الخاتون
18-04-2012, 01:18 PM
أولا : المسلسلات الأجنبية المستوردة :
اعتادت التلفازات العربية تقديم مسلسلات أجنبية تقوم على خدمة الغرب ومبادئه , بما فيها من انفصام بين الدين والدنيا , وسلبيات بغيضة , وعيوب فاضحة , وأهداف مضللة , وانحرافات مدمرة .
تقدم هذه المسلسلات لأطفالنا وشبابنا , لنسائنا ولرجالنا , تصور لنا جريمة ارتكبها محترف توارى عن الأنظار ليتهم الشرطة بريئا , ويقوم مخبر سري بالبحث عن القاتل الحقيقي حتى يعثر عليه , وخلال ذلك كله تعرض الجريمة في ألوان شتى من الممارسة , بحيث لا يبقى في ذهن الحدث إلا أسلوب القتل , ووسيلة الاستيلاء على المال أو تسلق العمارة أو تفجير السيارة وصناديق المصرف المربوطة بجرس كهربائي منبه , ورجل مدجج بالسلاح .
واستنادا لما يعرض من المسلسلات الأجنبية المقدمة لأطفالنا نقف لنسأل مقدمي الأفلام التلفازية للأطفال ,هل يكلفون أنفسهم عناء تقويم مضمون ومحتوى هذه الأفلام من أحداث درامية وموضوعات ؟ ومدى مناسبتها للمستوى الإدراكي للطفل ؟ ثم هل يبحثون عن تلك الآثار النفسية التي تتركها عليهم ؟ وما ينجم عن ذلك من أحلام يقظة وخوف وفزع وإخلال بالتوازن النفسي ؟ وعن الآثار الجسيمة وما يظهر منها على الحواس ؟ والآثار الاجتماعية المؤثرة على السلوك الاجتماعي للفرد ؟ ثم ماذا يقولون حين يرى الطفل مجموعة من الأطفال يسجنون في غرفة مظلمة دون طعام أو شراب ؟وماذا عن السحرة ومسخهم للإنسان إلى حجارة وحيوانات ؟ أو قتل الآباء والأصدقاء والحيوانات الأليفة الصديقة العزيزة على الطفل ؟ , وغيرها كثير !!
ونظرا لحساسية الطفل فإن إثارة الخوف والغضب والفرح لديه أكثر سهولة من إثارتها لدى الكبار , وحالاته الانفعالية قصيرة المدى , فهو لا يستطيع أن يحمل الحسد للآخرين ويخفي الشك لمدة طويلة , وتبدو مشاعره هادئة أو غاضبة , ولا تكون ضعيفة الهياج إلا نادرا , وكلما تقدم السن بالطفل كلما اشتدت سيطرته على انفعالاته وكذلك فإن الطفل بشكل عام يميل إلى الموضوعات التي يواجهها في حياته ويمزج فيها الخيال بالحقيقة , مع أخذ الفروق الفردية بعين الاعتبار .
وفيما يلي نماذج لمسلسلات مستوردة , وهذه المسلسلات ترفض في مجتمعاتها كالمجتمع الأمريكي مثلا ويتقدم آلاف الأمهات الأمريكيات من الكونغرس بطلب وقف إنتاجها وعرضها على الجيل الجديد عندهم ويستجاب لطلبهم , ومع ذلك فإنه يسمح بالاستمرار في إنتاجها وتشجيع تصديرها إلى وطننا المنكوب .
1- أفلام العنف :
نذكر قصص (سوبرمان و طرزان ) , هذه القصص تصور العنف تصويرا مبهرا أمام الأطفال , ويجعلون من هذا العنف حلا لكثير من المشاكل التي تعترض الأطفال , وتحل من خلالها القوة البدنية محل العقل , ( فطرزان ) الذي تربى بين الحيوانات يحل مشكلاته بالقوة البدنية , ويستدعي أصدقاءه من الفيلة والقردة لتهجم على قرى أهل البلاد الأصليين , فتحطم بيوتهم , وتهدم أكواخهم , وتدوسهم بأرجلها .
