تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وجهك جميل فلا تؤذيه



الخاتون
10-01-2015, 07:20 PM
قدمت الموجة من الولايات المتحدة الأمريكية واجتاحت أوروبا قبل أن تصل إلى الشرق الأوسط وتغزو جميع بلدان العالم العربي ....
موجة لا تحمل الخير معها إلا في حالات استثنائية ، ضربت عقول الشابات الصغيرات كما سلبت من قبلهن عقول الكبيرات ..

ولأن اللجوء إلى عمليات التجميل بات خطرا على مجتمع الصغيرات ، فقد قرعت جمعيات طبية أمريكية وأوروبية مؤخرا جرس الإنذار معلنة عن مدى الخطورة التي تتعرض لها الفتيات باللجوء إلى الحقن والنفخ وعمليات التجميل الفعلية لتعديل أشكالهن تعديلا قد يفضي أحيانا إلى الموت !

ومؤخرا أيضا ، نشرت إحدى الصحف الفرنسية ، مقالا تحدثت فيه سيدني أوهانا ، نائبة المجلس الوطني لنقابة الأطباء ، عن الخطر الذي يحيق بالصغيرات اللواتي يحاولن الحصول على أشكال تامة لا عوج فيها ولا عيب والتشبه بالممثلات وبطلات المسلسلات الكرتونية

فيصبن بما يطلق عليه متلازمة " ليمبو " التي تبدأ بحقن البوتكس ثم تدفع الفتاة في مستنقع العمليات التجميلية المتلاحقة والمستمرة ، ومع ذلك تظل غير راضية عن نفسها لأنها لم تحصل ولن تحصل على الشكل الذي تحلم به !

وطالبت سيدني أطباء التجميل بضرورة رفض طلب كل فتاة ترغب في إجراء تعديل في شكلها حتى لو كان مجرد نفخ للشفتين !

وبعد كل هذه المعلومات ،أرى أن على كل صبية في عمر الزهور منحها الله الصحة والجمال ألا تنجرف وراء وهم خادع وفكر مضللة قد تجرها إلى ما لا تحمد عقباه ، وعليها أن تقتنع بأن الشكل الذي منحها إياه الله هو أفضل شكل يمكن أن تكون عليه ..


أيتها الصبية وجهك جميل فلا تؤذيه ...

الخاتون
19-01-2015, 03:21 PM
تجميل ولكن ..

طلق صيني زوجته وقدم ضدها شكوى قضائية أمام المحكمة لأنها أنجبت له أطفالا قبيحين لا يشبهونه ولا يشبهونها .

وحدثت القصة في شمال الصين عندما شك جان فينج ، في أبوته لإحدى بناته لشدة دمامتها ، فهو شاب وسيم الملامح وزوجته هي الأخرى جميلة جدا ، ودفعه الشك الثائر في أعماقه إلى إجراء فحص على الحمض النووي للطفلة ، فيثبت الفحص أنها ابنته بالفعل ، وهو ما دفع الزوجة لمصارحته بحقيقة عمليات تجميل كانت قد أجرتها لنفسها قبل الزواج وصرفت عليها مائة ألف دولار لتصبح بالجمال الذي يراها عليه !

لم تكن صدمة الزوج بكذبة الزوجة عليه والتي كانت شديدة الدمامة قبل إجراء العمليات مثل صدمتها بطلاق أيقنت منه أن زوجها لم يأبه بزواجه ولا حتى بمشاعر أولاده ، فهو تزوجها لجمالها وملاحتها فدفعت بنتها البريئة ثمن هذا الزواج للأبد !

مثل هذه القصة وما يحدث في العالم من مآس مشابهة ، يدفعنا للنظر مليا في الكثير من التطورات التي أصبحت مثل المعالجة بالأدوية ، فالبعض منها ملائم للصحة والبعض الآخر تؤذي تأثيراته الجانبية .

وصار الناس يجدون أنفسهم عالقين في مشكلات جديدة ، لم يسبق لهم خوضها ، ولا مبرر لها سوى أنها تأتي من جراء عالم جديد ، وتوابع لمستقبل متغير تحفزه التطورات التكنولوجية وانقلاباتها !

طلاق الزوجة المتجملة ، أضرها نفسيا لأنها أيقنت أن زوجها لم يقترن بها إلا لما رآه فيها من جمال سطحي مصطنع ، فهي لم تفلح في امتلاك عقله أو قلبه بجمالها الداخلي وهو الأهم .

