مشاهدة النسخة كاملة : ظلم أشد من القتل
الخاتون
16-01-2015, 10:49 AM
حين تُظلم المرأة ممن حولها تظلم بالتالي كل من حولها !
بدأت حكايتها بتلك العبارة ، قبل أن تسرد ما حدث عند انكشاف أمر تورط زوجها وابن عمتها في علاقة مع أخرى !
همست لي بأنها علمت بالأمر من بدايته لكنها فضلت التروي والصمت في محاولة هادئة لاستعادته .
لم تتوقع أن يدري أشقاؤها بالموضوع ، ليجن جنونهم ويفضحوه في ثورة غضبهم مما دفعه للإسراع بإعلان زواجه منها !
كان أول ما فعله شقيقها ، أن اقتحم البيت مثل مخبول طالبا منها لم أمتعتها وأولادها الثلاثة والرحيل الفوري عن منزل ذلك الخائن ، فقد أهان زوجها كرامة شقيقته مما يعني إهانة العائلة بأكملها !
رحلت من بيتها بانفصال غريب ومؤلم عن كل شيء ، سارت وراءه مثل فراشة قبض عليها وحبست في زجاجة أحكم شقيقها الثائر اغلاقها فكانت ترى ما يحدث حولها لكنها غير قادرة على التنفس أو التحليق خارج الزجاجة !
وهناك في بيت عائلتها لم تعد تسمع سوى أصوات توغر صدرها عليه ، وتأنيبات لأنها لم تطلب الطلاق ، ومطالبات أن يتم تخييره بين تطليق الثانية أو تطليقها هي !
نقلوا إليه رأيهم على أنه رأيها الذي لم يسألها عنه أحد ، فلم يكن أمام الزوج سوى خيار تطليقها هي ، فهو في موقف تحد ويرفض مبدأ الاجبار ، بل وترفض عائلته هو الآخر موقف مواجهة امرأة حتى لو كانت ابنة عمته وأم أولاده !
رفعت عيناها المملوءتان بالقهر قائلة : لم أكن أبغي الطلاق ، ولم يترك لي أحد المجال لأقول ذلك ، فكل ما يدور حولي جعلني في شبه غيبوبة ، حرمتني من حقي في التعبير والتصريح والتساؤل والمواجهة فانتقمت من أولادي بضربهم وتعذيبهم بدون مبرر !
مر على ذلك الموقف عشرون عاما ، عانت فيها ما عانت ، وصارعت الحياة كي تتمكن من الوقوف في مواجهة مأساة انفصالها الاجباري عن زوجها واضطرارها إلى تشتيت أسرتها الصغيرة ووضع أطفالها تحت رحمة أشقائها .
لم يعاملها أحد باحترام كما ظنت في بداية الأمر ، ولم يعطف أي منهم على أولادها ، بل كانوا يشتمونهم وينعتونهم بأولاد الخائن ، وجارتهم هي في الأمر حتى كبروا منكسرين ، منطوين أسفل جبروت مأساة لم يكن لهم ذنب فيها ، فتحولت مع الأيام إلى عقد نفسية بدأت تظهر في نتائج الدراسة وتصرفاتهم .
قالت إنها عجزت عن فتح فمها كي تقول إنها لا تريد أن تحمل لقب مطلقة وأن تثقل صدور أبنائها بوزر التشرد واللجوء في بيوت الآخرين ، لكن ما حدث كان لعبة تحد ظالمة ، حولتها إلى ضحية وسحقت فرحتها إلى الأبد !
التقت طليقها بعد كل تلك الأعوام العصيبة ، أمام بوابة المستشفى الذي يستوطنه ولدهما الأكبر بسبب معاناته من انهيارات عصيبة متكررة أجبرته على قضاء نصف حياته فيها ، وكانت نظراته إليها تحمل حوار عتاب طويل ، ونظراتها إليه تحمل عذابات
ظلم وقع عليها فأوقعته على من حولها لكنها لم تجرؤ على أن تنبس ببنت شفة ، فهو يقف قبالتها مثل أي غريب لم تلتق به من قبل !
