المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تحول المستنقع إلى واحة



الخاتون
11-04-2012, 11:02 AM
مادلين كارتر( Madeline Cartwright ) ناظرة في مدرسة (Blaine ) الابتدائية في فيلادلفيا , بنسلفانيا . كانت مدرسة (Blaine ) الابتدائية تقع في واحدة من أسوأ الأقسام الداخلية في مدينة فيلادلفيا .
حيث كان حوالي (60 % ) إلى (70 % ) من أولياء أمور التلاميذ في المدرسة كانوا مدمنين على المخدرات .كانت المدرسة عبارة عن مبنى مربع قذر , فيه القليل من التسهيلات .
عندما تولت مادلين مسؤولية المدرسة , كانت خائفة من ظروف هذه المدرسة , وفي أحد الأيام سألت مجموعة من التلاميذ بطريقة بسيطة عما حدث لهم هذا الصباح كان سؤالا بريئا , ولكن ما سمعته من إجابات كان محبطا , ومع ذلك كانت قوتها وعزيمتها لإحداث التغيير عميقة . تحدث أحد التلاميذ عن الطلق الناري الذي وقع في أحد الشوارع التي تجنبها وهو في طريقه إلى المدرسة .
وآخر تحدث عن خوفه من المرور بجوار المنازل المتصدعة الآيلة للسقوط وهو في طريقه , وثالث ذكر أصوات الزجاج المتحطم تحت حذائه الناتج عن تكسير نوافذ المحال والسيارات . وآخر ذكر أن والده قد نقلته البارحة سيارة الإسعاف نتيجة تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات , ويتساءل بصوت عال عما إذا كان سيكون في المنزل عند عودته من المدرسة , لأنه عادة ما يعود في نفس اليوم للتعاطي تلك العادة . كان وصفه للأمر يوحي بأنه شيء عادي يحدث في منزله .
تعبت مادلين من أحاث الصباح وتوجهت هي ومدرسة أخرى إلى الغداء في أحد مطاعم ماكدونالد المحلية . وأثناء تناول الغداء أشارت مادلين إلى مدى نظافة المطعم و بالمقارنة بمدرستنا إنه يشبه الجنة . كيف يمكننا أن نتوقع من أطفال مدرستنا أن يشعروا بأنهم جيدون , وأروقة المدرسة قذرة ودورات المياه نتنه الرائحة والنوافذ موضوع عليها أشرطة لاصقة في الأماكن المكسورة منها ؟ ". مرة أخرى ازدادت عزيمة مادلين لإحداث تغيير في المدرسة .
عندما عادت إلى المدرسة في مساء ذلك اليوم طلبت من رئيس قسم الصيانة في المدرسة أن يجعل دورات المياه والمدرسة في شكل مناسب , وسألته عما يحتاج لينفذ طلبها , فأجاب بأدب أن هيئة موظفي الصيانة كانوا يبذلون أقصى ما يستطيعون ولكنهم لا يستطيعوا أن يفعلوا أكثر من هذا . وذلك بسبب مواردهم المحدودة . كان هذا بالنسبة لمادلين رحلة الإثارة والتغيير .
في ظهيرة يوم الجمعة , ذهبت إلى المشرف على قسم الصيانة وطلبت منه أن يمدها ببعض أدوات التنظيف التي تحتاجها في عطلة نهاية الأسبوع للقيام ببعض أعمال النظافة . وبالرغم من تردد رئيس قسم الصيانة لكنه استجاب لطلبها لأنها كانت ناظرة المدرسة قبل كل شيء وأعطته أمرا محددا عليه أن ينفذه .
في عطلة نهاية الأسبوع ذهبت مادلين إلى أسوأ جزء في المدرسة وهو دورات المياه , وقامت بتنظيفها نظافة فائقة , وعندما عادت هيئة موظفي الصيانة في يوم الاثنين طلبت مادلين من الهيئة ابتداء من الآن سوف تكون دورات المياه دائما بتلك النظافة واستفسرت فيما إذا كانت لديهم أية أسئلة ؟ فأجابوا :لا . حسنا .
ومن المثير , أنه عندما سمع بعض أولياء الأمور هذه القصة , أصابهم الذهول بأن بعض البيروقراطيين (الجالسين وراء المكاتب ) سوف يصبحون طوع أمرها لتنظيف الحمامات من أجل أطفالهم . وبعد ذلك بوقت ليس طويلا بدأ تطوع الكثير من أولياء الأمور لمساعدة المدرسة . أحيانا يكون الشعور بالذنب أول مراحل التغيير وأحيانا يكون في أعلى مستويات مثل الرؤية . وأحيانا أخرى الشعور بالذنب والرؤية يسيران معا لإنجاز أشياء درامية . أي طريق . فإن تصرفات مادلين خلقت توترا وشعورا نحو التغيير .
