تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التعلم النشط



حواليكم
18-01-2015, 01:40 PM
II-مفهوم التعلم النشط:
​برز مفهوم التعلم النشط كمصطلح تربوي في أوائل القرن 20م، وظهرت بوادر تطبيقه بشكل أولي في الثمانينات، وركز عليها المربون بدرجة أكبر خلال التسعينات"من نفس القرن، وأصبح محور اهتمام وأحد الاتجاهات التربوية الحديثة.
​إلا أن فكرة التعلم النشط ليست فكرة جديدة، فهي تعود على الأقل إلى العام 490 ق.م، فقد أدخل سقراط (496-399 ق.م) طريقة جديدة في الحوار، إذ كان يطرح أسئلة على طلابه ويطلب منهم البحث عن حلول، وتشجع طريقته على طرح سلسلة من الأسئلة ليس بحثا عن أجوبة فردية، بل لتشجيع التبصر العميق في المشكلة المطروحة.
​وفي القرن 18م نجد بوادر التعلم المرتكز على الاختيار والتجربة، فقد شدد جون جاك روسو (1712-1778م) على أهمية استخدام الحواس في عملية التعلم عند الأطفال وإعمال العقل والاستنتاج من الوقائع في التربية، ويبرز في هذا المجال أيضا عالم النفس الأمريكي جون ديوي (1859-1952م) الذي أكد على أهمية الخبرة الحياتية ودورها في تحفيز عملية التعلم، حيث يتفاعل المتعلم مع مجتمعه وبيئته كما كان أول من أطلق طريقة المشروع التي تهدف إلى تنمية عدة جوانب تتعلق بشخصية المتعلم كالثقة بالنفس والعمل الجماعي وحل المشاكل، بالإضافة إلى المهارات الذهنية واللغوية.
​كما ساهمت مضامين النظرية المعرفية في بلورة فكرة التعلم النشط، حيث أن أهداف هذه النظرية قد انبثقت من رؤية بياجيه وفيجوتسكي ومعالجة المعلومات وبرونر وأوزبل، لأنها تركز على إعطاء دور أكبر للطالب في توجيه تفكيره وعملياته الذهنية.
فالبنائية تؤكد على أن:
1- المتعلم لا يستقبل المعرفة بشكل سلبي ولكنه يبنيها من خلال نشاطه ومشاركته الفعالة في عمليتي التعليم والتعلم.
2- اكتساب المتعلم للمعرفة الجديدة يعتمد على تعلماته السابقة.
3- يتم التعلم بشكل أفضل عند مواجهة المتعلم لمشكلة أو موقف حقيقي.
4- تعامل المتعلم مع غيره من المتعلمين وتبادله الخبرات معهم يؤدي إلى تعديل ونمو مهاراته.
وبناء عليه تعددت تعريفات مفهوم التعلم النشط تبعا لتعدد المنطلقات المعرفية وخبرات العلماء ولكنها بشكل عام تتفق على طبيعة هذا النمط من التعلم.
ومن بين أهم هذه التعاريف نجد تعريف (سيلبرمان،Silberman 1996) الذي "يرى أنه عندما يكون التعلم نشطا فإن الطلبة يقوون بمعظم العمل، ويستخدمون عقولهم بفعالية، ويدرسون الأفكار جيدا ويعملون على حل المشكلات من جهة وعلى تطبيق ما تعلموه من جهة ثانية، مما يؤدي إلى سرعة الفهم لديهم والاستمتاع فيما يقومون به من أنشطة".
وقدم (بونويل وإيسون، Bonwell & Eison 1991) تعريفا للتعلم النشط على أنه "إتاحة الفرصة للطلبة للمشاركة في بعض الأنشطة التي تشجعهم على التفكير والتطبيق على المعلومات المعروضة للنقاش، بحيث لا يقوم الطلبة بالإصغاء العادي، بل عليهم تطوير مهارات للتعامل مع المفاهيم المختلفة في ميادين المعرفة المتعددة".
