حواليكم
22-11-2014, 03:40 PM
كان من أحلام الإمام احمد بن سعيد ( 1700-1783م ) أن تكون سلطنة عمان دولة قوية ذات نفوذ
و تأثير كبيرين وتتسع رقعتها لتأسس لإمبراطورية عظيمة – و قد تحقق الحلم على ارض الواقع لاحقا علي يد السلطان سعيد بن سلطان ( 1791 – 1856 ) - وقبل هذا الحلم عمل على توحيد القبائل العمانية تحت حكمه . وأهتم بتنظيم أمور الدولة ، حيث أصدر القوانين وكذلك اهتم بالتجارة و السياسة الخارجية و كان له دورا هاما في فك الحصار الذي فرضه الفرس على البصرة عام 1775م بإرساله قوات بحرية في مقدمتها سفينته الحربية (الرحماني) للدفاع عنها. و انصب اهتمامه بتدعيم القوة العسكرية البرية والبحرية و ما أشبه الليلة بالبارحة فالمتأمل في سياسات سلطنة عمان يجد أن السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن الأمام أحمد بن سعيد, نهج نهج جده و يسير على خطاه فعمان الآن موحدة تحت لواء العدل و المساواة و الإخاء. و منذ توليه مقاليد الحكم في العام 1970 شهدت سلطنة عمان تطورا و نموا هائلا و قفزات متتالية في مستوى دخل الفرد و نسب التعليم الذي أولاه أهمية قصوى و هو القائل " سنعلم أولادنا و لو حتى تحت ظل الشجر " حتى أسس جامعة السلطان قابوس و الذي بدأت أعمال بناءها عام 1982 و استقبلت طلابها في عام 1986م كمنارة علمية حظيت بمكانة بين جامعات المنطقة و قبل كل هذا اهتم السلطان قابوس بالإنسان ثقافيا و صحيا و خدميا فالمتابع لحركة العمران منذ السبعينات حتى الآن يجد نهضة حقيقية تمت على ارض الواقع بكل المقاييس من شبكة طرق متطورة إلى مستشفيات و مراكز صحية و مدارس و جامعات حكومية و خاصة و نوادي رياضية و اجتماعية و نسائية و متنزهات و مراكز للتسوق منتشرة على كامل تراب الوطن العماني .
و رغم مرحلة الانكماش و تراجع الدور العماني في فترات ما قبل حكم قابوس إلا و أنها عادت بقوة خلال السنوات الأخيرة لتكون لاعبا هاما في المنطقة من خلال عدة لقطات سريعة ففي كلمته بمناسبة العيد الوطني الأول (18 نوفمبر 1971 م ) حدد السلطان الهدف الرئيسي للتوجه العربي على أنه " أخذ مكاننا الطبيعي في الصف العربي لنتمكن من المساهمة في الجهود العربية ونصرة قضاياها العادلة " و كان من المنطق و بعد النظر استمرار علاقته مع جمهورية مصر العربية رغم مقاطعة كل الدول العربية لها بعد توقيع اتفاقية السلام 1979م و هو ما اتضح بعد ذلك صواب الموقف و تقدير جيد للأمور. و لعبت ادوار الوساطة في العديد من القضايا فكانت وسيطا فاعلا بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية و جمهورية مصر العربية و كانت هناك محاولات جاهدة قام بها السلطان لحل المشاكل بالطرق السلمية بين العراق وإيران من جهة، وبين العراق والكويت من جهة أخرى، ولذلك حظي السلطان بالاعتراف كأكثر الدبلوماسيين براعة في الشرق الأوسط لمساهمته في الممارسات السياسية المعاصرة ودوره في إحلال السلام والاستقرار في الكثير من دول العالم اضطرابا. و لا مجال لحصر النجاحات الدبلوماسية العمانية حيث أن للسلطنة علاقات طبيعية مع معظم دول العالم تقوم على مبدأ المساواة وعدم التدخل في شئون الآخرين فتنتهج سياسة الحياد فلا تتدخل في النزاعات بين جيرانها، أو النزاعات الخارجية الدولية، عملاً بقاعدة "لا ضرر و لا ضِرار" و لعل دور الوساطة بين ايران و الغرب مؤخرا و التي اتفق عليها جميع الاطراف خير شاهد على دور الدبلوماسية العمانية و من يرسمها هو السلطان قابوس كما صرح يوسف بن علوي بن عبد الله وزير الدولة المسؤول عن الشؤون الخارجية في عمان حيث صرح لصحيفة الشرق الاوسط في حوار مطول إن سياسة بلاده الخارجية يرسمها السلطان، معيدا دبلوماسية الحياد والحوار التي تنتهجها السلطنة للسلطان نفسه .
و كانت الحكمة حاضرة في أحداث صحار 2011م و في بعض الاعتصامات التي حدثت في قليل من الولايات حيث فتح قلبه و عقله للشباب محققا لطموحاتهم و داعما لتطلعاتهم فأرسل وزرائه منصتين للمطالب و كانت سرعة تحقيقها امرأ مذهلا فأمر بتوظيف عشرات الألوف و أعطى صلاحيات كبيرة لمجلس الشورى وبهذا وحد البيت العماني من جديد و ابعد الفتن التي كادت أن تعصف بوحدته التي يتميز بها رغم تعدده المذهبي و العرقي إلا انه اصهر الجميع في بوتقة واحدة هي حب عمان , تماما كما فعل جده الإمام احمد بن سعيد حينما اعترض على قراراته ابنيه سيف وسلطان في العام 1781 م - مع اختلاف المعالجات - إلا انه بحكمته أعاد الأمور لطبيعتها استمرارا للقيم الراسخة التي أرستها عائلة من أقدم الأسر الحاكمة في المنطقة .
