الخاتون
27-04-2015, 02:46 PM
مثل عرس كبير ، احتفلت فرنسا ، ومعها العالم ، بالذكرى السبعين لإنزال قوات الحلفاء على شاطئ النورماندي ، شمال غرب البلاد .
إنه أكبر هجوم من نوعه في التاريخ ، جاؤوا من البحر تحميهم طائرات في الجو ، واكتسحوا البر ومضوا يحررون المدن والقرى الفرنسية من الإحتلال الألماني ، وصولا إلى تحريرالعاصمة باريس .
جاء الرئيس الأمريكي أوباما لحضور المناسبة ، وحضرت ملكة بريطانيا أيضا ، ومعهما حشد من زعماء العالم ومئات الصحافيين ، كما دعيت مجموعة ممن بقي على قيد الحياة من قدامى المحاربين الذين جاؤوا إلى أرض المعركة التي خرجوا منها سالمين بما يشبه المعجزة .
ينتهي العرس وتأتي لحظة لملمة الصحون الفارغة والكؤوس المقلوبة وبقايا الأكل وباقات الأزهار الذابلة .
إن قدامى المحاربين ، هؤلاء المسنين الذين جاء عدد منهم يتوكأ على عكاز أو مدفوعا على كرسي متحرك ، لم يكونوا يبتسمون بشكل صاف بل تلتمع أعينهم ببقايا دموع معتقة .
لقد رأوا رفاقا لم يبلغوا العشرين بعد ، يحترقون بالقنابل أو يغرقون في مياه البحر ، في بلد يقع على مبعدة آلاف الأميال عن مساقط رؤوسهم .
عشرة آلاف وأربعمائة ضابط وجندي فقدوا حياتهم في الليلة الأولى للهجوم ، ومثلهم من جنود " العدو " ، الضحايا الألمان .
اليوم ، بعد العشرات من أفلام هوليوود التي مجدت بطولات الحرب العالمية الثانية ، تخرج أصوات وشهادات وصور مرعبة ومشاهد وثائقية عن الخراب الذي تسبب به إنزال القوات الأمريكية والبريطانية على الأرض الفرنسية .
لقد قصفوا المدن من الجو تمهيدا للزحف البري ومسحوا قرى كاملة من الخريطة وأبادوا الزرع والضرع في سبيل تحقيق الهدف السياسي . النصر أهم من أرواح البشر .
حين أزور منطقة النورماندي ، اليوم ، وأتجول ما بين مدنها وقراها وشواطئها السياحية الساحرة ، لا أستطيع منع أنفي من تشمم رائحة حريق سابق ، نسميها بلهجتنا العراقية " العطّاب " .
إن كل كازينوهات القمار ومطاعم السمك وثمار البحر وشرفات المقاهي الغارقة في الشمس أو المختبئة تحت المطريات من الرذاذ ...
كل هؤلاء السياح بثيابهم المتخففة وكاميراتهم ولغاتهم المتنوعة لا يمكن لهم التغطية على أنهار الدماء التي جرت هنا .
18 مليون قتيل من العسكر في الأطراف المتحاربة و 45 مليون ضحية بين المدنيين هي حصيلة جنون الحرب العالمية الثانية .
كم أما احترق قلبها ولم تعر أذنا صاغية لأغنية " أم البطل " ؟
إنه أكبر هجوم من نوعه في التاريخ ، جاؤوا من البحر تحميهم طائرات في الجو ، واكتسحوا البر ومضوا يحررون المدن والقرى الفرنسية من الإحتلال الألماني ، وصولا إلى تحريرالعاصمة باريس .
جاء الرئيس الأمريكي أوباما لحضور المناسبة ، وحضرت ملكة بريطانيا أيضا ، ومعهما حشد من زعماء العالم ومئات الصحافيين ، كما دعيت مجموعة ممن بقي على قيد الحياة من قدامى المحاربين الذين جاؤوا إلى أرض المعركة التي خرجوا منها سالمين بما يشبه المعجزة .
ينتهي العرس وتأتي لحظة لملمة الصحون الفارغة والكؤوس المقلوبة وبقايا الأكل وباقات الأزهار الذابلة .
إن قدامى المحاربين ، هؤلاء المسنين الذين جاء عدد منهم يتوكأ على عكاز أو مدفوعا على كرسي متحرك ، لم يكونوا يبتسمون بشكل صاف بل تلتمع أعينهم ببقايا دموع معتقة .
لقد رأوا رفاقا لم يبلغوا العشرين بعد ، يحترقون بالقنابل أو يغرقون في مياه البحر ، في بلد يقع على مبعدة آلاف الأميال عن مساقط رؤوسهم .
عشرة آلاف وأربعمائة ضابط وجندي فقدوا حياتهم في الليلة الأولى للهجوم ، ومثلهم من جنود " العدو " ، الضحايا الألمان .
اليوم ، بعد العشرات من أفلام هوليوود التي مجدت بطولات الحرب العالمية الثانية ، تخرج أصوات وشهادات وصور مرعبة ومشاهد وثائقية عن الخراب الذي تسبب به إنزال القوات الأمريكية والبريطانية على الأرض الفرنسية .
لقد قصفوا المدن من الجو تمهيدا للزحف البري ومسحوا قرى كاملة من الخريطة وأبادوا الزرع والضرع في سبيل تحقيق الهدف السياسي . النصر أهم من أرواح البشر .
حين أزور منطقة النورماندي ، اليوم ، وأتجول ما بين مدنها وقراها وشواطئها السياحية الساحرة ، لا أستطيع منع أنفي من تشمم رائحة حريق سابق ، نسميها بلهجتنا العراقية " العطّاب " .
إن كل كازينوهات القمار ومطاعم السمك وثمار البحر وشرفات المقاهي الغارقة في الشمس أو المختبئة تحت المطريات من الرذاذ ...
كل هؤلاء السياح بثيابهم المتخففة وكاميراتهم ولغاتهم المتنوعة لا يمكن لهم التغطية على أنهار الدماء التي جرت هنا .
18 مليون قتيل من العسكر في الأطراف المتحاربة و 45 مليون ضحية بين المدنيين هي حصيلة جنون الحرب العالمية الثانية .
كم أما احترق قلبها ولم تعر أذنا صاغية لأغنية " أم البطل " ؟