حواليكم
16-12-2014, 12:50 PM
مع تصاعد الاهتمام العالمي بقضايا البيئة وتنامي المطالب بضرورة التصدي بفعالية للمشكلات البيئية الملحة وعلى رأسها مشكلة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري المرتبطة بالتلوث، ظهر مفهوم المدارس الخضراء، بهدف تطوير المؤسسات التربوية بيئياً.
وبدأت العديد من دول العالم في الاهتمام بإنشاء المدارس الخضراء، وبصفة خاصة الدول الأوربية، استجابة لدعوة مؤتمر الأرض، وتوصيات صندوق البيئة الأوربي بتعميم خطة المدارس الخضراء، بهدف تقييم المدارس وفقاً المعايير البيئية فيما يتعلق بالعملية التعليمية والتربوية والإدارة والمنشآت وسبل التعامل مع الموارد الطبيعية.
وفي بداية عام 2005م، عممت هذه الخطة في أكثر من 700 ألف مدرسة في 42 دولة حول العالم.
لقد بدأ الاهتمام الدولي بفكرة المدارس الخضراء في أعقاب قمة الكرة الأرضية المنعقدة في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل في عام 1992م، والتي وضعت ميثاق العمل المعروف باسم جدول أعمال القرن الحادي والعشرين، والذي دعا إلى التعاون في مجال المشروعات الخاصة بالحفاظ على التوازن الضروري بين احتياجات سكان الكرة الأرضية وقدرة الكرة الأرضية على تلبية هذا الاحتياجات، وهو ما يسمى بالتنمية المستدامة.
وأكد أن مجال التطوير المستديم يكمن في نقطة التقاء احتياجات البيئة والاقتصاد والمجتمع, وهي نفس النقطة التي يقف فيها نظام التربية والتعليم. و
قد أدرك المجتمعون أن المطلوب من نظام التربية والتعليم أن يكون قطاعاً رائداً في هذا الاتجاه العالمي لزيادة الوعي البيئي والتنمية المستدامة، وأن من أهم أسس هذه التنمية الإيمان بالعملية التربوية طويلة المدى ودورها في الارتقاء بالوعي البيئي وتنميته، وهو ما دعا صندوق البيئة الأوربي في عام 1995م إلى المطالبة بتعميم خطة المدارس الخضراء في أوربا بأسرها.
وتسعى فكرة المدارس الخضراء إلى تحويل المؤسسات التعليمية إلى ما يشبه المحميات البيئية، بما يجعلها تتوافق مع الكثير من التوصيات التي نصت عليها الاتفاقات الدولية، خصوصاً اتفاق كيوتو الخاص بالحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وإيجاد وازع بيئي في ضمير التلاميذ والعمل على تعميقه وتنميته وتعويدهم على احترام الكوكب الذي يعيشون على سطحه.
وتلتزم المدرسة الخضراء ببرنامج تربوي بيئي، يتضمن خطة متكاملة لزيادة المساحات الخضراء داخل المدرسة وفي محيطها، مع العمل على تحويل القاحل منها إلى واحات خضراء، مملوءة بالزهر والعشب والشجر، مع الالتزام الصارم بمعايير النظافة.
والعمل على استبدال الملاعب المرصوفة بالاسمنت أو الأسفلت، لتزرع بالعشب الأخضر ولتحاط بالأشجار، مع الحرص على تقليص المساحات المخصصة لمواقف السيارات.
كذلك، فإن على المدارس الخضراء أن تهتم بتشجيع الطلاب على استخدام الدراجات الهوائية كبديل للسيارات، أو الوصول إلى المدارس مشياً على الأقدام، وخاصة بالنسبة لمن يقطنون بالقرب من المدارس، مع تخصيص مواقف للدراجات داخل المدارس، على أن تؤمن السلطات المحلية لسائقي الدراجات من الطلاب ممرات آمنة ومحددة بمحاذاة الشوارع الرئيسية.