ويعرف سعادة وآخرون التعلم النشط بأنه "عبارة عن طريقة تعلم وطريقة تعليم في آن واحد حيث يشارك الطلبة في الأنشطة والتمارين والمشاريع بفعالية كبيرة، من خلال بيئة تعليمية غنية ومتنوعة تسمح لهم بالإصغاء الإيجابي، والحوار البناء والمناقشة الثرية والتفكير الواعي، والتحليل السليم والتأمل العميق لكل ما تتم قراءته أو كتابته أو طرحه من مادة دراسية أو أمور أو قضايا أو آراء بين بعضهم بعضا، مع وجود معلم يشجعهم على تحمل مسؤولية تعليم أنفسهم بأنفسه تحت إشرافه الدقيق، ويدفعهم إلى تحقيق الأهداف الطموحة للمنهج المدرسي، والتي تركز على بناء الشخصية المتكاملة والإبداعية للطالب".
وبناء عليه يتضح أن التعلم النشط هو نمط من أنماط التعلم أهم ما يتميز به أنه يعتمد على:
1- التركيز على مسؤولية الطالب ومبادراته في الحصول على التعلم واكتساب المهارات المختلفة.
2- الاهتمام باستراتيجيات التعلم والتفكير، وتنمية المهارات والاتجاهات.
3- الاهتمام بالنشطة والواجبات والمشاريع التي ترتبط بحياة الطالب وواقعه واحتياجاته واهتماماته.
4- اعتبار المعلم كمسير ووجه.
5- الاهتمام بالتعلم التعاوني.
وبالتالي نجد أن تطبيق التعلم النشط بهذا المعنى يؤدي إلى إحداث تطوير في كثير من جوانب العملية التعليمية التعلمية ومفاهيمها مقارنة بالتعلم التقليدي، يمكن تلخيصها حسب ما يوضحه الجدول التالي:

وجه المقارنة
التعلم التقليدي
التعلم النشط
دور المعلم
هو مصدر المعلومات ينقلها ويلقنها للطلبة
موجه، محفز، مسهل للتعلم.
دور المتعلم
سلبي، متلقي للمعلومات فقط
إيجابي، شارك في العملية التعليمية.
إدارة الفصل
المعلم يتحكم في ضبط وإدارة الفصل.
المتعلم يشارك في تحديد قواعد الضبط وإدارة الفصل.
المحتوى
المعلم يحدد المحتوى
المحتوى يتمحور حول اهتمامات المتعلمين.
الأهداف
غير معلنة
معلنة للمتعلمين ويشاركون في تحقيقها
مصادر التعلم
الكتاب المدرسي، المعلم
مصدر متنوعة ومتعددة (البيئة، المكتبات، الأنترنت...)
التواصل
خطي (في اتجاه واحد)
في جميع الاتجاهات (التغذية الراجعة)
ناتج التعلم
حفظ وتذكر المعلومات
فهم، حل المشكلات، مستويات عليا من التفكير...
الوسائل
تقليدية (غالبا ما تكون مواد مطبوعة)
يتم عمل وسائل تعليمية مرتبطة بالأهداف المتعددة.
التقويم
يقوم المعلم لإصدار حكم النجاح أو الفشل.
يساعد المعلم على اكتشاف نواح القوة والضعف (التقييم الذاتي)
III-أهمية التعلم النشط:
أظهرت البحوث والدراسات أن التعلم النشط هو أسلوب تعلم فعال إذا قورن التعلم النشط بالتعلم الذي يعتمد أسلوب الإلقاء (التعلم التقليدي)، و ذلك على أكثر من جانب، مما يزيد من أهميته بالنسبة لطلبة المدارس والجامعات وحتى معلميهم.
ويحدد جودت أحمد سعادة وآخرون أهمية التعلم النشط في الجوانب التالية:
1-أن التعلم النشط يساعد في مواجهو مشكلة الفروق الفردية بين المتعلمين في القسم الواحد من حيث القدرات والاهتمامات والآراء والمعتقدات، وأساليب التعلم بحد ذاتها.
​فالتعلم النشط يسمح للطالب ببناء معرفته انطلاقا من معارفه، كما يوفر له استقلاليته في تسيير نشاطه وبالوتيرة التي تناسبه وتتلاءم مع أسلوبه في التعلم، باعتبار أن المتعلمين يختلفون في أساليبهم المفضلة للتعلم، وهو ما أشارت إليه بحوث كثير من العلماء في هذا الإطار منه (كولبKolb ) مثلا.
​وعليه، فالأفراد المختلفين يتعلمون أيضا بطرق مختلفة، وإذا أردنا أن نقوم بتدريس أكبر عدد ممكن من الطلبة، فإنه لابد من استخدام طرق واستراتيجيات تعليمية و تعلمية مختلفة، وهذا ما يوفره التعلم النشط.
