الشهم
18-04-2012, 02:34 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
المقال للدكتور فالح حنظل ، بعنوان : من بطن سلامة وبناتها خرج بابه دريا
http://im19.gulfup.com/2012-04-18/1334744799822.jpg
هناك في أقصى المنطقة الشرقية من ساحل الخليج العربي ، الذي تقع عليه إمارة رأس الخيمة ، ينتهي الساحل الرملي ليبدأ الساحل الجبلي الصخري ، وتشكل الحافات الصخرية إستدارة يسميها الناس ( الدارة ) ، إذ يلج المسافر بحرا بعدها إلى بدايات مضيق هرمز ، ومنطقة رأس مسندم(شمال سلطنة عمان) العتيدة التي ورد ذكرها في المخطوطات اليونانية عام 300 قبل الميلاد .
فعندما كان الإسكندر المقدوني في الهند ثم أقفل راجعا ، فإنه قسم جيشه إلى قسمين :
الأول : الجيش الراجل ، وهذا عاد عبر إيران فالعراق ، حيث مات الإسكندر في بلدة صغيرة تقع على نهر الفرات ، ما زال العراقيون يسمونها ( إسكندرية ) .. وقيل إن جنوده حملوا نعشه على أكتافهم إلى حيث يرقد الآن .
أما الجيش الثاني : فكان أسطولا بحريا ، ترك سواحل الهند ، ودخل فم الخليج العربي ، وتوقف في جزيرة فيلكا ، في الكويت اليوم ، وترك لنا آثارا يونانية هناك .
وفي منطقة رأس مسندم المجاورة لرأس الخيمة ، كتب أحد القادة يصف مدينة اسمها ( كاسيبو ) ــ هي مدينة خصب العمانية الحالية ــ وتحدث عن نههر اسمه ( زارا ) .. قال إن السفن اليونانية رست هناك وتزودت بالماء العذب منه .
هذا المدخل إلى الخليج ، أو فم الخليج ، أو المضيق المعروف باسم ( هرمز ) ، يعرفه البعض باسم ( سلامة وبناتها ) ، ويقولون أنه تكمن فيه جنية هائلة الحجم لها سبع بنات ، تظهر ين الحين والآخر لتلتهم السفن المارة من هناك ، وفي هذا الممر المائي أيضا يكثر ( الدردور ) ، أي الدوارات البحرية المائية ، التي تدور على نفسها ، فإذا توسطتها السفن ، لفَّت على نفسها ، واتسعت فوهة الدردور ، لتبتلع السفينةوهذا هو فم ( سلامة ) .
والماء في هذه المنطقة لونه أزرق غامق ، حتى يبدو وكأنه أسود ، يم من رؤوس جبالٍ صخرية تخرج من قاع البحر ، فتشكل عوائق أمام السفن ، فإن قادها ران جاهل اصطدم بواحد منها وتحطمت سفينته ، لذلك يطلق أهل الإمارات اسم ( غبة سلامة ) على هذه المنطقة .. و ( الغبة ) أي : المتاهة البعيدة في البحر ، حيث لا ساحل يبدو من بعيد ، ولا أثر لحياة ، وفي وسط هذه الغبة يخرج من قعر البحر جبلان ، وصفهما البحار العربي ( أحمد بن ماجد ) بأنهما يسميان ( كسير وزوير ) ، وقد أورد فيهما شعرا بإحدى أراجيزه فقال :
ولكن خذ حذرك من سلامة
وبناتها ، تحظى السلامة
لأن طنب آخر الجزاير
من المشارق كن بذا خابر
ويقول في أرجوزة بحر العرب في خليج فارس : [ وما زليت عليه في البحر إلى سلامة وبناتها ، ونسمي هذه الثلاثة : عوير وزوير والثالث ما فيه خير ] .
لكن عبارة ( عوير وزوير ) وردت عند أهل الإمارات في أحد أمثالهم ، إذ قالوا : [ عوير وزوير وما فيه خير ] .. وقالوا أيضا : [ كسير وزوير والما فيه خير ] .. ويضرب المثل بقوم لا تجمعهم إلا التعاسة .
