الخاتون
25-04-2012, 02:53 PM
نظرية التنفيس :
نحن لا نتفق مع هذه التبريرات الخاطئة , ونرفض كذلك نظرية التنفيس القائلة بأن الطفل الذي يشاهد مناظر العنف والجريمة ينفس عما في دخيلته من مشاعر عدوانيته ويحس بعد المشاهدة , وهي نظرية مأخوذة عن فكرة الفيلسوف اليوناني ( ارسطو) بشأن المسرح وفن الدراما , على اعتبار أن المسرحيات الراقية الرفيعة تؤدي على تطهير المشاهدين من نوازع الشر , حيث أن المعاناة التي يمر بها المتفرج وتخوضها نفسيته من خلال المشاهدة تؤدي إلى حالة من التطهير النفسي أو التنفيس عن الانفعالات فيخرج المتفرج من المسرحية وقد شعر بالراحة وأحس بالطمأنينة والثقة وهكذا – ونفس الطريقة – يشعر الطفل بعد مشاهدة المناظر العدوانية الخيالية بأن غضبه قد خف , وانفعاله قد هدأ , وأنه قد تخلص من مشاعره العدوانية واتجاهاته الشرسة .
ولكننا لا نتفق مع هذه الآراء بالنسبة للتلفزيون , ذلك أن التجارب العلمية التي أجريت مؤخرا تؤكد أن التعرض للأفلام العدوانية ذات المضمون العنيف لا بد أن تولد عنفا وعدوانا , كما أن تعرض الأطفال للمضمون العدواني يحرك فيهم الرغبة العدوانية , وتشير الأبحاث العلمية ايضا إلى أن الاطفال الذين يتعرضون لأفلام فيها عنف لا يغيرون معتقداتهم بأن العنف ليس صوابا, رغم أن الفيلم قد يذكر ذلك بصراحة , بل بأنه يحتمل أن يتذكر الاطفال السلوك العنيف , عندما يحتاجون إلى مواجهة موقف معين .وليس هذا ما يؤيد الرأي القائل بأن الاطفال المحترفين جدا هم الذين يتأثرون بمضمون الفيلم العدواني ... فالاطفال الأسوياء الذين يشاهدون أفلاما فيها عنف يقلدون تلك النماذج في طريقة لعبهم . كذلك وجدت الباحثة البريطانية ( هملوايت ) في بحثها الذي كلفتها به هيئة الاذاعة البريطانية والذي نشرته في كتابها بعنوان ( التلفزيون والطفل ) أن برامج العنف تثير العنف , وجدت أيضا أن هذه الافلام تعلم درسا من جانب واحد فقط , وهو أن انتهاك القانون والنظام ضار , دون تقديم الحل الايجابي .
التأثير التراكمي :
اكتشفت ( هملوايت ) أن إدخال القناة التجارية على التلفزيون في بريطانيا قد أثر على تجميد أذواق الأطفال , لأنهم أخذوا يتعرضون لبرامج ذات صيغة واحدة تلح على الجوانب التسويقية وتتخذ إلى ذلك برامج ترفيهية خفيفة , مما جعل أذواقهم تسير على وتيرة واحدة جامدة في إيقاع رتيب , في حين أن أذواقهم كانت تتسم بالمرونة في حالة وجود قناة واحدة فقط .
وتتجه الدراسات والبحوث الجديدة في أوربا وأمريكا إلى أن التلفزيون يفزع الأطفال الصغار أكثر من الوسائل الإعلامية التقليدية , والمعروف أن الطفل يكون مشدوها بالصورة التي يراها وهي تتحرك أمامه بطريقة جذابة وإن كان يخفف من هذا التأثير أحيانا الشعور بالدفء العائلي مع حضور أشخاص كبار .
ويشعر الطفل بالفزع من المخاوف والظلام والوحدة , والمواقف الرهيبة , والنهايات التعسة , والأحكام القاسية الظالمة ... ومما لا شك فيه أن الرعب يؤدي إلى القلق والكوابيس والنوم المنقطع وأحلام اليقظة والأحكام المرعبة .
ومن المؤكد أن هناك تأثيرا كافيا يستمر مدة طويلة في نفس الطفل نتيجة للتأثير التراكمي لبرامج التلفزيون .. ولا شك أن تكرار البرامج التي تقدم نفس الفكرة بتنويع بسيط تحدث تأثيرا كبيرا .. والمهم أن التأثير التراكمي هو عبارة عن سلسلة من الترسبات الناجمة عن الأفلام والبرامج المتتالية , وفي نهاية الأمر يصبح التأثير عميقا قويا .
فالتأثير التراكمي يترك بصماته على شخصية الطفل إذا تكررت القيم في برامج متتالية وإذا كان الأسلوب الدرامي يثير استجابات عاطفية , وإذا كانت القيم التي ترتبط باحتياجات الطفل مباشرة ترتبط أيضا باهتمامه , ولا سيما إذا كان الطفل محروما من مجموعة القيم الدينية التي توجهه وترشده وتأخذ بيده والتي يستقبلها من أسرته ومدرسته .
يتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبـــــ ــــــــــــع
نحن لا نتفق مع هذه التبريرات الخاطئة , ونرفض كذلك نظرية التنفيس القائلة بأن الطفل الذي يشاهد مناظر العنف والجريمة ينفس عما في دخيلته من مشاعر عدوانيته ويحس بعد المشاهدة , وهي نظرية مأخوذة عن فكرة الفيلسوف اليوناني ( ارسطو) بشأن المسرح وفن الدراما , على اعتبار أن المسرحيات الراقية الرفيعة تؤدي على تطهير المشاهدين من نوازع الشر , حيث أن المعاناة التي يمر بها المتفرج وتخوضها نفسيته من خلال المشاهدة تؤدي إلى حالة من التطهير النفسي أو التنفيس عن الانفعالات فيخرج المتفرج من المسرحية وقد شعر بالراحة وأحس بالطمأنينة والثقة وهكذا – ونفس الطريقة – يشعر الطفل بعد مشاهدة المناظر العدوانية الخيالية بأن غضبه قد خف , وانفعاله قد هدأ , وأنه قد تخلص من مشاعره العدوانية واتجاهاته الشرسة .
ولكننا لا نتفق مع هذه الآراء بالنسبة للتلفزيون , ذلك أن التجارب العلمية التي أجريت مؤخرا تؤكد أن التعرض للأفلام العدوانية ذات المضمون العنيف لا بد أن تولد عنفا وعدوانا , كما أن تعرض الأطفال للمضمون العدواني يحرك فيهم الرغبة العدوانية , وتشير الأبحاث العلمية ايضا إلى أن الاطفال الذين يتعرضون لأفلام فيها عنف لا يغيرون معتقداتهم بأن العنف ليس صوابا, رغم أن الفيلم قد يذكر ذلك بصراحة , بل بأنه يحتمل أن يتذكر الاطفال السلوك العنيف , عندما يحتاجون إلى مواجهة موقف معين .وليس هذا ما يؤيد الرأي القائل بأن الاطفال المحترفين جدا هم الذين يتأثرون بمضمون الفيلم العدواني ... فالاطفال الأسوياء الذين يشاهدون أفلاما فيها عنف يقلدون تلك النماذج في طريقة لعبهم . كذلك وجدت الباحثة البريطانية ( هملوايت ) في بحثها الذي كلفتها به هيئة الاذاعة البريطانية والذي نشرته في كتابها بعنوان ( التلفزيون والطفل ) أن برامج العنف تثير العنف , وجدت أيضا أن هذه الافلام تعلم درسا من جانب واحد فقط , وهو أن انتهاك القانون والنظام ضار , دون تقديم الحل الايجابي .
التأثير التراكمي :
اكتشفت ( هملوايت ) أن إدخال القناة التجارية على التلفزيون في بريطانيا قد أثر على تجميد أذواق الأطفال , لأنهم أخذوا يتعرضون لبرامج ذات صيغة واحدة تلح على الجوانب التسويقية وتتخذ إلى ذلك برامج ترفيهية خفيفة , مما جعل أذواقهم تسير على وتيرة واحدة جامدة في إيقاع رتيب , في حين أن أذواقهم كانت تتسم بالمرونة في حالة وجود قناة واحدة فقط .
وتتجه الدراسات والبحوث الجديدة في أوربا وأمريكا إلى أن التلفزيون يفزع الأطفال الصغار أكثر من الوسائل الإعلامية التقليدية , والمعروف أن الطفل يكون مشدوها بالصورة التي يراها وهي تتحرك أمامه بطريقة جذابة وإن كان يخفف من هذا التأثير أحيانا الشعور بالدفء العائلي مع حضور أشخاص كبار .
ويشعر الطفل بالفزع من المخاوف والظلام والوحدة , والمواقف الرهيبة , والنهايات التعسة , والأحكام القاسية الظالمة ... ومما لا شك فيه أن الرعب يؤدي إلى القلق والكوابيس والنوم المنقطع وأحلام اليقظة والأحكام المرعبة .
ومن المؤكد أن هناك تأثيرا كافيا يستمر مدة طويلة في نفس الطفل نتيجة للتأثير التراكمي لبرامج التلفزيون .. ولا شك أن تكرار البرامج التي تقدم نفس الفكرة بتنويع بسيط تحدث تأثيرا كبيرا .. والمهم أن التأثير التراكمي هو عبارة عن سلسلة من الترسبات الناجمة عن الأفلام والبرامج المتتالية , وفي نهاية الأمر يصبح التأثير عميقا قويا .
فالتأثير التراكمي يترك بصماته على شخصية الطفل إذا تكررت القيم في برامج متتالية وإذا كان الأسلوب الدرامي يثير استجابات عاطفية , وإذا كانت القيم التي ترتبط باحتياجات الطفل مباشرة ترتبط أيضا باهتمامه , ولا سيما إذا كان الطفل محروما من مجموعة القيم الدينية التي توجهه وترشده وتأخذ بيده والتي يستقبلها من أسرته ومدرسته .
يتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبـــــ ــــــــــــع