أما (سوبرمان ) الذي يتغلب على كل من يقف في طريقه عن طريق القتل والعنف , مما يدفع الأطفال لأن يسقطوا من سلوكهم وجوب استخدام العقل في حل المشكلات التي تواجههم بدلا من القوة , مما يتنافى مع أهداف التربية السلوكية للأطفال .
2- أفلام الرجل الخارق :
إن شخصيات الرجل الخارق للطبيعة مثل ( الرجل الأخضر و بات مان ) وغيرها , حيث يلجأ فيها إلى تبسيط الشخصيات , فيجعلون بعضها ممثلا للخير المطلق وبعضها الآخر ممثلا للشر المطلق , على الرغم من مخالفة هذا لطبيعة البشر , مما يؤدي إلى فهم الأطفال لمجتمعهم فهما خاطئا وكذلك للمجتمعات الأخرى , ويستثير لديهم دوافع الغض والعدوان .
إن المفترض فيمن يقدم مثل هذه الأفلام للأطفال , أن يفهمهم ويفهم دوافعهم وأسباب سلوكهم بطريقة مبسطة , تناسب مرحلة الطفولة التي نوجه إليها ما نكتب أو نعرض .
إن كثيرا من هذه الأفلام " تدور حول سلسلة متصلة من حوادث العنف الجنونية , قبل أن ينتصر البطل الذي يأخذ بناصية المظلومين بالقصة , هذا في حين أنه ينبغي أن يكون سلوك أشخاص القصة من بدايتها إلى نهايتها سلوكا سويا لا شذوذ فيه , لأن الأطفال يتأثرون بالقدوة المتمثلة في أحداث القصة ومواقفها المختلفة , أكثر مما يتأثرون بعبارة تدين الأفعال الخاطئة , ولا تقال إلا في نهاية القصة " .
وإن هذا النوع من القصص يؤكد قيما معادية لكل ما قامت عليه الشرائع السماوية ,والقوانين الوضعية , فمن القيم مثلا التي يجب أن تشيع في نفوس الأطفال , احترام القانون , وترك محاكمة المخطئ والحكم عليه وتنفيذه لسلطات القضاء والأمن . فقصص الرجل الخارق للطبيعة , تجعل البطل كما يسمونه في القصة يحدد ما هو الخير وما هو الشر , ويحكم بنفسه على الآخرين وفق معاييره الشخصية , وتتمثل في كل ذلك حياة من الفوضى والتسيب وعدم الاحترام لسلطات الشرطة والقضاء وأجهزة تنفيذ الحكم .
3- أفلام المنافسة حتى الموت :
هناك أفلام تدور قصصها حول المنافسة بين طرفين , وتنتهي المنافسة بصراع ينتهي بالموت .
إن هذه القصص تقدم لأطفالنا بأسلوب جذاب و فكاهي يستمتع بها الصغار والكبار , وأوضح هذه القصص ما يدور حول شخصيات الكارتون أمثال ( توم و جيري ) .
تتركز هذه القصص حول موضوع رئيسي هو تدبير المكائد كل طرف للآخر , ويركز في وعي الطفل نمطا خاطئا من السلوك السهل التقليد والتمثل , وخاصة لما فيها من جاذبية وتشويق , مما يتطلب التدقيق في مثل هذه الأفلام , حتى لا تفسد الكثير مما نغرسه من قيم وننميها في أطفالنا .
4- أفلام إزدراء الأجناس الملونة :
هناك أفلام تتضمن إزدراء للأجناس الملونة أو احتقار الحياة الإنسانية والاستهانة بها , مثل القصص الأمريكية التي تدور حول إبادة الهنود الحمر , أو قصص طرزان التي تؤكد تفوق الرجل الأبيض , وهذا ما يركز عليه ويهدف لتثبيته لدى أطفالنا من خلال مضمون تلك الأفلام ,وفيها أيضا أشعار بتفاهة حياة سكان أمريكا الأصليين , وتأكيد على أهمية الرجل الأبيض وأحقيته في قتلهم والتعامل معهم تعامله مع الحيوانات المتوحشة .
