تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الهوية الضائعة



حواليكم
13-04-2015, 01:00 PM
مواهب طالبات مدرسة الدقم للتعليم الاساسي
نوع المشاركة /مقال بعنوان الهوية الضائعة
اسم الطالب /كائنات شهر زاد الهاشمي
الصف/الحادي عشر
مشاركة في نشاط /الفنون الادبية


الهويةالضائعة




اللغة أساس وحدة الأمة، ومُستودع حضارتها، و مرآة فِكرها .ففي إطارها يتم تفاعل الأفكار، و في نظام رموزها يتم التعبير عن التنظيم الكامل لحياة الحضارات و أنماط أفكارها. و اللغة ذات صلة وطيدة بالمجتمع الذي تمارس في أدوارها و وظائفها، تزدهر بازدهاره، و تتأثر بحياته الاجتماعية و الثقافية والاقتصادية، و تؤثر في سلوك أبنائه و طرائق تفكيرهم.

و اللغة العربية تمتاز عن سائر اللغات بمكانه فريدة، و منزلة سامية؛ فهي لغة القرآن الكريم، فعندما نقرأ القرآن عن حفظ نتلذّذ به وبمفرداته، و هي لسان النبوّة، ثم هي –بعد ذلك- لغة فِكر إسلامي بنوره ،و هي لغة الضاد التي تواردت على حياضها أممٌ كثيرة ناهِلة من علومها سنين عديدة.

و نحن نعْلم إن لا حياة لأمة من دون لغة ،و أن إنقاذ اللغة هو إنقاذ للهوية ، فأنه من اللازم طرح سؤال:
ما مستقبل اللغة العربية؟ وماذا عساه أن يكون في السنوات العشرين المُقبلة؟
سؤال لم يعرف جوابهُ بعد...
اللغة العربية في خطر حقيقي يجب علينا نحن أبنائها أن نقتل ذلك الخطر الحقيقي الذي يداهمها ولا ننتظر غيرنا ليُدافع عنها.

إذا كانت الحضارة المادية للعرب قد توار تمع زوال عاد و ثمود فإن الحضارة الفكرية لهم قد بقيت مع العرب الباقية لغة تحمل كنزاً من الفكر و المشاعر و الخبرة الإنسانية لا تعدلها حضارةٌ ماديةٌ مهما عظم آثارها.

و لقد تعهّد العرب الأولون لغتهم بالتهذيب و التطوير تلبية لحاجاتهم المادية و المعنوية حتى غدت أعظم لغة في الوجود، وكفى دليلا على ذلك أنها وسعت كتاب الله المعجز

و اليوم نرى تلك اللغة العبقرية تستصرخ أبنائها لتدفع عن نفسها ما ألصق بها زوراً من العجز عن تلبية حاجات العصر. فهل من مجيب؟

إن الموضوع بين أيدينا يمثل دفاعاً عن العربية و اتهاماً لأبنائها بالتقصير في حقها، و تتصل بهذه المشكلة بعض القضايا اللغوية التي ما زالت مناط اهتمام العلماء و الباحثين، و هي:

مشكلة اللهجة العامية مشكلة لا تخلو من تعقيد، إذ يصعب رفض هذه اللهجة رفضا قاطعا لأنها لغة حياتنا اليومية، يتحدث بها الصغير و الكبير فيما يتعلق بحاجاتهم في مختلف نواحي الحياة. و يبدو أن بعض الناس توسع في ذلك، فأخذ يكتب معبرا عما في نفسه شعراً و نثراً بالعامية، و و إنما فيما يكتبه الكتاب والصحفيون وفيما ينطقه الإذاعيون والإعلاميون ، فهم لا يكادون يلمون بقواعد ومبادئ النحو والصرف، و أنه بذلك يعبر عن فئة كبيرة من الناس، مما جعل بعض الصحف تفرد صفحات لهذا اللون من التعبير والتفكير. و مع هذا فإنه لا يجوز لنا أن نترك هذه اللهجة في نمو مطرد لأن في ذلك خطرا على لغة القرآن، كما أن تعزيزها أقوى وسيلة لتفتيت كيان هذه الأمة، و قد أدرك أعداء الأمة العربية هذا الأمر فبادروا إلى الدعوة لاصطناع اللهجة العامية معتمدين على امتزاجها بالحياة اليومية.

