المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب تعلم الطفل بالتأمل ( تأليف معلمة عمانية )



حواليكم
11-01-2015, 09:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الكتاب


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا الطاهر الأمين ، المبعوث رحمة للعالمين ، تحية طيبة وبعد ،،

أعزائي القراء ،، مرحبا بطفولتكم العفوية الكامنة بدواخلكم، وأهلا بعقولكم الناضجة المتألقة وقلوبكم المتشبعة حبا وسلاما واطمئنان. يقال : "لن تدخلوا ملكوت الله إنْ لم تعودوا كالأطفال"
فالطفل بعفويته ، بجماله ، بعالمه المميز ، يأخذك حتما إلى حيث الاطمئنان والراحة والسكينة بروحه الصافية ونفسه البريئة وأحلامه الملهمة التي تشع نورا وبهجة وسعادة.

أيها القارئ الكريم ، بين يديك شذرات فكرية لكتاب فريد من نوعه سيأخذك إلى عوالم الطفل لتفهم نفسيته وتدرك عقله ، وسوف تستكشف أبوابا تدخل من خلالها إلى عالم التأمل الذي سيكون أسلوبا من أساليب التعلم التي يتعلم من خلالها الطفل أنواعا شتى من المعارف والعلوم الحياتية المادية والروحية. إن ظروف ولادة هذا الكتاب الجميل كانت ظروفا صعبة عسرة ومحاطة بالكثير من المآسي والألم ، ولكن نؤمن بيقين أن من رحم المعاناة يولد الإبداع ، وأن "أعظم النجاحات تأتي بعد أقسى الصدمات" كما يقال ، فحينما نتأمل حدوث الزلازل والبراكين مثلا ، تقفز إلى أذهاننا فكرة الألم والتحطم والدمار والانهيار وأن هذه الظواهر الطبيعية ما هي إلا دمار شامل لا يخلف وراءه إلا الحزن والانكسار ، لكننا لا نفقه أبدا الحكمة من حدوثها ، فلو تأملنا جيدا النتائج التي تظهر على المدى البعيد لشكرنا الله سبحانه وتعالى على هذا الدمار - بين قوسين – وما هذا الدمار إلا حلقة مهمة جدا للحياة من جديد ، فالأرض مخلوق من مخلوقات الله وهي تحتاج للتنفيس عما بداخلها وحتى تعيد توازنها وتتخلص من الحرارة المكبوتة بداخلها فلابد وأن تحدث زلزلة ولابد من أن يخرج بركانا لترجع الأمور لطبيعتها ، ومن باطن الأرض تخرج حينها الكنوز الثمينة والمعادن النفيسة ، وكما يقول الشيخ الدكتور عمر عبد الكافي لابد وأن يتم صهر الذهب جيدا للقضاء على المعادن الخبيثة التي قد تكون مختلطة به فيعود صافيا ذهبا خالصا ولا يكون ذلك إلا بعد التعرض للحرارة الشديدة وهذا هو حال المؤمن الحقيقي الذي يحبه الله فيختبره العلي القدير ليعلي من شأنه ويرفع قدره ، لذلك نعود لنقول أن أعظم النجاحات تأتي بعد أقسى الصدمات.

المفكر المبدع الدكتور مصطفى محمود كان يشير دائما إلى مسألة الموت والحياة وأن كل ما حولنا يموت وتدب فيه الحياة من جديد وهو قانون إلهي يسري علينا في كل لحظة ، فالله خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا ، ولا شك اننا لنحيا حياة جديدة فلابد وأننا نحتاج للموت وإن اختلفت معاني الموت في مخيلة كل واحد منا. من خلال حديثي السابق أتمنى أنني قد أدخلتكم إلى عالم التأمل والتفكر عن طريق التحليق في سماء تلك المعاني الضخمة ، أو أنني قد فتحت لكم نافذة سرية أصبحتم تنظرون من خلالها إلى ذلك العالم الخفي الذي تختبئ فيه أرواحكم بخجل وبراءة كبراءة الأطفال تماما ، للاستعداد نفسيا وفكريا وروحيا لولوج هذا العالم المحاط بالكثير من القدسية ،المسور بالغموض والمحاط بالأسرار المثيرة ، و من ثم الجلوس على كرسي التأمل الهزاز و الدخول في سلسلة متصلة من التفكير التأملي الحدسي المريح الذي يحفز خلايا المخ للتفكير بشكل صحي أكثر.

إن الهدف من هذا الكتاب يتمثل في أن يتمكن كل مربي وكل معلم وكل حاضن يحتضن طفلا ،من الدخول بنفسه أولا إلى عالم التأمل المريح ومن ثم يصعد بروحه لأعلى درجات الارتياح النفسي والصفاء الذهني والسعادة الروحية من خلال تأمل تفاصيل دقيقة ومثيرة في هذا الكون قد لا يلقي لها بالا وقد تمر عليه وكأن عيناه لم تبصرها بجمالها وروعتها ، ومن ثم يتعلم استراتيجيات وتقنيات تمكنه من نقل هذا الشعور التأملي للطفل الذي سيتعلم العلم ويتعرف على المعارف عن طريق هذا التأمل ويدخل هو الآخر عالما جميلا حالما يمارس فيه رغباته ويحقق ذاته ويثبت نجاحاته في كل المجالات الإبداعية التي تتوق لها نفسه ، كل ذلك عن طريق التعلم بالتأمل.

والله الكريم اللطيف اسأل أن ينفع بهذا الكتاب كل من أراد أن يرتقي بروحه ويرقى بفكره ويفكر تفكيرا تأمليا ويعلم أطفاله كيفية الدخول في حالة من الاسترخاء التام ليستمتعوا بما يتعلمونه ، ويرشدهم للوصول إلى المعلومات والحقائق وجمال الأشياء المحيطة بهم عن طريق هذا الشعور الراقي السامي وهو التأمل. ************************************************** ********************************

دعائكم الطيب للكاتبة بأن يرى هذا الكتاب النور قريبا بعون الله الكريم


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=614084&goto=newpost)