أمة الله
27-01-2012, 02:15 PM
http://www.noor-alyaqeen.com/mlafat/7.gif
"فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله -تعالى -في سورة الأنعام
"فلما نسوا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) ما ذكروا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) به فتحنا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) عليهم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) أبواب (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ".آية 44/45
و جاء في تفسيرها
للقرطبي و البغوي و السعدي - رحمهم الله -
فلما نسوا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) ما ذكروا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) به فتحنا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) عليهم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) أبواب (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) كل شيء
أي :من الدنيا و لذاتها و غفلاتها
حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون
آيسون من كل خير و هذا أشد ما يكون من العذاب أن يؤخذو على غرة و غفلة و طمأنينة ليكون أشد لعقوبتهم و أعظم لمصيبتهم
فقطع دابر القوم الذين ظلموا
أي :اصطلموا بالعذاب و تقطعت بهم الأسباب
والحمد لله رب العالمين
على ما قضاه و قدره من هلاك المكذبين فإنه بذلك تبين آياته و إكرامه لأوليائه
و إهانته لأعدائه و صدق ما جاءت به المرسلون
****
فلما نسوا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) ما ذكروا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) به أي:
تركوا ما وعظوا وأمروا به
فتحنا عليهم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) أبواب (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) كل شيء
وهذا فتح استدراج ومكر ، أي : بدلنا مكان البلاء والشدة الرخاء والصحة
( حتى إذا فرحوا بما أوتوا ) وهذا فرح بطر مثل فرح قارون بما أصاب من الدنيا ، ( أخذناهم بغتة ) فجأة آمن ما كانوا ، وأعجب ما كانت الدنيا إليهم ، ( فإذا هم مبلسون ) آيسون من كل خير ، وقال أبو عبيدة : [ ص: 144 ] المبلس النادم الحزين ، وأصل الإبلاس : الإطراق من الحزن والندم ، وروى عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معصيته ، فإنما ذلك استدراج ) ، ثم تلا " فلما نسوا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) ما ذكروا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) به " الآية
فقطع دابر القوم الذين ظلموا ) أي : آخرهم [ الذين بدبرهم ، يقال : دبر فلان القوم يدبرهم دبرا ودبورا إذا كان آخرهم ] ومعناه أنهم استؤصلوا بالعذاب فلم يبق منهم باقية ، ( والحمد لله رب العالمين ) حمد الله نفسه على أن قطع دابرهم لأنه نعمة على الرسل ، فذكر الحمد لله تعليما لهم ولمن آمن بهم ، أن يحمدوا الله على كفايته شر الظالمين ، وليحمد محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ربهم إذا أهلك المكذبين
****
قوله تعالى : فلما نسوا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) ما ذكروا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) به
يقال : لم ذموا على النسيان وليس من فعلهم ؟ فالجواب : أن نسوا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) بمعنى تركوا ما ذكروا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) به ، عن ابن عباس وابن جريج ، وهو قول أبي علي ; وذلك لأن التارك للشيء إعراضا عنه قد صيره بمنزلة ما قد نسي ، كما يقال : تركه . في النسي .
جواب آخر : وهو أنهم تعرضوا للنسيان فجاز الذم لذلك ; كما جاز الذم على التعرض لسخط الله عز وجل وعقابه . فتحنا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) عليهم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) أبواب (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) كل شيء أي : من النعم والخيرات ، أي : كثرنا لهم ذلك . والتقدير عند أهل العربية : فتحنا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) عليهم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) أبواب (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) كل شيء كان مغلقا عنهم . حتى إذا فرحوا بما أوتوا معناه بطروا وأشروا وأعجبوا وظنوا أن ذلك العطاء لا يبيد ، وأنه دال على رضاء الله عز وجل عنهم أخذناهم بغتة أي استأصلناهم وسطونا بهم .
و ( بغتة ) معناه فجأة ، وهي الأخذ على غرة ومن غير تقدم أمارة ; فإذا أخذ الإنسان وهو غار غافل فقد أخذ بغتة ، وأنكى شيء ما يفجأ من البغت . وقد قيل : إن التذكير الذي سلف - فأعرضوا عنه - قام مقام الإمارة . والله أعلم . و ( بغتة ) مصدر في موضع الحال لا يقاس عليه عند سيبويه كما تقدم ; فكان ذلك استدراجا من الله تعالى كما قال : وأملي لهم إن كيدي متين نعوذ بالله من سخطه ومكره . قال بعض العلماء : رحم الله عبدا تدبر هذه الآية حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة . وقال محمد بن النضر الحارثي : أمهل هؤلاء القوم عشرين سنة . وروى عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا رأيتم الله تعالى يعطي العباد ما يشاءون على معاصيهم فإنما ذلك استدراج منه لهم ثم تلا ( فلما نسوا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) ما ذكروا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) به ) الآية كلها . وقال الحسن : والله ما أحد من الناس بسط الله له في الدنيا فلم يخف أن يكون قد مكر له فيها إلا كان قد نقص عمله ، وعجز رأيه . وما أمسكها الله عن عبد فلم يظن أنه خير له فيها إلا كان قد نقص عمله ، وعجز رأيه . وفي الخبر أن الله تعالى أوحى إلى موسى صلى الله عليه وسلم : إذا رأيت الفقر مقبلا إليك فقل مرحبا بشعار الصالحين وإذا رأيت الغنى مقبلا إليك فقل : ذنب عجلت عقوبته .
قوله تعالى : فإذا هم مبلسون المبلس الباهت الحزين الآيس من الخير الذي لا يحير جوابا لشدة ما نزل به من سوء الحال
هذا و الله أعلم
أسأل الله -سبحانه - أن يخرجنا من غفلتنا و أن يعيننا على ذكره و شكره...
