العراب
07-12-2011, 02:57 PM
لقد تأجل حسم قصتنا إلى ما بعد موت الأمل. واجب علينا أن نحكي قصتنا التي كنا أبطال روايتها في يومٍ من الأيام على الورق بألم ولوعة. وصار علينا أن نكتبها على جدران أزقة حارتنا لكي يفهم الآخرون معنى الحب، ومعنى العشق، ومعنى التضحية. السنين العجاف قد ألقت بظلالها علينا، وتركتنا مثل أشجار التفاح عندما يجتاحها الخريف. أمل اللقاء شنق على مشارف الصبر. الروح تنفخ الزفرات شوقا لحبيب غائب. الجسد تراكمات البعد في ظل إصرار الطبيعة. الحياة نعيم على أعتاب الجحيم. البعد المسافة بين الوطن والمنفى. الشوق التهابات الروح المتأججة في أعماقنا. الخلود بقى مرهونا على تصرفات القدر. منذ الأزل عشقنا ولم اعرف تصرفاً ثابتا لهذا العشق. سرت معه إلى بلاد المنفى، وخضت وإياها مع السندباد أجمل المغامرات في جزرٍ أغرتنا ألغازها ، وتهنا في ربوعها، قطعنا الكثير من حقول القمح ، وقطعنا معها مسافات من العمر، تسكعنا كثيرا، ورحلنا إلى مدن لم نعرفها لم تكن أصلا على الخارطة، وسرنا في شوارع لا نعرف لها عناوين واضحة وأسماء ثابتة. ولم تبقى سوى ذكرياتنا التي تحرقني كلما تذكرت صدق موقفها. تلك الذكريات التي تأتي علي كزخات مطر على ارضٍ جرداء بعد طول غياب فتدب فيها الحياة من جديد لتنبت فيها الأزهار ، وتورق الأشجار. لقد علم بقصتنا الكثير وأصبحنا عناوين مؤجلة لقصص كتاب محترفون، وأصبحنا كسفينة مثقوبة اجل البحر غرقها. لا اعرف كيف ساقتني الأقدار أليك، بعدما كنت رجلا لا يعرف شيئا عن قصص الحب، فأصبحت أنت عنوان روايته، ولم اشعر حينما حملتني الأيام إليك، بعدما كنت رجلا ثابتة جذوره في الأرض، فأصبحت أنت متن نصه وقافية شعره. كنت دائما ما التجئ إلى أدوات كاتب كي أواري بهما سوءتي فحبك حملني من الأمر ما لا أطيق حتى نهاية الرحيل أترانا محكومون بنفس المصير. إنا الذي أذهلني اكتشافي لك بعدما كانت الأبواب مغلقة إليك والأحلام مطرودة إلى العراء المزدهر ، كيف التقينا وكيف أشعلتي الأماني بالرأس ، احسب أيام اللقاء فيكون زمنا ثقيلا، في بعدك ازداد شوقا إليك، يا مطر السماء على ارضٍ منسية، ويا فرح الصغار صباح العيد، ويا حلم الفراشات الصغيرة عندما تعانق الزهور. مقدر لنا أن نلتقي بهذه الطريقة، ومقدر لنا أن نبقى على الورق فهو أسلوب عودتنا عليه النهاية التي أصرت على أن تنسج حكاية عشقنا بأكفان الوداع ملقية بأخر أمال الحب على الزمن ومصادفاته . لقد اتعبتنا العواطف المتأججة في القلب ، وتعبنا من الركض خلف الأمنيات ، لا لشيء الا للقضاء على اشواق القلب...