المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انسانيات الإسلام - التسامح والزهد في الانتقام



حواليكم
29-06-2015, 03:04 PM
الحروب في الاسلام استثناء وشذوذ عن القاعدة ولهذا لابدأن تخضع لأكثر الآداب وتكون في أضيق الحدود ومن المعروف أن الرسول صلى الله عليهوسلم قد قبل صلح الحديبية على ما فيه من شروط مجحفة تلافيا للحرب كما أنه دخل مكةفاتحا بعفو شامل عن الذين سعوا لقتله وشنوا عليه الحروب وعذبوا أصحابه أشد التعذيبمدة ثلاثة عشر عاما في مكة ثم في المدينة المنورة .وتدلنا سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم على عظيمعفوه وتسامحه وزهده في الانتقام سواء في السلم أو الحرب وكانت هذه الاخلاق النبويةالعظيمة روحا انسابت في قلوب اتباعه ونفوسهم، في حربهم وسلمهم على السواء فمع أنالخلافات أو الحروب مظنة اللاإنسانية والسلوكيات المدمرة اللاأخلاقية إلا أن سموالإسلام المتجسد في سلوكيات الرسول وصحابته قد قدم للبشرية نموذجا جديدا يفتح أمامالإنسانية آفاقا رائعة للتفاهم الإنساني والسمو الأخلاقي .وقد تجلت الروح الإنسانية في الإسلام في الجندي والمقاتلالمسلم متمثلة في التزامه بشرطين :اولهما : التزامه بالتحصن بالنزعة الإنسانية الأخلاقيةالمشبعة بالنية الحسنة التي تجعل جهاده للرغبة في الدفاع عن الدين والحق وليسللبحث عن الغنائم أو لمجرد القتل والانتقام .ثانيهما : التزامه بأن يطبق أثناء القتال صيغتي الجهاداللتين يأمر بهما الدين (الجهاد الأصغر ) الذي يجعله على استعداد للتضحية بنفسه فيسبيل القضية والحقيقة ، ( والجهاد الأكبر ) الباطني الذي يلزمه بكظم غيظه وكبتغرائزه ومقاتله عدوه بعدل .قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين للهشهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقواالله إن الله خبير بما تعملون ) فهذه الآية تحدد وتختصر التشريع الإسلامي الخاصبالقتال برمته فليس بوسع قائد الجيش ولا الجندي على حدته أن يتجاهلا القواعدالإنسانية التي فرضها التنزيل مثل تحديد العدو وتعيين الشكليات التي تسبق بدءالمعركة وتقرير المعاملة الواجب اتباعها نحو المغلوبين مقاتلين كانوا او مدنيينوتنظيم قسمة الغنائم الحرب .وكذلك حظر أعمال التعذيب التي لا طائل تحتها وتحريمالافراط والتجاوز وحماية الأعداء العزل وغير المحاربين والمحافظة على الأموالوالممتلكات .وهكذا سلما أو حربا وفاقا أو اتفاقا يضع الإسلام قوانينعادلة رحيمة مع الأعداء بدون تدمير أو ظلم أو إبادة أو انتقام فالقران يهدي للتيهي أقوم والرسول صلى الله عليه وسلم ابتعث رحمة للعالم كله مسلمة وغير مسلمة .أمااعدائنا في القديم والحديث في حروبهم الصليبية القديمة وفي استعبادهم لنا باسمالاستعمار الحديث خلال القرون الثلاثة


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=643369&goto=newpost)