و يستشهد بعض أرباب هذا الاتجاه على ضعف اللغة العربية في مجالات العلمية أيضا، حيث يقولون: "إن اللغة العربية لا ترضى مثقفا في العصر الحاضر، و لا تخدم الأمة و لا ترتقيها، لأنها عاجزة عن نقل مئة من العلوم التي تصوغ المستقبل" لكن هذا ليس صحيحا؛ ألم تتمثل لغتنا العربية التراث العلمي و الفلسفي لأعرق الحضارات المعروفة؟ ثم ألم تسهم الحضارة العربية في نقل أفانين العلم إلى أوروبا؟...

إن اللغة العربية لا تتحمل مسؤولية تباطؤ الأمة العربية في اللحاق بركب التطور العلمي المعاصر، بل أبناء الأمة الناطقون بهاهم المسؤولون عن ذلك ،التقدم فهو مدمر بسببنا وراء إنجذابنا له ولكن يمكننا أن نستغلها في العكس! في ما يتعلق بإنقاذ اللغة العربية، فإن معالجة القضايا التي تعوق مسيرة اللغة العربية تقع على عاتق الأمة العربية؛ لذا يجب على العاملين المخلصين من أبنائها أن ينهجوا سياسة لغوية واضحة الهدف، تسهم في تنفيذها المؤسسات اللغوية و التعليمية و الإعلامية، وفق تخطيط علمي شامل، و برمجة دقيقة لتنظيم جهود هذه المؤسسات. و لضمان نجاح هذه الجهود يجب على الجهات الرسمية و المؤسسات الأهلية في الوطن العربي أن تتخذ القرارت السياسية الجريئة، منها السبل الكفيلة بإعادة الاعتبار للكتاب والقراءة وتعزيز اللغة والحفاظ عليها، فالمسألة تقع مسؤوليتها على الأسرة والمدرسة، فإذا تكاتفت وتكاملت جهودهما المشتركة في هذا الإطار وتم توجيه الطلبة نحو البرامج المفيدة والمهمة سيكون هناك تحول نحو الكتاب والقراءة. فنحن نعلم إن الأمم التي تقرأ و تعي ما تقرأ، و تستفيد مما تقرأ هي الأمم التي تعمل على تلافي ما وقعت فيه الأمم الأخرى من أخطاء.
إن في الحفاظ على اللغة الوطنية حفاظاً على الهوية الوطنية، و إن خدمة الأمة العربية تكون يتمثل لغتها القومية، ثم الأخذ باللغات الأجنبية الأخرى. أما أن يكون هناك تمسك باللغات الأخرى على حساب اللغة القومية فهذا أسلوب لا يلجأ إليه من أراد لهذه التخلف لا التقدم كما يدّعي.

إننا نفتح أبواب نهضتنا لسائر اللغات بشرط ألا تقتلعنا من جذورنا، فمن تعلم لغة قوم أمن مكرهم.

و لا ننسى إن هوية اللغة العربية لا تتوقف عند اللغة العربية بل طالت العديد من السلوكيات والأخلاقيات التي أصبحنا نلاحظها ونراها في حياتنا اليومية لكن هذا لا يجعلنا نأسف على لغة الضاد كونها لغة لها قيمتها ومكانتها ولا يمكن لأي كان أن يؤثر عليها فبدل ما نتخذ لغات بعيدة كلا لبعد عن لغتنا الأصلية علينا أن نحافظ على لغتنا وهويتنا العربية ونفتخر ونعتز بها خصوصا أننا في المقابل نسمع عن أشخاص يسعون جاهدين لتعلم هذه اللغة العريقة والتعرف على أمجادها وأصالتها وعلى رأسها القرآن الكريم الذي هو نواة لكل شخص يبحث عن العلم والمعرفة ومهما تحدثنا عن اللغة العربية فإننا لن نوافيها حقها كونها لغة الأمجاد والأجداد.










*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=633089&goto=newpost)