حواليكم
06-12-2014, 02:11 AM
بقلم : تركية أحمد
مقطع من رواية سترى النور قريبا ( لعنة الرهاب الإجتماعي) !
انتقاداتكم و نصائحكم :unsure:
رواية واحدة فقط, هذا ما أريد كتاباته, واحدة فقط, أبرر فيها خطيئتي و إثمي و أتحدث بإسهاب عن آلامي و أوجاعي و سخافاتي !
أنتَ لا تعلم ما معنى أن تكون مصابا بالرهاب الإجتماعي, أي أن تصاب بخوف أزلي من كل شئ, أن تتدمر كل حياةٍ في قلبك, و تتهشم كل العلاقات التي بينكَ و بين الناس و أعظمها .. بينكَ و الله, فتصير شكاكا محبَطا تفكر بأقدار الله و تتهمها بالظلم و بأفكار سوداء لا تطرأ حتى بِبالِ الملحدين, تكره الله و لا تعرف, كيف يمكنك أن تعود لحبه مجددا كيف؟
أن تفكر بعد العلاج بالزواج و انجاب أطفال, يعود الشبح اللعين ليذكرك بالماضي, سترزقينَ يا تركية بطفلة تشبهكِ, ضعيفة و صامتة و لا تتواصل معكِ و .. تكرهكِ, أخشى أن لا أكونَ قادرة على حمايتها من أي شئ, بحجة ( كما تدين تدان) أي أن الله سيسخرها لعقابي, سيحرمها من أن تعيشَ صحيحة نفسيا كباقي الناس من أجل عقابي أنا. سحقا .. لمَ؟
ستصابُ بالأكتئاب, ربما ستعقني جهرا, و لن تكتفي بتمني الهروب بل ستنفذه, من يدري؟ كم أتوجع .. كم أتقطع ! ربآآه
أنتَ لا تعلم, الخطة التدميرية التي يرسمها لكَ هذا اللئيم -المرض- إذ أنني لم أجرب قطعا تلك المشاعر التي تجمع بيني و بين أبي و إخوتي الذكور, فكيف لي أن أفهم ابنتي أو أن استوعب حبها لإخوانها و لأبيها, أشعر من الآن بأني لن أكون قادرة على منحها الحب و الإحتواء.
كيف لي أن أتعالجَ أصلا, فالعلاجُ الدوائي لا فائدةَ منه أبدا إن لم أحصل على الدعم المعنوي الذي لن أحصل عليه أبدا طالما أنا أعيش مع أهلي, لذلكَ تمنيتُ أمنيتي الحقيرة. أرأيت؟ كيف هوَ بشعٌ و ملعونٌ هذا المرض؟ و تأتي أنتَ لتقول بكل وقاحة أنه مرض بسيط و علاجه سهل و تتفلسف عن الأعراض و كأنك عايشتها و تحكيلي بكل برود عن العلاج .. !
لن أمانع بأن أرزق بطفلة مثلي, فقد كنتُ ثرثارة أتحدث كثيرا و كان لي صوتٌ رخيم يسكر العقل, كنتُ هادئة و مسالمة و شجاعة قليلا, و كنتُ أيضا محبوبة من قِبل بنات العم و الأعمام و حتى العاملات.
كنتُ مليئة بالحياة محبة لكلِ شئ, حديقة المنزل أعتني بها و أشعر كأن الأشجار تحييني عندما أذهب لأسقيها, أغسل الأواني بكل حب دونما طلب من أمي و أرتبها بتنظيم و أنظف المطبخ و أنا لم أتجاوز التاسعة بعد, على غرار أختي, لذا كانت أمي تمتدحني كثيرا و تعدني بشراء هدية.
كانت تبدو كملعمة - عندما تدخل المطبخ و تشاهد ابتنها التي بالصف الثالث تنظف و ترتب دونما طلب فلا تجد كلماتٍ لتشكرني بها- .. أمي الطيبة عندما تقول : أنا بعدين أشتري هدية حال أكثر وحدة تنظف المطبخ. و كانت تلمح أنني أنا من أستحقُها.
لن أمانع بأن أزرق بطلفلة ذكية متفوقة في دراستها خلوقة و تحترم جميع المعلمات, و تفكر بطريقة مختلفة, راقية, تحب الخير, و قلبها يميل للتدين أكثر.
لكن سأمانعُ كثيرا, أن يتدخل القدر و يبتليها بمرض لا حول لها و لا قوة في دفعه.. سأمانع.
كنتُ أفكر بعقلية مهندس, أخرجُ لفناء المنزل, أخطط بأن لو كانَ هنا بدل الطابوقِ رخام, و أسوارٌ من حديد, و أن تحذف هذه المغسلة من هنا, أرسمُ خرائط لمنازل, أتأملها ثم أخبئها في ملفٍ خاص: يوم أكبر أبني بيتي نفس هالخريطة. كنتث أفكرُ كثيرا و استخرجُ الحلول لكل مشكلة, أخترع وصفات طبخ أطبقَ بعضها على أرض الواقع, وصفات بعيدة جدا عن استخدام الكبريت الذي اعاني فوبيا من لمسه. كانت كل التأملات و الأفكار, أحكيها بيني و بيني, لا تخرج أبدا عن سطر دفاتري, لا اخبر بها أحد.
و ماذا حدثَ لتلكَ الطفلة صاحبة الوجه المدور ة الإبتسامة الأخاذة؟ إنها الآن خراب .
