تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نماذج لمسلسلات أجنبية وعربية مقدمة في التلفاز وآثارها (2)



الخاتون
21-04-2012, 12:16 PM
لقد تمثل الغزو الفكري والثقافي الاستعماري عن طريق البرامج التلفازية والفيلم السينمائي وأفلام الفيديو كاسيت , وحقق توزيع الفيلم الأمريكي في السوق العالمي للتصدير أرباحا طائلة ووصل إلى المراتب الأولى في أسواق العالم الثالث هذا بالإضافة إلى أفلام الفيديو والمسلسلات التليفزيونية .
ولقد دفعت سيطرة الفيلم الأمريكي على الأسواق العالمية – خاصة سيطرة ( شركة فوكس القرن العشرين الأمريكية ) Twentieth Centhury Fox – الشركات السينمائية في أوروبا الغربية وخاصة في ألمانيا الاتحادية إلى اللجوء إلى مواجهة هذه الغلبة , بطرق عديدة قلبت موازين القيم والأخلاق وكانت من الأسباب الرئيسية لتدهور مضمون صناعة الثقافة خاصة في منتصف السبعينيات في أوروبا , فأنتجت أفلام الجنس والجريمة والعنف والرعب الي لاقت في تلك الفترة الأخيرة رواجا كبيرا .
" ولقد تبعت إيطاليا وفرنسا , ألمانيا الاتحادية في إنتاج تلك النوعية بغزارة ويكفي أن يشار إلى سلسلة أفلام ( ايمانييل ) 1, 2 , 3 Emmanuelle (1,2,3 ) ... الخ وهي إنتاج إيطالي وفرنسي مشترك . لقد جذبت هذه النوعية أنظار كبار المخرجين والمنتجين في أوروبا , مثل روجيه فاديم , وفيريري ... وغيرهم . ولقد حقق فيلم ( زوجة وفية ) Femme Fidele الذي مثلته بطلة مسلسل (ايمانييل ) سيلفيا كريستال إيرادات قياسية .
وقدمت تلك الفترة نوعية هابطة من أفلام الجنس والجريمة في إطار درامي جذاب وعقلية المشاهد النمطي أو المتلقي العادي .ولقد قفزت أرقام إنتاج تلك النوعية في ألمانيا الاتحادية بمفردها من 85 ألف نسخة فيلم فيديو وسينما في سنة 1978م إلى أكثر من مليون فيلم سينما وفيديو سنة 1982م . وأهم شركات إنتاج تلك النوعية في ألمانيا الاتحادية شركة جي . أم . إف G.M.F في الإنتاج وتوزيع الفيلم السينمائي والفيديو . "
وكانت أسواق دول العالم الثالث ومنها بلدان العالم العربي والإسلامي , ساحة جيدة ومربحة لترويج تلك النوعية من الأفلام عن طريق وسائل عديدة منها المستتر ومنها الظاهر , والإعلام المطبوع والمرئي المسموع التي أصبحت أخطر الأساليب المدمرة للقيم والعقول .

ثانيا : المسلسلات العربية :
يشيع في مجتمعنا العربي ويقدم في تلفازنا مجموعة من المسلسلات تدور معظم قصصها حول رجل مستقر في بيته , له سكرتيرة في العمل يحبها ويفكر في الزواج منها , وهي دون المستوى المادي للمدير المحترم , وتدور القصة على مكائد وتزوير وسوء في السلوك , وحول ضحية هي الزوجة الأولى , وحديث عن تعدد الزوجات وحلها بالطريقة الغربية والعقلية الكنسية , ثم تموت الزوجة الأولى , ويستيقظ ضمير السكرتيرة التي ترافق المدير فترة طويلة من الزمن وتقيم معه علاقات مشبوهة , ثم ترفض في النهاية الزواج منه .
وهناك مسلسلات تعرض دون حياء علاقات الرجل بالمرأة عبر مخادع النوم وثياب الإغراء الشفافة بأسلوب رخيص مبتذل , وهي صور لما يكتبه أمثال إحسان عبد القدوس , ونجيب محفوظ , ويوسف إدريس , لتكون هذه الأفلام بقصصها مصدر فساد كبير واضطراب عميق في نفوس جيل كامل من الشباب فتيات ورجالا , حيث لم نكلف أنفسنا ولو لمرة واحدة تقديم ما هو ذو هدف كريم أو على غير قاعدة الجنس , والكثير من هذه الأفلام بعيد عن واقعنا وأصالتنا , وخارج عن تقاليدنا يحول أن يغرس في نفوسنا ونفوس أبنائنا كل ما هو دعوة صريحة لهدم نظام المجتمع من خلال الاستهانة بقيمتنا وبكلمة أعم بديننا الإسلامي .

ثالثا : المسلسلات البدوية :
معظم هذه المسلسلات يصور حياة الصحراء وجانبا من عيش البدوي مع القوافل والقطعان والخيل والسيوف والكرم الأصيل, وجانب كبير منه يصور غدرا بالضيف وخيانة للزوج , وتآمر على شيخ القبيلة الذي غالبا ما يرافقه واحد من البلهاء الذين يأتمنهم على عرضه وبيته , ويكون له الدور الأهم والتأثير الأعظم في مسيرة المسلسل المزور الذي يمسح حياة البداوة ولا يظهر منها إلا السلبيات والصفحات السوداء .
بعد هذا العرض لواقع البرامج التلفازية في العالم العربي والإسلامي , يطرح التساؤل التالي :
لما هذا الانحراف والخروج عما هو مشروع ضمن الإطار الإسلامي ؟
لا شك أن هناك مجموعة من الأسباب تؤدي إلى هذه الأخطار والضعف في برامجنا , وتعود إلى ضعف الوازع الديني عند المشرفين على البرامج , وضعف ثقافتهم الإسلامية الواعية بحيث يميزون بين الخبيث والطيب , وقد يكون بعضهم اشباه مسلمين وممن تربوا على عين الاستعمار ويديه , وأمثال هؤلاء لا يتورعون عن وضع كل ما لديهم من خبث وفكر ودهاء وتخطيط , سعيا لتسميم أفكار المشاهدين , وخدمة لأغراض أسيادهم.
بالإضافة إلى نقص خبرة بعض هؤلاء المشرفين الفنيين , واعتماد الكثير منهم على ترجمات حرفية لأعمال غربية لا تمثل واقعنا وكثيرا ما تتعارض مع قيمنا , ثم لا بد من الإشارة إلى نقص في وعي وثقافة نسبة كبيرة من جمهور المشاهدين الذين يستطيعون إبداء النصيحة الراشدة والضغط المؤثر على المشرفين في التلفاز .



يتبع