الخاتون
26-01-2015, 09:39 PM
الرجال لا يعرفون " الفوشيا "
لم يستجب لأي من محاولاتها اقناعه بالارتباط على الرغم من اعترافها المتكرر بحبها له ، ومع كل ما قدمته له من تسهيلات وتنازلات لثقتها بأن الحياة مشاركة وأن الحب الصادق يتغاضى عن الكثير من سلبيات التقاليد العتيقة ، ظل يراوغها متهربا من كل ما يقيد حريته .
حاول تبرير تردده بأكثر من سبب ، فمرة لا يملك ما يساعده على الارتباط ، ومرات هو غير مستعد نفسيا والأكثر أنه غير موجود ومختف عن مدارها ، فأصبح الصمت سيد الموقف بينهما .
لم يكن هناك سبب معقول يبرر لها تهربه من الارتباط سوى أنه لا يحبها وربما كانت له علاقات نسائية متعددة ، فقررت المضي في حياتها حتى قرأت عن الرجال الذين لا يرون الألوان نفسها التي تراها بل ولا يعترفون بمزج الألوان لاستخراج ألوان جديدة مثل التركواز والفوشيا ، لأنهم لا يبالون بذلك ولا يهتمون إلا بما يعرفونه وما تعودوا عليه .
فهمت أن الطبيعة الذكورية ، تجعل الرجل لا يبحث ولا يكتشف ولا يذهب إلا وراء ما يعرفه لأنه غير مستعد لتحليل أو استكشاف جديد في فطرته نحو المرأة ، لذا ، فرجلها لم يقدم على الارتباط بها لأنه يبحث عن المرأة الجيدة التي علمه المجتمع الفرق بينها وبين المرأة السيئة أو الأخرى المتطلبة !
كان عليها أولا تفسير الفرق بين " المرأة الجيدة " و " المرأة السيئة والمرأة المتطلبة " ، لتدرك أن المرأة " الجيدة " تعني امرأة تمنحه الحب والثقة الكاملين وتدرك أنه قائد العلاقة بينهما والمبادرة في كل ما يقربه منها ويسعدها ، و " السيئة " هي عكس الجيدة تماما بينما " المتطلبة " تلك التي بحاجة دائمة إلى وجوده بقربها لكي يسعدها لأنها لا تستطيع اسعاد نفسها بنفسها ولا اسعاده بسعادتها .
ثم فهمت أنها وضعت نفسها بين خانتي " المتطلبة " و " السيئة " أي فقدت صفة " الجيدة " وهي الصفة التي يبحث عنها كل رجل في المرأة التي يريد مشاركتها حياته .
فبدأت تبحث عن حل للخروج من هامش " متطلبة " إلى موقع " جيدة " ، بهدف التخلص من علاقة عابرة ولكي تصبح شريكة حياة مستقرة .
وعلمت أنه عليها البدء بأهم تصرف يخرجها من نطاق السيئة ألا وهو تسليمه زمام القيادة ، لأن الرجل خلق مفطورا على أن يكون بادئا وقائدا في علاقته مع المرأة ويرفض محاولتها السيطرة عليه وهو السبب الذي دمر آلاف العلاقات وقضى على الكثير منها .
أصبح المفتاح السحري بين يديها ، وصار عليها أن تدرب نفسها على ترك قيادة حياتهما له من دون السماح له بالسيطرة عليها أو إلغاء شخصيتها أو اهانتها أو اضطهادها ، وهو ما يعني وصوله إلى درجة القناعة الكاملة بأنه من يريدها وبأن فكرة الارتباط هي فكرته ومبادرته ، بينما هي تتمتع بكونها المرأة الجيدة التي يطلب منها استكمال بقية حياته برفقتها .
