حواليكم
08-07-2014, 03:40 PM
مقال الثلاثاء بجريدة الرؤية العمانية*
تنقلات المعلمين.. وغياب الرؤية الواضحة*
خالد*بن علي*الخوالدي
Khalid1330@hotmail.com*
تتعمَّد وزارة التربية والتعليم نَشْر تنقلات المعلمين والمعلمات سنويًّا في آخر يوم من أيام الأسبوع؛ حتى لا يَرَوا دُموعَ الأمهات، ونحيبَ الأطفال، ولَوْعة المظلومين الذين كانوا يأملون في بارقة أمل، ويُمنُّون النفس بأن يعيشوا مثل غيرهم في استقرار أسري يضمن لهم ولأبنائهم مُستقبلًا مُشرقًا، ولا يكاد تخلو عائلة في محافظات شمال الباطنة والظاهرة والبريمي -خاصة- وعدد من المحافظات الأخرى في السلطنة -عامة- من مُعلم أو مُعلمة بعيدين عن أسرهم وأطفالهم، وكلُّ عام ينتظرون التنقلات كما ينتظر المسلمون هلال شهر رمضان المبارك، إلا أن هلالهم لا يهلُّ، بل يهلُّ عليهم الإحباط والندم والحسرة والألم لسنة جديدة من العذاب والبحث في متاهات المجهول.
وقد يقول قائل: "إن هؤلاء هم أبناء الوطن، وعليهم أن يخدموا فيه، وفي كل شبر من أجزائه، وأن دورهم كبير في تنشئة أجيال المستقبل وأبناء عُمان وتعليمهم وتأهيلهم حتى يكونوا قادة ومهندسين ومفكرين وعلماء وأطباء...إلى غير ذلك من المهن التي لا تقوم الأوطان إلا بها". وأنا مع هذه النظرة، ومع هذا الفكر، وأجزم بأن هؤلاء المعلمين والمعلمات مع هذا الفكر، ولا يحيدون عنه، وأنهم يبذلون الغالي والنفيس لأجل عمان وأهلها وأبنائها، وأنهم ضحُّوا بالكثير وما زالوا يقدمون خلاصة فكرهم وقطرات عرقهم في هذا الجانب، ولكن في المقابل ماذا قدَّمت لهم وزارتهم من تحفيز وتكريم حتى يُقدموا هذه الأعمال بنفس الروح وبنفس العزيمة، إنها لم تقدم لهم إلا مزيدًا من الإحباط وعدم الرؤية الواضحة والتخبط والعشوائية.
نعم... إنَّ وزارة التربية والتعليم -ومنذ سنوات عديدة- لم يكن لديها رؤية واضحة، ولا خطة مدروسة لتجاوز المشكلات السنوية الخاصة بتنقلات المعلمين والمعلمات؛ فليس في قاموسهم "درهم وقاية خير من قنطار علاج"؛ فحتى الآن لا توجد ضوابط ونظم وقوانين واضحة تضبط عملية نقل هؤلاء المعلمين، وأن ما تقوم به وزارة التربية والتعليم يتسبَّب في انفجار بركان من الغضب والاحتجاجات يتزامن مع إعلان التنقلات، وما يعقب ذلك من تسويف على المراجعين الذين يتوافدون على الوزارة، بأن "الموضوع مع فلان"، ولما يذهب لفلان يقول "لا، هذا الموضوع مع فلان"؛ حتى يتعب المراجع وييأس ويقفل راجعا يجر ذيول الأسى والحزن والتعب وراءه....
إنَّ الوزارة كان يجب أن تكون أكثر شفافية ووضوحًا مع طاقمها، وهذا الوضوح ينسحبُ على أن يعرف المعلمون والمعلمات متى سيتم نقلهم إلى محافظاتهم، وكم سنة سيمكثون في المحافظة التي تم تعيينهم فيها؛ حتى يقوم هؤلاء المعلمون بدورهم على أكمل وجه؛ لأنهم سيكونون مُطمئنين لمستقبلهم ومستقبل أبنائهم؛ فمن غير المعقول أن تبتعد مُعلمة عن أسرتها لعشر سنوات أو حتى خمس سنوات؛ فهي أم لأطفال، وهي ربة بيت تدير أمور بيتها؛ فكيف تستطيع تقديم كل هذا وهي مُشتتة ((لا إلى هؤلاء، ولا هؤلاء)) والنتيجة تقصير منها في تقديم دورها في تعليم أبناء الوطن، والتقصير في تربية ومتابعة أبنائها وأمور أسرتها، الذين هم أيضا جزء لا يتجزأ من مكوِّنات هذا المجتمع....
