع أنياب الذئاب البشرية..


وانتشرت بشكل كبير في الأماكن العامة والخاصة وحتى أماكن العمل التي قد يتواجد فيها الأطفال، قضايا كثيرة مخفيه!!.. والأخطر أن معدلات التحرش بالصغار ترتفع بين الأقارب فلا عجب في أن يكون المتحرش هو الأخ أو الخال أو العم أو أي شخص كان في العائلة أو خارجها ..


وسأقف معكم اليوم إلى هذا الحد لتتفكروا قليلاً فيما يجري حولنا ، لعلنا نصل إلى قرار، وقد يظن البعض أنني أبالغ ولكنني سأقول لهم : هذا يعني انكم غائبون عن الواقع ، فأنا لا اريد أن أثير الرعب في نفوسكم، ولكن أطفالنا بحاجة لنا ، فهناك أسرارٌ مخفية ..


وسأكمل لكم ما بدأت في خطابٌ آخر أوجهه لكم غداً بإذن الله ..


👈محفوظة بنت راشد المشيقرية


سيدة السلام 😊


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=579024&goto=newpost)