تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : طفلي الصغير يهوى طائرته اللاسلكية



حواليكم
13-01-2015, 09:40 PM
أقفلت المدارس أبوابها وأصبح طفلي ذو السبعة أعوام
مثقل الخطى متقاعسا عن ابداعه الذي كان يثيرني في شخصيته.
فما عاد يجلس في المساء فوق سطح المنزل حاملا قنديلا وقصة ليقرأها على ضوء القمر وإضاءة القنديل ولا عاد يستلقي على ظهره واضعا كفيه خلف رأسه مبتهجا بالنجوم الساطعة محاولا البحث عن نجمته الغالية على قلبه التي يسلم عليها كل ليلة ويبث لها يومياته وكأنها تسمعه وتحاوره.


طفلي يحب النظر في المصحف ويجلس في حجري وأنا أتلوا آيات القرآن العظيم ثم يقول: أمي اسمعيني وأنا أتلو .. تلاوتي جميلة.


يحب الخط العربي بشغف فيخط كل يوم فقرة من تأليفه البسيط من نثر جميل أو بيتين من شعر متواضع رغم صغر سنه لكنه ذو بصيرة وحدة ذكاء ، يفخر جدا بما تجود به قريحته ويطلعني على انجازاته.


كان يسرد لي قبل نومه قصصا مثيرة حول علي بابا وهو يدخل كل يوم مغارة جديدة ليقلب الكنوز فيها.


طفلي الصغير يعشق الطائرات اللاسلكية ويحب استكشاف أشكالا مختلفة لهذه الطائرات، هو يمتلك واحدة جميلة وعزيزة على قلبه جدا ، أخذها لتطير ذات مرة فارتطمت بحائط البيت وانكسر أحد جناحيها فأخذ يبكي وبدأ الاحباط يدب في نفسه واليأس يسيطر عليه والحزن تمكن من قلبه لأن طائرته المحبوبة قد أصيبت وما عادت قادرة على الطيران كما كانت في السابق.

فأصبح منكمشا على نفسه مبتعدا عن العالم منزويا غير قادر على تقبل الحياة لأنه يخاف من فقدان شيء يعتبره مصدر إلهامه.

لكنني سرعان ما تداركت الموقف ، فأخذت أربت على كتفيه وامسح على وجهه البريء وابتسم له ابتسامة التشجيع والمساندة لأعيده مرة أخرى إلى وضعه الطبيعي ، أخذت أعيد فتح دفاتره وأشير إلى إنجازاته وهواياته وأذكره بأن مبدع ومميز وأن الانكسار لا يعني انتهاء الحياة والألم لا يعني بلوغ النهاية، علمته أن العثرات لابد وأن تحدث والناجح هو من يقوم من تلك العثرة من جديد لينهض أقوى وأكثر جرأة على تحدي الصعاب.


فعاد صغيري لممارسة هواياته .. وأطلق العنان لإبداعاته وفجر ما بداخله من طاقة ومن ثم عاد مرة أخرى لطائرته وأصلحها ثم طيرها لتحلق عاليا وجعل أحلامه وأمنياته تحلق معها عاليا لتبلغ عنان السماء ثم تعود إليه من جديد واقعا ملموسا.


سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ينصح بأن نعلم أبنائنا السباحة والرماية وركوب الخيل ، فتلك هوايات راقية تنمي عقل الطفل وجسمه وتدربه على أن يكون نبيلا ماهرا ويحيا حياة ملؤها المغامرة وحب الاستطلاع والاستفادة.

ومن هنا هذه دعوة لطلاب المدارس وأولياء أمورهم بضرورة استغلال وقت العطلة في المفيد وممارسة الهوايات التي يحبها الأبناء فنرشدهم لما يحبونه حتى لا يشعر الأبناء بالملل ويستمتعون بهواياتهم في قالب مفيد، بعيدا قليلا عن التكنولوجيا ليقتربوا أكثر من الطبيعة والصحاري والجبال فيمارسوا الهوايات المتعددة والتي تبني فيهم الشخصية الراقية المميزة.




*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=614333&goto=newpost)