حاتم السعيد
hatemelaiwa@gmail.com
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=603179&goto=newpost)
و تأثير كبيرين وتتسع رقعتها لتأسس لإمبراطورية عظيمة – و قد تحقق الحلم على ارض الواقع لاحقا علي يد السلطان سعيد بن سلطان ( 1791 – 1856 ) - وقبل هذا الحلم عمل على توحيد القبائل العمانية تحت حكمه . وأهتم بتنظيم أمور الدولة ، حيث أصدر القوانين وكذلك اهتم بالتجارة و السياسة الخارجية و كان له دورا هاما في فك الحصار الذي فرضه الفرس على البصرة عام 1775م بإرساله قوات بحرية في مقدمتها سفينته الحربية (الرحماني) للدفاع عنها. و انصب اهتمامه بتدعيم القوة العسكرية البرية والبحرية و ما أشبه الليلة بالبارحة فالمتأمل في سياسات سلطنة عمان يجد أن السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن الأمام أحمد بن سعيد, نهج نهج جده و يسير على خطاه فعمان الآن موحدة تحت لواء العدل و المساواة و الإخاء. و منذ توليه مقاليد الحكم في العام 1970 شهدت سلطنة عمان تطورا و نموا هائلا و قفزات متتالية في مستوى دخل الفرد و نسب التعليم الذي أولاه أهمية قصوى و هو القائل " سنعلم أولادنا و لو حتى تحت ظل الشجر " حتى أسس جامعة السلطان قابوس و الذي بدأت أعمال بناءها عام 1982 و استقبلت طلابها في عام 1986م كمنارة علمية حظيت بمكانة بين جامعات المنطقة و قبل كل هذا اهتم السلطان قابوس بالإنسان ثقافيا و صحيا و خدميا فالمتابع لحركة العمران منذ السبعينات حتى الآن يجد نهضة حقيقية تمت على ارض الواقع بكل المقاييس من شبكة طرق متطورة إلى مستشفيات و مراكز صحية و مدارس و جامعات حكومية و خاصة و نوادي رياضية و اجتماعية و نسائية و متنزهات و مراكز للتسوق منتشرة على كامل تراب الوطن العماني .
و رغم مرحلة الانكماش و تراجع الدور العماني في فترات ما قبل حكم قابوس إلا و أنها عادت بقوة خلال السنوات الأخيرة لتكون لاعبا هاما في المنطقة من خلال عدة لقطات سريعة ففي كلمته بمناسبة العيد الوطني الأول (18 نوفمبر 1971 م ) حدد السلطان الهدف الرئيسي للتوجه العربي على أنه " أخذ مكاننا الطبيعي في الصف العربي لنتمكن من المساهمة في الجهود العربية ونصرة قضاياها العادلة " و كان من المنطق و بعد النظر استمرار علاقته مع جمهورية مصر العربية رغم مقاطعة كل الدول العربية لها بعد توقيع اتفاقية السلام 1979م و هو ما اتضح بعد ذلك صواب الموقف و تقدير جيد للأمور. و لعبت ادوار الوساطة في العديد من القضايا فكانت وسيطا فاعلا بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية و جمهورية مصر العربية و كانت هناك محاولات جاهدة قام بها السلطان لحل المشاكل بالطرق السلمية بين العراق وإيران من جهة، وبين العراق والكويت من جهة أخرى، ولذلك حظي السلطان بالاعتراف كأكثر الدبلوماسيين براعة في الشرق الأوسط لمساهمته في الممارسات السياسية المعاصرة ودوره في إحلال السلام والاستقرار في الكثير من دول العالم اضطرابا. و لا مجال لحصر النجاحات الدبلوماسية العمانية حيث أن للسلطنة علاقات طبيعية مع معظم دول العالم تقوم على مبدأ المساواة وعدم التدخل في شئون الآخرين فتنتهج سياسة الحياد فلا تتدخل في النزاعات بين جيرانها، أو النزاعات الخارجية الدولية، عملاً بقاعدة "لا ضرر و لا ضِرار" و لعل دور الوساطة بين ايران و الغرب مؤخرا و التي اتفق عليها جميع الاطراف خير شاهد على دور الدبلوماسية العمانية و من يرسمها هو السلطان قابوس كما صرح يوسف بن علوي بن عبد الله وزير الدولة المسؤول عن الشؤون الخارجية في عمان حيث صرح لصحيفة الشرق الاوسط في حوار مطول إن سياسة بلاده الخارجية يرسمها السلطان، معيدا دبلوماسية الحياد والحوار التي تنتهجها السلطنة للسلطان نفسه .
و كانت الحكمة حاضرة في أحداث صحار 2011م و في بعض الاعتصامات التي حدثت في قليل من الولايات حيث فتح قلبه و عقله للشباب محققا لطموحاتهم و داعما لتطلعاتهم فأرسل وزرائه منصتين للمطالب و كانت سرعة تحقيقها امرأ مذهلا فأمر بتوظيف عشرات الألوف و أعطى صلاحيات كبيرة لمجلس الشورى وبهذا وحد البيت العماني من جديد و ابعد الفتن التي كادت أن تعصف بوحدته التي يتميز بها رغم تعدده المذهبي و العرقي إلا انه اصهر الجميع في بوتقة واحدة هي حب عمان , تماما كما فعل جده الإمام احمد بن سعيد حينما اعترض على قراراته ابنيه سيف وسلطان في العام 1781 م - مع اختلاف المعالجات - إلا انه بحكمته أعاد الأمور لطبيعتها استمرارا للقيم الراسخة التي أرستها عائلة من أقدم الأسر الحاكمة في المنطقة .
حاتم السعيد
hatemelaiwa@gmail.com
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=603179&goto=newpost)