المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ....



حواليكم
28-07-2015, 01:00 PM
ماذا علي أن أفعل بكل هذه الأوراق ما إن اصنف مجموعة حتى تظهر لي أخرى ، أهو الفرح يعميني حتى ما عدت أرغب بالنظام وأنا المهووس دوما بالنظام ، أم هو حزن أراد عرقلة المسير فصيرني ضائعاً ؟ .

وأنا أرتب عشر سنين مضت هنا غربة ووحشة وغيابا ، وأودع كل أقاربها في صناديق عزمتُ الا أفتحها ، وإذا بي أجد كتاباً شاحب لونه ، جاف حبره وآل إلى الفناء ، حملته برفق كأم فقدت صغيرها وتحمله وهي تهمس لمن حولها بأن يصمتوا فصغيرها نائم ، خشية أن يلفظ ما بقي من حروفه على يدي فأقضي ما بقي من ليال هنا متشحا بالسواد ، فما مغادرة الصديق إلا كمثل تاجر باع سلعة عزيزة بمبلغ بخس ، فأي عدالة هذه التي تجعل الاحجار تتساوى بالنفيس من المعادن ؟

وأنا أحمله براحتي ، اتشمم عبق الذكريات وأستعيد أطياف ما تبقى لي منها ، فأين يا ترى شاهدتك يا .... ؟ عذرا لم تخبريني باسمك بعد .. حسنا يا حنين ، اسمك يحمل نغما عذبا غريبا وكأني سمعته من قبل ، يروق لي الاصغاء إلى ما تقوله الكتب أنا غريب أجل ولكن أنا أقل غرابة مِن الذي لا يحمل مكتبه كتابا .
أضعه على الطاولة وأفرّغ المكان من فوضى الأوراق المبعثرة لأستغرق في حوار لذيذ لا يصدني عنه لا معدتي ولا نفسي فلآكل إذن إلى حد الامتلاء .

وأنا أُريح جسدا أنهكه الزمن ، ورجعتُ عشر سنين إلى الوراء وبداخلي ذلك الحلم الذي تألق حتى ضج الجسد بضرورة ، فها أنا ولله الحمد كما كنت ولكن الفرق الوحيد بين هذه السنوات هي أنني قد صرتُ الحلم .

بسم الله ابتدئ الصفحة الأولى وإذا بي أشعر بالموت ، وهل هناك فرق بين الشعور بالموت وبين تذوقه ؟ أليس الأمر سيان ؟ ولكن ربما أقول ربما الشعور لا أرض له إلا في سطور الكتّاب ، عشر سنوات أجل ولكن مُحال أن تصيرني حكيما متأملا !
بخط منمق كُتب
" إلى المرض المزمن الذي لم يجد ديار إلا بين قلبينا
إلى العلم المرفرف الذي يأبى إلا الوطن بسماءه محلقا
إلى الكتاب المتكوم على نفسه طيلة الشتاء بحثا عن الحلم ..
إليك هذا الكتاب حلما يُجدد أحلامنا "

أيذكرني الخط بشخص معين ؟ ، لمَ دائما الخط يُذكر الأشخاص ولكن الأشخاص لا يتذكرون الخط وتفاصيله !
لا يوجد توقيع ، تلميح أي شيء آخر غير هذه الحروف لأستدل لشيء ... إن قلبي يريد أن يمضي لوحده لا يريد الإكمال يأبى الاستماع إلي ، أ أمنعني فأُفرحه ؟ أم أمنعه فأحزن ؟ وما الحزن ؟ ألم البسه عشر سنين وخمس عليها ؟ إذا يا قلبي ارتقِ فما عاد حزنك يحطمني ، يكسرني ، ينثرني مع الرياح ، أتسمعني ؟ إنني الحاكم وحاكم ظالم أُذيق الرعية ما يؤذيني ولا يؤذيهم ، فأعرني الصمت إن تسمح ..

أ أُكمل القراءة أم اتوقف وانتظر ذكريات تأتي إلي ؟ ، إنه الخوف والترقب مرة أخرى ، فهل عاد أحقا هل عاد ؟
صفحة اتت بها نوع من الخضرة الجميلة ، أعني آثار من الخضرة الجميلة .. كانت هنا شجرة وهنا بيت وهنا بستان تفاح والبئر والبحر والسماء .
ماذا أقول أهي الذكريات حقا ؟ أتعود بسرعة وتمضي بسرعة ، اذا سأمتهن الصيد سأرمي شباكي وأجعلها تجرني فأمضي سريعا إليها ولن تأتي هي إلي كما جرت العادة أن تقول .
وفي أسفل الصفحة قد كُتب
" كلنا أميون ، لا احد يستطيع القراءة ، إلا من قرأ الطبيعية " ، وكيف تُقرأ الطبيعة ؟ طوال عمري وأنا مشغول بالترجمة وفاتني أن أقرأ !



ولحبر القلم بقية ...



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=644582&goto=newpost)