تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ...بداية ..



حواليكم
25-06-2015, 11:40 AM
قبيل الصمت نصمت وبعد الحديث نتحدث ، فلا نصمت ؟ ولا نتحدث ؟ فما بقيّ اذن لنفعله ! وما بين هذا وذاك تضيع مساحات شاسعة منا .

اعذروا عقلي على كما قد يكتب وأرجو أن تتفهموا أنه رغم حبه للبساطة إلا أنه مملوء بالتعقيد والفلسفة والطرق الملتوية ، فهل هذا طبيعة في التكوين البشري أم أنها صفة مكتسبة ؟

سأشارككم صمت لساني وحديث عقلي هذا على أن تشاركوني حديث عقولكم وألسنتكم على حد سواء ، فلسان بلا عقل يتحدث تلك مصيبة وخطب جلل أعاذنا الله وإياكم من لسان لا يعقل !

نتصفح الكتب ربما نتحسر تارة ، نبكي أخرى ونقيم فرحا تارة أخرى يسوقنا الكاتب في مشاعرنا واحاسيسنا وقد يختطفنا كليا فنغيب عن الدنيا لنعود أكثر وعيا وإدراك أو ربما أكثر هشاشة وتكسرا .

فماذا يفكر كل كاتب حين يكتب ؟ ما هدفه ؟ على أي شكل سيكتب ؟ متى يكتب ؟ وأين يكتب ؟ ولمن يكنب ؟ وفيما يكتب ؟ وكيفما يكتب ؟ وهل يعيش حياته مثلما نعيشها نحن ؟ هل تُصيبه المتعة والحماس أم الخيبة والأسى بعد ما ينظر إلى ما كتب ؟
يروق لي أن أسائل نفسي أحيانا بتلك وبغيرها لعلي أصل إلى الحقيقة وربما أصل إليها أو قريب منها ولكنني أظل عائمة فيها ، لا أدري كيف لم تُغرقني بعد ؟!

قرأتم وقرأوا وقرأنا ربما أو بالتأكيد كتاب البؤساء أو الآمال الكبيرة أو كوخ العم توم أو الأرض الطيبة ، جميعها روايات ولكن بغض النظر عن الشكل والقالب فهل نجحت في ايصال المضمون ؟
وما الرواية أصلا ؟ وهل تنشر فكرة وتزرع عبرة ؟ قصة طويلة جدا جدا نعلم ذلك جيدا ولكن ما بداخلها هو الاهم .

منذ بضعة أيام آخرها كان بالأمس أنهيت قراءة مجموعة من كتب الكاتب سمير الجندي وكتاب ثلاثية غرناطة وكان الختام بالعبيد الجدد ، هل أخطأت الاختيار ؟ نعم وربما بدأ شعور بالندم يتسلل بداخلي رويدا رويدا ولأنني لا أريد أن أنكر بعض من لحظات الاستماع بين سطور أحدها سأقول أنه راقني أن أخوض القدس وأبوابها وطرقها وأعيش مع شعبها معك يا سمير ... ولكن انتظر البقية ، وكم سررتُ أنني امتلكت منزلاً من طوب وقرميد وفي الوسط ساحة صغيرة على يمينه مصطبة صغيرة زرعت فيها ورد دمشقي وخزامى وياسمين وفي المساء ما أسعدني أنا بذلك المساء وجدتي تحكي لي عن غرناطة وقرطبة وأنا آكل بنهم برتقال من مزرعة جدي وأقف على شرفة تطل على الطريق لأراقب عمي أبو صالح وهو يبدا عمله بين الكتب ، عشتُ حياة أخرى معك يا رضوى في ثلاثيتك بنيتُ لي بيتاً وصار عندي حديقة صغيرة ويرسلني جدي كل يوم لأتعلم قائلا " حفيدتي مختلفة عن مثيلاتها انها من عالمات غرناطة " ببساطة عشت حقبة تاريخية منسية أو متناساة .، جربت حزنها وسعادة أهلها وأعدت بذاكرتي بعض مما قرأت عن الاندلس وتاريخها ولكن .. انتظري البقية .

تذكرتُ رواية مزرعة الحيوان وكيف جسدت ملامحنا حالياً على أكمل وجه رغم اختلاف الانواع ولكن ما يضير اختلاف النوع إن كانت الافعال في بعض الاحيان وربما معظمها متشابه كل هذا أتى ببالي وانا أقرأ العبيد الجديد أحداث أقرب للواقع منه من الخيال يا ياسر ولكن لو أنك ..
سأقول لكم
أسرفتم والجميع يُسرف وكلنا وكل عربي يُسرف في التفاصيل الغير مهمة ومهملاً التفاصيل المهمة فما عاد للمعنى معنى ، وكأننا وكأنكم تبحثون عن شيء ما لتسكبوا فيه ما بدواخلكم وما وجدتم غير الكلمات ، أخطأتم الاختيار فالكلمات خُلقت لأعظم من أن تسكبوا فيها تلك التفاصيل الغير مهمة ، ونجعل من الصغير عظيما ! صدقاً بعض التفاصيل ما كنتم بحاجة لذكرها وما كنا نرغب بسماعها .

لم تكونوا أنتم الثلاثة وغيركم كثير إلا رائعين في سطور وتطفئون جذوة توقدها في أخرى ، فهل كنتم ترجون أمراً أم سقطت سهواً بين أيديكم كما هو متعارف بينكم ؟

تخمرتْ قناعة في فكري أحاول بعض الأحيان تغييرها وأحياناً أخرى أغرف ما يكفي من الخميرة لتنمو أكبر فأكبر ، ضعنا متى ما ضاعت حروفنا روحاً عقلاً قلباً وطناً وشعباً اشتركنا في الضياع جميعنا وجسدنا الصواب والخطأ فينا في ذات الجسد ، نمتدح أنفسنا إذا ما أصبنا ونلومنا على الخطأ ولكن ما يُثبت غير هذا هو أننا اختلفنا في " نحن " هذه و " نا " تلك وصيرناها " انتم " و "هم" ، أخبرتكم ضعنا متى ما ضاعت حروفنا ، وفي أقصى الغرب هناك ضاعوا كمثلنا عندما اضاعوا نمط حروف حياتهم وصيروها بين الغناء والجواري والمال والسلطة ، نحن نشبهم ولكن المختلف ما بيننا أنهم رفعوا اللغة والأدب قليلاً عن ضياعهم اقول قليلاً في حين أننا لا اقول أنزلناه وإنما هوينا باللغة والادب عميقا إلى الأسفل بضياعنا وفي ضياعنا .

لا أوقن بصحة قولي ولا بخطئه كذلك ورغم انني أُفضل أن أكون الحالتين في آن الوقت لأستبين الصواب ولأقوم الخطأ ، فهل تبخلون علي بقليل من الصواب والخطأ ؟!



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=643210&goto=newpost)