تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلبيات البرامج الأجنبية المستوردة للتلفاز في العالم العربي والإسلامي :



الخاتون
16-04-2012, 12:26 PM
تبدو على البرامج التلفازية المستوردة إلى العالم العربي والإسلامي سلبيات منها :

1- تمثل البرامج المستوردة الحضارة الغربية وقيمتها ومنتجاتها العلمية والفنية والتاريخية التي لا تتوافق مع قيمنا المنبثقة من عقيدتنا الإسلامية , وتمثل أيضا ثقافة استهلاكية ومواد إخبارية تتدفق من مصدر واحد متحيز لا يأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر الدول المصدرة لها .

2- يقوم المسؤولون الإعلاميون التلفازيون في العالم العربي والإسلامي في خطأ أساسي من خلال تشغيل وسيلة اتصال جماهيرية ذات درجة عالية بنسبة كبيرة من المنتجات الثقافية المستوردة بدلا من الاكتفاء بتشغيلها مدة زمنية أقصر , مع قدر أكبر من المنتجات الثقافية والترفيهية والأخبار المحلية .

3- تعم البلدان العربية والإسلامية صناعات إنتاجية ثقافية استعمارية مستوردة لا تمت لحاضرنا وقيمنا وعاداتنا بأية صلة , فالاستعمار استطاع " تغيير وجهه فتحول من الاستعمار الكلاسيكي إلى استعمار جديد قوامه تكنولوجيا المعلومات والاتصال يلونها ويشكلها كيفما شاء بألوان زاهية جذابة من المعلومات الزائفة والأخبار الملتوية والثقافات المسطحة , ولا يكتفي بحرب الأفكار في اتجاه دول العالم الثالث بل يسعى إلى تشكيك الشباب , ونحن نعلم أن الشباب , يشكل المستهلك الأول للإعلام بكل أنماطه وأنواعه , في مجتمعهم بتاريخه وقيمه " .

كل هذا يتطلب منا تبني مفهوم ( الأمن الثقافي ) بحيث تعم البلدان العربية و الإسلامية صناعات ثقافية محلية تستمد برامجها من تراثنا وأصالتنا العربية والإسلامية .
4- تنتشر الحساسيات السياسية في العالم العربي والإسلامي , حيث تقف حجر عثرة أمام قيام سوق ثقافية عربية إسلامية مشتركة , تحول دون أن تلعب هذه الحساسيات دورها في إضعاف مبدأ التبادل الإعلامي العربي والإسلامي .

5- ينخفض مستوى أجهزة البرمجة في التلفاز العربي الإسلامي , ولا تشترك فيه شخصيات مرموقة من رجال الفكر الإسلامي والعلم والأدب , لاختيار البرامج التي تعرض وبخاصة الأجنبية منها , والتي ينبغي أن توضع تحت منظار القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة , لتأتي واضحة المعالم هادفة متلائمة مع عقيدتنا الإسلامية .

6- تضعف نسبة البرامج الثقافية في برامج التلفزة العربية الإسلامية حيث تبلغ نسبتها 11,9% مما يتطلب رفعها إلى نسبة أعلى , تعكس أهميتها في التكوين الحضاري للإنسان المسلم , مع أبعاد البرامج التي تمس المعتقدات الدينية , والقيم المنبثقة من هذه المعتقدات , والابتعاد عن كل ما يثير نوازع العنف والعدوان والجنس , حيث أن عددا كبيرا من البرامج الأجنبية التي يتم عرضها في أجهزة التلفزة العربية كما بينت بعض الدراسات لا تخلو من مشاهدة العنف والجريمة والإدمان على المخدرات والجنس , وأن بعضها يحتوي على قيم وممارسات مغايرة لمعتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا , مما كان له آثار ضارة على الشباب والاطفال الذين يشاهدونها .

7- تعمد أجهزة التلفزة العربية والإسلامية من خلال برامجها إلى القيام بدعاية للحضارة الغربية , والتحدث عنها باكبار وتقدير , وتقديم نماذج للشباب غريبة عنا للاقتداء بها , بدلا من أن يتخذ الإعلام في بلادنا العربية والإسلامية مثله الأعلى من أبطال المسلمين وعلمائهم , وكذلك العمل أيضا على تعرية الحضارة الغربية , وفضح وسائل الإعلام الغربي وحليفته الصهيونية العالمية , والمذاهب المنحرفة , والشبهات المثارة حول ديننا وشخصياتنا الإسلامية , وبالمقابل تسليط الاضواء على المعطيات الحضارية الإسلامية .

وبمعنى آخر أن ثنائي العلم والتكنولوجيا ينبغي أن يخضعنا في عالمنا العربي والإسلامي إلى عقيدتنا لهما , لأنه إن لم يوجه العلم والتكنولوجيا الوجهة الصحيحة فإنهما يتحولان إلى أدوات للإستغلال والسيطرة والحرب , فرغم استقلال البلدان العربية والإسلامية , فإن الإختراق الثقافي الإستعماري لم يتوقف بل امتد إلى ميادين جديدة متعددة منها البرامج التلفازية .
كل ما ذكرناه يدعونا إلى ضرورة سيطرة الدولة واحكام رقابتها على مضمون الوسائل الإعلامية المرئية المسموعة , بما يتفق مع قيمنا وأهدافنا الإسلامية .
ولا أدري لماذا يستكثر بعضهم علينا هذا والدول الغربية المتقدمة تسعى إلى حماية ثقافتها وإعلامها من الغزو الثقافي و الإعلامي ذي النزعة الإستهلاكية الذي بدأ يغزو الأسواق العربية وذلك بفضل التقدم التكنولوجي الهائل والتطوير في شبكات البث والإرسال .

وتقدم كندا(Quebec ) نموذجا رائدا في هذا المجال فهناك " تعاون مبرمج ومنظم بين السياسة العامة والإتصال خاصة المرئي المسموع والخطة الثقافية ( فيديو كاسيت – أفلام سينمائية وبرامج تلفزيونية خاصة للتمثيليات ...) فتلك الوسائل تخضع لسياسة عامة وضعت وفقا لخطة شاملة ثقافية وتربوية وتراعي فيها جميع الأهداف القومية " .