يقول تقرير لليونسكو " أن هذه القصص تصور الزنوج يسلكون سلوك الحيوانات , ويبدو البيض دائما أرفع منهم وأسمى , كما أن الشعور العنصري واضح فيها جدا " .
وصورة الرجل الأبيض المتفوق وصراعه مع الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين , تذكرنا ما تروجه بعض الأفلام وأصحاب الأفلام الصهيونية الإستعمارية وخاصة في الولايات الأمريكية , حيث يركزون في وعي أطفالهم على أن عرب فلسطين سكانها الأصليين , هم جنود حمر في هذه المنطقة , هادفين من ذلك دفع المجتمع الغربي لتقبل عمليات الإبادة الصهيونية والقتل الجماعي لهم .
ولعل هذه القضية من القضايا التي ينبغي أن ينتبه إليها العالم العربي والإسلامي , ويعمل على محاصرتها بشتى الوسائل لأنها إحدى وسائل الحرب النفسية والإعلامية ضد العرب والمسلمين .
5- افلام تتعارض مع قيمنا وأخلاقنا :
هناك أفلام ذات جاذبية وتشويق للصغار والكبار , وهي أفلام الرسوم المتحركة , لكن هذه الأفلام يظهر التقصير واضحا في محتواها , أنها أفلام غربية الصنع والهوية , صممت لأطفال غير أطفالنا , وبعقلية غير عقليتنا , وشجعت وتشجع عادات وأخلاقا مرفوضة تتنافى مع عقيدتنا وأصالتنا , فكم من الساعات الطوال يقضيها أطفالنا في متابعة ( مسلسل باباي ) البحار الذي تدور أحداثه على صراع بين ( باباي ) و (بلوتو) الذي يسعى دائما لاختطاف وامتلاك الحسناء الجميلة (أوليف اويل ) زوجة (باباي ) , حيث يلاحقها ويشاكسها في سلوكيات نأبى أن تترسخ وتتجذر في نفوس أطفالنا , بدلا من أن نقدم لهم كل ما يلتزم بقضايا أمتنا وتراثها وعقيدتها وتاريخها الغني المجيد الملئ بمواقف البطولة والمآثر الإنسانية العلمية والحضارية , والملئ بالشخصيات الخالدة التي تركت بصماتها في تاريخ البشرية .
6- أفلام رعاة البقر ( Cow Boy ) :
إن الغالبية العظمى من هذه الافلام الأمريكية التي غزت تلفازنا ودور السينما في العالم العربي استوحيت قصصها من فترة قصيرة جدا من التاريخ الامريكي لا يتجاوز العشرين عاما , وهي فترة تسيب وفوضى وغياب للقانون وسيادة لشريعة الغاب , وانتشار لعصابات الإجرام , وقطاع الطرق الذي يسلكون طريق القتل والسلب والنهب.
وهنا ألا يستوقفنا تراثنا العربي الإسلامي ليعتب ويسألنا أليس فيه من الفتوح المظفرة , وقصص البطولة , والحضارة الخالدة , والحياة الإجتماعية الغنية بالحكايات والطرائف والنوادر , وكذلك تاريخنا الكفاحي الطويل المعاصر ضد الاستعمار والصهيونية , لنقدم منها البديل للأعمال الغربية الوافدة المشوهة والمسمومة , فهل نصدق أن أمة هذا تاريخها لا تجد ما تقوله أو ترويه لأطفالنا .
هذا ناهيك عن تلك الأفلام الاجنبية الأخرى التي يبحث فيها مخرجوها عن الكسب المادي ويضحون في سبيلها بكل القيم , ويقدمون من خلالها مسائل الجنس والجريمة , ويجعلون من المجرمين والداعرين أبطالا مما يجعل هذه الامور مألوفة وعادية , وتملأ فراغ الاطفال والمراهقين بالأفكار الملوثة , وتكسب في غريزتهم الظامئة كل ما يزيدهم انحرافا وتبذيلا .
