الخاتون
17-06-2015, 09:00 PM
لطالما وما زلت ( أشعر ) أن القمر الرمضاني يهل قبل موعده بأيام عديدة وعديدة ، فيملأ بزوغه أرضنا حسناً وبهاء قبل التوقيت الرمضاني . تلك إضاءة مسبقة للنفوس وتهيئة لها بغبطة شفافة وبالحنين والشوق والشعور بالبركة والرحمة المتنزلة من السماء على الكون الاجتماعي .يغيرنا رمضان قبل دخوله ، إنه مثل مواعيد الأحباب التي تفرض وجودها قبل حصولها الحقيقي فتنضج النفوس ولهاً وتحفزا من فرط التشوق إليها .هذا التغيير في سمة الكون وفي الشعور هو خروج من زمن إلى زمن .. من الزمن العادي اليومي الروتيني الدنيوي إلى الزمن العبادي .هل كنا سنكون أكثر جودا للآخر وأكثر شعورا بالواجب الاجتماعي لولا هذه الإضاءة المسبقة والشعور الروحاني بالتغيير من حالة إلى حالة .الحب لرمضان مختزن فينا منذ الطفولة ، وهو يصحو ويتجدد بالإطلالة الهلالية الجميلة على عالمنا الذي تعب من نفسه وماديته وتكرار لون حياته .أولئك الصغار لم يكبروا حين يتعلق الأمر برمضان . إنهم ينظرون إليه بالبراءة الأولى وغمرة الفرح المبكر بطقوسه ورائحته وتجمعاته العائلية ونوعية ليله المختلف .لم يكبروا أبدا وهم يرقبون أنفسهم يتغيرون في محطته العبادية ويعيشون حلاوة لحظاتها وهي تنتشر على مدى الشهر .يسقط شعاع الهلال القادم قبل موعده على هذا الحب الطفولي وتشوقاته لتكتسي التجربة تكاملات انتظاراتها وتحققاتها .