تركت له أمر التقرب منها ، والتفكير في الوسائل المتاحة لاسعادها بقربه وبحبه ، والتخطيط لأهداف حياتهما معا ، بينما التفتت إلى حياتها وانشغلت تماما بنفسها وبهدوئها وراحتها النفسية ، ليفاجئها ذات صباح بباقة ورد ، تحمل بطاقة وردية مكتوب عليها بخط يده : هل تتزوجيني ؟
الخاتون
04-02-2015, 11:02 PM
عام جديد .. وأمنيات مختلفة ؟
( إنها رسالة وصلتني في بداية العام لتذكرني بمعنى الحياة وكيف أجد السعادة في كل ما أفعله لنفسي وللآخرين من حولي ) .
عام سعيد أتمناه لك ..
إنني أكتب لأجلك رسالة خاصة بمناسبة عام جديد أتمنى أن يكون عاما مليئا بالخير والمحبة وقادرا على إبراز الأنثى في أعماقك أكثر .
لقد أدركت من خلال دراسات مكثفة أن المرأة تشعر بالوحدة والاحباط بشكل متواصل لأنها تتخذ قرارات يمليها عليها شعورها بالخوف من كل شيء ، وهي قرارات نابعة من عقلها ولا يد لمشاعرها فيها !
لقد قيل لنا دائما أن العقل هو الحكمة وأن القلب يجرنا للكوارث ، لكن الواقع عزيزتي أن القرارات التي يتخذها " العقل " كلها قرارات تتطلع نحو حياة نمطية كالتي عاشها السابقون لذا فهي تعبر عن الخوف من ارتكاب أشياء قد تجبرنا على كسر تلك النمطية !
عن الطريقة الوحيدة للعيش بلا ندم والطريقة الوحيدة لمعرفة أننا نقوم بالخيارات الصائبة ، هي أن نصدق مع أنفسنا فلا نعيش الحياة التي يتوقعها منا أحد أو ننسج أثواب النمطية التي سبق لغيرنا ارتداؤها .
قد يكون هذا الأمر شاقا وصعب التنفيذ ، لكنه يستحق التفكير والمحاولة فعلى الرغم من كل ما تفعلينه وتحققينه وتعتقدين بأنك قد أنجزته ، لا يزال هناك ما ينقصك ومازلت خائفة من شيء ما !
إنك تملكين المال وتعيشين حياة سعيدة مع أسرة وأطفال وتستمتعين بارتداء الثياب الرائعة وتنطلقين في إجازات لقضاء عطلات ممتعة تثيرك في أوقات معينة ، لكنها في وقت ما ، ليست سوى حفنة من الأوهام التي لا تحقق لك السعادة بل تزيد من مخاوفك لأنك تخشين دائما فقدانها ذات يوم وهو ما سيحدث بالفعل .
كل ما نحصل عليه آيل للزوال ، حتى أجسادنا التي نفخر بشبابها وقدراتها سوف تكبر وتشيخ ولن يتبقى لنا في هذا العالم سوى أمر واحد ، قد لا ندركه ، لكنه الحقيقة الوحيدة التي منحنا إياها الله ، ووضعها في قلوبنا ومشاعرنا ألا وهي : الحب !
لذا قررت هذا العام أن أكتب لك رسالتي بأمنية صغيرة ، أن تقودك مشاعرك إلى الحياة وألا تتركي العنان لعقلك كي يدفعك للقيام بقرارات خاطئة تجرك إلى دائرة خسارات متلاحقة .
امنحي نفسك هدية معرفة معنى الحب وتحسس حقيقته وادراك أنه كل ما نملك وأنه لا شيء آخر يبقى لنا أو معنا مهما حاولنا التشبث به .
قد تحققين الكثير وربما أكثر من غيرك ، لكنك لن تملكي سوى مشاعرك فهناك دائما شيء لا تدركينه وشيء ينقصك مهما اعتقدت بأن حياتك تتكامل يوما بعد يوم ، وهذا النقص يزيد من توترك ويضعك بين براثن شعور مؤلم بتشنج في أمعائك وثقل يرهق كتفيك ، لكنه يوهمك بأنه سيفارقك ذات يوم إن منحت نفسك المزيد من تلك الأشياء التي يظنها البعض حصنا منيعا من الكآبة والاحباط !
