المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوريا ستحرر غداً \ قصة خطتها يدي #



حواليكم
20-11-2014, 04:30 PM
هنا أول مشاركة لي في هذا القسم

آرأئكم و اقتراحاتكم أطمع بها لأرتقي ..()




سوريا ستحرر غداً

بينما كنّا مجتمعين حول مائدتنا الخشبية , لنتناول طعام العشاء ، لمحتُ دمعات أخي البالغ من العمر ستة سنوات و إذا بي أراه يتابع التلفاز , يرى أطفالاً بمثل عمره لا يجدون ما يأكلون أو يشربون , ملابسهم مرقّعة , أقدامهم حافية , مشرّدين في الشوارع , فسأل أمي والدموع تتساقط على وجنتيه الورديتين :
-أمي , لم هؤلاء الأطفال هكذا ... لم لا يلبسون ملابساً مثل ملابسي ؟ وأحذيةً مثل حذائي ؟ لم هم لا يأكلون الطعام ويشربون مثلي ؟؟ لم يا أمي؟ أجيبي يا أمي (يسأل ببراءة)
فلم تجد أمي الجواب الشافي لسؤاله فقط تكتفي بإخفاء تلك الدموع التي تسقط على خدّيها
فيكمل أخي :
-أمي , لم العالم لا يساعدهم ؟؟ لم لا يعيشون مثلي يا أمي ؟؟ أليسوا أطفالاً مثلي يجب أن يذهبوا إلى المدرسة , ويتعلمون , ويمرحون ؟؟
فترد عليه أمي :
-نحن نساعدهم يا بنّي والآن أكمل طعامك لتذهب لفراشك وتنام
- لا يا أمي , أنا سأساعدهم ,لن آكل من الآن فصاعدا بل سأدخره لهم ؟؟ ولكن يا أمي أين ينام هؤلاء الاطفال ؟؟
فتجيب أمي :
-ما زلت صغيراً يا بني ستكبر وستساعدهم بإذن الله , لا أعلم يا بني أين ينامون
وتستمر أمي في تهدئة من رعه خوفه وتحاول أن تصرف عنه هذا الموضوع
إذا بي أفاجئ بأخي يركض مسرعاً الى غرفته ويأتي بحصالة , فقال لأمي :
-أمي ارسلي هذا المال لهم ..إني أساعدهم يا أمي
فنزلت دموع أمي من موقف أخي تجاه هؤلاء الاطفال , فقالت :
-حسناً يا بني , ولكن كنت تجمع المال لتشتري لعبةً من المحل
وإذ بأخي يجيب والدموع تسيل على وجنتيه كالمطر الذي ينزل الى الارض :
-أمي أريد أن أساعدهم , ما رأيك يا أمي أن تحضريهم الى بيتنا ؟ أعدك بأن لا نكسر الزجاج و الإضاءات أو أن نحدث فوضى في البيت , أرجوك أمي وافقي بأن تحضريهم معي الى البيت , لا مشكلة سينامون في غرفتي , وسأقاسمهم طعامي , وأيضاً سأعرفهم الى أصدقائي في المدرسة , أرجوك أمي أرجوك !
تعجبت من تفكير أخي الصغير , وسألت تلك الدموع المنحبسة , فلم أستطع الكلام , وكأني خرساء ..
اجابت أمي وكلها استعجاب :
-ليست بهذه السهولة يا بني , واحتضنته وكأنها لأول مرة تحتضنه , اذهب يا بني الى فراشك وغداً نكمل
ذهب أخي و الحزن يعتريه
اتجهت الى غرفتي وبكيت حد الجنون , يا لها من مشاعر طفولية ممزوجة بالبراءة
قررت أن أسعد أخي الصغير
في الصباح عندما ذهبت الى المدرسة أخبرت صديقاتي بالأمر ثم اتفقنا بأن نعمل إذاعة مدرسية عن أطفال سورية , فأنا ودنيا سنكون المقدمتين , سهى ستقرأ القرآن , ندى و مي و ضحى و تقى سيقدمن مسرحية , وسننشد أناشيدا عذبة جميلة كجمال صوت عصافير الكناري فرحا لنصرهم فغداً وقريباً غير آجل ستتحرر سوريا , نعم ستتحرر وسيعم السلام والأمان بإذن الله كما سنوزع صناديق للتبرعات على المدارس و المناطق .
وأخبرنا المعلمة المسؤولة عن برنامج الاذاعي و وافقت على ذلك
رجعت الى المنزل وأخبرت أخي الصغير فسعد و فرح كثيراً وأحبب ان يشاركني أنا وصديقاتي فبدأنا بالإذاعة في المدرسة وقمنا بتجميع التبرعات من الطالبات والمعلمات وانتقلنا بعدها الى الحي الذي نسكن فيه وجمعنا التبرعات ايضاً في نهاية اليوم قال لي أخي :
-سأساعدك على عدِّ النقود , فوافقت على ذلك , وقد حصلنا على مبلغ كبير فرح اخي بذلك و وعدته أمي أن ترسل المبلغ في أقرب وقت , سعد أخي بذلك وسعدت أنا أيضاً عندما رأيته فرحاً ، وقال :
-سأكبر وسأصبح متميزاً مثلك , فرحت لذلك وسعدت كثيراً
بعدها ذهبت الى غرفتي وجدتُ في مكتبي ورقة كُتِب عليها (أحبك أختي ) وأخرى (ِشكراً بنيتي) فغمرني شعور السرور و الفرح في ذلك الوقت , وكتبت ورقة فيها (سوريا ستحرر غداً بإذن الله ), عندها نمت مرتاحة , فغداً سنعيش بسلام إن شاء الله .


بقلم \ ترانيم الخلود#

19\11\2014


باقة خُزامى لكل من سيمر هُنا

كونوا بالقرب ()




*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=602809&goto=newpost)