حواليكم
15-11-2014, 03:00 PM
كنت أحد نزلاء "بنسيون الأمل " في وسط القا هرة , ولم أكن على معرفة كاملة بالمعالم والإتجاهات هناك , ولكن إتضح لي فيما بعد أنني في حي " جاردن سيتي " وأنني في الجهة المقابلة من مكتبة " روز اليوسف " , وأنني بالقرب من " معهد البحوث " " والقصر العيني " ومن المسرح القومي ومسرح السلام , ومعالم أخرى لا أستطيع أن أجملها هنا , ويبدو أن " روز اليوسف " هي الشريان الذي يغذي " جاردن سيتي " بالفكر والثقافة والأدب , وقد إمتد ذلك الفكر أيضا حتى " المسرح القومي " ومسرح السلام " وكل المعالم التي بالقرب منها , ولكن لا أدري إن كان " معهد البحوث " يعتمد على فكروثقافة " روز اليوسف " أم لديه فكروثقافة أخرى فالقرب المكاني أحيانا له تأثير , ولكن زيارتي القصيرة لذلك المعهد لم تمكنني من الوقوف على فكره وثقافته كما وقفت على فكروثقافة " إحسان عبد القدوس " الذي إقترن إ سمه دائما " بروز اليوسف " وانعكس فكرها وثقافتها على كل قصصه ورواياته , وقد كان فكرها أكثر وضوحا في قصة " النظارة السوداء " والتي وقع نظري عليها أثناء زيارتي للمكتبة فيما بعد , و دعاني عنوانها لقراءتها والتعرف على قصتها وعلى نظارتها السوداء , ومع أن بطلة القصة طلبت من "إحسان عبد القدوس " ألا يكتب قصتها إلا أنه كتبها ونشرها بكل تفاصيلها , وحتى لو صاحبنا هنا لم يذكرقصتها إلا أنني قد أكتبها , فهي لا تختلف كثيرا عن القصة المذكورة هنا , ربما الفرق الوحيد أنها لم يكن لديها نظارة سوداء , أو قل لم تعد نظارتها سوداء للأسباب التي هو يعرفها , لكن , هل هناك علاقة فكرية بين " إحسان عبد القدوس " و " طه حسين " في الثقافة أو الأدب , في الرواية أو القصة ؟ وهل تأثر بفكره عندما كان وزيرا للمعارف أم عميدا للأدب ؟ وأيهما تأثر بالآخر ؟ هل إنعكس ذلك التأثير على التعليم أم على الأدب ؟ ربما على التعليم أكثرحسب رأي "طه حسين " فهو يرى أن " فساد التعليم هناك راجع إلى شيئين أو إلى شئ واحد له مظهران مختلفان هو أن المشرفين على التعليم ليسوا من رجال التعليم , وإنما هم قوم كلفوا أن ينظروا في التعليم فقاموا بما كلفوا في غير كفاية ولا إجادة , وظهر ضعفهم أو قلة كفايتهم في مظهرين مختلفين : الأول أنهم أساؤا فهم التعليم فتورطوا في الخطأ تلو الخطأوارتكبوا الغلطة تلو الغلطة ونشأ عن هذا ما شوهد من سوء نتائج التعليم على اختلاف طبقاته من الوجهة العقلية والخلقية معا . والثاني أنهم سلكوا في إدارة التعليم السبيل التي يسلكها غيرهم في إدارة الإموال أو في إدارة الشرطة , فلم يقدروا ما تحتاج إليه إدارة التعليم من روح الحرية والديمقراطية قدره , بل كانوا مستبدين , وكانوا مركزيين ونشأ عن هذا مايصيب المعلمين من ضروب العبث والإستبداد " ذلك كان رأي " طه حسين " فهو لم يتحدث عن الفساد في الأدب بل تحدث عن الفساد في التعليم , لكن , هل ينطبق علينا شئ من ذلك الفساد " من وجهة نظر طه حسين " في نظامنا التعليمي هنا ؟ لا أدري , هل هناك ترجمة حرفية لما قاله " طه حسين "هنا ؟ لا أدري , فمن الذي يدري إذن ؟ ربما " طه حسين " فهو المراقب الفاحص المدقق لما يجري في "وزارة التربية والتعليم " فهو يرى في كثير من مقالاته التي كتبها هناك " أن هذه الوزارة في حاجه شديدة إلى الإصلاح , وإلى ضروب مختلفة من الإصلاح لابد منها إذا أردنا أن نصلح المدارس ويصلح التعليم " فهل نحن بحاجة لذلك الإصلاح هنا ؟ لا أدري , هل المؤسسة التربوية الإدارية منها والفنية بحاجة إلى ذلك الإصلاح هنا ؟ لا أدري , هل رأس الهرم بحاجة إلى ذلك الإصلاح أم أسفل الهرم ؟ لا أدري , هل المدراء بكل تصنيفاتهم بحاجة إلى ذلك الإصلاح , لا أدري , ربما الأفضل أن نسأل "إحسان عبد القدوس " أو " روز اليوسف " أو صاحبة " النظارة السوداء " فأؤلئك هم الذين سيحددون مدى الفساد أو عدمه في نظامنا التعليمي أوالتربوي , وأولئك الذين هم سيضعون الخطط والبرامج للإصلاح إيضا , أليس كذلك ؟
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=600397&goto=newpost)
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=600397&goto=newpost)