ابحثي عن نفسك الحقيقية من خلال مشاعرك ، وكوني واثقة بأنك ستصبحين أقوى حين تحبين نفسك ومن حولك ، وتقدمين مشاعرك على كل الأفكار التي يغريك عقلك بها ، وتضعي مرتبة الحب فوق أعلى قائمة أولوياتك لتعرفي معنى السعادة والراحة في العام الجديد !
الخاتون
21-02-2015, 03:39 PM
حرية " الاكتئاب " التي لا نملكها
سمعت عبارة من أم لسبعة من البنين والبنات ألقيت لها كل سمعي وانتباهي وأخذت حيزا من تفكيري فيما بعد ، والعبارة تقول :
" لا أملك ولا أستطيع أن أكتئب لأن اكتئابي يؤثر كثيرا على أبنائي . إنهم يكتئبون معي ، وكم يصعب عليّ ذلك " .
لقد كانت جملتها تلك نوعا من إشارة يدٍ مرفوعة لمنع أن يُسرب إليها أحد فائض كآبة الآخرين وعدوانيتهم وقسوتهم ، أو كأن الكلمات كانت إشارة مرور باللون الأحمر كي تتوقف اجباريا سيول تفجيرات مزمعة من كلمات السوء التي تمزق القلب وتترك العقل حبيسا لأسئلة لا إجابة لها .
هذه الأسئلة هي التي تستدعي الكآبة ، فالكآبة هي الأسئلة التي لا نسنطيع الإجابة عليها أو لا نريد أن نصدق حقيقة الإجابة لأنها خارج نطاق تصورنا عن " الأقرب " إلينا ، فمن الذي يؤلمنا أو يستطيع إيلامنا غير " القريب " و " العزيز " .
نملك ، كأمهات أن " نقتل " أنفسنا من فرط الإجهاد والإرهاق وأن نلقي بأنفسنا على هيئة أجساد لا حراك لها ولا حياة في أول كل مساء ، نملك حرية عمل أشياء كثيرة نتضرر منها في النهاية ، إلا الاكتئاب ، فهو بالفعل إثم داخلي كبير في اللاوعي والعقل الباطن لكل أم تحذر الانجرار إليه .
لأن الأم وظيفة نفسية وليست بيولوجية لأولادها ، فهي تتقي الأحزان والآلام وبئرها الكبيرة التي لو وقعت فيها فستأخذ في يدها أبناءها معها .
تعب الأم النفسي هو تاريخ كآبة قادم للأبناء يكتبه هذا التعب إذا ما استمر زمنا في حياتهم .
لهذا نخيط هشاشتنا هذه بدائرة من حديد القوة وسياجها ضد ألم خارج وقسوة التجربة فيه ، ولهذا كذلك نتقن تدوير طاقة حياة ومشاعر ايجابية ونرسم ابتسامة تنفي عن الأبناء احتمال القلق .
الخاتون
01-03-2015, 03:01 PM
الشرف ... !
خلال بحثي في الشبكة العنكبوتية عن تعريف واضح ومفسر جيد لمعنى " الشرف " ، الذي التصق بنكبة النساء ، حين باتت أقسى جرائم ترتكب بحق الإنسان ، وضد حقوقه وإنسانيته تغلف بوسم " شرف " على الرغم من أن من يرتكبون هذه الجرائم قد أخلوا بـ " الشرف "
نفسه وأنزلوه من عليائه بوحشية ، صادفتني صفحة في إحدى المنتديات المتداولة بين الشباب وتبدأ بالحوار الثلاثي بين المال والعلم والشرف حيث يقول المال : إن سحري على الناس عظيم وبريقي يجذب الصغير والكبير ، بي تفرج الأزمات وفي غيابي تحل التعاسة والنكبات وتجدوني في ذلك القصر العظيم !
ويردد العلم : أنا أتعامل مع العقول ، وأعالج الأمور بالحكمة والمنطق والقوانين لا بالدرهم والدينار وأنا في صراع مستمر من أجل الإنسان ضد الجهل والفقر والمرض وأنا في الجامعة ومجالس الحكماء ، أما الشرف فقد ختم الحوار بقوله : ثمني غال ولا أباع وأشترى ، من حرِص عليّ شرفته ، ومن فرط فيّ حطمته وأذللته ، وإن ذهبت فلن أعود !