2-أن التعلم النشط يتيح مجالا واسعا لمشاركة وانخراط المتعلم في عملية التعلم والتعليم، وهذا ما يتيح حدوث تعلم أعمق، حيث تشير الكثير من الدراسات في هذا الإطار بأن المتعلم لا يتعلم فقط عن طريق الإصغاء والتلقي، الحفظ والتكرار، حيث يجعله ذلك لا يتعدى مرحلة التذكر، بينما تشجيع الطلبة على المشاركة في الأنشطة يؤدي بهم إلى المناقشة وطرح الأسئلة، وبالتالي يجعلهم ذلك لا يحتفظون بشكل أفضل بالمعلومات، بل وتساعدهم كذلك على تنمية قدرات التفكير لديهم، فالهدف من التعلم النشط يتمثل أساسا في إثارة عادات التفكير لدى الطلبة كي يفكروا كيف يتعلمون وماذا يتعلمون، مع زيادة مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم لتعليم أنفسهم بأنفسهم.
3-أن التعلم النشط يشجع على التعلم العميق، والذي يتيح للطالب التعامل مع الكم اللامحدود من العارف الذي يميز هذا العصر، حيث يصف (بيجز) أسلوب التعلم العميق بالتعلم الجيد، وذلك لأن هدف ذوي الأسلوب العميق في التعلم هو الدراسة لأجل الدراسة، وليس لأجل الامتحان أو تجنب الفشل، وهي غاية في حد ذاتها وليست وسيلة، فيتوجهون نحوها دون الحاجة إلى وجود تعزيز خارجي، فيندمجون فيها تلقائيا وباستمتاع دون انتظار المكافأة أو التأييد من الآخرين، معتمدين على جهدهم الشخصي في الحصول على المعلومات بصورة مستقلة، والتعامل معها بنظرة شمولية، وهذا ما يتيحه التعلم النشط، وبالتالي تكون لديهم القدرة على التحليل والتركيب والملاحظة والتجريب وصولا إلى الاستنتاج، وهذا ما يتيح لهم القدرة على حل المشكلات المتنوعة، من خلال تحديدها وتشخيصها والبحث عن حلول لها والمقارنة بين هذه الحلول واختيار الحل الأنسب، ووضعه موضع التطبيق.
4-إن الأنشطة الكثيرة التي يعتمد عليها التعلم النشط تقلل من الأنشطة التعليمية السلبية، مثل الإصغاء السلبي...إلخ، وهذا بحد ذاته يزيد من دوافع الطلبة نحو التعلم، ويجعل عملية التعلم محببة ومشوقة بالنسبة لهم، وبالتالي تجنب المظاهر السلبية كالملل والتبرم من العمل المدرسي، وما يستتبعها من مشكلات، كالغياب والهروب من الدراسة التسرب الدراسي.
و هذا مهم كذلك بالنسبة للمعلم أيضا، إذ يجد في العمل متعة، ويسهل عليه في إطار العلم النشط مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
IV-أهم أساليب التعلم النشط وتطبيقاتها في الجامعة:
​لقد أصبح من البديهيات في مجال التربية أنه لا يوجد أسلوب تعليم وتعلم واحد يمكن من خلاله تحقيق جميع الأهداف التربوية، و يلائم ما بين المتعلمين من فروق فردية، لذلك يعد التنوع في الأساليب أحد أهم خصائص التعلم النشط، مع التأكيد على دور المتعلم الفعال فيها، وتحقيق استقلاليته وتفاعله مع الآخرين، وعلى دور المعلم في إتاحة الفرص المناسبة لهم لاكتساب مهارات ومعارف جديدة.
​ويتطلب تطبيق أساليب التعلم النشط التحضير الدقيق والترتيبات المناسبة لتحقيق الغاية المنشودة من كل أسلوب، بما يتناسب مع الهدف والموقف والمتعلمين...وغيرها من المعطيات.
​وبشكل عام، وعلى ضوء أهداف التعلم النشط والمبادئ التي يستند عليها، طور الباحثون العديد من الأساليب التي يطبق بها التعلم النشط، وفقا لعدة معايير : كالمادة والمرحلة الدراسية، الأهداف المسطرة...إلخ، ومن أهم هذه الأساليب: المحاضرة المعدلة، أسلوب المناقشة، أسلوب لعب الدور، أسلوب العصف الذهني، أسلوب حل المشكلات، أسلوب التعلم التعاوني...