لذلك فليس غريبا أن يتحدث الناس عن أساطير عجيبة عن هذه المتاهة البحرية المخيفة ( سلامة وبناتها ) ، وكذلك عن ( بابه دريا ) ، وهو كائن بشري يعيش في قعر البحر ، ، يغطي الشعرُ وجهه وجسمه ، مخيف الشكل ، يظهر ليلا وعلى حين غرة من قاع البحر ويتسلق االسفينة بخفة ، لا ليؤذي ركابها ، ولكن ليسرق بعض طعامهم ، أو يخرب ما موجود فيها ، فإذا شاهده البحارة صرخوا : ( هاتوا الجدوم ) ، أي : ( هاتوا الفؤوس ) لكي نقتله بها ، وحينذاك يهرب ( بابه دريا ) إلى البحر ليغطس فيه .
أما ( سلامة وبناتها ) ــ اللاتي يبتلعن السفن ــ فيقول الناس عنهن أن أصل الأسطورة أشاعها قبطان هندي ، كان يبحر بسفينته من الساحل العربي إلى الهند ، وعندما وصل إلى مضيق هرمز ، حيث تكثر الرؤوس البحرية والتيارات المائية ، و( الدردور ) ، أي الدائرة المائية التي تدور على نفسها .. فإن دردورا صادف السفينة وجعلها تدور بشدة ، وأيقن القبطان بانه يجب أن يفعل شيئا لتفيف حمل السفينة ، كي تسهل للرياح دفعها ، فقال للركاب : [ يوجد في قعر البحر جنية كيبرة اسمها سلامة ، ولها بسع بنات ، والبنات سيتزوجن عما قريب ، فألقوا بكل ما عندكم من بضاعة وطعام إلى الماء ، كهدية لهن ، وحينذاك يتركن السفينة تبحر ] .. وفعل القوم ما أراده منهم القبطان ، وخف وزن السفينة ، وارتفعت قليلا ، ثم انفعت خارج الدردور ، ونجت بنفسها ، وهذا هو أصل الأسطورة .
أما اليوم فلا بد أن ( سلامة وبناتها ) يقبعن خائفات في قعر البحر وهن يرين ناقلات النفط تبحر من هناك ، وناقلات الطائرات والجيوش الجبارة ترسو في مياه الخليج .
منــــــقــول
المقال للدكتور فالح حنظل ، بعنوان : من بطن سلامة وبناتها خرج بابه دريا
http://im19.gulfup.com/2012-04-18/1334744799822.jpg
هناك في أقصى المنطقة الشرقية من ساحل الخليج العربي ، الذي تقع عليه إمارة رأس الخيمة ، ينتهي الساحل الرملي ليبدأ الساحل الجبلي الصخري ، وتشكل الحافات الصخرية إستدارة يسميها الناس ( الدارة ) ، إذ يلج المسافر بحرا بعدها إلى بدايات مضيق هرمز ، ومنطقة رأس مسندم(شمال سلطنة عمان) العتيدة التي ورد ذكرها في المخطوطات اليونانية عام 300 قبل الميلاد .
فعندما كان الإسكندر المقدوني في الهند ثم أقفل راجعا ، فإنه قسم جيشه إلى قسمين :
الأول : الجيش الراجل ، وهذا عاد عبر إيران فالعراق ، حيث مات الإسكندر في بلدة صغيرة تقع على نهر الفرات ، ما زال العراقيون يسمونها ( إسكندرية ) .. وقيل إن جنوده حملوا نعشه على أكتافهم إلى حيث يرقد الآن .
أما الجيش الثاني : فكان أسطولا بحريا ، ترك سواحل الهند ، ودخل فم الخليج العربي ، وتوقف في جزيرة فيلكا ، في الكويت اليوم ، وترك لنا آثارا يونانية هناك .
وفي منطقة رأس مسندم المجاورة لرأس الخيمة ، كتب أحد القادة يصف مدينة اسمها ( كاسيبو ) ــ هي مدينة خصب العمانية الحالية ــ وتحدث عن نههر اسمه ( زارا ) .. قال إن السفن اليونانية رست هناك وتزودت بالماء العذب منه .