أما الضرر الواقع على العائلة ، فحدث ولا حرج ، ضرر التشتت المحتوم للأطفال الأبرياء وتخلخل ركيزتهم العائلية المستقرة ، وأضرار توابع الحكاية المؤلمة نفسيا ، فالزوجة وأولادها سيتحولون إلى محطات سخرية بل وسيجابهون آلام تعليقات الناس واستهزائهم بمصيبتهم وآثار الإعلام الذي نشر قصتهم لفترة طويلة .

أما الضرر الواقع على الابنة الدميمة ، والتي لم تكن لتشعر بذلك لو أنها ولدت من أم تشبهها ، فهو الأشد والأكبر ، فالحكاية وصمة عار في قلبها وعلى جبينها ، وليس مستبعدا أن تقدم على الانتحار ، في بلاد تشهد الكثير منه !

ومع إختلاف الآراء في هذا الأمر لابد وأن تقف النساء ضد الزوج ، فهو تزوج امرأة لجمالها وتغاضى عن أمومتها واحتضانها لعائلته ، وكان عليه الاقتناع بأنه يمكن لابنته أن تجعل ملامحها وتستر قبحها مستقبلا كما فعلت أمها ، ولابد أن يقف الرجال ضد الزوجة لأنها لم تبادر بالكشف عن الحقيقة للزوج .

فمن حقه تفحص حقيقتها قبل أن يقدم على خطوة الارتباط ، ولكن الحقيقة في الأمر تقع على من تهاونوا في توعية الناس بنتائج عمليات التجميل التي وصلت بجنونها إلى حد تغيير ملامح للتشبه بآخرين ، وعدم توضيح حقيقة التجميل والذي قد يعيد تشكيل ملامح خارجية لكنه لا يتجاوز حدودها ، فلم يتمكن الطب إلى اليوم من التدخل في تغيير الصفات الوراثية ، وهي الحقيقة التي تضعف أواصر ثورة التجميل ، وتؤكد أن التطور العلمي لا يمكنه التغلب على الخلق البشري مهما نجح !

الخاتون
03-03-2015, 03:22 PM
الأشكال الغريبة

الأشكال الغريبة صارت أشكالا مألوفة بالنسبة لي هذه الأيام ، فكل شيء صار بالتعود أمر عادي ، اعترف أنني في فترة من الفترات كنت أصاب بنوع من الغثيان عندما أشاهد تلك الأشكال التي لا تستطيع التعرف على جنسها ولا على أصلها ولا الفصيلة التي تمثلها ، خاصة وأن البعض صار يتفنن في الظهور بأشكال لا تختلف عن فصائل مختلفة من الحيوانات والحشرات التي نشاهدها على قنوات ناشيونال جيوجرافي
.

يجرني هذا إلى نقطة في علم النفس تسمى الإلغاء بالتعود ، أي أن وجود ظاهرة غريبة يمكن أن تصبح عادية بالتعود وتكرارها لنتعود عليها ويصبح الموضوع عاديا جدا ، على سبيل المثال قبل سنوات كان من المستحيل مشاهدة فتاة تدخن الشيشة ، وإن شاهدت إحداهن فمن الطبيعي أن تكون منزوية في سرداب كي لا يراها أو يلمحها أحد ، أما الآن فالموضوع أكثر من طبيعي بل وصل الأمر إلى أن يكون تدخين الشيشة بمباركة من الأهل .

وكان في فترة من الفترات من الصعب جدا أن تصادف شابا دلوعا يتمخطر في الأسواق والمراكز التجارية ، بل كان يحسب ألف حساب لردات فعل الناس في تلك الأماكن العامة ، ثم أصبح الموضوع عاديا جدا في تردد الكثير من الدلوعين مع بعضهم البعض ونكتفي نحن بالنظر أحيانا ، وبنظرات الإعجاب في أحيان أخرى .

أعتقد أن هناك الكثير من الأشياء في حياتنا لا يجب أن تتغير ولو انطبق عليها مبدأ الإلغاء بالتعود .

المبدأ الذي نؤمن به ، والثوابت التي تربينا عليها يجب أن تكون صامدة في وجه رياح التغيير ، نعم هناك رياح تغيير إيجابية يجب أن نسايرها أما رياح التغيير السلبية فيجب ألا تزحزحنا قيد أنملة .