حواليكم
29-06-2015, 03:04 PM
لا أدري ما آلمّ بي اليوم وشيء ثقيل برأسي يرهقني حتى لكاد أن ينفجر ، هل هي بوادر حمى ؟ أم أنني نسيتُ شيء ملح ؟
أضغط بكفي على رأسي لتخفيف ألمي حنى خفتُ أن ينسحق تحت وطأة الضغط الشديد ، هل أبكي ألماً أم أبكي لشيء آخر ؟ التفتُ إليها لعلها تحكي لي شيئاً أهملته فعاد يُعاقبني بهذه الطريقة ، وتقترب مني لتربتَ على كتفي و تحضنني لتخفف عني وقبيل ان تقترب رنّ هاتفي ، خيراً إن شاء .
صُعقتُ عندما رأيت اسمه على شاشتي وخيّل إليّ ساعتها أني فقدتُ احساسي بالحياة وبقيتُ جامدة ، أهذا الذي كان يؤرقني منذ الصباح وغرقتُ في بحر أمواجه في تصاعد وانخفاض وما عادت سفينتي لرشدها إلا عندما هزتني برفق وأخذتْ تُلح بعينيها ان أستفيق وما تنفع استفاقتي وعقلي وقلبي شاردان وقبل أن أُجيب تمتمتُ : " الأموات لا يتكلمون ، الأموات لا يتصلون ! "
- أكان عليّ الانتظار طويلا حتى ترديّ عليّ ، أم أنكِ كنتِ مشغولة كما هي العادة دوماً.
وتضعضعت روحي وغاص قلبي بعيداً في الأعماق ، أحقاً هو ؟
- أ أنت أنت؟ أم أنني واهمة أحلم ؟
- هل تنكري أنني أنا أم أنكِ لا تريدين أن تُصدقي أنني أنا ؟
- قبل سنة من الآن ...
قاطعني :
- أنني أنا نفسي اليوم وغداً وقبل سنة من الآن .
- وتغيب سنة وتعود لتُثير ما قد جاهدنا جميعنا لنبقيه هادئاً مخافة أن يقتلنا .
- ألستِ سعيدة بعودتي إذا ؟
- لا
- هكذا إذا ، كل شيء يضيع مع الرحيل ، هل كنتُ أصدقكِ لو قلتِ هذا قبل سنة
من الآن ؟
- لا يهم ، أنا اليوم غير تلك التي عرفتها بالأمس وسنة مضت وأخرى ستأتي وجميعنا سيرحل ونضيع .
- صراحة أقولها لكِ توقعتُ أن تُقيمي عرساً الآن بعودتي ولكن أرى عكس ذلك ، هل تغير شيء ؟
- لا أبداً لم يتغير ولكن هي سنة قد مضت .
- لو تعلمين أنكِ أول شخص اتصل به بعد خروجي من السجن ، أمي ولم أتصل بها ، وانظري كيف تُعاملينني ؟
- ما أقسى قلبك ، أو بخلتَ عليها بصوتك وهي اكرمتك دموعا وأنيناً وسهراً وحنيناً .
- أمي وأنتِ في وطن روحي سواء .
- يا دكتور أُحدثك عن أمك وليس عني ، هي مَن أسكنتك في روحها خمس وثلاثين سنة صحيح ؟
- نعم ولكن ...
- وأطعمتك من قلبها الكثير وبعد هذا تضن عليها بصوتك ؟ ما أقبح فعلك، ولأنعش ذاكرتك قليلاً، أنا ما عرفتك إلا قبل سنة من الآن وما كنتُ لأعرفك لولا أن الهدف كان واحد لكلينا أو بالأصح أجزاء منه تتشابه وهي عرفتك طول سنيّ عمرك .
- أنا المُخطئ صرتُ الان ، شكراً لفرح ظننتُ أنني سألقيه بقلبك ، خاب ظني واربكتني بحديثك ، كنا مجرد نص اذا وكنتِ تعملين على الانتهاء منه سريعاً وأنا كنتُ اعمل لأشياء أخرى أظنها اجمل مما تعملينه انتِ .
- اعترفتَ قبل قليل أنك مخطئ ، قد أصبتَ هذه المرة .
- أتفعلين هذا بي ؟ هي مجرد سنة فما يكون حالكِ لو كثُرت السنين .
- يا دكتور ، كنا نعمل وما زلنا نعمل وفي العمل كل شيء يتغير .
- أظنك تقصدين بقولك مصالح وأدوات مؤقتة لتنفيذ ما تريدينه ، فسحقاً لقلبي حينما ابتلى بكِ .
- يا دكتور أظن أنني قلتُ أننا في العمل وليس في أي مكان آخر .
- فهمتُ ، تُكثرين من قول دكتور أيضاً فهل نسيت اسمي ؟
- وفي العمل كل شيء يبقى فيه ولا يتعدى نطاقه.