هذا المدخل إلى الخليج ، أو فم الخليج ، أو المضيق المعروف باسم ( هرمز ) ، يعرفه البعض باسم ( سلامة وبناتها ) ، ويقولون أنه تكمن فيه جنية هائلة الحجم لها سبع بنات ، تظهر ين الحين والآخر لتلتهم السفن المارة من هناك ، وفي هذا الممر المائي أيضا يكثر ( الدردور ) ، أي الدوارات البحرية المائية ، التي تدور على نفسها ، فإذا توسطتها السفن ، لفَّت على نفسها ، واتسعت فوهة الدردور ، لتبتلع السفينةوهذا هو فم ( سلامة ) .
والماء في هذه المنطقة لونه أزرق غامق ، حتى يبدو وكأنه أسود ، يم من رؤوس جبالٍ صخرية تخرج من قاع البحر ، فتشكل عوائق أمام السفن ، فإن قادها ران جاهل اصطدم بواحد منها وتحطمت سفينته ، لذلك يطلق أهل الإمارات اسم ( غبة سلامة ) على هذه المنطقة .. و ( الغبة ) أي : المتاهة البعيدة في البحر ، حيث لا ساحل يبدو من بعيد ، ولا أثر لحياة ، وفي وسط هذه الغبة يخرج من قعر البحر جبلان ، وصفهما البحار العربي ( أحمد بن ماجد ) بأنهما يسميان ( كسير وزوير ) ، وقد أورد فيهما شعرا بإحدى أراجيزه فقال :
ولكن خذ حذرك من سلامة
وبناتها ، تحظى السلامة
لأن طنب آخر الجزاير
من المشارق كن بذا خابر
ويقول في أرجوزة بحر العرب في خليج فارس : [ وما زليت عليه في البحر إلى سلامة وبناتها ، ونسمي هذه الثلاثة : عوير وزوير والثالث ما فيه خير ] .
لكن عبارة ( عوير وزوير ) وردت عند أهل الإمارات في أحد أمثالهم ، إذ قالوا : [ عوير وزوير وما فيه خير ] .. وقالوا أيضا : [ كسير وزوير والما فيه خير ] .. ويضرب المثل بقوم لا تجمعهم إلا التعاسة .
لذلك فليس غريبا أن يتحدث الناس عن أساطير عجيبة عن هذه المتاهة البحرية المخيفة ( سلامة وبناتها ) ، وكذلك عن ( بابه دريا ) ، وهو كائن بشري يعيش في قعر البحر ، ، يغطي الشعرُ وجهه وجسمه ، مخيف الشكل ، يظهر ليلا وعلى حين غرة من قاع البحر ويتسلق االسفينة بخفة ، لا ليؤذي ركابها ، ولكن ليسرق بعض طعامهم ، أو يخرب ما موجود فيها ، فإذا شاهده البحارة صرخوا : ( هاتوا الجدوم ) ، أي : ( هاتوا الفؤوس ) لكي نقتله بها ، وحينذاك يهرب ( بابه دريا ) إلى البحر ليغطس فيه .
أما ( سلامة وبناتها ) ــ اللاتي يبتلعن السفن ــ فيقول الناس عنهن أن أصل الأسطورة أشاعها قبطان هندي ، كان يبحر بسفينته من الساحل العربي إلى الهند ، وعندما وصل إلى مضيق هرمز ، حيث تكثر الرؤوس البحرية والتيارات المائية ، و( الدردور ) ، أي الدائرة المائية التي تدور على نفسها .. فإن دردورا صادف السفينة وجعلها تدور بشدة ، وأيقن القبطان بانه يجب أن يفعل شيئا لتفيف حمل السفينة ، كي تسهل للرياح دفعها ، فقال للركاب : [ يوجد في قعر البحر جنية كيبرة اسمها سلامة ، ولها بسع بنات ، والبنات سيتزوجن عما قريب ، فألقوا بكل ما عندكم من بضاعة وطعام إلى الماء ، كهدية لهن ، وحينذاك يتركن السفينة تبحر ] .. وفعل القوم ما أراده منهم القبطان ، وخف وزن السفينة ، وارتفعت قليلا ، ثم انفعت خارج الدردور ، ونجت بنفسها ، وهذا هو أصل الأسطورة .
أما اليوم فلا بد أن ( سلامة وبناتها ) يقبعن خائفات في قعر البحر وهن يرين ناقلات النفط تبحر من هناك ، وناقلات الطائرات والجيوش الجبارة ترسو في مياه الخليج .
منــــــقــول