ومن منا لم يسمع هذا الحوار في شبابه ويتطرق إليه في كهولته ، فهو استهلال دائم على ألسنة الناصحين الذين يجدون فيه رسالة تجمع بين ما يسيطر على الإنسان ويغويه والشرف هو الأهم لأن غيابه الأصعب وبقاءه الفوز العظيم ؟!
وكم منا اعتنق هذه المبادئ ، غير مدرك للمعنى الحقيقي للشرف ، وأسباب فقدانه ، فالحوار لا يوضح كيف يحافظ الإنسان على شرفه ، قبل سعيه للحصول على المال أوحتى العلم ، ويترك الباب مفتوحا أمام التأويل والتفسير مهما كان مغلوطا ، بل ويضعه بين أيدي من يستسهلون التلاعب فيه لأغراض شخصية ؟
لقد دار في المنتدى نقاش صاخب حول الشرف ، الذي تم تحجيمه بداية على أنه " شرف المرأة " ، خالطين بين تفسير " شرف " وهو إسم علم مذكر عربي ، ويعني : المحتد ، المجد ، العلو ، شريف القوم ، لأن العرب قديما كانوا يسمون به الأنثى ، مثل شرف بنت داوود وهي
محدثة وراوية ، وشرف الأشراف وهي حسنية وشرف النساء ، وهو ما حدا بالناس ربما إلى الاعتقاد بأن الشرف مسؤولية المرأة وحدها في الحفاظ عليه وذنب ضياعه – بحسب التفسير الذي تم تفسيره عليه – وهو لا يمت بصلة إلى معناه الأصلي ولا يعني بالمطلق مفهوم الشرف الذي يحمل كل الخصال الحسنة ، ويقع على الجنسين من ذكور وإناث بالمفهوم والقيم نفسها وذات النتائج إن فقد أو تم الحفاظ عليه !
إن عدم الوعي بمعنى " الشرف " ومفهومه الصحيح ، قد أطلق حرية تفسيره لمن يشاء ويرغب والعبث بمعانيه السامية ، جانيا على المبادئ والأخلاق والأصالة والمعايير الإنسانية والاجتماعية المؤثرة في المجتمع ككل ، فالشرف الذي يجب أن يمنع صاحبه من الدناءة ، قد
أصبح مفهوما يقوده للجريمة ، لاغيا كل شرف يمس الأخلاق والكرامة ، مثل شرف الوطن في احترامه وصون كرامته ، وساحة الشرف في الدماغ عن الوطن وشرف المرأة أي عفتها وحصانتها وشرف المهنة وشرف النفس وكلمة شرف ومرتبة الشرف ووسام شرف والشرفان وهما شرف الأدب وشرف النسب !
الخاتون
17-03-2015, 03:10 PM
فيروس السلبية
من المتعارف عليه أن الرجل سلاح خطر على حياة المرأة ونفسيتها بسبب تأثيره الأقوى في أي علاقة بينه وبين امرأة ، ولم تحاول الأذهان التفكير في الطريقة الإيجابية التي تخص هذه العلاقة ، وكون وجود الرجل في حياة المرأة ، يزيد من استمتاعها بنفسها ومن اقبالها على الحياة من منطلق قدرة هذه الشراكة الطبيعية المتناسبة مع احتياجات كل منهما على الاسعاد .
وقد يغيب عن البال أن النساء هن السبب في بث هذه الفكرة المغلوطة عن العلاقة مع الرجل ، ويشكلن الخطر الأكبر على بقية النساء وتفوق آرائهن السلبية بمراحل مدى تأثير الرجل الحقيقي عليهن ، إن هذه الآراء التي كونتها معظم النساء عن الرجل بسبب تجربة فاشلة أو معتقدات غير ناضجة عنه وعن العلاقات الإنسانية بشكل عام ، وقدرتها على الشكوى في كل وقت والبوح بما يعج في قلبها في كل مكان ينجح في التغلغل إلى عقول النساء وتدمير كل ما كان يمكن أن يسير على ما يرام بدون ذلك .