- ترسمين حدود وهمية حول العمل ، وما كان العمل سواء هدف نبيل ليسرنا ويبني أنفسنا وديارنا وها أنتِ تقتلينني به .
- هل لي بسؤال إن سمحت ؟
- تغيرين الموضوع ولكن هذا أفضل ، تفضلِ ؟
- ألم تكن الرصاصة التي أصابتك قاتلة أم أنها لم تُصبك لتقتلك ؟
- يا إلهي وتتمنين موتي أيضاً ، أو نسيتِ ما حدث ؟
- قد كتب الله لنا عمراً جديداً
- ضحيتُ بنفسي لأنقذك من رصاصة غادرة ، اتسمعين لقد بعتُ حياتي لأجلك ؟
- ما طلبتُ منك أن تفعل ذلك .
- إن كنتُ لم أمتْ على آثر تلك الرصاصة سأموت الآن بوقع كلماتك ، كيف لم أرى إلا أنتِ ؟
- وسجنوك ؟
- نعم و ...
- أساموك العذاب ؟
- لا ولكن ..
- إذا ما سجنوك أصلاً .
- توقفي عن مقاطعتي واسمعي القصة ...
- إن سمحت اختصرها فبعض القصص وحتى إن قصُرت فلا تزال مملة .
- ربي لطفك بي ، تعلمين أنني طبيب وإن لي القليل القليل من التقدير في جامعاتهم وخاصة تلك التي تخرجتُ منها وهذا سبب والله تعالى مدبر الاسباب والحلول وارزاق الحياة ، فما إن تعرفوا على هويتي إلا وقد تكفلوا بالعناية بي وبعد ستة أشهر من السجن والمهانة والاضطهاد من قبل السجانين والجنود وما كانوا ليفرجوا عني لولا رحمة من الله ألقها لي ومن ثم تضحية من مجموعة من زملائي من نوعهم ، أُدخلتُ المستشفى بعد تلك الستة الأشهر ولله الحمد بعد الرعاية الطبية بدأت حالتي بالاستقرار ورغم انني كنتُ في المستشفى إلا أنني كنتُ سجين لديهم حتى أُطلق سراحي قبل شهر .
- ورغم هذا وذاك لم تفقد قدرتكَ على السرد .
- بالله عليك إن لم تجدِ شيئاً لطيفاً لتقوليه فلا توجعيني بكل حديثك هذا .
- شيء لطيف ؟!
ولذاكرة بقية ....
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=643370&goto=newpost)
أضغط بكفي على رأسي لتخفيف ألمي حنى خفتُ أن ينسحق تحت وطأة الضغط الشديد ، هل أبكي ألماً أم أبكي لشيء آخر ؟ التفتُ إليها لعلها تحكي لي شيئاً أهملته فعاد يُعاقبني بهذه الطريقة ، وتقترب مني لتربتَ على كتفي و تحضنني لتخفف عني وقبيل ان تقترب رنّ هاتفي ، خيراً إن شاء .
صُعقتُ عندما رأيت اسمه على شاشتي وخيّل إليّ ساعتها أني فقدتُ احساسي بالحياة وبقيتُ جامدة ، أهذا الذي كان يؤرقني منذ الصباح وغرقتُ في بحر أمواجه في تصاعد وانخفاض وما عادت سفينتي لرشدها إلا عندما هزتني برفق وأخذتْ تُلح بعينيها ان أستفيق وما تنفع استفاقتي وعقلي وقلبي شاردان وقبل أن أُجيب تمتمتُ : " الأموات لا يتكلمون ، الأموات لا يتصلون ! "
- أكان عليّ الانتظار طويلا حتى ترديّ عليّ ، أم أنكِ كنتِ مشغولة كما هي العادة دوماً.
وتضعضعت روحي وغاص قلبي بعيداً في الأعماق ، أحقاً هو ؟
- أ أنت أنت؟ أم أنني واهمة أحلم ؟
- هل تنكري أنني أنا أم أنكِ لا تريدين أن تُصدقي أنني أنا ؟
- قبل سنة من الآن ...
قاطعني :
- أنني أنا نفسي اليوم وغداً وقبل سنة من الآن .
- وتغيب سنة وتعود لتُثير ما قد جاهدنا جميعنا لنبقيه هادئاً مخافة أن يقتلنا .
- ألستِ سعيدة بعودتي إذا ؟
- لا
- هكذا إذا ، كل شيء يضيع مع الرحيل ، هل كنتُ أصدقكِ لو قلتِ هذا قبل سنة
من الآن ؟
- لا يهم ، أنا اليوم غير تلك التي عرفتها بالأمس وسنة مضت وأخرى ستأتي وجميعنا سيرحل ونضيع .
