الخاتون
28-01-2015, 03:38 PM
يحدث كثيرا أن يبدأ أحدهم حديثه معك بعبارة " بيني وبينك " ، كأنه بذلك يوحي أنه يكشف لك سرا يرجوك عدم إفشائه ، ولكن ما سيقوله بعد هذه العبارة لا يعدو كونه التبليغ بأمر عادي أو بسيط أو معروف ، كأن يقول لك " بيني وبينك الجو جار في هذا اليوم " أو " بيني وبينك هذا الممثل لا يعجبني " وقس على ذلك الكثير .
إن الرسالة المبلغ عنها والتالية لعبارة " بيني وبينك " في منتهى البساطة والعادية ، لكن الديباجة التي تسبقها والمكونة من هاتين الكلمتين ، تضفي عليها أهمية ما ، هالة ما .
أستاذ علم الإجتماع الراحل فؤاد إسحق خوري ، اهتم مرة بدراسة ما وصفه " فخ القرابة " ، واختار " فن المساومة في السوق " كمثل من أمثلة " فخ القرابة " هذا ، وقد أفرد لذلك حوارا مطولا يدور بين بائع ومشتر .
تاركا لنا ملاحظة العبارات التي تندرج في هذا الإطار من نوع " أهلا بالأخ " ، " يا أخي " ، " والله يا أخي " ، " لا يا حبيبي " ، " ولو يا عم " ، " صدقني والله " ، " المحل محلك " ، " أؤمرنا " ، " خلي على حسابنا " ، " اللهم صل على النبي " ، وهي كلها عبارات تندرج في إطار ما ندعوه بالقيم والقربى والصداقات والمعارف ، بهدف زرع الثقة في النفس ، وافتراض ألا مسافة بين المتحدثين ، أو أن هذه المسافة قصيرة جدا ، رغم أن هدف البائع بيع بضاعته لا مصادقة المشتري .
" بيني وبينك " تندرج هي الأخرى في هذا الإطار ، ويبدو أنها تستخدم في غالب الحالات بشكل عفوي أو غير واع لتعطي المخاطب هذا الشعور بالثقة والقرب ، رغم أن الحديث لا يدور في أكثر المرات عن أمر مهم .
ويحدث أحيانا أن يكون الأمر يتصل بسر لا يريد المتحدث أن يفشيه ، وأنه بقوله لشخص بعينه متمنيا أن ينحصر الأمر بينهما ، وهو في هذا الحال مضطر لأن يضيف كلمة " أرجوك " ، فيقول : " بيني وبينك ، أرجوك " .
الرجاء هنا دلالة الرغبة في أن يبقى الأمر في النطاق الضيق ، فإضافة الرجاء تكسب الأمر جدية ، وتستنفر حواس المتلقي الذي يتوقع سماع أمر في غاية الأهمية .
ولا يستبعد أن هذا الرجاء هدفه الإثارة في بعض الحالات أكثر من الرغبة في حصر الموضوع في نطاق ضيق ، لأنك تفاجأ بأن الخبر الذي ظننت أنه سر ، وأن لا أحد سواك على اطلاع عليه ، هو متداول على نطاق واسع لدى الآخرين ، وأن مصدره هو الشخص نفسه الذي أبلغك به ، ورجاك " بيني وبينك " ولو تحريت الأمر أكثر لوجدت أن هذا الشخص بدأ حديثه مع كل واحد من الذين باتوا يعرفون بالأمر بالعبارة الأثيرة ذاتها : " بيني وبينك " .
لا يحضرني اسم الحكيم الذي نصح الناس مرة بأن يحتفظوا بكل ما كان في وسعهم ذلك بحيز واسع من أسرارهم لأنفسهم ، كأنه يحرضنا على أن نستبدل بعبارة " بيني وبينك " عبارة " بيني وبين نفسي " .
إن الرسالة المبلغ عنها والتالية لعبارة " بيني وبينك " في منتهى البساطة والعادية ، لكن الديباجة التي تسبقها والمكونة من هاتين الكلمتين ، تضفي عليها أهمية ما ، هالة ما .
أستاذ علم الإجتماع الراحل فؤاد إسحق خوري ، اهتم مرة بدراسة ما وصفه " فخ القرابة " ، واختار " فن المساومة في السوق " كمثل من أمثلة " فخ القرابة " هذا ، وقد أفرد لذلك حوارا مطولا يدور بين بائع ومشتر .
تاركا لنا ملاحظة العبارات التي تندرج في هذا الإطار من نوع " أهلا بالأخ " ، " يا أخي " ، " والله يا أخي " ، " لا يا حبيبي " ، " ولو يا عم " ، " صدقني والله " ، " المحل محلك " ، " أؤمرنا " ، " خلي على حسابنا " ، " اللهم صل على النبي " ، وهي كلها عبارات تندرج في إطار ما ندعوه بالقيم والقربى والصداقات والمعارف ، بهدف زرع الثقة في النفس ، وافتراض ألا مسافة بين المتحدثين ، أو أن هذه المسافة قصيرة جدا ، رغم أن هدف البائع بيع بضاعته لا مصادقة المشتري .
" بيني وبينك " تندرج هي الأخرى في هذا الإطار ، ويبدو أنها تستخدم في غالب الحالات بشكل عفوي أو غير واع لتعطي المخاطب هذا الشعور بالثقة والقرب ، رغم أن الحديث لا يدور في أكثر المرات عن أمر مهم .
ويحدث أحيانا أن يكون الأمر يتصل بسر لا يريد المتحدث أن يفشيه ، وأنه بقوله لشخص بعينه متمنيا أن ينحصر الأمر بينهما ، وهو في هذا الحال مضطر لأن يضيف كلمة " أرجوك " ، فيقول : " بيني وبينك ، أرجوك " .
الرجاء هنا دلالة الرغبة في أن يبقى الأمر في النطاق الضيق ، فإضافة الرجاء تكسب الأمر جدية ، وتستنفر حواس المتلقي الذي يتوقع سماع أمر في غاية الأهمية .
ولا يستبعد أن هذا الرجاء هدفه الإثارة في بعض الحالات أكثر من الرغبة في حصر الموضوع في نطاق ضيق ، لأنك تفاجأ بأن الخبر الذي ظننت أنه سر ، وأن لا أحد سواك على اطلاع عليه ، هو متداول على نطاق واسع لدى الآخرين ، وأن مصدره هو الشخص نفسه الذي أبلغك به ، ورجاك " بيني وبينك " ولو تحريت الأمر أكثر لوجدت أن هذا الشخص بدأ حديثه مع كل واحد من الذين باتوا يعرفون بالأمر بالعبارة الأثيرة ذاتها : " بيني وبينك " .
لا يحضرني اسم الحكيم الذي نصح الناس مرة بأن يحتفظوا بكل ما كان في وسعهم ذلك بحيز واسع من أسرارهم لأنفسهم ، كأنه يحرضنا على أن نستبدل بعبارة " بيني وبينك " عبارة " بيني وبين نفسي " .