المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا ..للروتين ..



حواليكم
16-08-2014, 07:40 PM
هل تسآلت يوماً لماذا يمارس بعض الناس أنواع خطرة من أنواع الرياضة , كالقفز بالحبل من علو شاهق ؟؟
يقول البرت أينشتاين إن أجمل شي يمكننا تجربته هو المجهول وهو مصدر الفن الحقيقي والعلم . إذ لا حياة بدون مغامرة أو مجازفة .. بل ملل وكآبة ومرض وموت ..

ان الإنغماس في الأحداث اليومية قد يُلهينا عن التطلع للمجهول ..بل قد يقودنا الى التمسك ببعض السلوكيات التي تسبب لنا قدرا كبيرا من التوتر والألم والمعاناة .
أينشتاين وغيره من الحكماء قالوا: ان المعرفة الحقيقية لايمكن تأطيرها بحجم المعلومات الموجودة بالعقل , واضافوا ان العقل مجرد أرشيف للمعلومات .أما مصدر المعرفة الحقيقي فهو القلب وذلك لأنه وسيلة التجربة والخبرة والخيال . اذن لابد لنا من تجربة المجهول سواء بالإقدام على تدريس صفوف جديدة أو بتدريس المحتوى بطرق جديدة نسبر أغوار أثرها على نفوس وعقول طلابنا ونضيف لخبرتنا العملية بُعداً آخر يختلف عن عدد سنوات الخبرة .
المهام الوظيفية تتشابه ولكن لوركزت جيدا في اليوم المدرسي ستجد فئات متنوعة من المعلمين.هناك البعض الذي تراه دائم الإنشغال في أعماله الورقية أو على الحاسوب ..وهناك من يتكفل بالإتصال بالكفتيريا لطلب الإفطار للمجموعة , وغالبا يترأس جلسات الثرثرة في غرفة المعلمين سواء مع الزملاء او بالهاتف ..
المشغول دائما تجده مبدعا في عمله , باحثا عن الجديد مُطلعاً راغبا في الإستفادة والإفادة من وجوده بمقر عمله ,أما النوع الثاني فهو أيضا يؤدي عمله بحيث يحضر تحضيرا ورقيا ويدخل الحصة التدريسية ويصحح أعمال الطلاب ولايمكن لأحد التقليل من جهده ..
ولكن من هو السعيد بوظيفته ياترى ؟؟
ان تجربة الجديد تمنح الشخص جناحان يحلق بهما عاليا فوق مستوى التذمر و الروتين .فتجده قليل التحلق حول مجالس المتذمرين , اللذين يرون المشاكل في كل فرصة ولايرون الحلول فلو تأخر المعلم لبعض الوقت عن الحصة وأحدث الطلاب بعض الفوضى لأعتبرها قضية تُدين الطلاب وفي الحقيقة هو المدان .
ماينقص بيئة العمل التربوي بالمدارس هو التأمل والتفكير بمعزل عن ضجيج البقية . دليل المعلم يقدم الإطار العام لتنفيذ الدرس , يمنحك الأهداف ولك أن تُجرب طرقا كانت مجهولة لغيرك في تحقيق تلك الأهداف .خبرات زملاء المهنة لايمكن ان تحدد الطريقة المثلى لتدريس المحتوى لطلاب يختلفون عن طلابهم .
اذن شق طريقك نحو التميز وخصص حصة للتفكير بعمق قي وسائل مبتكرة في التدريس ,خصص حصة لتنميك قدراتك المهنية بالقراءة فخدمة الإنترنت متوفرة والجميع يمتلك الحواسيب ..اقتل وقت الفراغ لكي لاتحظى بفرصة الإنضمام للذين يخشون الخروج من المألوف ومنطقة الراحة .
جرب طرقا جديدة في ايصال المعلومة للطالب ولابأس ان لاتأتي النتائج مثلما توقعت , المهم هو كسر الجمود وعدم الدوران في دائرة الروتين القاتل (تحضيربالنقل من دليل المعلم -تدريس-تصحيح)..لاتكن من الذين يفقدون حماستهم بسرعة .
الناجحين .. نجحوا من خلال المحاولة والتجربة والخطأ , لم ييأسوا قط ,وهم بلاشك على استعداد للقيام بكل ما يتطلبه بلوغ الأهداف ..اثناء رصد درجات طالباتي تفأجأت باحدى الزميلات تقول لي : اريد ان ارى درجات طالباتك لأرى جدوى الجهد الذي تبذليه معهم ..
البعض يحاول بث الإحباط فينا بكلمة لاجدوى ..تتعب نفسك بلا جدوى وليتهم يعلمون باننا نتعلم من المحاولة.
ليتهم ينظرون بعين ايجابية لكل مجتهد فيتعلمون حب العمل الذي يقضون أكثر سنين عمرهم فيه ..
نحن بحاجة الى استخدام العقل والقلب معا لنحظى بالتوافق مع واقعنا . ان الخروج من دائرة الأنا الى التناغم مع شيء آخر غير الأنا الخاصة بنا هو السبيل الأمثل لنبذ التذمر والقلق من حياتنا ..حين نكون في وئام مع زملائنا ونمد لهم يدالعون ونعمل بروح الفريق مؤكد ان العمل سيكون بيئة محببة لنفوسنا .حين نحب طلابنا كأبنائنا واخواننا فان اخلاصنا لمهنتنا سيدفعنا للبحث عن التميز والتجديد ..حين نحب مدرستنا لن نقول الإدارة والمعلمين ..بل مدرستي أنا وأنا مدرستي ..سأُرشد الطلاب وسأحافظ على ممتلكات بلدي ..نعم لست برائدة فصل ولكني مربية أجيال لذلك سأطلب من الطالبات ان يُبعدن الكرسي عن الجدار لكي لايؤذي طلائه ..سأرشد الطالبات لضرورة اطفاء المصابيح واجهزة التكييف فأموال بلدي هي ذخيرة مستقبلي القادم ..
بالحب فقط يتوافق الإنسان مع شخصا آخر لم يكن جزءا من ذاته , واذا استطاع التوافق مع ذلك الشخص لماذا لايمكن ان يكون في وئام مع جميع البشر ؟؟ واذا كان الوئام مع الآخر سواء كان زوجا أو طفلا لك يمنحك كل ذلك الشعور بالفرح ..فقط تخيل النتيجة لو كنت في وئام مع الكون بكافة مكوناته ....
دمتم سعداء..


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=581857&goto=newpost)