إنَّ حلول وزارة التربية والتعليم -وللأسف الشديد- لم تصل إلى الطموحات المرجوَّة، ولم تعالج المشكلة من جذورها، بل زادتْ الطين بِلةً؛ حيثُ عمدتْ الوزارة إلى ما يسمى بـ"نظام النقاط" لتقييم النقل للمعلمين والمعلمات، والذي يُعتبر من الحلول غير الناجحة -في نظري- حيث فتح المجال إلى تمرير من يرغبون وتقديم التقارير الطبية المزورة ومزاج مديري ومديرات المدارس في تقييم المعلمين والمعلمات، وظلم غير المتزوجين والمتزوجات..وغيرها من السلبيات التي تقع بسبب هذا النظام، واخترعوا طريقة الانتداب لمن لم يستطع تمريره من خلال النقل، وطبعا من ينتدب إلى المحافظة التي يرغب فيها لا يرجع منها في كثير من الأحيان.
وطرحنا للوزارة الموقرة عددًا من الحلول، وسنعيد طرحها لعلها تجد من يطلع عليها ويعمل على تطبيقها؛ فالجميع يؤمن بأن الوطن لا يستقيم ولا يتطور ولا ينمو إلا بأبنائه، ومن هذه الحلول: توفير الأمن والأمان للمعلمات، والمسكن الملائم، والنقل المريح، بدلًا من جشع بعض أصحاب الحافلات والسكنات وتعب البحث عنها، وتطبيق نظام الأقدمية في نقل المعلمين والمعلمات لمحافظاتهم، وليس نظام النقاط الذي أثبت فشله، وتمييز المعلمين والمعلمات الموزَّعين خارج محافظاتهم بمكافاة مالية لا تقل عن 200 ريال عماني عن المعلم القريب من بيته، وتحديد سنوات مُحدَّدة لعملهم في المحافظات الأخرى لا تزيد على أربع سنوات، مع توفير حاضنات لأطفال المعلمات بكادر عماني مؤهل بدلًا من الاعتماد على العاملات الوافدات لخطرهن في التنشئة، وتنسيق الوزارة مع مديري ومديرات المدارس لتسهيل أمر المعلمين والمعلمات المعيَّنين خارج محافظاتهم لضغط جدولهم الدراسي للخروج نهاية دوام الأربعاء؛ فالنساء والأطفال لا يتحمَّلون عناء الطرق ليصلوا يوم الخميس مساءً، ويرجعون في طريقهم السبت بعد الظهر.
ومن الحلول المستقبلية: أن تقوم وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع الجهات المختصة لتأهيل أبناء المحافظات وتوظيفهم، وبعد أربع سنوات تقريبًا سنكون أوجدنا حلًا نهائيًّا لهذه المشكلة التي تؤرق آلافًا من الأسر في السلطنة....
