حواليكم
04-04-2015, 10:11 AM
بسم اللهِ الرَّحمنِ الرحيمِ
بَينما في طَريقي سائِرةٌ، ومجموعةٌ من الطالباتِ في بقعةٍ في الممرِ إذا بطالبةٍ من الصف الثَّاني عشر تأتي إليَّ على انفرادٍ، - بعدَ التَّحيَّةِ والسلامِ - أستاذة: هل توجدْ لديكِ نُسخٌ من كُتيبٍ لكِ؟ قلت لها: أيُّ كُتيبٍ؟ قالت: "رسالةٌ في الحيضِ للمبتدئاتِ"، قلت لها: حالياً لا توجدُ لديَّ نسخٌ احتياطية، سوى نسخةٌ واحدة، قالت: زميلاتي قدْ توزيعُه لهنَّ عندما كُنَّ في مدارسهنَّ السَّابقة، ونحن لم يتم توزيعهُ علينا في مدرستنا، وأردفتْ قائلة: أنا أحتاجه، ففيه معلومات لا أعرفها ولا تعرفُها أخواتي، كُلُنا لا نعرفها! فهل ستنسخون منه قريبا؟
وقد كُنّا قبل أرْبعِ سنواتٍ تقريباً وزّعنا على بعضِ المدارسِ التي بها المرحلةُ الإعداديةُ والثانويةُ – بنظامها السّابقِ – هذا الكتيب، وهؤلاءِ الطّالبات اللاتي هُنَّ اليومَ في المرحلة الثانويةِ معنا، بعضُهنَّ استلمَ والبعضُ الآخرُ لا!
http://www.khlgy.com/uploads/14281260301.jpg (http://www.khlgy.com/)
فما منشئو هذا الكتيب؟
قبل عدةِ سنواتٍ عندما كُنّا في زيارةٍ لأحدِ الأقارب، أخذتني إحدى بناتُهم على انفراد، وسألتني عن كيفية الغُسل من الحيض – وكانت هذه الطالبة على وشكِ إتمامِ المرحلةِ الثانوية - ، هذا الموقف حرَكَ في نفسي همةً للقيامِ بالواجب، هذه الطالبة متى وصلتْ سنَّ البلوغ؟ أقصى وصول البنت سنّ البلوغ في الخامسة عشرة، فأغلب البلوغ عندهنَّ من نهاية المرحلة الابتدائية وبداية المرحلة الإعدادية، السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ماذا عن الصلوات والصوم في السنوات المنصرمة وهذه الطالبة لا تعرف كيفيةَ الغُسلِ؟! من هُنا خرجَ هذا الكُتيب، علَّه يَسُدَّ فراغاً بين أوساطِ الطَّالبات، هذا لطالبات مدرستي، ومن تُسعفنا القدرةُ على إيصال الكُتيب لهنَّ، ولكن .. ماذا عن البقية المتبقية من الأعداد الهائلة للطالبات؟!
يا ترى .. من المُحاسب .. الوالدين؟ أم المدرسة؟ أم الطّالبة؟
بعضُ الآباءِ يقولونَ الأُمُّ هي المسؤولة عن توضيحِ هذه الأمور لابنتها، والأمُّ تقولُ: ابنتي تدرسُ في المدرسةِ، هناك يُعلمونهنَّ كُلَّ شيء، والمدرسةُ حال لسانها يقول: البيتُ والمدرسةُ يُكمِّلُ البعضُ الآخر، والطالبةُ تقول: لا أُمٌّ تُرشدُ، ولا مدرسةٌ نحو هذه الأمورِ توجّه! فمن أين لهذه الطالبة أن تعرف؟!
وزارة التربية والتعليم الموقرة .. إِنّي أرى وجوبَ قيامَ الوزارةِ بهذا التثقيف الدينيِّ بين أوساطِ الطَّالبات، خاصة في مدارس الحلقة الثانية، وما بعد الأساسيِّ، كأنْ يُصدر ملحقٌ في كتاب التربية الإسلامية في صفٍ من الصفوف، يمكنُ للطالبة من الاطلاع والتفقه في هذا الأمر، ويكون لهنَّ مرجعاً في أيِّ وقت! خاصةً وأنّ للوزارةِ حِراكٌ طيبٌ بتعيين مرشداتٍ دينياتٍ في المدارس، لِنلقى اللهَ ونحن نملكُ الجوابَ لسؤالِ الله لنا عنْ دورنا تجاه هؤلاءِ الطّالبات! أمهاتُ مُستقبلِ هذه الأمة، فإنَّ الجهلَ ممتدُّ!
فعلى سبيل المثال، مرة .. كنت أتوضأُ للصلاةِ في دورةِ المياه بالجامعة، رأيت طالبةً جامعيةً – على مشارف أنْ تُصبحَ أمّاً – تغسلُ الرِّجلَ اليسرى قبل اليُمنى، التفتُ إليها راجعةً أصحيحٌ ما رأيت؟! قلت لها: اليُمين ثم اليسار، قالت وقد استدركت نفسها: نسيت ! وغيرها من العجائب في الوضوء، جهلٌ أحياناً، وتساهلٌ أحياناً أخرى! أقول إن كان الوضوء والصلاة يدرسها الطالبُ في المدرسة وهذا حال الكثيرين منهم، فماذا نقول عن الذي لم يدرسوه وهو من أساسيات العبادة؟!