يتبع
اعتادت التلفازات العربية تقديم مسلسلات أجنبية تقوم على خدمة الغرب ومبادئه , بما فيها من انفصام بين الدين والدنيا , وسلبيات بغيضة , وعيوب فاضحة , وأهداف مضللة , وانحرافات مدمرة .
تقدم هذه المسلسلات لأطفالنا وشبابنا , لنسائنا ولرجالنا , تصور لنا جريمة ارتكبها محترف توارى عن الأنظار ليتهم الشرطة بريئا , ويقوم مخبر سري بالبحث عن القاتل الحقيقي حتى يعثر عليه , وخلال ذلك كله تعرض الجريمة في ألوان شتى من الممارسة , بحيث لا يبقى في ذهن الحدث إلا أسلوب القتل , ووسيلة الاستيلاء على المال أو تسلق العمارة أو تفجير السيارة وصناديق المصرف المربوطة بجرس كهربائي منبه , ورجل مدجج بالسلاح .
واستنادا لما يعرض من المسلسلات الأجنبية المقدمة لأطفالنا نقف لنسأل مقدمي الأفلام التلفازية للأطفال ,هل يكلفون أنفسهم عناء تقويم مضمون ومحتوى هذه الأفلام من أحداث درامية وموضوعات ؟ ومدى مناسبتها للمستوى الإدراكي للطفل ؟ ثم هل يبحثون عن تلك الآثار النفسية التي تتركها عليهم ؟ وما ينجم عن ذلك من أحلام يقظة وخوف وفزع وإخلال بالتوازن النفسي ؟ وعن الآثار الجسيمة وما يظهر منها على الحواس ؟ والآثار الاجتماعية المؤثرة على السلوك الاجتماعي للفرد ؟ ثم ماذا يقولون حين يرى الطفل مجموعة من الأطفال يسجنون في غرفة مظلمة دون طعام أو شراب ؟وماذا عن السحرة ومسخهم للإنسان إلى حجارة وحيوانات ؟ أو قتل الآباء والأصدقاء والحيوانات الأليفة الصديقة العزيزة على الطفل ؟ , وغيرها كثير !!
ونظرا لحساسية الطفل فإن إثارة الخوف والغضب والفرح لديه أكثر سهولة من إثارتها لدى الكبار , وحالاته الانفعالية قصيرة المدى , فهو لا يستطيع أن يحمل الحسد للآخرين ويخفي الشك لمدة طويلة , وتبدو مشاعره هادئة أو غاضبة , ولا تكون ضعيفة الهياج إلا نادرا , وكلما تقدم السن بالطفل كلما اشتدت سيطرته على انفعالاته وكذلك فإن الطفل بشكل عام يميل إلى الموضوعات التي يواجهها في حياته ويمزج فيها الخيال بالحقيقة , مع أخذ الفروق الفردية بعين الاعتبار .
وفيما يلي نماذج لمسلسلات مستوردة , وهذه المسلسلات ترفض في مجتمعاتها كالمجتمع الأمريكي مثلا ويتقدم آلاف الأمهات الأمريكيات من الكونغرس بطلب وقف إنتاجها وعرضها على الجيل الجديد عندهم ويستجاب لطلبهم , ومع ذلك فإنه يسمح بالاستمرار في إنتاجها وتشجيع تصديرها إلى وطننا المنكوب .
1- أفلام العنف :
نذكر قصص (سوبرمان و طرزان ) , هذه القصص تصور العنف تصويرا مبهرا أمام الأطفال , ويجعلون من هذا العنف حلا لكثير من المشاكل التي تعترض الأطفال , وتحل من خلالها القوة البدنية محل العقل , ( فطرزان ) الذي تربى بين الحيوانات يحل مشكلاته بالقوة البدنية , ويستدعي أصدقاءه من الفيلة والقردة لتهجم على قرى أهل البلاد الأصليين , فتحطم بيوتهم , وتهدم أكواخهم , وتدوسهم بأرجلها .
