الخاتون
31-01-2015, 02:39 PM
أصبحت الرسميات هي الحارس الذي يقف على أبوابنا ويمنع بكل حزم وصرامة الرغبات العفوية لدى الكثيرين والكثيرات منا في لقاء من نحب ونشتاق إليه ويحملنا التلهف إلى بابه لنجد هذا الباب مغلقا ، أو أن الخادمة تقف عند فتحة الباب لتقول إن أهل البيت نيام أو أنهم غادروا في مشوار يستغرق وقتا طويلا .
نحن من وظفنا هذا الحارس الذي أعطيناه كل الصلاحيات ليقنن لنا علاقاتنا الاجتماعية ويقيدها ويفرض عليها قيدا من الجمود والخنق الذي يؤدي بها إلى الشكلية وإلى أن تكون مجرد علاقات إسمية .
العلاقات الإجتماعية والقرابية هي " الزيارة " قبل كل شيء . وها نحن نضع " اتيكيت " الزيارة الذي لابد فيه من الاتصال الهاتفي وتحديد وقت الزيارة حيث ستأخذ هذه الزيارة شكلا رسميا يبتعد بها كثيرا عن المعنى والمقصد .
" اتيكيت " الاتصال يحد من الزيارات ويفقدها مضمونها العاطفي ويضع على الشخص الذي نزوره واجبات ضيافة لابد له من الالتزام بها ما دام أن " عنده خبر " بمجيء القادمين إلى داره .
لكن ، لماذا نريد ونُصر حقيقة على الإتصال قبل أن يزورنا أحد ؟ هل لأننا نخشى ألا نكون عند حسن ظن الضيوف بالنسبة لما نقدمه من مشروبات أو مأكولات أم أن المانع الحقيقي هو أننا في حاجة إلى " الاستعداد النفسي " لاستقبال الضيف ؟
البيوت عامرة بما لذ وطاب ، فالخشية ليست من عدم الاستعداد لواجبات الضيافة حيث يمكن توفير وجبات الطعام من المطاعم إن جاء الضيف وقت العشاء ، وإنما المسألة هي أننا في تركيبة نفسية اختلفت كثيرا وضاقت عن استقبال ولقاء الآخر ونحتاج إلى إعلان وإذن مسبق حتى نهيئ أنفسنا لأن نرى الآخرين ونجتمع بهم .
لقد كبرت البيوت كثيرا وكبرت معها المجالس والصالات التي تتزين بأبدع أشكال الديكورات ، وذلك ليجد أصحاب هذه البيوت أنفسهم في زمن اجتماعي مختلف لا يعمر فيه الزوار المجالس ولا تطأ أقدامهم منازل الأهل والأحبة إلا نادرا وذلك بسبب طقوس الرسميات وبسبب انغلاق ذواتنا الاجتماعية حول الدائرة الخاصة بعيدا عن الآخرين .
وماذا يحدث حين نحاول كسر طقوس الرسميات وتجاوز موانع الاتيكيت وفروضه ؟
حدثتني صديقة عن حملها لأطفالها وسياقتها السيارة في رحلة طويلة إلى العاصمة لزيارة شقيقتها وذلك دون اتصال هاتفي مسبق .
تركتها الأخت طويلا في المجلس في الإنتظار ، وحين أطلت عليها كان العتاب التأنيبي : لماذا لم تتصلي من قبل ؟
ترك ذلك أثرا صعبا في نفسها هي التي كانت تريد مفاجأة الأخت بزيارة عفوية غير رسمية .
الرسميات أصبحت ، إذا أقوى من التجاوز .
نحن من وظفنا هذا الحارس الذي أعطيناه كل الصلاحيات ليقنن لنا علاقاتنا الاجتماعية ويقيدها ويفرض عليها قيدا من الجمود والخنق الذي يؤدي بها إلى الشكلية وإلى أن تكون مجرد علاقات إسمية .
العلاقات الإجتماعية والقرابية هي " الزيارة " قبل كل شيء . وها نحن نضع " اتيكيت " الزيارة الذي لابد فيه من الاتصال الهاتفي وتحديد وقت الزيارة حيث ستأخذ هذه الزيارة شكلا رسميا يبتعد بها كثيرا عن المعنى والمقصد .
" اتيكيت " الاتصال يحد من الزيارات ويفقدها مضمونها العاطفي ويضع على الشخص الذي نزوره واجبات ضيافة لابد له من الالتزام بها ما دام أن " عنده خبر " بمجيء القادمين إلى داره .
لكن ، لماذا نريد ونُصر حقيقة على الإتصال قبل أن يزورنا أحد ؟ هل لأننا نخشى ألا نكون عند حسن ظن الضيوف بالنسبة لما نقدمه من مشروبات أو مأكولات أم أن المانع الحقيقي هو أننا في حاجة إلى " الاستعداد النفسي " لاستقبال الضيف ؟
البيوت عامرة بما لذ وطاب ، فالخشية ليست من عدم الاستعداد لواجبات الضيافة حيث يمكن توفير وجبات الطعام من المطاعم إن جاء الضيف وقت العشاء ، وإنما المسألة هي أننا في تركيبة نفسية اختلفت كثيرا وضاقت عن استقبال ولقاء الآخر ونحتاج إلى إعلان وإذن مسبق حتى نهيئ أنفسنا لأن نرى الآخرين ونجتمع بهم .
لقد كبرت البيوت كثيرا وكبرت معها المجالس والصالات التي تتزين بأبدع أشكال الديكورات ، وذلك ليجد أصحاب هذه البيوت أنفسهم في زمن اجتماعي مختلف لا يعمر فيه الزوار المجالس ولا تطأ أقدامهم منازل الأهل والأحبة إلا نادرا وذلك بسبب طقوس الرسميات وبسبب انغلاق ذواتنا الاجتماعية حول الدائرة الخاصة بعيدا عن الآخرين .
وماذا يحدث حين نحاول كسر طقوس الرسميات وتجاوز موانع الاتيكيت وفروضه ؟
حدثتني صديقة عن حملها لأطفالها وسياقتها السيارة في رحلة طويلة إلى العاصمة لزيارة شقيقتها وذلك دون اتصال هاتفي مسبق .
تركتها الأخت طويلا في المجلس في الإنتظار ، وحين أطلت عليها كان العتاب التأنيبي : لماذا لم تتصلي من قبل ؟
ترك ذلك أثرا صعبا في نفسها هي التي كانت تريد مفاجأة الأخت بزيارة عفوية غير رسمية .
الرسميات أصبحت ، إذا أقوى من التجاوز .