تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لطائف من معجزة الاسراء والمعراج وقصيدته بقلم جاسم القرطوبي



حواليكم
14-05-2015, 04:41 PM
لطائف الاسراء والمعراج وقصيدته بقلم:جاسم عيسى القرطوبي

قبل أن ينهمر القلم أهطل بأسمى التبريكات لحضرة السلطان قابوس المعظم وعماننا الحبيب وكل فرد على هذه الأرض الطيبة بمناسبة الاسراء والمعراج، وبعد فأتناول الذكرى العطرة مناقشا جوانبا مشرقة استفدتها بمجالستي أرباب الأدب والعلم ومتطرقا للطائف أقتطفها من هذه الأحداث.
إن معرفة (أيام الله)، والاعتبار بها، هو جزء من الدين، وجزء من رسالة الأنبياء ، وقد لفت ابن خلدون الأنظار إلى ما بين التاريخ والشريعة من وجوه الحكمة والاعتبار، فوضع كتاباً لأجل هذا الغرض سماه (كتاب العِبَر، وديوان المبتدأ والخبر، في أيام العرب والعجم والبربر) . وعليه من الآيات القرآنية التي تحث على الاعتبار وترغِّب بالادكار ما جاء في سياق خطاب موسى عليه السلام والحديث عن بني إسرائيل إذ يقول تعالى ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور صدق الله العظيم.
بدايةً دأب السلف والخلف على قول "الإسراء والمعراج" مع أن الصواب لغة الإسراء والعروج" لوجود مشاكلة بين اللفظين فالأول مصدر والثاني اسم آلة فالمعراج وهو اسم آلة ومعناه السُلَّم.
كما ذكر ابن منظور في اللسان: المعراج : السُلَّم ومنه ليلة المعراج.
وجاء في المعجم الوسيط أنه : ما عرج عليه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء.
وأصله ما جاء في رواية ابن إسحاق لحديث المعراج: فلما فرغت مما كان في بيت المقدس أُتي بالمعراج.
وقد ذكر لنا الشيخ حسن الفارسي – شفاه الله – لطيفة في ذكر المعراج حذفا رغم وجود الآيات الذاكرة للمعراج ضمنا فقوله سبحانه : ليلا رغم أن الاسراء لا يكون إلا بالليل ما ذلك إلا لمحذوف تقديره (وعرج به) ليلا وأما سبب ذكر المعراج ضمنا فلأن من سهل عليه تصديق قصة الاسراء فسيتدرج معه الفكر للتصديق بخبر المعراج ، فكما هو في شريف علمكم أن القاء الكلام في اللغة العربية على ثلاث مراحل:ابتدائي ، متوسط و نهائي ؛ فهنا نأتي بالمؤكدات على حسب قابلية المتلقي للتصديق وإرادتنا إقناعه ، ولأن بعض المفسرين ذهبوا الى أن سبب عدم ذكر المعراج ضمنا لأعجاز ينطق أن النبي الكريم لو كان هو كاتب القرآن او شاعره - كما كان يزعم اعدائه – لكتب فيه ما يشاء ويذكر المعراج بكافة الاوضاع التي ارادها كي يتم تصديقه بكل يسر وسهوله لكن النبي الاكرم ما هو إلا متلقِ الكتاب .
وذكر ابن المنير كما جاء في فتح الباري بشرح البخاري أن البراق اهتز طربا لملامسة ظهره جسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه بعد طول عهد امتطائه من ركوب سيدنا إبراهيم عليه السلام قد نما لعلمه أن نهاية صبره امتطاء خير الكائنات على الاطلاق له .وأقول: ليس هذا بغريب ففي قصة الجذع ونحيبه بعد أن ترجل عنه المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه لأكبر شاهد على ما ذكر ابن المنير من اهتزاز البراق .ولي في مثل هذه الأيام ذكرى وقعت لي في رواق مسجد سيدنا الحسين بمصر المؤمنة بأهل الله وكنت في مجمع ضم من العلماء والأدباء من ضم ، وإذ بدكتور مجيبا عن تساؤلي : لماذا اخترق المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه الحجب وانتهى جبرائيل عليه السلام عند سدرة المنتهى ؟ قائلا : يا بني ورد في الأثر نور النبي عليه الصلاة والسلام أصلٌ وكل الأشياء فرع لنور ذلك الأصل ولما كانت أنوار جبريل عليه السلام لها قدر محدود وأمد معدود صح لو تقدمت لاحترقت بخلاف نبينا عليه الصلاة والسلام فإن الفرعَ دخل في الأصل ولذلك قال الإمام النبهاني رحمه الله :
نورك الكل والورى أجزاء = يا نبيا من جنده الأنبياء
ثم ظهر لنا معنيان من معاني التعلق بالله تعالى والانتماء إليه بعبوديته الحق لا عبادة عبيد خوفا من ناره أو عبادة تجار طمعا في جنته ، إنه ذلك الحبُّ الذي سرى بين ضلوع المحبين ليسيطر على كيانهم ووجدانهم لينبع من قلب صادق أُمر وتأمر على كيان المحبين فلا يتحركون إلا بأمر حبيبهم ولا يفعلون إلا ما يرضي حبيبهم ورحم الله عن رابعة العدوية وهي تقول في هذا المعنى :
كلهم يعبدوك من خوف نـــــار = ويرون النجاة حظا جزيـــلا
أو بأن يسكنوا الجنان فيحظـوا = بقصور ويشربوا سلسبــــيـلا
ليس لي في الجنان والنار حظ = أنا لا أبتــــغي بحبــــي بديلا
قال العارف بالله أحمد البدوي : فتح باب الوصل بقوله تعالى ( بعبده) لمن أراد الوصول فليأتي لله بالعبودية الحق .نعم لقد أجاد القائل :
ومما زادنى فـخرا وتيــهــــا = وكدت بأخمصى أطـأ الثريا
دخولى تحت قولك يا عبادى = وأن أرسلت أحمد لــى نبـيا
والمعنى الثاني الذي يتجلى هنا هو لما كانت إرادة المصطفى جوار ربه أضافه الله تعالى إليه ، ورغم عدم انفكاك هذه الصفة عنه لما تعلقت إرادته بالخلق – قصد هدايتهم – أضافه الله إليهم بقوله : ما ضل صاحبكم وما غوى .
ومن لطائف معنى قولهم : الورد بحسب الوارد ثم يزداد الوارد بالورد عندما ننتبه إلى أن المصطفى عليه الصلاة والسلام ببداية المعجزة المباركة كان يسأل : ما هذا يا أخي يا جبريل ، ولما ارتقى به الحال أصبح يحدث قائلا : رأيتُ كذا وكذا. اللهم وفقنا لحسن التلقي منك حتى نتلقى منك كلمات نستغفرك بها فتغفر لنا أجمعين.
وأختم بقصيدة أرجو أن تنال قبولكم كما قد لاقت قبول صاحب عمل : سعاد وأخواتها فقد كتب عن كتاب نهج بردة كعب بن زهير وقد رفعني لدرجة أولئك الذين اقتطفوا الثريا بنهج بردة الصحابي كعب بن زهير رضي الله عنه.

