حواليكم
30-06-2015, 12:23 PM
- وعموماً ما فعلت ِ أقصد ما فعلتم بعدي ؟
- أقمنا العزاء طبعاً .
- وتقولينها ببساطة !
- وكيف نُزخرف معاني الموت يا دكتور ؟
- أخبريني صديقي أن هناك شخصان ما قاما بواجب العزاء ، فقد كان في القلب موعد للقاء قريب .
- حقاً وقبل وقليل قلتَ أنني أول شخص تكلمه .
- صديقي الطبيب عمر أظنكِ تعرفينه ؟ جعل نفسه مسؤولاً عني خلال الفترة التي انقضت .
- صديقك ذو الجرح الغائر على جبينه ؟
- نعم ، تذكرين كل التفاصيل ما عدا تفاصيل وقتنا معاً ؟
- اذا ...
- لم أُكمل حديثي ، كنتِ أنتِ وأمي الشخصان اللذان لم يقيما العزاء وأنا أرى الآن منكِ أنكِ قد أقمتِ الواجب على أكمل وجهه ، لا وبل أفرط فيه .
- كنتُ مخطئة ربما .
- لم أعرف عنكِ إلا شيئاً يسيراً ، أنتِ كتاب إطاره جلدي سميك وأقفاله حديدية ، لذلك كل شيء تكتمينه ولا تظهرينه وإن علم أحد ما شيء يسيرا عنكِ تُسارعين إلى تمزيق ورقتكِ منه وتعودي لتُقفلي الكتاب ، أتُعاقبين قلبكِ أم تُعاقبين نفسكِ ؟
- جميل أن يكون الانسان كتاب مغلق ، فالكتاب المفتوح سريع ما يتمزق سهل ما يتكسر وبسيط أن يُرمى ويُستبدل .
- مخطئة ...
- وضعتها في درج مكتبك .
- ما هي ؟
- الرواية
- وانا مكتبي لم يدخله أحد غيري منذ سبع سنين وما سمحت لأحد بدخوله وتقولين أنكِ وضعته في درج مكتبي !
- اعتذر إن اخترقتُ شيئاً منك ولكن أختك قالت لا طاقة لي بأن أرى شيء يتعلق به ضعيها في مكتبه .
- أ أنهيتها ؟
- اعتذر أيضاً ما كنتُ راغبة أن أنتهي منها لوحدي وهي مشروع كنا نعمل فيه معاً ولكن لجاجة الطلب من الجميع أفقدتني قدرتي على الرفض .
- ستُنشر باسمك اذا .
- لا أقبلها وأرفض ذلك ، مثلما سكبتَ فيها من قلمك فعلتُ أنا واسمك يدون عليها قبلي
- والعزاء ؟!
- ما به أظنه انقضى أم تريد أن نُقيم آخر ؟
- لما لم تقيمه ؟
- أخبرتكَ كنتُ مخطئة .
- تحدثِ أخبريني .
- تركتني بدون أن تُشيع قلبي لقبري وتطلب مني أن أقيم العزاء لك ، بي قليل من الكبرياء لو تعلم .
- بل كثير منه ، وبحتِ أخيراً ، إذا لا تُنكرين شيئاً !
- بلى كل شيء أنكره وأُبرئ نفسي من كل ما تظنه أو ظننته .
- لا تعذبيني وتعذبي نفسك .
- لا أفعل وأحمد الله تعلى على أنني وضعتُ حملاً ثقيلاً كنتُ أجرجره ورائي طوال سنة كاملة .
- أكانت ذكراي حملاً ثقيلاً أم ذنب تضحيتي ؟
- كلاهما واكثر .
- تدفعين زورقي ليغرق في الوحدة والوحشة والحنين .
- لكم الدفة والشراع وانتم البحارة والقبطان فديروا الدفة وارفعوا الشراع وامضوا كما تمضي بقية الزوارق .
- وبعد هذا
- لا يوجد حديث
- بلى يوجد الكثير ولكنكِ تخافين خروجه منكِ لكيلا تفقدين المعنى ، أولا تعلمين أن ليس للإنسان معنى إن لم يشعر ، إن لم يبح وينطق بما يعتلج بداخله وينغلق به قلبه وتفكر به روحه .
- علمك السجن الكثير ، صرتَ حكيماً
- عدنا لحديثك الفظ .
- أفي الحق شك ؟
- سمعتُ من صديقي أنكِ تأذيتِ رغم كل شيء ، فهل عدتِ بخير ؟
- وهل كل شيء تسمعه تُصدقه يا حكيم ، وصديقك هذا ثرثار بعكس ما هو شائع لدى الاطباء .
- ترفق ِ بي ، و لا تُنكري أنتِ تشاركيننا الطب أيضاً صحيح ؟
- ولله الحمد .
- أخيراً رُزقتِ القناعة ، أخبرتكِ أن الطب يحتاجك كما أنك تحتاجي الطب لتُعالجي كتابكِ بجراحة تُعيد إليك وإليه قلبكِ .
