المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرح المنسي



الخاتون
21-01-2015, 03:03 PM
الطفل في الخامسة من عمره يضحك ما بين عشرين مرة ومائة مرة في اليوم .
أليس هذا لافتا ؟

وربما كان هذا هو السبب يجعل من صحبة الصغار والقُبلة التي نطبعها على وجنتيهم مصدر فرح لنا نحن الكبار .
فمن المؤكد أن الكبار لا يضحكون بالقدر نفسه ، والأسباب عديدة ومبررة ولكن هل هي كافية ؟

لم أسمع بدراسات حول ضحك الكبار في بلداننا ، ولكن ثمة دراسة حول الضحك في فرنسا تقول إن ضحك الفرنسيين يتضاءل تضاؤلا مقلقا .

ففي العام 1939، كان الفرنسيون يضحكون بمعدل عشرين دقيقة في اليوم ، في العام 1939، انخفض هذا الرقم إلى ست دقائق يوميا ليبلغ أدنى المستويات في العام 2010 ، مع دقيقة واحدة فقط في اليوم .

ولست أدري إن كان الضحك قد اختفى من فرنسا في عامنا هذا .
يربط المحللون تضاؤل الضحك في فرنسا بالأزمة الإقتصادية التي تعانيها البلاد منذ سنوات عديدة ، مع تفشي البطالة وزيادة الأسعار وجمود الرواتب ..

على الرغم من أن فرنسا لم تشهد حربا على أرضها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية .
فماذا نقول نحن الذين لم تهدأ أراضينا ولم تكل الحرب فيها ، متنقلة من بلد إلى بلد ومتفشية بين أوطانها ، منذ الحرب العالمية الثانية ؟

فإذا كان الفرنسيون خائفين على مستويات معيشتهم فنحن نخشى على معيشتنا بحد ذاتها .
وإذا كان الفرنسيون يتحسرون على قدرتهم الشرائية ، فبعضنا لا يملك قدرة شرائية البتة وقد أصبح مهددا بالجوع كأطفال اللاجئين السوريين الذين أعلن برنامج الغذاء العالمي عن إمكانية قطع المساعدات الغذائية عنهم بسبب عدم التمويل .

وهنا يرجعني قول لجبران خليل جبران : " كلما حفر الحزن عميقا في قلبكم ، كان في قلبكم مساحة أكبر للفرح " .
أهو تناقض أم تكامل ؟

للوهلة الأولى يظن بأن هذا القول عار من المنطق وبأنه تناقض لا معنى له .
فكيف بي أرتقي إلى قمة الفرح وأنا غارق في بئر من الأحزان ؟


والحقيقة أنه حين تحرمني الحياة من مصادر الفرح والمتعة التي أعرفها والتي اعتدت على امتلاكها ، يصير قلبي جاهزا لأفرح بالشمس وهي تطلع لتبشرني بأني ما زلت على قيد الحياة ، بحلول الليل والنهار ، بعطر الأزهار ، بموج البحر ، بزرقة السماء ، بابتسامة طفل ورنة ضحكته ، هو الذي لا يزال يعرف كيف يفرح لأبسط الأمور في الحياة في حين أني قد نسيت هذا منذ زمن طويل .