إ
إليكِ عني فقلبي اليوم َمشـــغول ُ
بحب من قلبُهُ بالله موصـــــول ُ

المصطفى مَنْ له الآيات شاهدة ٌ
بأنه مِنْ إله الكون مرســــــولُ

حب ُّالنبيِّ طريق للنعيم أُخــــي
وذكرهُ مغنم ٌ للناس مأمـــــــول

ومدحه مكسب العاصـــين قاطبة ً
وقد أتانا بذا نــص ٌ وتـــــنزيلُ

يطيب للشعرا نظم القريض لــهُ
لأنه للحشا والروح إكلـــــــــيلُ

سل ْ عنه يا صاح شمس العالمين تر َ
من وجههِ للضحى والبدر تكمـــــــيلُ

غوث اليتامى وهاد القلب من ظلم ٍ
والخير ُ من بابــه لــلكل مبــــذولُ

والجذع حن َّ له والضـــبُّ خاطبه
وجاءه من إله العرش جبريـــــل

واهتز َّ من طرب ٍ ذاك البراق لــه
وفي البخاريِّ قول فيـــــه معسولُ

والله ُ أسرى به ليلا إلــــــى حرم ٍ
ثم راتقى سبع طِبق ٍ وَهْـــو محمولُ

يا قلب ُ بالمجتبى لذ واسألن مددا
فأنــــــت بالمصطفى تالله مقــبولُ

يا سيدي يا أبا الزهراء يا سندي
عبد ٌ أثيم ٌ أتاكم وهو معلــــــــــول

يا سيدي يا رسول الله خذ بيـــدي
فأنت غيث ٌ وفي الدارين مســـئول

وقد جنـــيت ُ ذنوبا أثقلت كتفي
فاشفع فأنت لنا المقصود والسؤل

صلـِّ عليـــــــه إلهي كلـــما تليت
في حفل مولده حــــــــــــــــم تنزيل

والا ل والصحب ِّ وألأتباع ما رحلت
للمصطفى في الدجى نوق ٌ مراســـــيل

والقطب والغوث والأبدال ما قرئت
إليك عني فقلبي اليوم مشغـــــــــول









*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=639482&goto=newpost)