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=606411&goto=newpost)
مقطع من رواية سترى النور قريبا ( لعنة الرهاب الإجتماعي) !
انتقاداتكم و نصائحكم :unsure:
رواية واحدة فقط, هذا ما أريد كتاباته, واحدة فقط, أبرر فيها خطيئتي و إثمي و أتحدث بإسهاب عن آلامي و أوجاعي و سخافاتي !
أنتَ لا تعلم ما معنى أن تكون مصابا بالرهاب الإجتماعي, أي أن تصاب بخوف أزلي من كل شئ, أن تتدمر كل حياةٍ في قلبك, و تتهشم كل العلاقات التي بينكَ و بين الناس و أعظمها .. بينكَ و الله, فتصير شكاكا محبَطا تفكر بأقدار الله و تتهمها بالظلم و بأفكار سوداء لا تطرأ حتى بِبالِ الملحدين, تكره الله و لا تعرف, كيف يمكنك أن تعود لحبه مجددا كيف؟
أن تفكر بعد العلاج بالزواج و انجاب أطفال, يعود الشبح اللعين ليذكرك بالماضي, سترزقينَ يا تركية بطفلة تشبهكِ, ضعيفة و صامتة و لا تتواصل معكِ و .. تكرهكِ, أخشى أن لا أكونَ قادرة على حمايتها من أي شئ, بحجة ( كما تدين تدان) أي أن الله سيسخرها لعقابي, سيحرمها من أن تعيشَ صحيحة نفسيا كباقي الناس من أجل عقابي أنا. سحقا .. لمَ؟
ستصابُ بالأكتئاب, ربما ستعقني جهرا, و لن تكتفي بتمني الهروب بل ستنفذه, من يدري؟ كم أتوجع .. كم أتقطع ! ربآآه
أنتَ لا تعلم, الخطة التدميرية التي يرسمها لكَ هذا اللئيم -المرض- إذ أنني لم أجرب قطعا تلك المشاعر التي تجمع بيني و بين أبي و إخوتي الذكور, فكيف لي أن أفهم ابنتي أو أن استوعب حبها لإخوانها و لأبيها, أشعر من الآن بأني لن أكون قادرة على منحها الحب و الإحتواء.
كيف لي أن أتعالجَ أصلا, فالعلاجُ الدوائي لا فائدةَ منه أبدا إن لم أحصل على الدعم المعنوي الذي لن أحصل عليه أبدا طالما أنا أعيش مع أهلي, لذلكَ تمنيتُ أمنيتي الحقيرة. أرأيت؟ كيف هوَ بشعٌ و ملعونٌ هذا المرض؟ و تأتي أنتَ لتقول بكل وقاحة أنه مرض بسيط و علاجه سهل و تتفلسف عن الأعراض و كأنك عايشتها و تحكيلي بكل برود عن العلاج .. !
لن أمانع بأن أرزق بطفلة مثلي, فقد كنتُ ثرثارة أتحدث كثيرا و كان لي صوتٌ رخيم يسكر العقل, كنتُ هادئة و مسالمة و شجاعة قليلا, و كنتُ أيضا محبوبة من قِبل بنات العم و الأعمام و حتى العاملات.
كنتُ مليئة بالحياة محبة لكلِ شئ, حديقة المنزل أعتني بها و أشعر كأن الأشجار تحييني عندما أذهب لأسقيها, أغسل الأواني بكل حب دونما طلب من أمي و أرتبها بتنظيم و أنظف المطبخ و أنا لم أتجاوز التاسعة بعد, على غرار أختي, لذا كانت أمي تمتدحني كثيرا و تعدني بشراء هدية.
كانت تبدو كملعمة - عندما تدخل المطبخ و تشاهد ابتنها التي بالصف الثالث تنظف و ترتب دونما طلب فلا تجد كلماتٍ لتشكرني بها- .. أمي الطيبة عندما تقول : أنا بعدين أشتري هدية حال أكثر وحدة تنظف المطبخ. و كانت تلمح أنني أنا من أستحقُها.
لن أمانع بأن أزرق بطلفلة ذكية متفوقة في دراستها خلوقة و تحترم جميع المعلمات, و تفكر بطريقة مختلفة, راقية, تحب الخير, و قلبها يميل للتدين أكثر.
لكن سأمانعُ كثيرا, أن يتدخل القدر و يبتليها بمرض لا حول لها و لا قوة في دفعه.. سأمانع.
كنتُ أفكر بعقلية مهندس, أخرجُ لفناء المنزل, أخطط بأن لو كانَ هنا بدل الطابوقِ رخام, و أسوارٌ من حديد, و أن تحذف هذه المغسلة من هنا, أرسمُ خرائط لمنازل, أتأملها ثم أخبئها في ملفٍ خاص: يوم أكبر أبني بيتي نفس هالخريطة. كنتث أفكرُ كثيرا و استخرجُ الحلول لكل مشكلة, أخترع وصفات طبخ أطبقَ بعضها على أرض الواقع, وصفات بعيدة جدا عن استخدام الكبريت الذي اعاني فوبيا من لمسه. كانت كل التأملات و الأفكار, أحكيها بيني و بيني, لا تخرج أبدا عن سطر دفاتري, لا اخبر بها أحد.
و ماذا حدثَ لتلكَ الطفلة صاحبة الوجه المدور ة الإبتسامة الأخاذة؟ إنها الآن خراب .
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=606411&goto=newpost)