وتشكل النميمة والغيبة وسوء الفهم جزءا رئيسيا من حياة المرأة وتصنع بذلك سلاحا فتاكا ، قادرا على تمزيق أي علاقة بسهولة ، بل ولديه القدرة على الفتك بأقصى درجات الود والحب بين المرأة والرجل في حياتها .
ومن السهل بالنظر إلى مجموعة من النساء ملتفات حول مائدة أو فنجان قهوة ، توقع القضية التي تحالفن وتوافقن عليها ، فهن مقتنعات تماما بأن كل الرجال خونة وأنه لا رجل على وجه الأرض يستحق الرحمة والحب أو الوفاء وعليهن اقناع الأخريات بذلك !
ومن الأسهل إدراك مدى قوة هذا الفيروس الساخط ، الذي ينطلق من رأس امرأة واحدة ، عانت ما عانته مع رجل ما ، بغض النظر عمن يكون السبب الرئيسي في خلق هذه المعاناة ، لكنها بنت آراءها ومعتقداتها على ما جرى لها ، وبما أن النساء يمتلكن أقوى وسائل البث والترويج ، فهن قادرات على تلقيح عقول الأخريات بكل ما يملكنه من حقد وغضب على صنف الرجال !
وتكمن الخطورة في أن النساء لا يتوقعن أن تكون إحداهن هي المؤثر السلبي عليهن ، بل يتعاملن مع بعضهن البعض على أنهن صورة واحدة لامرأة واحدة ، وبأن ما يحدث لإمرأة يجب أن يحدث لغيرها ، وهو ما يجعل التأثير أقوى وأشد نفاذا من المتوقع ، بينما الرجال لا يتعاملون مع بعضهم البعض من منطلق الصورة الواحدة ، ولا يشتكون إلا فيما ندر ، وتبقى العلاقة بينه وبين النساء بشكل خاص ، حكايته السرية التي يفضل كتمها وابقائها طي حافظته غير المفتوحة أمام الجميع .
وعلى الرغم من أن النساء ينفين تأثرهن بما قد يحدث لامرأة واحدة ، لكن الحقيقة أن الفيروس الغاضب الذي انطلق من عقل واحدة ، قد أفلح في احتلال جزء خفي من عقول بقية النساء ورقد ساكنا كامنا ، إلى أن تواتيه الفرصة للظهور ، وشن الحرب الضروس التي ستقلب الطاولة على الرجل عاثر الحظ ، لأنه سيساء فهمه مهما فعل ، ولن يرحمه شيء مهما حاول التبرير أو حارب لتوضيح سوء الفهم !
الخاتون
05-04-2015, 02:42 PM
المرأة دواء
كيف تكون المرأة دواء للمرأة ؟
في إحدى محاضرات ستانلي مكورميك ، رئيس قسم الطب النفسي في جامعة ستانفورد ، وهي محاضرة تطرقت إلى علاقة النفس بالجسم وإلى علاقة الضغوط النفسية بالمرض الجسدي ، أكد المحاضر أن أفضل ما يمكن أن يقوم به أي رجل للمحافظة على صحته هو الزواج .
أما بالنسبة إلى المرأة فالأمر مختلف تماما ، إذ حتى تظل المرأة متمتعة بصحة جيدة أن تقيم علاقات مع صديقاتها وأن تصون هذه العلاقات باستمرار .
انفجرت القاعة بالضحك ولكن المحاضر كان في غاية الجدية واستفاض شارحا وجهة نظره بشواهد وإثباتات علمية .
فالنساء يقمن علاقات مختلفة في ما بينهن وينجحن في بناء شبكات دعم تساعدهن على التعاطي مع مصاعب الحياة وضغوطها .
ومن الناحية الفسيولوجية ، هذه الأوقات الممتعة التي تمضيها النساء بينهن تؤدي إلى إنتاج كمية أكبر من السيروتونين في أجسامهن ، والسيروتونين ناقل عصبي يساعد على مقاومة الحزن والاكتئاب ويولد شعورا بالراحة .
