الخاتون
18-03-2015, 04:49 PM
كنا في جلسة ضمت صديقات عربيات وفرنسيات ، حين تطرق الحديث إلى دراسة الأبناء وإلى احتمالات عثورهم على وظائف تناسب تخصصاتهم الجامعية .
وقد كانت الحاضرات يتبارين في الشكوى من الأزمة الاقتصادية التي قطعت الطريق على أحلام الشباب وجعلت صاحب " الماستر " يقبل بأن يعمل في مطعم للوجبات السريعة .
كل واحدة منا كانت تتحدث عن دراسة أبنائها ، فهذا يدرس الهندسة وتلك تتخصص في تصميم الأجهزة الطبية وثالث يحلم بأن يكون منقبا عن الآثار القديمة .
ثم أخذت الكلام امرأة فرنسية أتعرف عليها للمرة الأولى ، فقالت إن ابنها يعمل في سيرك متنقل ويتجول بين مدن أوروبا ، كل أسبوع في مدينة .
سألتها : " هل هو مروض حيوانات ؟ " .
ردت : " بل هو بهلوان .. يتقافز في مشيته وينط على الحبال ويصعد السلالم بالمقلوب ، على يديه ، ويضع على أنفه كرة حمراء من النوع الذي يستخدمه المهرجون لاضحاك الأطفال واسعادهم " .
سكتنا جميعا وفتحنا الأعين من الدهشة . لكن الصديقة الجديدة واصلت الكلام قائلة إن ابنها يحمل شهادة عليا وقد تخرج بدرجة امتياز من كلية علوم السيرك في جامعة باريس .
كأن ألسنتنا قد انطلقت من احتباسها ، فصرخنا كلنا دفعة واحدة : " كليه علوم السيرك ؟ " .
ذلك أننا لم نكن قد سمعنا بوجود هذا النوع من الدراسات . لكن المتحدثة أكدت أنه فرع جديد لم يمض على افتتاحه سوى خمس سنوات .
لم تكن تلك هي المفاجأة الوحيدة ، فقد مضت المرأة نفسها تحدثنا عن ابنتها التي تدرس في المرحلة الثانوية .
إنها لا تميل كثيرا إلى دراسة مقررات الكيمياء ، والفيزياء لكنها مجبرة عليها لأنها تنوي دخول كلية العلوم .
ولموازنة علاماتها والحصول على معدل جيد ، فإن المدرسة تتيح للطلاب دراسة عدد من الموضوعات " الحديثة " التي تستهوي الشباب ، إلى جانب الدروس " الثقيلة " .
ماذا اختارت ابنتها ؟
إنها لا تميل إلى صناعة الخزف ولا إلى تعلم لغة الإشارة ، لذلك سجلت في صف " السيرف " ، أي التزحلق على الأمواج بلوح خشبي .
إن العلامة التي ستحصل عليها ليست أقل أهمية من علامة الرياضيات والفيزياء .
إنني أصدق كل ما قالته الصديقة الفرنسية ، على الرغم من أن عقلي مازال لا يستوعب هذا الانفتاح الذي يسمح لكل شاب أن يمارس ما يحب ، حتى لو صار مهرجا .
وقد كانت الحاضرات يتبارين في الشكوى من الأزمة الاقتصادية التي قطعت الطريق على أحلام الشباب وجعلت صاحب " الماستر " يقبل بأن يعمل في مطعم للوجبات السريعة .
كل واحدة منا كانت تتحدث عن دراسة أبنائها ، فهذا يدرس الهندسة وتلك تتخصص في تصميم الأجهزة الطبية وثالث يحلم بأن يكون منقبا عن الآثار القديمة .
ثم أخذت الكلام امرأة فرنسية أتعرف عليها للمرة الأولى ، فقالت إن ابنها يعمل في سيرك متنقل ويتجول بين مدن أوروبا ، كل أسبوع في مدينة .
سألتها : " هل هو مروض حيوانات ؟ " .
ردت : " بل هو بهلوان .. يتقافز في مشيته وينط على الحبال ويصعد السلالم بالمقلوب ، على يديه ، ويضع على أنفه كرة حمراء من النوع الذي يستخدمه المهرجون لاضحاك الأطفال واسعادهم " .
سكتنا جميعا وفتحنا الأعين من الدهشة . لكن الصديقة الجديدة واصلت الكلام قائلة إن ابنها يحمل شهادة عليا وقد تخرج بدرجة امتياز من كلية علوم السيرك في جامعة باريس .
كأن ألسنتنا قد انطلقت من احتباسها ، فصرخنا كلنا دفعة واحدة : " كليه علوم السيرك ؟ " .
ذلك أننا لم نكن قد سمعنا بوجود هذا النوع من الدراسات . لكن المتحدثة أكدت أنه فرع جديد لم يمض على افتتاحه سوى خمس سنوات .
لم تكن تلك هي المفاجأة الوحيدة ، فقد مضت المرأة نفسها تحدثنا عن ابنتها التي تدرس في المرحلة الثانوية .
إنها لا تميل كثيرا إلى دراسة مقررات الكيمياء ، والفيزياء لكنها مجبرة عليها لأنها تنوي دخول كلية العلوم .
ولموازنة علاماتها والحصول على معدل جيد ، فإن المدرسة تتيح للطلاب دراسة عدد من الموضوعات " الحديثة " التي تستهوي الشباب ، إلى جانب الدروس " الثقيلة " .
ماذا اختارت ابنتها ؟
إنها لا تميل إلى صناعة الخزف ولا إلى تعلم لغة الإشارة ، لذلك سجلت في صف " السيرف " ، أي التزحلق على الأمواج بلوح خشبي .
إن العلامة التي ستحصل عليها ليست أقل أهمية من علامة الرياضيات والفيزياء .
إنني أصدق كل ما قالته الصديقة الفرنسية ، على الرغم من أن عقلي مازال لا يستوعب هذا الانفتاح الذي يسمح لكل شاب أن يمارس ما يحب ، حتى لو صار مهرجا .