تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صناعة مستقبل التعليم



حواليكم
11-01-2015, 10:50 PM
الكثيرون يذهبون للبحث عمّن يقرأ لهم مستقبلهم ويكسر حاجز الجدار ليصف لهم ماذا سيتحقق لاحقا، أمّا من يرغب في صناعة المستقبل، فعليه أن يخطط بصورة سليمة، ويضع استراتيجية تسعى للنجاح، بحيث يستطيع تحقيق أهدافه، خاصة أنّ تلك الصناعة هي التي تُوجد له مكانة بين الكبار، البعض قد لا يعجبه هذا الطموح والحلم الكبير، وهذا من ينطبق عليه رؤية جوليان روتر في نظريته حول التعليم الاجتماعي أنّ هناك فئة من الناس لا تمتلك التعاطي مع العوامل الخارجية وذلك لأنها مرهونة بالحظ وأناس ذوي السلطة، وبالتالي فإنّ نجاحهم مربوط بالآخرين؛ أمّا من يرغب في التحكم في ذاته والاستفادة من مكنونات قدراته فعليه أن يكتشفها ويسعى للتعامل معها والتحكم فيها، هذه الفئة هي التي تسعى نحو الإنجاز وتحقيق النتائج الإيجابيّة في المستقبل، لذا فإنّ التعليم هو الطريق الذي من خلاله نعبر نحو المستقبل، ونستطيع أن نعلم أبناءنا على قراءته، من خلال صنع قوى بشرية من أجل الإبداع والابتكار؛ فالتعليم يُعد الاستثمار الحقيقي لرأس المال البشري الذي يسهم في خلق الأجيال القادرة على التحكم في رسم خريطةً لمكانة هذا الوطن بين الأمم، ومسايرة هذا العالم المتغير والمتسارع في تقدمه وتطوره، حيث إنّ المنظومة التعليمية تتأثر بالمتغيرات التي يشهدها في مختلف المجالات خاصة المعرفية، والتكنولوجية، والتربوية، وحتى لا نظل في ذات المكان والزمان لابد من أن نسعى نحو التغيير من أجل الارتقاء والنهوض بكفاءتنا وقدراتنا، ومن أجل تحقيق الأهداف والغايات الوطنية العليا، والذي يتطلب منا السعي نحو تطوير العائد التربوي والمخرجات التعليمية، وحتى نستطيع صنع ذلك المستقبل فإنه يتوجب الاهتمام بالعناصر المؤثرة في المنظومة التعليمية، ويأتي في مقدمتها المعلم والذي يجب أن يكون مواكباً لتلك المتغيرات، ومحافظاً على كفاءته، لذا فإنه يظل بحاجة إلى النمو المهني المستمر؛ لأنه يقع عليه العبء الأكبر في تحقيق الأهداف التربوية، المتمثلة في تنشئة الطلاب وإكسابهم المعرفة والمهارات والقيم والاتجاهات، ويرتبط نجاح العملية التعليمية بمدى كفاءته وأدائه في الموقف الصفي، ومن هذا المنطلق تم إنشاء المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين الذي يسعى نحو إعداد المعلمين أثناء الخدمة، بهدف تطوير أدائهم، ورفع كفاءتهم، وإكسابهم الخبرات التربوية، والسمات الشخصية، والكفايات المهنية، والمعرفية، والتقنية، التي تؤهلهم لإتقان العمل التربوي، وذلك من أجل تحقيق الجودة الشاملة في العملية التعليمية، وتدريبهم على النظريات الحديثة في التعلم، التي تؤكد على محورية المتعلم في العملية التعليمية، والتي تتطلب العمل الجاد والمخلص والرغبة في التغيير، وهذا ما يؤكده أحد المسؤولين في فريق الإشراف على المركز أنّ من يرغب في تحقيق النجاح عليه أن – يتحدى – كل المعيقات التي تعيق تحقيق طموحاته، أو التي تؤثر في عمله، لذا نسعى لخلق اتجاهات إيجابية، وبناء وتطوير كادر من المعلمين ذوي الكفاءات العالية والقادرين على قيادة دفة التغيير.
ويقوم المركز التخصصي للتدريب من منطلق الاستفادة مما وصل له العلم من أحدث المستجدات التربوية والعلمية؛ فلم يعد نقل المعرفة للمتعلم هي منطلق العملية التربوية، وإنما أصحبت النظرة الحديثة تجاه المتعلم وبنائه الفكري وقدراته العقلية المتنوعة، وكيفية الاستفادة منها في تحقيق التعليم المتكامل، لذا تطلب الأمر تهيئته من أجل بناء المعرفة واستخدامها، وتحقيق التكامل في شخصيته من جميع النواحي العقلية والنفسية والتكنولوجية، في ضوء ميول وحاجات الفرد واهتماماته، وحتى نتمكن من تحقيق تلك الرؤى يتوجب تدريب المعلمين ورفع قدراتهم وكفاءتهم التدريسية من خلال التدريب الفعال.