وتحويل محركات سيارات النقل المخصصة لنقل الطلاب من المازوت إلى الغاز الطبيعي، وفقاً للمواصفات المعمول بها دولياً، والاقتصاد في استهلاك الطاقة المستخدمة في أجهزة التدفئة والتبريد، مع توعية الموظفين والأساتذة بالحد من استعمال سياراتهم الخاصة واستعمال وسائل النقل العمومية والمترو.
والتخفيـف من طباعة الأوراق المستعملة لأغراض إدارية ومدرسية، والحرص على إعادة تصنيعها وتقليص استعمال الأطباق البلاستيكية إلى النصف على الأقل، وتزويد الطلاب وأسرهم بمجموعة من المنشورات والكتيبات التي تتضمن معلومات وتدابير متعلقة بحماية البيئة داخل المؤسسات التربوية وخارجها.
إن الهدف الرئيسي من المدارس الخضراء هو غرس الوعي بالقضايا البيئية لدى التلاميذ والمعلمين وأولياء الأمور وتعويدهم على التعامل معها بجدية في حياتهم، وتقوية الشعور بالمسئولية والانتماء للمجتمع الذي يعيشون فيه، وضرورة حمايته والحفاظ عليه من كل ما يتهدده من مخاطر وفي مقدمتها المخاطر البيئية، وغرس روح المشاركة والعمل الجماعي لدى التلاميذ، وتزويدهم بالمهارات المختلفة التي تمكن كل منهم من التعامل مع مشكلات وقضايا البيئة بإيجابية وبوعي، بما ينعكس بصورة إيجابية على البيئة المحلية والعالمية.
وتكشف الدراسات أن الأطفال لديهم استعداد اكبر بكثير من الشباب وكبار السن لتقبل القيم والمفاهيم البيئية الجديدة وتعديل سلوكياتهم بما يتوافق مع المعايير البيئية، إذا ما تم توعيتهم وتبصيرهم بما ينبغي عليهم القيام به، وتنمية روح المسئولية فيهم وتوظيف حماسهم الطبيعي تجاه قضايا البيئة بما يجعل لهم دوراً رائداً في توجيه وحث باقي فئات المجتمع على المشاركة في حل مشكلات بيئتهم ومجتمعهم.
ولا يقتصر دور المدارس الخضراء على مجرد توعية التلاميذ بقضايا ومشكلات البيئة وسبل التعامل معها، أو تنمية مهاراتهم البيئية، ولكنها بمثابة محاولة لخلق نموذج مصغر لما ينبغي أن يكون عليه المجتمع بأسره.
فعندما يشارك التلميذ في تنظيف مدرسته ويتعلم كيفية التعامل مع المخلفات بأنواعها وزراعة وغرس الأشجار، وسبل ترشيد استهلاك الطاقة وضرورة الاعتماد على الإضاءة الطبيعية وإطفاء الحاسب الآلي في فترات عدم استعماله وغير ذلك، فإن هذا سوف ينعكس على سلوكياته خارج المدرسة، سواء في البيت أو في الشارع، وعندما يكبر، فإنه سيعود أسرته وأبناءه على التعامل الرشيد مع البيئة ومواردها.
وإذا كانت الغالبية العظمي من الدول المتقدمة وعلى رأسها كندا ودول الاتحاد الأوربي قد طبقت بنجاح تجربة المدارس الخضراء في بعض مدارسها وتسعى لتعميم التجربة على سائر المدارس، فإن تطبيق هذه التجربة في الدول النامية التي لم تقطع شوطاً في الالتزام بالمعايير والاشتراطات البيئية الدولية يواجه صعوبات ومشكلات اقتصادية واجتماعية وثقافية عديدة، لكنه في الوقت ذاته يمكن أن يكون خطوة على طريق بناء أجيال جديدة لديها وعي بيئي وشعور بالمسئولية تجاه قضايا ومشكلات البيئية.