مرة .. كنّا قد حضرنا تصبوحة عُرس إحدى القريبات، وجرى حديثٌ حولَ الغُسلِ من الجنابةِ، وكانتِ العروسُ لم تغسل شعرها، ظنّاً منها أنه غير واجبٌ!
يا ترى .. هل فاقدُ الشيءِ يُعطيه ؟!
كيف ستُعطي هذه الأمُّ لأبنائها تربيةً دينيةً صحيحةً تضمنُ بها نجاتهم من النّار وهي بنفسها لا تعرف ذلك؟!
نحتاجُ أن نُركّزّ على هذه الضرورياتِ الدّينية في المدارس بشكلٍ كبير، فما كل طالبٍ يسعى للبحث عن العلم من مصادره الأخرى، وما كل ناشئ تُسعفه الظروفُ ليحصل على تعليمٍ مُركَّزٍ في هذه الأمور، إذن .. المدرسة هي المحضن لذلك، المدرسة هي الفرصة ليتعلم الطالب هذه الأمور ويتم تبصيره ليهتم بها ويُحاسب عليها من قبل المدرسة، ويضمن المعلم أنّ الطّالب قد فهمَ وأتقن، هنا .. تنتقل المسؤولية على الطالب ليحافظ على ما تعلمه،
وعلى الوالدين في الأسرة أن يعيا جيداً أن المدرسةَ لا تُعلّم الطالبَ كلَّ شيء، فيقع الطالبُ ضحيّة الاتكال بين أطراف المسؤولين عن تربيته من بيتٍ ومدرسة، وأن يتعهدا ما يتعلمه ولدهم ؛ ابناً كان أم بنتاً – بالرعاية والاهتمام والمتابعة، فيرقبه كيف يتوضأ كيف يصلي، ويتأكد من معرفته وتطبيقه لكل ما هو ضروريٌ في عبادتهِ لربه، وإنّا نلحظُ اهتمام بعض الآباءِ والأمهاتِ بتحصيلِ أمور الدنيا على حسابِ أمور الدينِ، ظناً منهم أنهم قاموا بما يجبُ عليهم تجاه أولادهم، وما علموا أن سعادة الدنيا دونٍ دينٍ صحيحٍ يعبدُ المرءُ بهِ ربه على بصيرةٍ لا قيمةَ لها!
وفّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=630989&goto=newpost)
بَينما في طَريقي سائِرةٌ، ومجموعةٌ من الطالباتِ في بقعةٍ في الممرِ إذا بطالبةٍ من الصف الثَّاني عشر تأتي إليَّ على انفرادٍ، - بعدَ التَّحيَّةِ والسلامِ - أستاذة: هل توجدْ لديكِ نُسخٌ من كُتيبٍ لكِ؟ قلت لها: أيُّ كُتيبٍ؟ قالت: "رسالةٌ في الحيضِ للمبتدئاتِ"، قلت لها: حالياً لا توجدُ لديَّ نسخٌ احتياطية، سوى نسخةٌ واحدة، قالت: زميلاتي قدْ توزيعُه لهنَّ عندما كُنَّ في مدارسهنَّ السَّابقة، ونحن لم يتم توزيعهُ علينا في مدرستنا، وأردفتْ قائلة: أنا أحتاجه، ففيه معلومات لا أعرفها ولا تعرفُها أخواتي، كُلُنا لا نعرفها! فهل ستنسخون منه قريبا؟
وقد كُنّا قبل أرْبعِ سنواتٍ تقريباً وزّعنا على بعضِ المدارسِ التي بها المرحلةُ الإعداديةُ والثانويةُ – بنظامها السّابقِ – هذا الكتيب، وهؤلاءِ الطّالبات اللاتي هُنَّ اليومَ في المرحلة الثانويةِ معنا، بعضُهنَّ استلمَ والبعضُ الآخرُ لا!
http://www.khlgy.com/uploads/14281260301.jpg (http://www.khlgy.com/)
فما منشئو هذا الكتيب؟
قبل عدةِ سنواتٍ عندما كُنّا في زيارةٍ لأحدِ الأقارب، أخذتني إحدى بناتُهم على انفراد، وسألتني عن كيفية الغُسل من الحيض – وكانت هذه الطالبة على وشكِ إتمامِ المرحلةِ الثانوية - ، هذا الموقف حرَكَ في نفسي همةً للقيامِ بالواجب، هذه الطالبة متى وصلتْ سنَّ البلوغ؟ أقصى وصول البنت سنّ البلوغ في الخامسة عشرة، فأغلب البلوغ عندهنَّ من نهاية المرحلة الابتدائية وبداية المرحلة الإعدادية، السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ماذا عن الصلوات والصوم في السنوات المنصرمة وهذه الطالبة لا تعرف كيفيةَ الغُسلِ؟! من هُنا خرجَ هذا الكُتيب، علَّه يَسُدَّ فراغاً بين أوساطِ الطَّالبات، هذا لطالبات مدرستي، ومن تُسعفنا القدرةُ على إيصال الكُتيب لهنَّ، ولكن .. ماذا عن البقية المتبقية من الأعداد الهائلة للطالبات؟!