أما (سوبرمان ) الذي يتغلب على كل من يقف في طريقه عن طريق القتل والعنف , مما يدفع الأطفال لأن يسقطوا من سلوكهم وجوب استخدام العقل في حل المشكلات التي تواجههم بدلا من القوة , مما يتنافى مع أهداف التربية السلوكية للأطفال .
2- أفلام الرجل الخارق :
إن شخصيات الرجل الخارق للطبيعة مثل ( الرجل الأخضر و بات مان ) وغيرها , حيث يلجأ فيها إلى تبسيط الشخصيات , فيجعلون بعضها ممثلا للخير المطلق وبعضها الآخر ممثلا للشر المطلق , على الرغم من مخالفة هذا لطبيعة البشر , مما يؤدي إلى فهم الأطفال لمجتمعهم فهما خاطئا وكذلك للمجتمعات الأخرى , ويستثير لديهم دوافع الغض والعدوان .
إن المفترض فيمن يقدم مثل هذه الأفلام للأطفال , أن يفهمهم ويفهم دوافعهم وأسباب سلوكهم بطريقة مبسطة , تناسب مرحلة الطفولة التي نوجه إليها ما نكتب أو نعرض .
إن كثيرا من هذه الأفلام " تدور حول سلسلة متصلة من حوادث العنف الجنونية , قبل أن ينتصر البطل الذي يأخذ بناصية المظلومين بالقصة , هذا في حين أنه ينبغي أن يكون سلوك أشخاص القصة من بدايتها إلى نهايتها سلوكا سويا لا شذوذ فيه , لأن الأطفال يتأثرون بالقدوة المتمثلة في أحداث القصة ومواقفها المختلفة , أكثر مما يتأثرون بعبارة تدين الأفعال الخاطئة , ولا تقال إلا في نهاية القصة " .
وإن هذا النوع من القصص يؤكد قيما معادية لكل ما قامت عليه الشرائع السماوية ,والقوانين الوضعية , فمن القيم مثلا التي يجب أن تشيع في نفوس الأطفال , احترام القانون , وترك محاكمة المخطئ والحكم عليه وتنفيذه لسلطات القضاء والأمن . فقصص الرجل الخارق للطبيعة , تجعل البطل كما يسمونه في القصة يحدد ما هو الخير وما هو الشر , ويحكم بنفسه على الآخرين وفق معاييره الشخصية , وتتمثل في كل ذلك حياة من الفوضى والتسيب وعدم الاحترام لسلطات الشرطة والقضاء وأجهزة تنفيذ الحكم .
3- أفلام المنافسة حتى الموت :
هناك أفلام تدور قصصها حول المنافسة بين طرفين , وتنتهي المنافسة بصراع ينتهي بالموت .
إن هذه القصص تقدم لأطفالنا بأسلوب جذاب و فكاهي يستمتع بها الصغار والكبار , وأوضح هذه القصص ما يدور حول شخصيات الكارتون أمثال ( توم و جيري ) .
تتركز هذه القصص حول موضوع رئيسي هو تدبير المكائد كل طرف للآخر , ويركز في وعي الطفل نمطا خاطئا من السلوك السهل التقليد والتمثل , وخاصة لما فيها من جاذبية وتشويق , مما يتطلب التدقيق في مثل هذه الأفلام , حتى لا تفسد الكثير مما نغرسه من قيم وننميها في أطفالنا .
4- أفلام إزدراء الأجناس الملونة :
هناك أفلام تتضمن إزدراء للأجناس الملونة أو احتقار الحياة الإنسانية والاستهانة بها , مثل القصص الأمريكية التي تدور حول إبادة الهنود الحمر , أو قصص طرزان التي تؤكد تفوق الرجل الأبيض , وهذا ما يركز عليه ويهدف لتثبيته لدى أطفالنا من خلال مضمون تلك الأفلام ,وفيها أيضا أشعار بتفاهة حياة سكان أمريكا الأصليين , وتأكيد على أهمية الرجل الأبيض وأحقيته في قتلهم والتعامل معهم تعامله مع الحيوانات المتوحشة .
