تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المعلم والحاجة لتعزيز أخلاقيات مهنة التعليم



حواليكم
30-09-2014, 10:50 AM
التربية عامل رئيس في نجاح الأمم وتقدمها، ويستقيم أساسها بنجاح التعليم في تدعيم أركانها، وهي إذ قُرنت بالتعليم تحت مسمى (التربية والتعليم) لأنها لا تتحقق وحدها دونه؛ فالتعليم هو الشارح لها، والمفصل لغاياتها وأهدافها،وحتى تتم التربية بمنهجها الواضح والصحيح فلا بد لها من تعليم تتكامل مدخلاته ومخرجاته، كما أن التعليم – بحد ذاته -يتطلب معلما ملتزما بأخلاقيات الرسالة التي أودعت بين يديه، وعلى وعي بأهميتها في تدعيم عمله؛ فالأخلاق منارة لأصحابها، ومن التزم بها حظي بالتقدير والتبجيل، وهذا أهم ما يحتاج إليه المعلم حتى يكون لصوته صدى بين طلابه، يغرس فيهم الأهداف المرجوة من التربية، ويُعزز فيهم مكارم الأخلاق بمايُسهم في تحقيق آمال المجتمع وطموحاته المرجوة منهم.


والتعليم أمانة عهدها الله سبحانه وتعالى للقائمين عليها، والأمانة عهدٌ وجب تأديته على خير وجه، ولذا فهذه الأمانة لاغنى لها عن التزام صاحبها بأخلاقيات عدة، صون له عن الخطأ الذي قد يقلل من قدره ومكانته بين طلابه ، ومن هم تحت مسؤوليته وبين يديه، كما أن التعليم مهنة- وإن اختلف المنظرون في ذلك – وهذه المهنة كغيرها يُراعى فيها أن يكون القائم عليهامُتحليا بأخلاقيات كثيرة ؛ ليقوم بها خيرُ قيام، وعلى أكمل وجه.


وتُعرف أخلاقيات مهنة التعليم بأنها مجموع السجايا الحميدة، والسلوكيات الفاضلة التي يتعين أن يتحلى بها العاملون في حقل التربية والتعليم، وهي معايير سلوكية تُستخدم كمرجع وموجه لسلوك الهيئات التدريسية والهيئات المساعدة أثناءأدائهم لوظائفهم، وتستخدمها الإدارة والمجتمع للحكم على مدى التزامهم وأمانتهم.


وتعتبر هذه الأخلاقيات مرجعا عاما للحكم على سلوك المعلم، ومدى أهليته للقيام بالأمانة المنوطة إليه، ووفقها يتم تقييمه مهنيا ومجتمعيا، ويُحاسب إن قصر في الالتزام بها، وهي في ذات الوقت منظمٌ لعلاقته مع مسؤوليه وزملاءه، وبين طلابه، ومروج له بين طوائف المجتمع وفئاته.


وأخلاقيات مهنة التعليم تُحتم على المعلم أن يستشعر أهمية الرسالة التي بين يديه، وثُقل الأمانة المعهودة إليه؛ ليؤديها بما يتناسب معها، وبما يُحقق المنشود منها، كماأنه من المهم أن يجعل من نفسه قدوة تعتز بعملها وتؤمن به؛ ليكون لما يقوله وطئا على طلابه، وليجد أذنا تصغي إليه بإنصات وتدبر.


وهذه الأخلاقيات تحتاج إلى ما يعززها، ونجاح ذلك إنمايتم بحُسن أداء المعلم لعمله، وتطويره لمهاراته وقدراته،وسعيه الدائم لتقديم الأفضل لطلابه بما يتواكب مع متغيرات العصر ومستجداته،وتوظيفه لأحدث الطرق والأساليب التدريسية بما يميزه عن غيره، والتزامه بالأنظمة واللوائح المعمول بها في مجال عمله دون أن يحد ذلك من الابتكار والإبداع لديه في مادته وتخصصه وعمله كمعلم، كما أن نوعية علاقته مع مروؤسيه وزملائه عامل مساعد في ذلك التعزيز إن هو أحسن تلك العلاقة ،ورسخ مبادئ التعاون والعمل بروح الفريق والموضوعية والصدق والتكامل فيها، بالإضافة إلى أن عدالته في التعامل مع طلابه ، وحرصه على أن يكونوا صورة ممثلة له من شأنها أن تُدعم قيمه الأخلاقية بينه وبينهم، ويُكمل ذلك سعيه إلى أن تكون علاقته بالمجتمع الخارجي وبأولياء أمور طلابه علاقة تواصل واحترام .


وبإمكان المعلم أن يسعى بدوره إلى ترسيخ أخلاقياته المهنية من خلال جعل نفسه نموذجا أخلاقيا يُحتذى به، ويترجم تلك الأخلاقيات في سلوكياته قولا وعملا، كما أن شعوره بالانتماء والولاء لدينه ولمهنته ولتخصصه ولمدرسته ووطنه، وتجسيده لذلك في كل أفعاله من شأنه أن يرقى به، ويجعله معلما ناجحا ومحبوبا بين الجميع، كما أنن نمية الرقابة الذاتية في نفس كل معلم تعمل على أن تزرع فيهم مراعاة المصلحة العامة قبل المصلحة الشخصية.


إن وجود الأخلاقيات في أي مهنة ضرورة أوجبتها قيمة المهنة وأهميتها، وبالتالي فوجود تلك الأخلاقيات في مهنة التعليم مطلب حتمي فرضته قدسيتها، ودورها كرسالة لا غنى عنها في تربية الأجيال القادمة وإعدادهم للمستقبل ، ولذا فعلى حامل هذه الرسالة أن يتيقن بأهمية دوره ، وعظمة الأمانة التي بين يديه ، وأن يتبنى أخلاقياتها تحقيقاللأهداف المرجوة منها، وسعيا نحو غد تربوي أفضل.



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=589249&goto=newpost)