- تحدثنا كثيراً يا دكتور .
- وتستثقلين الحديث معي أيضاً فماذا بقي ؟
- الوقت ثمن باهظ وأظنك تعلم ذلك فقد دفعت كثيرا في المدة الأخيرة .
- وتعودين للحديث بفظاظة ألا يتوب لسانك من مضايقتي ؟
- سلام وتحية أودعها عندك لأمك وأختك .
- ألن تأتي مرة أخرى ؟ أعلم أنكِ عاشقة لبلادي .
- وإن اتيت فلن آتي إلا لأسترجع ذاتي ونفسي منها .
- ما تمنحينه لا يمكن ان تُرجعيه بسهولة وبلادي ما إن تملك مثلك فلا سبيل لرجوعه أبداً .
- أنا استثناء .
- ولا يملك وطني أداة للاستثناء
- سأكون كل شيء فلا ضير في ذلك
- اذا لن تأتي فأنا سآتي لدي أعمال أريد أن أنهيها في صحيفتكم .
- أطلب الاستقالة اليوم .
- تتهربين مني أم من لقائي ؟
- الماضي مضى وما بقيّ فهو لماضٍ سيمضي مثل أخيه .
- ستموتين حزناً ووحدة وغربة وانتِ بيننا .
- خير لي من أن أذوق من الناس ما لا أحتمله أو أذيقهم ما لا يحتملونه أو يذيقوني ما لا يحتمله قلبي .
- لم أرى كل شيء فيكِ ، جميل حتى الجدال معك ؟
- بلغ سلامي يا دكتور
- ألن تقولي وداعاً أو شيئاً يشبهه ؟
- اعتذر عن كل تقصير قد تراه في ما كتبته واعتذر وان كان اعتذاري قد آتى متأخراً عن كل ازعاج قد جلبته لك .
- وداع راق للغاية ، أهذا كل شيء ؟ هل الوداع لديكِ يعني الاعتذار ؟
- هل أقول عمت مساء أم طبت صباحاً ؟
- أظنكِ بل وإنني أعتقد أنك تحفظين بلادي وقتاً وخريطة وجغرافيا وأهلاً وشعباً وأرضاً وسماء .
- اذا عمت مساء .
- ...
ولم أنتظره ليجيب أغلقتُ هاتفي ، ونظرتُ إليها وانفجرتْ عيناي بكاءَ وارتجف قلبي حنينا ً . ضمتني إليها فغفوتُ على أثر حمى سكنت فيّ .
انتهى ..
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=643419&goto=newpost)
- أقمنا العزاء طبعاً .
- وتقولينها ببساطة !
- وكيف نُزخرف معاني الموت يا دكتور ؟
- أخبريني صديقي أن هناك شخصان ما قاما بواجب العزاء ، فقد كان في القلب موعد للقاء قريب .
- حقاً وقبل وقليل قلتَ أنني أول شخص تكلمه .
- صديقي الطبيب عمر أظنكِ تعرفينه ؟ جعل نفسه مسؤولاً عني خلال الفترة التي انقضت .
- صديقك ذو الجرح الغائر على جبينه ؟
- نعم ، تذكرين كل التفاصيل ما عدا تفاصيل وقتنا معاً ؟
- اذا ...
- لم أُكمل حديثي ، كنتِ أنتِ وأمي الشخصان اللذان لم يقيما العزاء وأنا أرى الآن منكِ أنكِ قد أقمتِ الواجب على أكمل وجهه ، لا وبل أفرط فيه .
- كنتُ مخطئة ربما .
- لم أعرف عنكِ إلا شيئاً يسيراً ، أنتِ كتاب إطاره جلدي سميك وأقفاله حديدية ، لذلك كل شيء تكتمينه ولا تظهرينه وإن علم أحد ما شيء يسيرا عنكِ تُسارعين إلى تمزيق ورقتكِ منه وتعودي لتُقفلي الكتاب ، أتُعاقبين قلبكِ أم تُعاقبين نفسكِ ؟
- جميل أن يكون الانسان كتاب مغلق ، فالكتاب المفتوح سريع ما يتمزق سهل ما يتكسر وبسيط أن يُرمى ويُستبدل .
- مخطئة ...
- وضعتها في درج مكتبك .
- ما هي ؟
- الرواية
- وانا مكتبي لم يدخله أحد غيري منذ سبع سنين وما سمحت لأحد بدخوله وتقولين أنكِ وضعته في درج مكتبي !
- اعتذر إن اخترقتُ شيئاً منك ولكن أختك قالت لا طاقة لي بأن أرى شيء يتعلق به ضعيها في مكتبه .
- أ أنهيتها ؟
- اعتذر أيضاً ما كنتُ راغبة أن أنتهي منها لوحدي وهي مشروع كنا نعمل فيه معاً ولكن لجاجة الطلب من الجميع أفقدتني قدرتي على الرفض .
- ستُنشر باسمك اذا .