م ن ق و ل
"فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله -تعالى -في سورة الأنعام
"فلما نسوا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) ما ذكروا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) به فتحنا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) عليهم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) أبواب (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ".آية 44/45
و جاء في تفسيرها
للقرطبي و البغوي و السعدي - رحمهم الله -
فلما نسوا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) ما ذكروا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) به فتحنا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) عليهم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) أبواب (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) كل شيء
أي :من الدنيا و لذاتها و غفلاتها
حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون
آيسون من كل خير و هذا أشد ما يكون من العذاب أن يؤخذو على غرة و غفلة و طمأنينة ليكون أشد لعقوبتهم و أعظم لمصيبتهم
فقطع دابر القوم الذين ظلموا
أي :اصطلموا بالعذاب و تقطعت بهم الأسباب
والحمد لله رب العالمين
على ما قضاه و قدره من هلاك المكذبين فإنه بذلك تبين آياته و إكرامه لأوليائه
و إهانته لأعدائه و صدق ما جاءت به المرسلون
****
فلما نسوا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) ما ذكروا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) به أي:
تركوا ما وعظوا وأمروا به
فتحنا عليهم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) أبواب (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) كل شيء
وهذا فتح استدراج ومكر ، أي : بدلنا مكان البلاء والشدة الرخاء والصحة
( حتى إذا فرحوا بما أوتوا ) وهذا فرح بطر مثل فرح قارون بما أصاب من الدنيا ، ( أخذناهم بغتة ) فجأة آمن ما كانوا ، وأعجب ما كانت الدنيا إليهم ، ( فإذا هم مبلسون ) آيسون من كل خير ، وقال أبو عبيدة : [ ص: 144 ] المبلس النادم الحزين ، وأصل الإبلاس : الإطراق من الحزن والندم ، وروى عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معصيته ، فإنما ذلك استدراج ) ، ثم تلا " فلما نسوا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) ما ذكروا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) به " الآية
فقطع دابر القوم الذين ظلموا ) أي : آخرهم [ الذين بدبرهم ، يقال : دبر فلان القوم يدبرهم دبرا ودبورا إذا كان آخرهم ] ومعناه أنهم استؤصلوا بالعذاب فلم يبق منهم باقية ، ( والحمد لله رب العالمين ) حمد الله نفسه على أن قطع دابرهم لأنه نعمة على الرسل ، فذكر الحمد لله تعليما لهم ولمن آمن بهم ، أن يحمدوا الله على كفايته شر الظالمين ، وليحمد محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ربهم إذا أهلك المكذبين
****
قوله تعالى : فلما نسوا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) ما ذكروا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) به
يقال : لم ذموا على النسيان وليس من فعلهم ؟ فالجواب : أن نسوا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) بمعنى تركوا ما ذكروا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) به ، عن ابن عباس وابن جريج ، وهو قول أبي علي ; وذلك لأن التارك للشيء إعراضا عنه قد صيره بمنزلة ما قد نسي ، كما يقال : تركه . في النسي .
جواب آخر : وهو أنهم تعرضوا للنسيان فجاز الذم لذلك ; كما جاز الذم على التعرض لسخط الله عز وجل وعقابه . فتحنا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) عليهم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) أبواب (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) كل شيء أي : من النعم والخيرات ، أي : كثرنا لهم ذلك . والتقدير عند أهل العربية : فتحنا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) عليهم (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) أبواب (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) كل شيء كان مغلقا عنهم . حتى إذا فرحوا بما أوتوا معناه بطروا وأشروا وأعجبوا وظنوا أن ذلك العطاء لا يبيد ، وأنه دال على رضاء الله عز وجل عنهم أخذناهم بغتة أي استأصلناهم وسطونا بهم .
و ( بغتة ) معناه فجأة ، وهي الأخذ على غرة ومن غير تقدم أمارة ; فإذا أخذ الإنسان وهو غار غافل فقد أخذ بغتة ، وأنكى شيء ما يفجأ من البغت . وقد قيل : إن التذكير الذي سلف - فأعرضوا عنه - قام مقام الإمارة . والله أعلم . و ( بغتة ) مصدر في موضع الحال لا يقاس عليه عند سيبويه كما تقدم ; فكان ذلك استدراجا من الله تعالى كما قال : وأملي لهم إن كيدي متين نعوذ بالله من سخطه ومكره . قال بعض العلماء : رحم الله عبدا تدبر هذه الآية حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة . وقال محمد بن النضر الحارثي : أمهل هؤلاء القوم عشرين سنة . وروى عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا رأيتم الله تعالى يعطي العباد ما يشاءون على معاصيهم فإنما ذلك استدراج منه لهم ثم تلا ( فلما نسوا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) ما ذكروا (http://vb.noor-alyaqeen.com/t18681/) به ) الآية كلها . وقال الحسن : والله ما أحد من الناس بسط الله له في الدنيا فلم يخف أن يكون قد مكر له فيها إلا كان قد نقص عمله ، وعجز رأيه . وما أمسكها الله عن عبد فلم يظن أنه خير له فيها إلا كان قد نقص عمله ، وعجز رأيه . وفي الخبر أن الله تعالى أوحى إلى موسى صلى الله عليه وسلم : إذا رأيت الفقر مقبلا إليك فقل مرحبا بشعار الصالحين وإذا رأيت الغنى مقبلا إليك فقل : ذنب عجلت عقوبته .
قوله تعالى : فإذا هم مبلسون المبلس الباهت الحزين الآيس من الخير الذي لا يحير جوابا لشدة ما نزل به من سوء الحال
هذا و الله أعلم
أسأل الله -سبحانه - أن يخرجنا من غفلتنا و أن يعيننا على ذكره و شكره...
م ن ق و ل