يقول تقرير لليونسكو " أن هذه القصص تصور الزنوج يسلكون سلوك الحيوانات , ويبدو البيض دائما أرفع منهم وأسمى , كما أن الشعور العنصري واضح فيها جدا " .
وصورة الرجل الأبيض المتفوق وصراعه مع الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين , تذكرنا ما تروجه بعض الأفلام وأصحاب الأفلام الصهيونية الإستعمارية وخاصة في الولايات الأمريكية , حيث يركزون في وعي أطفالهم على أن عرب فلسطين سكانها الأصليين , هم جنود حمر في هذه المنطقة , هادفين من ذلك دفع المجتمع الغربي لتقبل عمليات الإبادة الصهيونية والقتل الجماعي لهم .
ولعل هذه القضية من القضايا التي ينبغي أن ينتبه إليها العالم العربي والإسلامي , ويعمل على محاصرتها بشتى الوسائل لأنها إحدى وسائل الحرب النفسية والإعلامية ضد العرب والمسلمين .
5- افلام تتعارض مع قيمنا وأخلاقنا :
هناك أفلام ذات جاذبية وتشويق للصغار والكبار , وهي أفلام الرسوم المتحركة , لكن هذه الأفلام يظهر التقصير واضحا في محتواها , أنها أفلام غربية الصنع والهوية , صممت لأطفال غير أطفالنا , وبعقلية غير عقليتنا , وشجعت وتشجع عادات وأخلاقا مرفوضة تتنافى مع عقيدتنا وأصالتنا , فكم من الساعات الطوال يقضيها أطفالنا في متابعة ( مسلسل باباي ) البحار الذي تدور أحداثه على صراع بين ( باباي ) و (بلوتو) الذي يسعى دائما لاختطاف وامتلاك الحسناء الجميلة (أوليف اويل ) زوجة (باباي ) , حيث يلاحقها ويشاكسها في سلوكيات نأبى أن تترسخ وتتجذر في نفوس أطفالنا , بدلا من أن نقدم لهم كل ما يلتزم بقضايا أمتنا وتراثها وعقيدتها وتاريخها الغني المجيد الملئ بمواقف البطولة والمآثر الإنسانية العلمية والحضارية , والملئ بالشخصيات الخالدة التي تركت بصماتها في تاريخ البشرية .
6- أفلام رعاة البقر ( Cow Boy ) :
إن الغالبية العظمى من هذه الافلام الأمريكية التي غزت تلفازنا ودور السينما في العالم العربي استوحيت قصصها من فترة قصيرة جدا من التاريخ الامريكي لا يتجاوز العشرين عاما , وهي فترة تسيب وفوضى وغياب للقانون وسيادة لشريعة الغاب , وانتشار لعصابات الإجرام , وقطاع الطرق الذي يسلكون طريق القتل والسلب والنهب.
وهنا ألا يستوقفنا تراثنا العربي الإسلامي ليعتب ويسألنا أليس فيه من الفتوح المظفرة , وقصص البطولة , والحضارة الخالدة , والحياة الإجتماعية الغنية بالحكايات والطرائف والنوادر , وكذلك تاريخنا الكفاحي الطويل المعاصر ضد الاستعمار والصهيونية , لنقدم منها البديل للأعمال الغربية الوافدة المشوهة والمسمومة , فهل نصدق أن أمة هذا تاريخها لا تجد ما تقوله أو ترويه لأطفالنا .
هذا ناهيك عن تلك الأفلام الاجنبية الأخرى التي يبحث فيها مخرجوها عن الكسب المادي ويضحون في سبيلها بكل القيم , ويقدمون من خلالها مسائل الجنس والجريمة , ويجعلون من المجرمين والداعرين أبطالا مما يجعل هذه الامور مألوفة وعادية , وتملأ فراغ الاطفال والمراهقين بالأفكار الملوثة , وتكسب في غريزتهم الظامئة كل ما يزيدهم انحرافا وتبذيلا .
يتبع