1-أسلوب المحاضرة المعدلة:
​أشار (بارجينير Bargainnier 1996) أن طريقة المحاضرة كانت تمثل تقنية التعليم الأساسية على مدى التاريخ، ولاسيما بالنسبة للتعليم الجامعي، إلا أنها لا تسمح بالانتقال من مستوى التذكر إلى مستوى التحليل والتركيب والتقويم للمعلومات التي تم تقديمها.
​لذلك فإنه في المواقف التي تتطلب توصيل المعلومات والمفاهيم للطلبة يمكن الاعتماد على المحاضرة، ولكن بإدخال تعديلات تسمح بتنشيطها وزيادة فعاليتها، ومن ذلك مثلا: فسح المجال لطرح عدد من الأسئلة ومناقشتها مع الطلبة، وكذلك التوقف لعدد من الدقائق خلال فترات من المحاضرة لتتاح الفرصة للطلبة لتدوين ملاحظاتهم، وصياغة أسئلة مناسبة حول المادة التعليمية المطروحة، ويمكن أيضا فسح المجال للطلبة للعمل في أزواج لمناقشة أو تنظيم نقاط رئيسية في الموضوع...وغيرها من التقنيات التي تزيد من فرص مشاركة الطلبة في مجريات المحاضرة بفعالية.
2- أسلوب المناقشة:
​هو أحد أساليب التعلم النشط الهامة بالنسبة للمتعلم والعلم والعملية التعليمية و التعلمية في وقت واحد، يقوم على أساس توفير المجال للتفاعل اللفظي بين الطلبة أنفسهم، أو بين المعلم وأحد الطلبة أو جميعهم، ويتم بعدة تقنيات.


3-أسلوب لعب الدور:
يعتمد أسلوب لعب الدور على محاكاة موقف واقعي يتقمص فيه كل متعلم من المشاركين في النشاط أحد الأدوار بشكل تمثيلي، ويتفاعل مع الآخرين في حدود علاقة دوره بأدوارهم.
4- أسلوب العصف الذهني:
​هو أسلوب من أساليب التعلم النشط الذي يهدف إلى تنمية التفكير الإبتكاري من خلال توليد أفكار جديدة حول موضوع ما، أو مشكلة من المشكلات، وذلك من خلال استثارة المتعلمين وتفاعلهم انطلاقا من مكتسباتهم السابقة وخلفياتهم العلمية، حيث يعمل كل واحد منه كمدخل لأفكار الآخرين ومنشط له، في وجود المعلم الذي يلعب دور الموجه لمسار التفكير.
5-أسلوب حل المشكلات:
​وهو أسلوب ينطلق من أفكار جون ديوي، الذي دعا إلى أن يكون المنهاج معتمدا على المشكلات ويعرف جون ديوي المشكلة بأنها أي شيء يثير الشك وعدم اليقين.
​وعلى ذلك الأساس، يتيح هذا الأسلوب للمتعلم الفرصة لاستخدام خطوات التفكير العلمي في التعامل مع المشكلات، بدء بتحديدها وجمع وتنظيم المعلومات حولها، واقتراح الحلول (الفرضيات) وتجريبها للوصول إلى النتائج.
6- أسلوب التعلم التعاوني:
​هو موقف تعليمي تعلمي، يعمل فيه المتعلمون في شكل مجوعات في تفاعل إيجابي متبادل، حيث يقوم التعلم التعاوني على مبدأ الأخذ والعطاء وتبادل الخبرات، ويحرص المتعلم في ذلك على تقديم معلومات ذات قيمة يعتبرها أفضل ما عنده، لأن هذا سينعكس على أداء المجموعة التي ينتمي إليها.
وفي ظل هذا التنوع في أساليب التعلم النشط، نجد أن الأمر يجعل الأستاذ في الجامعة مترددا في أي الأساليب يختار ويكون أنسب للوقف التعليمي التعلمي في هذه المرحلة بالذات، والتي يغلب فيها تطبيق أسلوب المحاضرة في شكلها التقليدي.
وفي هذا الإطار، يقترح (فينك Fink) نموذجا للتعلم النشط يمكن أن يكون خلفية نظرية يستند عليها الأستاذ الجامعي لفه وإدراك العملية التعليمية التعلمية بشكل أفضل في المرحلة الجامعية، واستناد أي أسلوب يختاره على هذا المنطلق، :


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=614775&goto=newpost)