تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطفل المتهم



الخاتون
26-03-2015, 02:56 PM
منذ الهجوم على صحيفة " شارلي إبدو " والأجواء ملغومة في باريس .
اليهود يقولون إنهم خائفون من اعتداءات لاحقة وبينهم من يحزم حقائبه ويهرب إلى " إسرائيل " طلبا للأمان .

أليس نتنياهو من شجعهم على ذلك ودعاهم لترك فرنسا و فتح لهم الأحضان واسعة وكأن الأرض أرضه ولم يحتلها غصبا ؟
والمسلمون في فرنسا خائفون أيضا . ولا تكفي خطابات التطمين والدعوات وتصريحات المسؤولين عن ضرورة عدم الخلط بين الإسلام وبين الإرهاب .

إن الخطاب الرسمي في واد ونشاط جماعات اليمين المتطرف في واد يشبه المرجل الذي يغلي وينذر بشرور آتية لا ريب فيها .
في عز هذا الجو المشحون ، استدعت الشرطة في مدينة " نيس " طفلا من أصل عربي مع والده للاستماع إلى أقوالهما بشأن تأييد الهجوم على صحيفة " شارلي إبدو " .

وحسب المحققين فإن أحمد ، التلميذ في الصف الثاني الابتدائي والبالغ من العمر 8 سنوات ، رفض الالتزام بالوقوف دقيقة حدادا تضامنا مع ضحايا العملية .

ونقلت وسائل الإعلام عن التلميذ قوله أمام رفاقه : " أنا لست شارلي .. أنا مع الإرهابيين " .
وعلى الرغم من صغر سن التلميذ فإن خبر تمرده احتل نشرات الأخبار وكأن السلطات ألقت القبض على مجرم شديد الخطورة .

ثم وقف محامي الأسرة أمام الصحافة ليصب الزيت على النار ويقول إن والد الطفل أحمد قد تقدم بشكوى ضد مدير المدرسة لأنه صفع التلميذ المصاب بداء السكري وحرمه من جرعة دواء " الأنسولين " اليومية الضرورية .

ومن جهتها ، أوضحت وزارة التربية الوطنية أن المدرسة أبلغت إدارة حماية الطفولة بالتصرف الذي بدر عن التلميذ .
وهذا يعني أن أحمد يمكن أن يؤخذ من عائلته ويوضع في رعاية دار للأيتام لأن والده يسيء تربيته ويضع قدمه على درب الإرهاب .

سرعان ما تلقفت وسائلا الإعلام في بلادنا الخبر وقامت القيامة وظهرت عناوين بالبنط العريض من نوع " طفل في الثامنة يرهب فرنسا " .

كل ذلك قبل أن نفهم حقيقة ما حصل في تلك المدرسة الواقعة في جنوب البلاد .

ثم توضحت الأمور وقام صحفيون بما يفترض أن يقوموا به من إلقاء الضوء على الأحداث ، وتبين أن الاستدعاء كان موجها لوالد التلميذ ، وأن أبا أحمد رفض ما نقل من كلام على لسان ابنه وأكد أن عقيدته لا تسمح بقل الأبرياء .

بعد أيام تم استجواب طفل عربي ثان في التاسعة من العمر ، بتهمة امتداح الإرهاب ، أيضا .
ولم تقم القيامة هذه المرة لأن الصحافة أدت واجبها بشكل صحيح وبعيد عن الإثارة ، وكشفت أن التهمة كانت مفبركة بسبب خلافات جانبية بين التلاميذ .


لكن هذا لا يعني أن أوساط المهاجرين تخلو من آباء وأشقاء متطرفين يتفوهون بآراء ضارة ويورطون أبناءهم وأخوتهم الصغار في دوامة من الحيرة التي تحرمهم من التفاهم مع المجتمع الذي يعيشون فيه .