- لا أقبلها وأرفض ذلك ، مثلما سكبتَ فيها من قلمك فعلتُ أنا واسمك يدون عليها قبلي
- والعزاء ؟!
- ما به أظنه انقضى أم تريد أن نُقيم آخر ؟
- لما لم تقيمه ؟
- أخبرتكَ كنتُ مخطئة .
- تحدثِ أخبريني .
- تركتني بدون أن تُشيع قلبي لقبري وتطلب مني أن أقيم العزاء لك ، بي قليل من الكبرياء لو تعلم .
- بل كثير منه ، وبحتِ أخيراً ، إذا لا تُنكرين شيئاً !
- بلى كل شيء أنكره وأُبرئ نفسي من كل ما تظنه أو ظننته .
- لا تعذبيني وتعذبي نفسك .
- لا أفعل وأحمد الله تعلى على أنني وضعتُ حملاً ثقيلاً كنتُ أجرجره ورائي طوال سنة كاملة .
- أكانت ذكراي حملاً ثقيلاً أم ذنب تضحيتي ؟
- كلاهما واكثر .
- تدفعين زورقي ليغرق في الوحدة والوحشة والحنين .
- لكم الدفة والشراع وانتم البحارة والقبطان فديروا الدفة وارفعوا الشراع وامضوا كما تمضي بقية الزوارق .
- وبعد هذا
- لا يوجد حديث
- بلى يوجد الكثير ولكنكِ تخافين خروجه منكِ لكيلا تفقدين المعنى ، أولا تعلمين أن ليس للإنسان معنى إن لم يشعر ، إن لم يبح وينطق بما يعتلج بداخله وينغلق به قلبه وتفكر به روحه .
- علمك السجن الكثير ، صرتَ حكيماً
- عدنا لحديثك الفظ .
- أفي الحق شك ؟
- سمعتُ من صديقي أنكِ تأذيتِ رغم كل شيء ، فهل عدتِ بخير ؟
- وهل كل شيء تسمعه تُصدقه يا حكيم ، وصديقك هذا ثرثار بعكس ما هو شائع لدى الاطباء .
- ترفق ِ بي ، و لا تُنكري أنتِ تشاركيننا الطب أيضاً صحيح ؟
- ولله الحمد .
- أخيراً رُزقتِ القناعة ، أخبرتكِ أن الطب يحتاجك كما أنك تحتاجي الطب لتُعالجي كتابكِ بجراحة تُعيد إليك وإليه قلبكِ .
- تحدثنا كثيراً يا دكتور .
- وتستثقلين الحديث معي أيضاً فماذا بقي ؟
- الوقت ثمن باهظ وأظنك تعلم ذلك فقد دفعت كثيرا في المدة الأخيرة .
- وتعودين للحديث بفظاظة ألا يتوب لسانك من مضايقتي ؟
- سلام وتحية أودعها عندك لأمك وأختك .
- ألن تأتي مرة أخرى ؟ أعلم أنكِ عاشقة لبلادي .
- وإن اتيت فلن آتي إلا لأسترجع ذاتي ونفسي منها .
- ما تمنحينه لا يمكن ان تُرجعيه بسهولة وبلادي ما إن تملك مثلك فلا سبيل لرجوعه أبداً .
- أنا استثناء .
- ولا يملك وطني أداة للاستثناء
- سأكون كل شيء فلا ضير في ذلك
- اذا لن تأتي فأنا سآتي لدي أعمال أريد أن أنهيها في صحيفتكم .
- أطلب الاستقالة اليوم .
- تتهربين مني أم من لقائي ؟
- الماضي مضى وما بقيّ فهو لماضٍ سيمضي مثل أخيه .
- ستموتين حزناً ووحدة وغربة وانتِ بيننا .
- خير لي من أن أذوق من الناس ما لا أحتمله أو أذيقهم ما لا يحتملونه أو يذيقوني ما لا يحتمله قلبي .
- لم أرى كل شيء فيكِ ، جميل حتى الجدال معك ؟
- بلغ سلامي يا دكتور
- ألن تقولي وداعاً أو شيئاً يشبهه ؟
- اعتذر عن كل تقصير قد تراه في ما كتبته واعتذر وان كان اعتذاري قد آتى متأخراً عن كل ازعاج قد جلبته لك .
- وداع راق للغاية ، أهذا كل شيء ؟ هل الوداع لديكِ يعني الاعتذار ؟
- هل أقول عمت مساء أم طبت صباحاً ؟
- أظنكِ بل وإنني أعتقد أنك تحفظين بلادي وقتاً وخريطة وجغرافيا وأهلاً وشعباً وأرضاً وسماء .
- اذا عمت مساء .
- ...
ولم أنتظره ليجيب أغلقتُ هاتفي ، ونظرتُ إليها وانفجرتْ عيناي بكاءَ وارتجف قلبي حنينا ً . ضمتني إليها فغفوتُ على أثر حمى سكنت فيّ .
انتهى ..
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=643419&goto=newpost)