فالنساء يفتحن قلوبهن الواحدة للأخرى ويتشاطرن مشاعرهن ، في حين أن علاقات الصداقة بين الرجال تدور أساسا حول أنشطتهم .
ومن النادر أن يجتمع رجلان ليتحدثا عما يشعران به أو عن مسار حياتهما الشخصية ، فمحور أحاديثهما يدور حول العمل ، الرياضة ، السيارات ، السياسة .. نعم .. أما أن يدور حول ما يشعران به ، فهذا نادر للغاية .
في حين أن النساء يفتحن قلوبهن لأخواتهن وأمهاتهن وصديقاتهن ، وعلى ما يبدو إن هذا الأمر مفيد للصحة .
ويشرح مكورميك قائلا : إن تمضية الوقت مع صديقة هو بنفس أهمية ممارسة الرياضة .
فمن المتعارف عليه أن الرياضة مفيدة للصحة في حين أن اللقاء مع الصديقات مضيعة للوقت وعلينا أن نقوم بأمور أكثر فائدة لنا بدلا من ذلك .
لكن الحقيقة العلمية عكس ذلك تماما . فمكورميك يؤكد أن عدم إقامة علاقات شخصية نوعية هو بنفس خطورة التدخين على الصحة .
لهذه الأسباب مجتمعة ، إذا ما وجه زوجك إليك اللوم على تمضية أوقاتا طويلة مع صديقاتك ، قولي له إنك تحافظين بهذه الطريقة على صحتك حتى تتمكني من المحافظة على صحته !
الخاتون
03-05-2015, 02:39 PM
سأعزف على العود
لا أدري لم ذكرتني صورتها المنشورة في الجريدة بجدتي ، أو والدي ، رحمها الله .
إن لهما الأنف المنسدل ذاته والشفتين اللتين انطبقتا وتوارتا في الفم حتى لم يعد لهما أثر منظور .
لكن هذه السيدة تدعى مانويلا ، بينما كان الناس ينادون جدتي بـ " أم فلان " ، نسبة إلى أكبر أبنائها .
عاشت أم فلان 63 عاما ، لم تعرف خلالها بدعة المدرسة ، آنذاك . لكنها رأت أبناءها وبناتها يحملون الكتب والدفاتر ويذهبون ليتعلموا القراءة والكتابة والحساب .
وبعد ذلك ، فرحت بأكبر أحفادها وهو يسافر للدراسة ويعود بالشهادة العالية .
أما مانويلا هيرنانديز ، السيدة المولودة في ولاية أوكساكا المكسيكية ، فقد عمرت أطول من جدتي حتى بلغت عامها المائة .
لماذا ينشرون صورة العجوز في الجريدة ؟ لأنها حصلت على شهادة الدراسة الابتدائية بعد قرن من ولادتها .
وجاء في الخبر أن هذه المرأة درست في طفولتها لسنة واحدة ، ثم تخرجت لتعمل فيما تعمل فيه النساء : الطبخ والخياطة وغسيل الصحون والثياب ، ثم الزواج وتربية الأولاد والبنات .
وهذا يعني أن المرور بالمدرسة كان عابرا وغير ذي فائدة . ففي نهاية المطاف ، كان مصيرها الزواج والبيت .. حالها حال المرحومة جدتي .
غير أن مانويلا لم ترضخ لهذا المصير وظلت الأقلام والدفاتر تراودها .
وعندما كبر آخر الأحفاد وصار جداً بدوره ، تجرأت وقررت العودة إلى تعلم القراءة والكتابة ، حتى حصلت على الشهادة الابتدائية وهي تحتفل ، أو يحتفلون ، ببلوغها مائة عام من عمر مديد .
لا يهم ماذا ستقرأ العجوز . وهي لن تكتب حسبما أظن ، لكن إصرارها يحفزني على أن أطرح التثاؤب وأتخلى عن التذمر التقليدي وابتسم لغد أحقق فيه حلمي وأتعلم العزف على العود .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions Inc. All rights reserved.