إنَّ الحلول المنطقية تستوجب أن تكون مستقبلية، وذات بعد إنساني ورؤية واضحة وقوانين تنظم عمليات النقل والتعيين، على أن تكون معروفة لدى الجميع لا الاعتماد على العشوائية، والمضي بالأمور بالبركة؛ لتظهر كل سنة نفس المشاكل، والناس تعاني والوزارة تعاني ونظل ندور في حلقة مفرغة.. ودمتم ودامت عُمان بخير!*
رابط المقال بجريدة الرؤية العمانية
*http://alroya.om/ar/writer-blogs/103...8%AD%D8%A9.ht* (http://alroya.om/ar/writer-blogs/103094-%D8%AA%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%B6%D8%AD%D8%A9.ht*)
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=580083&goto=newpost)
تنقلات المعلمين.. وغياب الرؤية الواضحة*
خالد*بن علي*الخوالدي
Khalid1330@hotmail.com*
تتعمَّد وزارة التربية والتعليم نَشْر تنقلات المعلمين والمعلمات سنويًّا في آخر يوم من أيام الأسبوع؛ حتى لا يَرَوا دُموعَ الأمهات، ونحيبَ الأطفال، ولَوْعة المظلومين الذين كانوا يأملون في بارقة أمل، ويُمنُّون النفس بأن يعيشوا مثل غيرهم في استقرار أسري يضمن لهم ولأبنائهم مُستقبلًا مُشرقًا، ولا يكاد تخلو عائلة في محافظات شمال الباطنة والظاهرة والبريمي -خاصة- وعدد من المحافظات الأخرى في السلطنة -عامة- من مُعلم أو مُعلمة بعيدين عن أسرهم وأطفالهم، وكلُّ عام ينتظرون التنقلات كما ينتظر المسلمون هلال شهر رمضان المبارك، إلا أن هلالهم لا يهلُّ، بل يهلُّ عليهم الإحباط والندم والحسرة والألم لسنة جديدة من العذاب والبحث في متاهات المجهول.
وقد يقول قائل: "إن هؤلاء هم أبناء الوطن، وعليهم أن يخدموا فيه، وفي كل شبر من أجزائه، وأن دورهم كبير في تنشئة أجيال المستقبل وأبناء عُمان وتعليمهم وتأهيلهم حتى يكونوا قادة ومهندسين ومفكرين وعلماء وأطباء...إلى غير ذلك من المهن التي لا تقوم الأوطان إلا بها". وأنا مع هذه النظرة، ومع هذا الفكر، وأجزم بأن هؤلاء المعلمين والمعلمات مع هذا الفكر، ولا يحيدون عنه، وأنهم يبذلون الغالي والنفيس لأجل عمان وأهلها وأبنائها، وأنهم ضحُّوا بالكثير وما زالوا يقدمون خلاصة فكرهم وقطرات عرقهم في هذا الجانب، ولكن في المقابل ماذا قدَّمت لهم وزارتهم من تحفيز وتكريم حتى يُقدموا هذه الأعمال بنفس الروح وبنفس العزيمة، إنها لم تقدم لهم إلا مزيدًا من الإحباط وعدم الرؤية الواضحة والتخبط والعشوائية.
نعم... إنَّ وزارة التربية والتعليم -ومنذ سنوات عديدة- لم يكن لديها رؤية واضحة، ولا خطة مدروسة لتجاوز المشكلات السنوية الخاصة بتنقلات المعلمين والمعلمات؛ فليس في قاموسهم "درهم وقاية خير من قنطار علاج"؛ فحتى الآن لا توجد ضوابط ونظم وقوانين واضحة تضبط عملية نقل هؤلاء المعلمين، وأن ما تقوم به وزارة التربية والتعليم يتسبَّب في انفجار بركان من الغضب والاحتجاجات يتزامن مع إعلان التنقلات، وما يعقب ذلك من تسويف على المراجعين الذين يتوافدون على الوزارة، بأن "الموضوع مع فلان"، ولما يذهب لفلان يقول "لا، هذا الموضوع مع فلان"؛ حتى يتعب المراجع وييأس ويقفل راجعا يجر ذيول الأسى والحزن والتعب وراءه....
إنَّ الوزارة كان يجب أن تكون أكثر شفافية ووضوحًا مع طاقمها، وهذا الوضوح ينسحبُ على أن يعرف المعلمون والمعلمات متى سيتم نقلهم إلى محافظاتهم، وكم سنة سيمكثون في المحافظة التي تم تعيينهم فيها؛ حتى يقوم هؤلاء المعلمون بدورهم على أكمل وجه؛ لأنهم سيكونون مُطمئنين لمستقبلهم ومستقبل أبنائهم؛ فمن غير المعقول أن تبتعد مُعلمة عن أسرتها لعشر سنوات أو حتى خمس سنوات؛ فهي أم لأطفال، وهي ربة بيت تدير أمور بيتها؛ فكيف تستطيع تقديم كل هذا وهي مُشتتة ((لا إلى هؤلاء، ولا هؤلاء)) والنتيجة تقصير منها في تقديم دورها في تعليم أبناء الوطن، والتقصير في تربية ومتابعة أبنائها وأمور أسرتها، الذين هم أيضا جزء لا يتجزأ من مكوِّنات هذا المجتمع....