وهذا ما أدركته مؤخراً بعض الدول مثل الصين، التي بدأت تطبيق تجربة المدارس الخضراء منذ عام 2000 والآن بها نحو 16 ألف مدرسة خضراء، تشكل نحو 5.2% من إجمالي المدارس بها، وتطمح في زيادة عدد هذه المدارس إلى 76 ألف مدرسة خلال العام القادم.
http://www.startimes.com/?t=5251918
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=609306&goto=newpost)
وبدأت العديد من دول العالم في الاهتمام بإنشاء المدارس الخضراء، وبصفة خاصة الدول الأوربية، استجابة لدعوة مؤتمر الأرض، وتوصيات صندوق البيئة الأوربي بتعميم خطة المدارس الخضراء، بهدف تقييم المدارس وفقاً المعايير البيئية فيما يتعلق بالعملية التعليمية والتربوية والإدارة والمنشآت وسبل التعامل مع الموارد الطبيعية.
وفي بداية عام 2005م، عممت هذه الخطة في أكثر من 700 ألف مدرسة في 42 دولة حول العالم.
لقد بدأ الاهتمام الدولي بفكرة المدارس الخضراء في أعقاب قمة الكرة الأرضية المنعقدة في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل في عام 1992م، والتي وضعت ميثاق العمل المعروف باسم جدول أعمال القرن الحادي والعشرين، والذي دعا إلى التعاون في مجال المشروعات الخاصة بالحفاظ على التوازن الضروري بين احتياجات سكان الكرة الأرضية وقدرة الكرة الأرضية على تلبية هذا الاحتياجات، وهو ما يسمى بالتنمية المستدامة.
وأكد أن مجال التطوير المستديم يكمن في نقطة التقاء احتياجات البيئة والاقتصاد والمجتمع, وهي نفس النقطة التي يقف فيها نظام التربية والتعليم. و
قد أدرك المجتمعون أن المطلوب من نظام التربية والتعليم أن يكون قطاعاً رائداً في هذا الاتجاه العالمي لزيادة الوعي البيئي والتنمية المستدامة، وأن من أهم أسس هذه التنمية الإيمان بالعملية التربوية طويلة المدى ودورها في الارتقاء بالوعي البيئي وتنميته، وهو ما دعا صندوق البيئة الأوربي في عام 1995م إلى المطالبة بتعميم خطة المدارس الخضراء في أوربا بأسرها.
وتسعى فكرة المدارس الخضراء إلى تحويل المؤسسات التعليمية إلى ما يشبه المحميات البيئية، بما يجعلها تتوافق مع الكثير من التوصيات التي نصت عليها الاتفاقات الدولية، خصوصاً اتفاق كيوتو الخاص بالحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وإيجاد وازع بيئي في ضمير التلاميذ والعمل على تعميقه وتنميته وتعويدهم على احترام الكوكب الذي يعيشون على سطحه.
وتلتزم المدرسة الخضراء ببرنامج تربوي بيئي، يتضمن خطة متكاملة لزيادة المساحات الخضراء داخل المدرسة وفي محيطها، مع العمل على تحويل القاحل منها إلى واحات خضراء، مملوءة بالزهر والعشب والشجر، مع الالتزام الصارم بمعايير النظافة.
والعمل على استبدال الملاعب المرصوفة بالاسمنت أو الأسفلت، لتزرع بالعشب الأخضر ولتحاط بالأشجار، مع الحرص على تقليص المساحات المخصصة لمواقف السيارات.
كذلك، فإن على المدارس الخضراء أن تهتم بتشجيع الطلاب على استخدام الدراجات الهوائية كبديل للسيارات، أو الوصول إلى المدارس مشياً على الأقدام، وخاصة بالنسبة لمن يقطنون بالقرب من المدارس، مع تخصيص مواقف للدراجات داخل المدارس، على أن تؤمن السلطات المحلية لسائقي الدراجات من الطلاب ممرات آمنة ومحددة بمحاذاة الشوارع الرئيسية.
وتحويل محركات سيارات النقل المخصصة لنقل الطلاب من المازوت إلى الغاز الطبيعي، وفقاً للمواصفات المعمول بها دولياً، والاقتصاد في استهلاك الطاقة المستخدمة في أجهزة التدفئة والتبريد، مع توعية الموظفين والأساتذة بالحد من استعمال سياراتهم الخاصة واستعمال وسائل النقل العمومية والمترو.
