تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الغلااااف



حواليكم
19-11-2014, 02:50 PM
كثيرا ما يضحك الغلاف علينا بألوانه أوبطريقة إخراجه أو بلمعانه وبريقه بزوايا الإضاءة فيه أو بالأحرى كثير ا ما يضحك علينا"صاحب الغلاف" حين ينتقي صورته التي يريد بالشكل الذي يريد بالابتسامة الذي يريد ويلجأ من أجل ذلك إلى المختصين والرسامين والمخرجين وأصاحب الخبرة لكي نقتنع بالغلاف ولكن حين نفتح الكتاب أو الرواية ندرك كم ضحك علينا الغلاف ..



نظرت حولي في الدنيا ذات حزن قادم من ذاكرة تعتق حزنها لم أجد إلا الأغلفة تحيط بي في كل مكان أغلفة توارى خلفها أصحابها وبالغوا في التخفي إلا أن في قلبي نوعا من الضوء الذي يظل يكشف لي ما وراء الأغلفه يخبرني بها سرا "خاصة" حين أحاول القراءة على ضوء تجربة مررت بها أو مرت هي بي..



يا سيدتي التي وراء الغلاف أرني وجهك الحقيقي لأنه "أجمل" من الغلاف أرني صورتك الحقيقية ولونك الحقيقي ولغتك الحقيقية وحزنك الحقيقي لأن الغلاف لن يحميك من الضوء السماوي الكاشف الذي زرعه في"قلوب "بعض" الذين يقرؤن "ويحبون" ويشعرون" أخرجي من خلف الغلاف لا تخنقي "روحك" وراءأسوار الغلاف الواهية التي لا تستطيع أن تخفيك ..

قتلتنا الأغلفة وشوهتنا غلاف يتكلم وآخرينصت غلاف يقوم وآخر يقعد وبعد أن ينتهي الحفل تعود إلينا وجوهنا القديمة نعيش حياة مغلفة لكي يمشي حالنا في السوق والشارع أو المقهى ولكي يسكت الناس الذين لا يسكتون ولنظل صورا تتحرك بلا معنى ولا طعم منذ متى سكت الناس عن القيل والقال لم ينجو من كلامالناس نبي لذلك ليس للأنبياء أغلفه تضيء الحقيقة وجوههم وتشع أضواء الحق من بين كلماته مغلاف يبدو لي بين كلمة وأخرى تتبدل الأغلفة حسب الحالة وحسب الموقف والظروف حتى الشاحتون على النواصي يستخدمون أغلفتهم يبحثون عن الغلاف الذي يناسب الموقف غلاف إنساني فليكن غلاف اجتماعي مقطع الثياب فاليكن المهم أن تستمر الحقيقة بعيدا وغير مرئية المهم أن يكبر الكذب أكثر وتتمادى الخديعة في رأسها المجنون على جثة الحقائق ..
آآه من الغلاف إذا تزيا بزي الشعر وصاريمشي بين الناس كما تمشي الإشاعة، وتحول الجمهور إلى مصفقين يحملون صورة غلاف..
آآه من الغلاف إذا صار مهما عند "المرأة"والطبيب"والمعلم" والعالم والجاهل وأصبح المقدم في كل لقاء وعلى كل حقيقة..
آآه من الغلاف إذا لم يشير إلى معنى عميقولم يدل على فكرة تنتشل الإنسان من كذب إلى كذب ومن خوف يوصل إلى خوف..

ليتنا نتعلم من غلاف الوردة شيئا إنه غلاف للبرعم حتى يكبر ويشرب الندى الصباحي تمهيدا لميلاد احمراره.. لا يأخذ الغلاف معناه الجميل من الغموض والافتعال أو الانتحال بل من الوضوح الذي يرافق ميلاد السنابل على مصبات الجداول .

"الغلاف جميل" حين يواري خجل فقير مناستجداء رغيف ويواري "حياء ريفية" من المرور قرب مجلس رجال "الغلاف جميل" حين يختبأ خلفه رجل يستحي من البوح بحاجته إلى الحب، كنت صغيرا حين استيقظتمراهقتي على نافذتي المطلة على عصافير الجبل علمتني العصافير كيف "يغلف العاشق"حكاياته وكيف يغلف الليل أحلام الفقراء الغلاف للأحلام جميل لكن عندما يصبح "للأوهام" غلاف ساعتها فقط أبكي وحيدا على شواطئ الريح..





الحقوق محفوظة للكاتب : المجهر الدقيق



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=602253&goto=newpost)