- صراحة أقولها لكِ توقعتُ أن تُقيمي عرساً الآن بعودتي ولكن أرى عكس ذلك ، هل تغير شيء ؟
- لا أبداً لم يتغير ولكن هي سنة قد مضت .
- لو تعلمين أنكِ أول شخص اتصل به بعد خروجي من السجن ، أمي ولم أتصل بها ، وانظري كيف تُعاملينني ؟
- ما أقسى قلبك ، أو بخلتَ عليها بصوتك وهي اكرمتك دموعا وأنيناً وسهراً وحنيناً .
- أمي وأنتِ في وطن روحي سواء .
- يا دكتور أُحدثك عن أمك وليس عني ، هي مَن أسكنتك في روحها خمس وثلاثين سنة صحيح ؟
- نعم ولكن ...
- وأطعمتك من قلبها الكثير وبعد هذا تضن عليها بصوتك ؟ ما أقبح فعلك، ولأنعش ذاكرتك قليلاً، أنا ما عرفتك إلا قبل سنة من الآن وما كنتُ لأعرفك لولا أن الهدف كان واحد لكلينا أو بالأصح أجزاء منه تتشابه وهي عرفتك طول سنيّ عمرك .
- أنا المُخطئ صرتُ الان ، شكراً لفرح ظننتُ أنني سألقيه بقلبك ، خاب ظني واربكتني بحديثك ، كنا مجرد نص اذا وكنتِ تعملين على الانتهاء منه سريعاً وأنا كنتُ اعمل لأشياء أخرى أظنها اجمل مما تعملينه انتِ .
- اعترفتَ قبل قليل أنك مخطئ ، قد أصبتَ هذه المرة .
- أتفعلين هذا بي ؟ هي مجرد سنة فما يكون حالكِ لو كثُرت السنين .
- يا دكتور ، كنا نعمل وما زلنا نعمل وفي العمل كل شيء يتغير .
- أظنك تقصدين بقولك مصالح وأدوات مؤقتة لتنفيذ ما تريدينه ، فسحقاً لقلبي حينما ابتلى بكِ .
- يا دكتور أظن أنني قلتُ أننا في العمل وليس في أي مكان آخر .
- فهمتُ ، تُكثرين من قول دكتور أيضاً فهل نسيت اسمي ؟
- وفي العمل كل شيء يبقى فيه ولا يتعدى نطاقه.
- ترسمين حدود وهمية حول العمل ، وما كان العمل سواء هدف نبيل ليسرنا ويبني أنفسنا وديارنا وها أنتِ تقتلينني به .
- هل لي بسؤال إن سمحت ؟
- تغيرين الموضوع ولكن هذا أفضل ، تفضلِ ؟
- ألم تكن الرصاصة التي أصابتك قاتلة أم أنها لم تُصبك لتقتلك ؟
- يا إلهي وتتمنين موتي أيضاً ، أو نسيتِ ما حدث ؟
- قد كتب الله لنا عمراً جديداً
- ضحيتُ بنفسي لأنقذك من رصاصة غادرة ، اتسمعين لقد بعتُ حياتي لأجلك ؟
- ما طلبتُ منك أن تفعل ذلك .
- إن كنتُ لم أمتْ على آثر تلك الرصاصة سأموت الآن بوقع كلماتك ، كيف لم أرى إلا أنتِ ؟
- وسجنوك ؟
- نعم و ...
- أساموك العذاب ؟
- لا ولكن ..
- إذا ما سجنوك أصلاً .
- توقفي عن مقاطعتي واسمعي القصة ...
- إن سمحت اختصرها فبعض القصص وحتى إن قصُرت فلا تزال مملة .
- ربي لطفك بي ، تعلمين أنني طبيب وإن لي القليل القليل من التقدير في جامعاتهم وخاصة تلك التي تخرجتُ منها وهذا سبب والله تعالى مدبر الاسباب والحلول وارزاق الحياة ، فما إن تعرفوا على هويتي إلا وقد تكفلوا بالعناية بي وبعد ستة أشهر من السجن والمهانة والاضطهاد من قبل السجانين والجنود وما كانوا ليفرجوا عني لولا رحمة من الله ألقها لي ومن ثم تضحية من مجموعة من زملائي من نوعهم ، أُدخلتُ المستشفى بعد تلك الستة الأشهر ولله الحمد بعد الرعاية الطبية بدأت حالتي بالاستقرار ورغم انني كنتُ في المستشفى إلا أنني كنتُ سجين لديهم حتى أُطلق سراحي قبل شهر .
- ورغم هذا وذاك لم تفقد قدرتكَ على السرد .
- بالله عليك إن لم تجدِ شيئاً لطيفاً لتقوليه فلا توجعيني بكل حديثك هذا .
- شيء لطيف ؟!
ولذاكرة بقية ....
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=643370&goto=newpost)