والتخفيـف من طباعة الأوراق المستعملة لأغراض إدارية ومدرسية، والحرص على إعادة تصنيعها وتقليص استعمال الأطباق البلاستيكية إلى النصف على الأقل، وتزويد الطلاب وأسرهم بمجموعة من المنشورات والكتيبات التي تتضمن معلومات وتدابير متعلقة بحماية البيئة داخل المؤسسات التربوية وخارجها.
إن الهدف الرئيسي من المدارس الخضراء هو غرس الوعي بالقضايا البيئية لدى التلاميذ والمعلمين وأولياء الأمور وتعويدهم على التعامل معها بجدية في حياتهم، وتقوية الشعور بالمسئولية والانتماء للمجتمع الذي يعيشون فيه، وضرورة حمايته والحفاظ عليه من كل ما يتهدده من مخاطر وفي مقدمتها المخاطر البيئية، وغرس روح المشاركة والعمل الجماعي لدى التلاميذ، وتزويدهم بالمهارات المختلفة التي تمكن كل منهم من التعامل مع مشكلات وقضايا البيئة بإيجابية وبوعي، بما ينعكس بصورة إيجابية على البيئة المحلية والعالمية.
وتكشف الدراسات أن الأطفال لديهم استعداد اكبر بكثير من الشباب وكبار السن لتقبل القيم والمفاهيم البيئية الجديدة وتعديل سلوكياتهم بما يتوافق مع المعايير البيئية، إذا ما تم توعيتهم وتبصيرهم بما ينبغي عليهم القيام به، وتنمية روح المسئولية فيهم وتوظيف حماسهم الطبيعي تجاه قضايا البيئة بما يجعل لهم دوراً رائداً في توجيه وحث باقي فئات المجتمع على المشاركة في حل مشكلات بيئتهم ومجتمعهم.
ولا يقتصر دور المدارس الخضراء على مجرد توعية التلاميذ بقضايا ومشكلات البيئة وسبل التعامل معها، أو تنمية مهاراتهم البيئية، ولكنها بمثابة محاولة لخلق نموذج مصغر لما ينبغي أن يكون عليه المجتمع بأسره.
فعندما يشارك التلميذ في تنظيف مدرسته ويتعلم كيفية التعامل مع المخلفات بأنواعها وزراعة وغرس الأشجار، وسبل ترشيد استهلاك الطاقة وضرورة الاعتماد على الإضاءة الطبيعية وإطفاء الحاسب الآلي في فترات عدم استعماله وغير ذلك، فإن هذا سوف ينعكس على سلوكياته خارج المدرسة، سواء في البيت أو في الشارع، وعندما يكبر، فإنه سيعود أسرته وأبناءه على التعامل الرشيد مع البيئة ومواردها.
وإذا كانت الغالبية العظمي من الدول المتقدمة وعلى رأسها كندا ودول الاتحاد الأوربي قد طبقت بنجاح تجربة المدارس الخضراء في بعض مدارسها وتسعى لتعميم التجربة على سائر المدارس، فإن تطبيق هذه التجربة في الدول النامية التي لم تقطع شوطاً في الالتزام بالمعايير والاشتراطات البيئية الدولية يواجه صعوبات ومشكلات اقتصادية واجتماعية وثقافية عديدة، لكنه في الوقت ذاته يمكن أن يكون خطوة على طريق بناء أجيال جديدة لديها وعي بيئي وشعور بالمسئولية تجاه قضايا ومشكلات البيئية.
وهذا ما أدركته مؤخراً بعض الدول مثل الصين، التي بدأت تطبيق تجربة المدارس الخضراء منذ عام 2000 والآن بها نحو 16 ألف مدرسة خضراء، تشكل نحو 5.2% من إجمالي المدارس بها، وتطمح في زيادة عدد هذه المدارس إلى 76 ألف مدرسة خلال العام القادم.
http://www.startimes.com/?t=5251918
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=609306&goto=newpost)