ابتداء جعل الأطفال يشعرون بأنهم جيدون , حيث وضعت مادلين قواعد داخلية للأطفال التي كانت ضد سياسة المنطقة ومعظم المناطق الأخرى , حيث أرسلت مادلين خطابا إلى أولياء الأمور تشير فيه أنه إذا حضر أولادهم إلى المدرسة بملابس غير نظيفة فإنها ستطلب منهم تغييرها والقيام بغسلها أيضا في المدرسة . ومن حسن حظ مادلين أن زوجها كان متعاونا معها إلى حد ما , حيث بادر بشراء وتركيب غسالة ووضعها في صالة الألعاب بالمدرسة . فإذا جاء الأطفال إلى المدرسة بملابس غير نظيفة سوف يغسلون ملابسهم فيها ! كما استفسرت من هيئة الصيانة إذا كان لديهم أية أسئلة ؟ لا . حسنا .
ولزيادة نسبة حضور الطلبة في المدرسة والتي كانت في أسوأ الأيام (30%) , تولت مادلين بنفسها الاتصال بأولياء الأمور لتعرف سبب غياب ابنهم أو ابنتهم عن المدرسة . إذا لم يكن هناك أي رد من المنزل , كانت تأخذ سيارتها وتذهب مباشرة إلى المنزل , وإذا وجدت الطفل في المنزل وأنه غير مريض تعود به إلى المدرسة في سيارتها ومن جراء قيامها بهذه المبادرات . ارتفعت نسبة الحضور بسرعة ما بين (80%) إلى (90%) في الأيام الجيدة .
المراقب الذي كان من أكثر الأفراد تدعيما لمادلين في مدرسة (Blaine ) بدأ شحنه بالرغم أنه معين من قبل الإداريين والسياسيون ضد الخطوات الجذرية التي تتخذها مادلين لإحداث التغيير . إلا أنه كان يعرف أن مادلين سوف تعمل ما يجب عليها عمله من أجل مصلحة الأطفال حتى لو كان ذلك مخالفا لسياسة المنطقة .لقد كان متوحدا مع جهودها ولكن كان يجب عليه أيضا أن يعمل من خلال النظام الذي تحت رئاسته . وفي بعض الأحيان كان يستخدم سلطاته للحد من جهودها . وهذا كان نوعا من التحدي , وفي النهاية أصبح هو النصير الذي تحتاج إليه , والذي ساعدها في تغيير نظام المدرسة .
مرة أخرى انطلاقا من جعل الأطفال يشعرون بأنهم جيدون , كانت مادلين تعرف أن معظم هؤلاء الأطفال كانوا يسمعون باستمرار من أولياء أمورهم ومن جيرانهم ما لا يستطيعون أن يفعلوه وما لا يستطيعون أن ينجزوه (أي كلمة لا استطيع متجذرة في عقولهم ) .
أقرت مادلين سياسة إنه في أي وقت يكون فيه الطفل داخل المدرسة , ويصادف كلمة لا يستطيع يجب عليه أو عليها أن لا يستخدمها !
في الجمعية العمومية للمدرسة تم الإعلان عن هذه السياسة الجديدة . فقد التقطت مادلين كتابا وقلما أحمر وشطبت كلمة ( لا تستطيع ) من الصفحات التي صادفتها . ثم أخبرت التلاميذ أن كلمة لا تستطيع لم تعد جزءا من اللغة الإنجليزية في المدرسة منذ الآن . أية أسئلة أيه الطلبة ؟ كانت الإجابة : لا . حسنا .
ما زال هناك الكثير لنقوله عن جهود مادلين في المدرسة , ولكن أعتقد أنه يكفي أن أقول أنه لا أحد فكر في أنها تستطيع أن تنجز ما بدأته أولا.
إن سر نجاح مادلين أنها رأت الممكن في البداية ثم بدأت تتعامل مع العقبات . كان منظورها مختلفا عن تعاملات مدير المدرسة البيروقراطي الذي يشعر أنه مجبر أن يعمل دائما داخل النظام , بغض النظر عن العيوب التي يمكن أن تكون متجذرة في قوانين هذا النظام .
لقد نظرت مادلين إلى التهديدات على إنها فرصة للإلهام أو حث الآخرين كان لديها شيء أساسي للقيادة . كانت لديها الشجاعة لأن تتبع ما تؤمن به وأن تفعل شيئا ما حول معتقداتها , لقد كانت فردا واحدا فقط ولكنها كم أحدثت من قوة حيوية مذهلة , جعلتها تحصل على تعاون هيئة الموظفين , الآباء والمدرسين الذين عملوا معها و متحدين بالكامل مع جهودها .



( لا يتحقق أي منجز ذكي , ما لم يرتبط فكر المرء بغاية محددة )
جيمس آلن