إنَّ حلول وزارة التربية والتعليم -وللأسف الشديد- لم تصل إلى الطموحات المرجوَّة، ولم تعالج المشكلة من جذورها، بل زادتْ الطين بِلةً؛ حيثُ عمدتْ الوزارة إلى ما يسمى بـ"نظام النقاط" لتقييم النقل للمعلمين والمعلمات، والذي يُعتبر من الحلول غير الناجحة -في نظري- حيث فتح المجال إلى تمرير من يرغبون وتقديم التقارير الطبية المزورة ومزاج مديري ومديرات المدارس في تقييم المعلمين والمعلمات، وظلم غير المتزوجين والمتزوجات..وغيرها من السلبيات التي تقع بسبب هذا النظام، واخترعوا طريقة الانتداب لمن لم يستطع تمريره من خلال النقل، وطبعا من ينتدب إلى المحافظة التي يرغب فيها لا يرجع منها في كثير من الأحيان.
وطرحنا للوزارة الموقرة عددًا من الحلول، وسنعيد طرحها لعلها تجد من يطلع عليها ويعمل على تطبيقها؛ فالجميع يؤمن بأن الوطن لا يستقيم ولا يتطور ولا ينمو إلا بأبنائه، ومن هذه الحلول: توفير الأمن والأمان للمعلمات، والمسكن الملائم، والنقل المريح، بدلًا من جشع بعض أصحاب الحافلات والسكنات وتعب البحث عنها، وتطبيق نظام الأقدمية في نقل المعلمين والمعلمات لمحافظاتهم، وليس نظام النقاط الذي أثبت فشله، وتمييز المعلمين والمعلمات الموزَّعين خارج محافظاتهم بمكافاة مالية لا تقل عن 200 ريال عماني عن المعلم القريب من بيته، وتحديد سنوات مُحدَّدة لعملهم في المحافظات الأخرى لا تزيد على أربع سنوات، مع توفير حاضنات لأطفال المعلمات بكادر عماني مؤهل بدلًا من الاعتماد على العاملات الوافدات لخطرهن في التنشئة، وتنسيق الوزارة مع مديري ومديرات المدارس لتسهيل أمر المعلمين والمعلمات المعيَّنين خارج محافظاتهم لضغط جدولهم الدراسي للخروج نهاية دوام الأربعاء؛ فالنساء والأطفال لا يتحمَّلون عناء الطرق ليصلوا يوم الخميس مساءً، ويرجعون في طريقهم السبت بعد الظهر.
ومن الحلول المستقبلية: أن تقوم وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع الجهات المختصة لتأهيل أبناء المحافظات وتوظيفهم، وبعد أربع سنوات تقريبًا سنكون أوجدنا حلًا نهائيًّا لهذه المشكلة التي تؤرق آلافًا من الأسر في السلطنة....
إنَّ الحلول المنطقية تستوجب أن تكون مستقبلية، وذات بعد إنساني ورؤية واضحة وقوانين تنظم عمليات النقل والتعيين، على أن تكون معروفة لدى الجميع لا الاعتماد على العشوائية، والمضي بالأمور بالبركة؛ لتظهر كل سنة نفس المشاكل، والناس تعاني والوزارة تعاني ونظل ندور في حلقة مفرغة.. ودمتم ودامت عُمان بخير!*
رابط المقال بجريدة الرؤية العمانية
*http://alroya.om/ar/writer-blogs/103...8%AD%D8%A9.ht* (http://alroya.om/ar/writer-blogs/103094-%D8%AA%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%B6%D8%AD%D8%A9.ht*)
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=580083&goto=newpost)