ويُعد المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين أول مؤسسة تعني بتدريب العاملين في الحقل التربوي أثناء الخدمة وفقاً للمعايير الدولية المعنية بالتدريب، وهي خطوة رائدة في مجال تطوير نظام التعليم، ويعمل المركز بالاعتماد على خبرات وطنية في التدريب، وبالتعاون مع خبراء دوليين متخصصين، ويهدف إلى المساهمة في تطوير العملية التعليمية التعلمية من خلال نشر ثقافة التعلم المهني داخل المدرسة، وإيجاد المجتمعات المدرسية المتعلمة، وذلك من خلال تقديم برامج تدريبية ذات جودة عالية ومستمرة، وتهدف إلى الرقي بفكر المعلم وثقافته، وشخصيته، واكتسابه لمهارات استخدام لأساليب تدريسية أكثر فعالية في الموقف التعليمي، وتزويده بالمستجدات التربوية، ونظريات التعلم الحديثة، وتدريبه على كيفية توظيف تلك النظريات وأساليب التدريس المرتبطة بها، وبما يؤدي على تحسين تعلم الطلبة في فصولهم الدراسية، حيث يتم تدريب المعلمين على ساعات تدريبية لفترات زمنية طويلة تمكنهم من اكتساب خبرات متنوعة، وتطبيقاتها، ويعتمد نجاح المركز في تحقيق أهدافه على مدى دافعية المعلمين، ومقدرتهم على تطوير ذاتهم، ورغبتهم في الوصول إلى الجودة في العطاء.
وبافتتاح المركز تصبح عملية التدريب عملية منظمة ومخططة بصورة هادفة، وموجه لتطوير أداء المعلم، ورفع كفاءته في جميع الجوانب، مما يزيد من طاقات المعلمين الإنتاجية، بما ينعكس إيجاباً على المستوى التحصيلي للطلبة وعلى قدرتهم على التعلم ومواكبة المتغيرات العالمية. خاصة أن الهدف الرئيسي هو إيجاد أفراد قادرين على عمل أشياء جديدة في ضوء المستجدات العالمية بما يخدم أنفسهم ومجتمعهم، والوصول إلى هذه الغاية يحتاج إلى جهد كبير يُبذل من المعلم في الموقف الصفي، أذ عليه أن يتعامل مع المتعلمين بأنّهم يمتلكون قدرات عقلية يجب الاستفادة منها، وإتاحة الفرصة لعقل المتعلم أن يبدع في مواجهة المشكلات الحياتية، وتقديم الحلول الجديدة والمبتكرة. حيث إنّ عملية التعلم الحديثة تقوم على أنّ بناء المعرفة يتم من خلال خبرات المتعلم وقدراته العقليّة على تفسير الأشياء والأحداث، فالمتعلم يستخدم معلوماته ومعارفه في بناء معرفة جديدة، حيث يُعد العقل هو العنصر الرئيسي في بناء المعرفة وتكوينها لدى المتعلم، وإن عملية التعلم قائمة على جهده ونشاطه في وصول المعرفة إلى عقله، فهي تجعل منه العنصر الرئيسي في العملية التعليمية التعلمية.
وفي ضوء هذا التوجه العالمي كانت هناك مداخلة مع أحد الخبراء الدوليين بالمركز التخصصي حول القناعات والاتجاهات، حيث قال: “طالما أنّ هناك قناعات لا ترغب في التخطيط، وتعتقد أنّ قناعاتها صحيحة، إذن لماذا التعليم متأخر..؟”
أنّ قراءة المستقبل تحتاج إلى خبرات وكفاءات وطنية قادرة على التخطيط السليم؛ والذي من خلاله نسعى إلى تحقيق الأهداف والغايات الوطنية، وهي الرسالة التي من أجلها نسعى إلى رفعة مكانة هذا الوطن ومسايرة هذا العالم المتقدم، هذا العالم الذي نشاهده اليوم سوف يتغير وجهه غدا؛ نتيجة السرعة في تطوره وتقدّمه، لكن إن ظلّ حالنا هكذا، قد لا نستطيع يوماً ما أن ندرك تلك التغيرات أو أن تنعرف عليها، وحتى لا نظل في أماكننا وتلك المقاعد ذاتها، كان لابد من السعي نحو صناعة مستقبل التعليم من أجل عُمان الغالية.

منقول للمدرب حميد بن مسلم السعيدي من المركز التخصصي تدريب المهني للمعلمين .


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=614100&goto=newpost)