يا ترى .. من المُحاسب .. الوالدين؟ أم المدرسة؟ أم الطّالبة؟
بعضُ الآباءِ يقولونَ الأُمُّ هي المسؤولة عن توضيحِ هذه الأمور لابنتها، والأمُّ تقولُ: ابنتي تدرسُ في المدرسةِ، هناك يُعلمونهنَّ كُلَّ شيء، والمدرسةُ حال لسانها يقول: البيتُ والمدرسةُ يُكمِّلُ البعضُ الآخر، والطالبةُ تقول: لا أُمٌّ تُرشدُ، ولا مدرسةٌ نحو هذه الأمورِ توجّه! فمن أين لهذه الطالبة أن تعرف؟!
وزارة التربية والتعليم الموقرة .. إِنّي أرى وجوبَ قيامَ الوزارةِ بهذا التثقيف الدينيِّ بين أوساطِ الطَّالبات، خاصة في مدارس الحلقة الثانية، وما بعد الأساسيِّ، كأنْ يُصدر ملحقٌ في كتاب التربية الإسلامية في صفٍ من الصفوف، يمكنُ للطالبة من الاطلاع والتفقه في هذا الأمر، ويكون لهنَّ مرجعاً في أيِّ وقت! خاصةً وأنّ للوزارةِ حِراكٌ طيبٌ بتعيين مرشداتٍ دينياتٍ في المدارس، لِنلقى اللهَ ونحن نملكُ الجوابَ لسؤالِ الله لنا عنْ دورنا تجاه هؤلاءِ الطّالبات! أمهاتُ مُستقبلِ هذه الأمة، فإنَّ الجهلَ ممتدُّ!
فعلى سبيل المثال، مرة .. كنت أتوضأُ للصلاةِ في دورةِ المياه بالجامعة، رأيت طالبةً جامعيةً – على مشارف أنْ تُصبحَ أمّاً – تغسلُ الرِّجلَ اليسرى قبل اليُمنى، التفتُ إليها راجعةً أصحيحٌ ما رأيت؟! قلت لها: اليُمين ثم اليسار، قالت وقد استدركت نفسها: نسيت ! وغيرها من العجائب في الوضوء، جهلٌ أحياناً، وتساهلٌ أحياناً أخرى! أقول إن كان الوضوء والصلاة يدرسها الطالبُ في المدرسة وهذا حال الكثيرين منهم، فماذا نقول عن الذي لم يدرسوه وهو من أساسيات العبادة؟!
مرة .. كنّا قد حضرنا تصبوحة عُرس إحدى القريبات، وجرى حديثٌ حولَ الغُسلِ من الجنابةِ، وكانتِ العروسُ لم تغسل شعرها، ظنّاً منها أنه غير واجبٌ!
يا ترى .. هل فاقدُ الشيءِ يُعطيه ؟!
كيف ستُعطي هذه الأمُّ لأبنائها تربيةً دينيةً صحيحةً تضمنُ بها نجاتهم من النّار وهي بنفسها لا تعرف ذلك؟!
نحتاجُ أن نُركّزّ على هذه الضرورياتِ الدّينية في المدارس بشكلٍ كبير، فما كل طالبٍ يسعى للبحث عن العلم من مصادره الأخرى، وما كل ناشئ تُسعفه الظروفُ ليحصل على تعليمٍ مُركَّزٍ في هذه الأمور، إذن .. المدرسة هي المحضن لذلك، المدرسة هي الفرصة ليتعلم الطالب هذه الأمور ويتم تبصيره ليهتم بها ويُحاسب عليها من قبل المدرسة، ويضمن المعلم أنّ الطّالب قد فهمَ وأتقن، هنا .. تنتقل المسؤولية على الطالب ليحافظ على ما تعلمه،
وعلى الوالدين في الأسرة أن يعيا جيداً أن المدرسةَ لا تُعلّم الطالبَ كلَّ شيء، فيقع الطالبُ ضحيّة الاتكال بين أطراف المسؤولين عن تربيته من بيتٍ ومدرسة، وأن يتعهدا ما يتعلمه ولدهم ؛ ابناً كان أم بنتاً – بالرعاية والاهتمام والمتابعة، فيرقبه كيف يتوضأ كيف يصلي، ويتأكد من معرفته وتطبيقه لكل ما هو ضروريٌ في عبادتهِ لربه، وإنّا نلحظُ اهتمام بعض الآباءِ والأمهاتِ بتحصيلِ أمور الدنيا على حسابِ أمور الدينِ، ظناً منهم أنهم قاموا بما يجبُ عليهم تجاه أولادهم، وما علموا أن سعادة الدنيا دونٍ دينٍ صحيحٍ يعبدُ المرءُ بهِ ربه على بصيرةٍ لا قيمةَ لها!
وفّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=630989&goto=newpost)